مجلة الرسالة/العدد 867/القصص

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 867/القصص

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 02 - 1950



خداع امرأة

للأستاذ كامل محمود حبيب

وقف الفتى (عز الدين) يجفف عبراته المهراقة من أثر الأسى الذي تدفق في طوايا قلبه عاصفاً عاصفاً، يقض مضجعه ويهيج من أشجانه ويتغلغل في ثنايا حياته قلقاً واضطراباً يزعزع كيانه ويهد من قوته. . . الأسى الذي أحسَّ به أول مرة في حياته حين وجد فقد أمه الشابة، وحين رآها مسجاة في كفن، وحين شهدها وهي تتوارى إلى الأبد في رمس، وحين ارتد إلى الدار - آخر الليل فألفاها خاوية من الحنان خالية من العطف ما فيها سوى رجل واحد يجوس خلالها في جيرة وقلق، وعلى وجهة سمات الهم والضيق، مفزعاً ما تهدأ نزعته، تسكن حرقته. واقترب الفتى من أبيه ولصق الأب بابنه، ورانت عليهما صدمة المصيبة ووحشة المكان، وعقد الحزن لسانيهما ولكن العبرات تحدثت حديثاً طويلاً ما ينساه الفتى الشاب أبداً.

وقف الفتى (عز الدين) يجفف عبراته المهراقة وقد أشكل عليه الأمر واختلطت الحال، فأمامه حقيبة مفتوحة، وإلى جانبها ثياب متناثرة هنا وهناك، ومن حواليه حاجات مبعثرة، وهو بينها يضرب في تيهاء مضلة لا يستطيع أن يجمع شتاتها ولا يلم شعثها، فما له بذلك من عهد ولا طاقة. وتراءت له أمه في الخيال يوم أن كانت تنسق له حاجاته أول كل عام دراسي، يوم أن كان ينفض عنه غبار القرية ليستقبل أيام الدرس في المدينة يوم أن كانت أمه تعينه على أمره لا تحمله مشقة ولا تكلفه عنتاً، والدار من حولها تزخر بالناس وتفهق بالخدم، فأجهش بالبكاء وأوشك الخور أن يعصف به لولا أن خيل إليه أنه يسمع صدى صوت ناقوس الكلية يناديه في إلحاح إلى حياة الكد والعمل، ليسطر بدم الشباب الفوار أول علامات النبوغ والتفوق، ليقتحم بجده سبيل السمو والرفعة. . .، وليدفن هناك - بين شواغله - آلام قلبه وضنى روحه، فهب في تراخ وكسل يريد أن يهيئ نفسه للسفر.

لقد كان (عز الدين) وحيد أبويه، في العشرين من سني حياته، أتسم بسمات الريف، وطبع بطابع القرية، طيب القلب رضي النفس هادئ الطبع، وهو سليم البنية قوي التركيب، لم يفتره الشباب - يوماً - عن الدرس، ولم يصرفه مال أبيه عن أن يشمر للتحصيل، ولم تبهره أنوار المدينة عن أن ينفذ إلى غايته في سهولة ويسر فنال شهادة الدراسة الثانوية في تفوق فتح أمامه باب كلية الهندسة في غير عنت ولا إرهاق. وطرب الأب لفوز ابنه، واستبشرت الأم. ولكن أمراً نجم - على حين فجأة - فغطى على فرحة الأب ووارى بهجة الأم. . . لقد انحطت العلة على الأم تعركها عركاً شديداً في غير هوادة ولا لين، فانطلق الأب يطب لها، والابن إلى جانبه، وإن الفزع ليملأ قلبه، وإن الوجوم ليغص من نشاطه. وحار الطب في أمرها زماناً فهوت بين يديه جثة هامدة وانطوت أيام لم تمسح على شجن الأب ولا طامنت من كربة الابن.

وانطلق عز الدين إلى المدينة. . . . إلى كلية الهندسة، يرزح تحت عبء من حاجاته، ولكنه اغتمر بين أترابه يلهو في لهموم ويعبث عبثهم لينسى صدمة القضاء العاتية. وأراد الأب - بعد حين أن يطمئن على وحيده، فانطلق إلى المدينة يسرى عن ابنه بالجديد من اللباس والطيب من المأكل والجزل من العطاء، فهدأت جائشة الابن وسكنت هواجسه، فاطمأن إلى درسه وإلى رفاقه.

لقد كان عز الدين طالباً ريفياً يقضي العام الدراسي في القاهرة منكباً على الدرس في جد ونشاط - كدأب أبناء الريف من الطلبة لا يشغله من وازع الحياة إلا ما يتناهى إليه - بين الفينة والفينة من أخبار القرية وهي تافهة حقيرة غير أنها كانت تهز مشاعره وتثير عاطفته لأن فيها ذكر أبيه وذكر أمه وذكر غيطه و. . . فلما بدأ دم الشباب التأثر ينتفض في قلبه أحس أن في القرية أشياء أخر تجذبه إليها في عنف. فهو يقضي شهور الصيف هناك ينعم بالراحة من عناء الدرس، ويسعد بالهدوء من صخب المدينة، وهو يخرج أصيل كل يوم - في جماعة من رفاقه - إلى ضفة الغدير يتنسم عطر الريف وتفكه بالحديث، والنكتة ويعابث بنات الريف وهن لدى الغدير يملأن جرارهن، وإنه لذو خيال وذو قلب. وكان يشعر بأن خواطره تحوم - أيداً! - حول فاطمة، وهي فتاة فيها جمال الريف وصفاء الجاذبية ومرح الظبي، فراح يداعبها بكلام فيه الرقة والظرف، وهي تقبل عليه - حيناً - في خفر، وتعرض عنه حيناً آخر - في دلال، وعلى وجهها بسمات الرضا والسعادة. فلا عجب إن كانت القرية تجذبه إليها ليرى هناك وجها أشرق النور من جبينه فأحبه فاطمأن إليه، هو وجه فاطمة التي يطمع أن يجلس إليها ساعة من زمان في خلوة، في منأى عن عين الرقيب. . .

أما الآن، حين حطمته الأيام ففقد أمه وأحس أنه فقد فيها الرفيق والعون والأسى جميعاً. . . الآن، جلس يكتب إلى أبيه (يا أبي، لقد مرت الأيام والشهور تهدهد من أحزاني وتسرى من كربتي، وأنا أخشى أن يثير المكان نوازع نفسي وأشجان روحي فأشرق بالهم وأغض الغم، فهلا تركتني أقضي عطلة الصيف في دار عمي في الإسكندرية فألمس هناك عزاء وسلوه؟).

وقرأ الأب رسالة ابنه فما اختلج قلبه ولا اضطرب فؤاده، لأنه يطمع أن يذر ابنه يتلمس السلوه والعزاء، ولأنه يريد أن يدفع ابنه عن القرية لأمر يسره في نفسه.

لطالما أحس الرجل في فقد زوجته لوعة الفراق وألم الوحدة ولذع الوحشة، ولطالما اضطربت في ذهنه خاطرة انضمت علها جوانحه فأسرها في نفسه أياماً وأياماً وهو في فوره الرجولة وفحولة العمر، ولطالما دخل الدار فخيل إليه أنها تلفظه لأنها لا يلمس فيها أنس نفسه ولا راحة قلبه، وما فيها سوى خادم عجوز تقبع - طول النهار - في ناحية - كأنها دمية من طين أسندت إلى جدار، ولطالما ضاق بحاجاته فالطعام تافه قذر تعافه النفس ويتقزز منه الذوث، والملابس وسخة متناثرة لا تتناولها بالترتيب يد رفيقة ولا يرق حواليها قلب حبيب ولا. . . وفاضت نفس الرجل بالضيق والملل فعزم على أمر أسره في نفسه.

وتعاقبت الأيام ترغم الرجل على أن يكشف رويدأ رويداً - عن سر قلبه، وعلى أن يتحدث - في حذر - إلى خلصائه بدأت نفسه، وفي الناس من يرود له الطريق ويمهد السبيل، فإذا هو زوج لفتاة من بنات الريف، فتاة في عمر ابنه عز الدين. . . تزوج منها على حين أن ابنه هناك في شغل لا يترامى إليه من خبر نبضات قلب أبيه إلا همسات قيها الشك والريبة. ومضت سنتان أسدلتا على قلب الفتى حجاباً كثيفاً من النسيان فتيقظ قلبه مرة أخرى - يخفق خفقات فيها الحنين والشوق إلى ملاعب الصبا ومراتع الشباب. . . إلى الدار، إلى الحقل، إلى الغدير، إلى الصبايا وهن يملأن جرارهن أصيل كل يوم وإن وجوههن لتطفح بالبشر والابتسام، وإن حركاتهن لتتوثب فتنة وإغراء، إلى فاطمة. . . الفتاة الرشيقة الجميلة الآسرة التي يطمع أن يجلس إليها ساعة من زمان في خلوة، في منأى عن عين الرقيب. ودخل الفتى الدار التي لم يسعد بها منذ سنتين، دخلها فوجد أباه بين رفاقه يتألق وجهه غبطة وسروراً، وقد انزاحت عنه غشاوة الأسى التي رانت عليه حيناً من الزمان.

وخلا الرجل إلى ابنه يحدثه حديث حياته الجديدة فرق الفتى لكلمات أبيه فما أبدى ضيقاً ولا نفوراً على حين قد تيقظ في نفسه تاريخ أمه منذ أن أحس وجودها إلى أن وجد فقدها.

ونظر عز الدين إلى زوجة أبيه - حسنيه. . ثم غض الطرف في ذلة وارتد في انكسار، ثم استسلم لخواطره السود حين تراءى له أنه أصبح غريباً في دار أبيه، ونظرت حسنيه إلى الفتى بعين الأنثى فبدا لها ما يضطرب في فؤاده؛ وآذاها أن يلفه الغم في طياته لأنها هي هنا. هنا في دار أبيه، فراحت تتودد إليه في رفق وتقترب منه في لين تريد أن تستلبه من شجونه. وتكلمت الفتاة في ظرف وأنصت الفتى في هدوء. . . والأب يرى فتطمئن وساوسه لأنه شعر بأن الألفة توشك أن تنش جناحيها على الدار.

ومرت الأيام والفتى يجلس إلى حسنيه ساعة من الليل أو ساعة من النهار، وهو يحس أن في عينيها بريقاً يخطف القلب، وأن في أنوثتها جمالاً يخلب الفؤاد، وأن في حديثها موسيقى تسحر اللب، وأن في قلبه نزعة جياشة لا تهدأ إلا في كنفها، وأن في روحه عاطفة فوارة لا تطمئن إلا إلى حديثها، وشمرت الأنثى بدوافع قلب الفتى فذهبت تفسح له مكاناً في قلبها وفي مجلسها، غير أن نظرات الأب النفاذة لم تغمض عن خفقات القلبين فضرب بينهما بحجاب. ولكن الفتاة كانت قد لمست فرق ما بين الشباب المضطرم وبين الرجولة الهادئة التي توشك أن تستحيل إلى شيخوخة باردة، فرق ما بين الحياة الفوارة العارمة وبين الحياة الواهية الضعيفة التي تكاد تنحدر إلى قرار القبر. . . فما أعجزتها الحيلة. وفيها المكر والخداع. . . عن أن تلقى فتاها - بين الفينة والفينة. . . في ناحية من الدار على حين غفلة من زوجها.

وطغى حب حسنيه على خواطر الفتى فطم على آثار فاطمة في قلبه، وشغله عن أن يسعى إليها أصيل كل يوم وأقعده عن أن ينطلق إلى رفاقه لأنه أصبح لا يحس في حديثهم سلوه ولا في مجلسهم متعة.

ووقف الفتى وحده - ذات مساء - يعد حاجاته ويرتب ملابسه ويهيئ نفسه للسفر، وإن قلبه ليفهو نحو حسنيه: الفتاة التي سلبته قلبه ووعيه في وقت معاً ونزعت عه عقله ورشاده في آن واحد، وأحس، وهو يضطرب بين خواطره وحاجاته بأن يداً تربت على كتفه في رفق، فنظر فإذا حسنيه إلى جانبه تلصق به وهي تبتسم في تراخ وتكسر فشعر بالدفء يتدفق في أوصاله مبعثاً من شباب الفتاة ومن أنوثتها، كان تياراً عنيفاً من الكهرباء يسري في دمه فهفا نحوها في شوق، وحبا إليها في حنان، ولصق جسم بجسم، واقتربت شفة من شفة ولكن الفتاة ما لبثت أن طارت من بين يديه وهي تناديه في همس. وداعاً. . . وداعاً، يا حبيبي، وانغمر الفتى في أمواج من الأسى والشوق حين رأى الفتاة تنفلت فتتوارى في ظلام الدار، وتذره وحده يعيش بالذكرى.

ومضت ثلاث سنوات فإذا الفتاة أم طفلين، ولكنها لم ترتدع عن أن تستمتع برفقة صاحبها - ابن زوجها، عز الدين أثناء عطلة الصيف من كل عام، فهي تجذبه إليها في قسوة، تسيطر على خواطره في عنف، وهو في عمى عن الهاوية التي يوشك أن يتردى فيها بحمقه وجهله.

لقد أحست الأنثى بالشباب فكرهت الشيخوخة، واستشعرت المرح فأبغضت الرزانة، ولمست القوة فامتهنت الضعف. واضطرت نفسها بفكرة واحدة سلبتها الهدوء والقرار: ليتها تستطيع أن تفزع عن هذه الدار لتعيش بين ذراعي فتى في مثل سنها!

وأسدل الطيش على عقل الفتى ستاراً كثيفاً من الغباء فغم الأمر عليه فنسى أنه يقترف جريمة شنعاء تنكرها الإنسانية ويمجها العقل، حين يستخذى للشيطان فيقتات على حق أبيه يريد أن يستلبه قلب زوجه وأن يسطو على شرفه وكرامته في غير روية ولا عقل، ونسيت الفتاة أنها ترتدغ في أعظم حماقة سولتها نفس أثنىلأنها تبذر غراس الكراهية والشقاق بين الأب والابن. ولكن للشيطان مآرب ينفذ منها إلى القلوب فيطم على النوازع الإنسانية لتتأرث منها الحيوانية الجامحة فحسب

واطمأنت الفتاة إلى فتاها، فجلست إليه - ذات ليلة - توسوس له وتغيره عن إنسانيته وتختله من رجولته، فقالت تحدثه (. . . وأنت ترى أن أباك يضرب بيني وبينك بحجاب ما كان لك أن تظهره لولا حيلة احتالها أو علة أتعلل بها، وهو يضيق علينا الخناق فأشعر كأن الدار سجن يضمني بين جدارنه ضمات قاسية توشك أن تقضقض عظامي) فقال الفتى (آه ليتني أجد فرجة أنفذ منها فأزيح هذا الستار، ولكنني كما ترييني عاجز اليد واللسان) فقالت في تهكم (عاجز اليد واللسان؟ هذا عجيب! رجل فيه الرجولة والبأس يعترف أمام التي أحب أنه عاجز اليد واللسان؟ هذا ولا ريب منتهى الضعف والتخاذل) فقال الفتى في يأس (وماذا عساي أن أفعل؟) فقالت الفتاة في مكر وهي تستل من بين ثيابها مسدساً (انظر، انظر!) وذعر الفتى مما رأى وشملته رجفة عنيفة ما استطاع أن يداريها عن التي أحب، ففزع عنها وهو يهمس (أقتله؟ أقتل أبي؟ كلا. . . كلا!) وتصنعت الفتاة الماكرة الغضب والنفور فهبت من مكانها في ثورة وهي تقول (الآن بدا لي ما كنت تخفي. . . إنك لا تحبني. . . لست رجلاً، أيها المخادع الوضيع. . .) ثم دفعته عنها في غلظة وأسرعت إلى داخل الدار. . .

ظل الفتى طول ليله يتقلب في فراشه لا يغمض له جفن ولا تهدأ له ثائرة، وإنه ليضطرب من هول ما رأى وما سمع، وغير ساعت وإن الشيطان إلى جانبه يوسوس له بأمر، وإن قلبه الطائش ليزين له الجريمة، غير أن عقله كان يناديه من خلال نزواته - بين الحين والحين - ليدفعه عن الهاوي السحيقة التي يوشك أن يتردى فيها، ثم انحط - بعد لأي في فراشه هامداً من اثر المعركة النفسية العنيفة التي خاض غمارها منذ أن رأى فوهة المسدس تلمع في يد زوجة أبيه، حسنيه.

وأصرت الفتاة على فتاها، وراحت تستعين بفتنة الأنثى وإغراء الشيطان ودوافع قلبه هو، حتى أسهل وانقاد، وأخذت هي تهيئ السبيل وترسم الخطة، ثم قالت له (. . . وعند الفجر تهب من فراشك في خفة وهدوء فتتوارى خلف الباب، وحين يعود أبوك من المسجد بعد صلاة الفجر تفجؤه وهو بفتح الباب فتطلق عليه سبع رصاصات متتالية، ثم نستغيث معاً بعد أن تقذف أنت بالمسدس في بيت الخلاء).

وأراد الفتى أن ينفذ خطة رسمتها زوجة أبيه، ولكنه حين أحس بمقدم أبيه انهارت عزيمته ووهى جلده وانتفض قلبه وتصلبت أطرافه فتوارى في ناحية يكتم أنفاسه خشية أن يراه الرجل فيرى فيه العقوق والجحود. . . توارى حتى دخل أبوه ثم انفلت إلى حجرته وهو يرتعد من شدة الخوف والفرق.

لم يرق حسنية ما رأت في الفتى من فزع وضعف فعزمت على أن تصحبه لتعينه على أمره ولتشد من عزمه. وعند فجر اليوم التالي وقفت الزوجة الماكرة خلف الفتى وضمته إلى صدرها ومدت يدها إلى جانب يده تريد أن تساعده على أن يسدد الطلقات إلى الهدف، إلى قلب أبيه، في رباطة جأش وهدوء أعصاب وحين دخل الرجل ضغطت الزوجة بإصبعها على زناد المسدس مرات ومرات ويد الفتى تتراخى وتهوي فانطلقت سبع رصاصات استقرت جميعاً في أحشاء الرجل فسقط لدى الباب وهو ينادي (الله أكبر. . . الله أكبر!) وابتعدت الزوجة عن الفتى في خفة وثبات ثم صاحت (القاتل. . . القاتل! قتل أباه. . . قتل أباه)

وتكشفت المرأة على حين فجأة - عن نوايا شيطانية وضيعة.

آه، لقد مكرت بالفتى الغر مرتين لتستمتع بنزواتها المشبوبة وبشبابها المضطرم وبمال زوجها الضخم، على حين قد تغفلته فقذفت به في هاوية سحيقة ليكون فداء لشهوات نفسها الحيوانية.

فيا لمكر الأنثى. . . يا لمكر الأنثى.

كامل محمود حبيب