مجلة الرسالة/العدد 845/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 845/البَريدُ الأدَبيّ
بين الأدب والوطنية والأخلاق:
تفضلتم في عدد (الرسالة) المؤرَّخ 22 أبريل سنة 1946 بأُمنيَّاتكم الودِّية لي وأنا في طريقي إلى أمريكا، وكان تلطفكم هذا تعليقاً على رسالتي إليكم التي هي آخره ما كتبتُ إلى أصدقائي الصحفيين في مصر، فجعلتكم رمزَ مَن أُقدِّرهم من رجال المهنة التي لستُ غريباً عنها، ولذلك أحرص على ألا تشوب مودَّتنا أية شائبة، ولذلك يؤسفني - وأنتم تعلمون مبلغَ إعزازي الشخصي لأدبكم، ومهما يكن مبلغُ تقديركم لحرية النشر - أن تنشروا ما نشرتم ضدِّي في عدد الرسالة رقم 842 المؤرَّخ 22 أغسطس سنة 1949 دون أن تُقابلوا مودَّتي المحرَّبة لكم بكلمة استفهام خاصَّةٍ ترسلونها إليَّ قبل أن تسمحوا لمنبركم العالي بترديد مطاعن جارحة في أخلاقي وفي محبتي لمسقط رأسي، اعتماداً على كلمة يذيعها صاحب جريدة اشتهرت بتلفيق الأخبار كما اشتهرت بمجانبتها حرية الرأي، وقد بلوتُها من قبل تكراراً، ولا ينبئك مثل خبير
إن كاتبكم الفاضل على غير علم - على ما يبدو - بقانون الجنسية المصرية، كما أنه لا يعرف مدلول (الجنسية المزدوجة) التي يتمتع بها آلاف الأفاضل بل العظماء والمتفوقين من اللبنانيين في أمريكا حتى يتمكنوا من الانتفاع بحقوقهم المدنية بهذه البلاد أولئك الذين تمجدهم الحكومة اللبنانية ذاتها وتفتخر بهم بأعلى صوتها، وقد صفق لهم حافظ إبراهيم بك وهتف بمديحهم وبالدعوة إلى التشبه بهم، فهتف المتعلمون من المصريين، بل ومن جميع أقطار الضاد بعده وأمَّنوا على مديحه. ولستُ إلا أحد القلائل من المصريين الذينَ جاورهم، ولن أستفيد من هذا الحق إذا شئتُ إلا بعد استئذان حكومتي المصرية.
وأن ما نشرته (أخبار اليوم) ضدي ليس إلا مثالاً من الجحود الظاهر العنيف جزاء لخدماتي لوطني الأول في شتى البيئات ابتداء بهيئة الأمم المتحدة وانتهاء بجامعة نيويورك فضلا عن منابر الصحافة الحرة الراقية وفي مقدمتها (الهدى) و (السائح) و (النيويورك هرالدتربيون) بعد أن حال الرقيب دون نشر آرائي الحرة في مصر، ولحمتها وسداها الدفاع عن صوالحها العليا وعن معاملها وفلاحها وعن حرياتها العامة وعن عرش مصر.
أما ادعاء انحرافي عن الكرامة الوطنية والقول (بأن مصر لا تستحق جموحي عليها إ لسبب واحد هو أني من أبنائها، وإن كانت كفرت عن ذنبها بلفظي وقذفي إلى ما وراء البحار)، فجوابي على هذه الفلسفة الباطلة من أساسها أن مصر ذاتها أكرم من أن تصنع ذلك برجل خدمها طول حياته وبسليل أسرتين عريقتين لم تعرف عنها إلا محبة مصر والتضحية لها، وما تركت مسقط رأس إلا وأنا المحب له والباقي على محبتي. أجل، من الظلم توجيه هذه التهمة إلى مصر الخالدة التي اتسع صدرها وحلمها لآلاف المرتزقة والوصوليين وشذاذ الآفاق وقليلي الأدب.
بقيت الأوصاف الكريمة التي نعت بها أدبي وشعري، وهذه من حق ناقدكم التلفظ بها وتدوينها وسأعمل على اطلاع أدباء المهجر عليها حتى لا يقعوا في نفس الغلطة التي وقع فيها زملائهم بمصر وفي غير مصر من أقطار الضاد، فيتجنبوا المغالاة في تقديري وقد يرون حينئذ أني غير أهل لأي تقدير. . . كذلك سأعمل على اطلاعهم على الآراء النيرة الأخرى ليعرفوا مصادر عبقرية خليل مطران بك وعلى من تتلمذ في مصر!.
وإني إذ أرجو إليكم التفضل بنشر رسالتي هذه أهدي إليكم تحيتي واحترامي.
(نيويورك)
المخلص
أحمد زكي أبو شادي
(الرسالة) التعليق للأستاذ عباس خضر
حول (أبو شادي العجيب)!
قرأت بالرسالة الغراء عدد (842) كلمة للأستاذ عباس خضر عن (أبو شادي العجيب). وقد آلمني حقاً الأسلوب الذي تحدث به الكاتب الفاضل عن رجل كان له في الحياة الأدبية أثر لا ينكر. وإذ تركنا قيمة أبو شادي كشاعر جانباً لأنه يحتاج لنقد دقيق ودراسة كاملة تخرج منها إما للشاعر أو عليه، فلا يستطيع منصف أن يذهب معه إلى أن أبو شادي (حاول أن يقنع الناس بأنه شاعر فأخفق ولم يفلح إلا في إفساد المذهب التجديدي في الشعر العربي الذي دعا إليه العقاد والمازني وعبد الرحمن شكري وكان من رواده خليل مطران (فأولا من المعروف أن أبو شادي بذل مجهوداً صادقاً في خدمة الأدب الحديث وأقل ما ينسب إليه من فضل أنه جمع جمهور شعراء العربية وحفز همم الشباب منهم بنوع خاص. ومن ينكر نشاط جماعة أبولو التي كان رئيسها شوقي ووكيلها أحمد محرم وسكرتيرها أبو شادي؟ وأعتقد أنه قبل مجلة أبولو وهي مجلة خاصة بالشعر ودراساته مما لم يسبق له نظير في عالم الصحافة العربية كان القارئ العربي لا يعرف شيئاً عن هذا العدد الكبير من شعراء الشباب بنوع خاص نذكر في طليعتهم الشاعر أبو القاسم الشابي. . . فهل أفسد سليقته أبو شادي؟
وأعجب لقول الكاتب عنه (وقد طهرت منه مصر منذ ذلك الحين وتنفس الجو الأدبي الصعداء وشرع بعض الشعراء الذين أفسد سليقتهم الشعرية في إصلاحها).
ونقطة أخرى نحب أن نصححها لوجه الله والتاريخ. . . أظن أن من المعروف أن خليل مطران كان إمام المذاهب التجديدي للشعر العربي الحديث قبل أن يدعو إلى ذلك العقاد والمازني، وعبارة الكاتب تقول إن خليل مطران كان من رواد المذهب الذي دعوا إليه. . . فكيف يستقيم هذا مع التاريخ الأدبي الصحيح؟
أما الخبر الذي ساق الأستاذ عباس خضر لهذا التجني على أبو شادي وعلى التاريخ الأدبي فلم يحفل بالتحقق منه وما كان يصح أن يستقي مصادر (الأدب والفن في أسبوع) من غير مصادرها و (الهدى) جريدة عربية وإن صدرت في نيويورك ولا يعدم معرفة مهاجر هناك أو قارئ عربي لها هنا. . . إن لم تكن تهدى للرسالة.
وهل تأكد الأستاذ من أن ما كتبه أبو شادي كان في غير مشاكل مصر؟ وقليلون في مصر هم الذين يجسدون الحرية والشجاعة للكتابة عنها. .؟
وهل يعرف الأستاذ أن الدكتور أبو شادي آثر أن ينجوا بكرامته حتى لا تمتهن وإن فقد بذلك مصدر عيشه وإن ضاق به وطن عاش من أجله في خدمة الأدب والعلم. . . لا مهرجاً في الأسواق السياسية وكان من قبله أبوه أحد أعلام الحركة الوطنية.
عز على الرجل أن يهمل ويقدم عليه من هم دونه.
لقد هضم حق أبو شادي فلم يذكره أحد في محنته بكلمة حتى وهاجر فما ذكره أديب ممن كانت له عليهم أياد. . .
(دمنهور)
عبد الحفيظ نصار
1 - بواسل ليست من لحن القول:
كتب الأستاذ (أنور المعداوي) في بعض تعقيباته يقول: (أنا شديد الإعجاب بأن يكون بين جنودنا البواسل من يقرأ الرسالة ويعشق الأدب) وقد حسب الأستاذ (عبد الجليل السيد حسن) أن جمع باسل على بواسل من لحن القول الذي شاع استعماله في هذه الأيام بين عامة الكتاب فكتب في البريد الأدبي كلمة يعلم بها (السادة الأفاضل الكتاب) صواب هذا اللحن قال فيها (وهذا الجمع غريب شاذ، فلا المعاجم تذكره، ولا القياس يبرره، ولا السماع يؤيده، فلم لا نقتله وتحيي لفظين رشيقين صحيحين يستعذبهما الذوق وهما بسل وبسلاء)
وهذا قول كما تعوده بعض المصححين من جرأة بالغة على اللغة وعلى ما لا يعلمون. إن (بواسل) كلمة عربية رشيقة فصيحة صحيحة، مسموعة عن العرب الخلص منذ الجاهلية الأولى، قال باعث بن صريم البشكري بذكر يوم الحاجر:
وخِمَار غانية عقدت برأسها ... أُصُلاً وكان منشراً بشمالها
وعقيلة يسعى عليها قيم ... متغطرس أَبدَيت عن خَلْخالها
وكتيبةُ سفع الوجوه (بواسل) ... كالأسد حين تذبُّ عن أشبالها
قدْ قُدْتُ أول عنفوان رعيلها ... فلففتها بكتيبة أمثالها
وتمر الأبيات من ديوان الحماسة 211 وقال المحاربي كما
روى ابن الشجري في حماسته ص73
أيا راكباً إما عرضت فبلغن ... خداشا وعبد الله ما أنا قائل
فلا توعدونا بالحروب فإننا ... لدى الحرب أسد خادرات (بواسل)
2 - ذهب توا:
وكما جانب المعقب الصواب في إنكار (بواسل) فقد جانبه كذلك في إنكار (ذهب توا) حيث يقول (ومما يقلبه الكاتب عامتهم قلباً ويمسخونه مسخاً ويسلخونه سلخاً استعمالهم توا بمعنى الساعة وحالاً فيقولون ذهب توا وذهب لتوه. وهذا المعنى تلفظه المعاجم وتنبذه اللغة، وما قالته هو: التو بمعنى الفرد فذهب توا أي فرداً أو لم يلوه شيء. والصواب توه) وهذا الذي قاله غير صحيح أيضاً، قال الزمخشري في الفائق: (ومنه قولهم سافر توا إذا لم يعرِّج في طريقه على ما كان) وفي القاموس: (التو الفرد والحبل، وبهاء الساعة، وجاء توا: إذا جاء قاصداً لا يعرجه شيء فإن أقام ببعض الطريق فليس بتو).
هذا وإني أنصح الأستاذ المعقب بنصيحة خالصة نصحني بها منذ أكثر من عشرة أعوام صديقي الرواية الأستاذ (محمود محمد شاكر) ونحن نقرأ حماسة ابن الشجري، قال لي عندما قرأت قول باعث البشكري: وكتيبة سفع الوجوه بواسل: (وهذه كلمة أغفلتها المعاجم فيما أغفلت من أوابد اللغة وشواردها، ومن ثم أنصح لك ألا تقطع برأي فيما لا تجده في المعاجم إلا بعد تثبت؛ فإن كثيراً من ألفاظ اللغة موجود في الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي ولم يقيده الرواة في معاجم اللغة، واقتصروا أيضاً في شرح بعض الكلمات على ما ورد في أبيات يعينها مما رووه، وفيما لم يرووه ولم يشرحوه كثير ما ينبغي أن يشرح مرة ثانية بدلالة هذا الشعر).
هذه نصيحة صديقي الأستاذ (محمود محمد شاكر) وهي نصيحة قيمة تعصم من اتبع هداها من التردي في مهاوي العثرات. وإني لأرجو من المعقبين اللغويين أن يلقوا إليها أسماعهم ليجنبوا القراء متاعب (الجعاجع) الفارغة التي يثيرونها كل حين باسم الحافظ على العربية، وما بالعربية إلا قلة يصرهم بها، وذهابهم توا إلى إنكار مالا يعلمون من ألفاظها، ونضر الله وجه الشافعي إذ يقول:
(ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه).
السيد أحمد صفر
حول (ترميم الجامعة العربية):
الأستاذ نقولا الحداد في هذا المقال قد سما به تفكيره الإصلاحي إلى غاية قصوى فوضع أمامنا سياسة رائعة للجامعة العربية وما ينبغي أن تكون عليه في الواقع، ورسم لنا صورة خيالية أخاذة للجامعة المنتجة التي يراها جديرة بالحياة. . .
وفكرة الأستاذ جميلة من حيث هي مجرد فكرة ولكنها مستحيلة من حيث هي منهاج لتنفيذه في الواقع، فأنا لا يمكنني أن أتصور الدول العربية تنزل عن سلطتها الدفاعية لبرلمان الجامعة، كما أنه من العبث أن أتخيل الدول العربية تستطيع أن تدفع من ميزانيتها ذلك المبلغ الضخم الذي يقترحه الأستاذ والذي لا يقل مائتي مليون جنيه يجبيها هذا البرلمان من جميع الأمم العربية من غير اعتراض ولا تمنع أو نقاش، وأخيراً أرى خيالي قاصراً عن إدراك ذلك المطمح البعيد الذي يدرك الدول العربية وقد أسلمت سياستها الخارجية لذلك البرلمان يتولاها وينفذ رأيه بماله من السلطة المسلحة ويفرض أحكامه بقوة السلاح. . .
لو فكر الأستاذ الفاضل بعقلية الواقع لأدرك استحالة فكرته لأن ذلك البرلمان الذي يقترحه لا يمكن أن يحقق كل ما نصبو إليه من آمال وأهداف، فغاية الدول العربية ليست واحدة في جميع النواحي ومصالحها غير متفقة تماماً وظروفها الخارجية ليست موحدة تمام التوحيد، وعلى ذلك لا يمكن أن تسلم الدول العربية سياستها الخارجية لبرلمان من هذا النوع مكون من أفراد لا يدركون جميعهم مصلحة الدول الممثلة فيه كما أنهم قد يرون رأياً يخالف ما أجمع عليه شعب من الشعوب ويكون في تنفيذه. نكال بهذا الشعب، والعذر لهم في ذلك لأن الغريب عن بلد لا يمكنه أن ينظر إلى مصلحته بعين المواطن الذي يدرك مصلحته تمام الإدراك ويبذل من نفسه مخلصاً في سبيل تلك المصلحة، وعلى فرض أن الغايات توحدت - واعتبرت مصالح الجميع هدفاً واحداً للجميع - فإنه لا يمكن أن تتفق الأساليب في إدراك ذلك الهدف والعمل به. وهذه الحقيقة الواقعة تواجهنا في مجال الدولة الواحدة ممثلة في أحزابها، فكل حزب له أسلوب خاص يتبعه، ومن هنا نشأت الخلافات والمشاحنات وانقلبت الأحزاب إلى جبهات مختلفة متعادية تقف كل واحدة أمام الأخرى لتحاربها مخلفة وراءها الأهداف التي قامت من أجلها. . .
ولا شك أن ذلك سيحدث في مجال البرلمان الجامع المقترح إذ يقف ممثلو كل دولة للدفاع عن وجهة نظرهم التي تخالف وجهات النظر الأخرى فينقلب البرلمان إلى ساحة فوضوية تتكسر فيها المصالح على صخرة الخلاف، ولقد حدث ذلك الأمر تماماً في الجامعة العربية الحالية عندما كانت في أوج عظمتها في أول الحرب الفلسطينية، ذلك أنه رغم أن هدف العرب جميعاً كان تحطيم الدولة اليهودية المزعومة وتطهير فلسطين من أرجاس الصهيونية إلا أنه حدث نفس الخلاف عندما أمر مجلس الأمن بوقف القتال وتنفيذ هدنة مؤقتة، وبذلك انقسم المجلس إلى جهتين إحداهما ترى رفض الهدنة والأخرى تحبذها، ثم كان أن تنازل الفريق الأول عن مبدئهم إشفاقاً منهم على وحدة العرب في ذلك الوقت الحرج وقبلت الهدنة التي كانت الغلطة الكبرى في حرب فلسطين والتي تسبب عنها هزيمة العرب في تلك المعركة.
هذا فضلاً عما ثراه من انصياع بعض الدول العربية إلى السياسة البريطانية انصياعاً تاماً، ولا يشك أحد في أن بريطانيا التي تعمل جاهدة على تحطيم وحدة العرب بشتى الوسائل والأساليب يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا الأمر بالنسبة للدول التي تسيرها على الأقل.
هذه الدول العربية المتخمة بالمشاكل والأدواء لا يمكن أن تجتمع في برلمان. هذا وإنه لا يمكنني أن أتخيل العراق أو شرق الأردن أو غيرها من الدول العربية تقبل أن تضحى بشبابها وجنودها لتخرج الإنجليز من مصر أو السودان، كما أنني لا أقدر على أن تصور جيشاً مصرياً يستطيع اجتياز الحدود ليذهب إلى تركيا فيحاربها في سبيل مصلحة سوريا التي تنازع تركيا إقليم الإسكندرونة. ومن العبث أخيراً أن نتوهم جيش الجامعة وقد أعلن الحرب على سوريا ولبنان وفيه جنود من أبناء سوريا ولبنان - ليكون بذلك سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب، أليس ذلك المشروع من مصلحة شرق الأردن والعراق والجامعة تعمل لمصلحة الجميع
أرى أن تتجه كل دولة إلى تقوية جيشها وإعداده لتحقيق أهدافها وإدراك استقلالها التام وحريتها الكاملة، ونوم تتحقق للدولة العربية آمالها وتصبح دولا قوته فتية مستقلة لها كيان محترم غير مزعزع. . . يومئذ يجوز أن تتجه أنظارنا إلى تنفيذ مشروع كهذا.
السيد علي الشوربجي
كلية الحقوق