مجلة الرسالة/العدد 842/طفيلي من الناس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 842/طفيلي من الناس

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 08 - 1949



ماذا سألني. . وكيف أجبته؟

للأستاذ راجي الراعي

كنت أسبح في أفق من آفاق الخيال والتفكير فخطر لأحدهم أن يتطفل على نفسي وهي تخوض عباب الأثير وينهال علي بالأسئلة. . وإليك ما دار بيننا:

- لماذا تحلم؟

- لأتعرى من الدنيا.

- ولماذا تكتب؟

- لأرهق دمي في القراطيس.

- ولماذا تنشد المجد؟

- لأنجو من سخرية النجوم.

- ولماذا ترحم؟

- لأنني أتألم.

- ولماذا تصمت؟

- لأن موجة التفكير أغرقت بياني.

- ولماذا تنظم الشعر؟

- لأن أبياته هي الأصابع التي أبسط بها يدي في الوجود.

- ولماذا تحب؟

- لأنني أحب.

- ولماذا تفكر في الغد؟

- لأنني لا أرى أمامي سواه وقد فر الأمس من يدي وأضعت يومي.

- ولماذا تدوس القبور؟

- نكاية بالموت الذي يدوس الأحياء.

- ولماذا تحاول أن تخترع؟

- لأدنو من الخالق.

- ولماذا تشمخ بجبينك؟

- لأنه نطح الأفق ولم يجرح.

- ولماذا تلجأ إلى الهيولي؟

- لأفر من هولك.

- ولماذا تأوي إلى الظلال؟

- لأتحدى الشمس.

- ولماذا تنشق الزهر؟

- لأنه سينبت في ترابي.

- ولماذا تهوى الفجر؟

- لأن فيه من (قطرات نداي).

- ولماذا تصلي؟

- لأصطلي بإيمان.

- من أنت؟

- كلمة نطقت بها الحياة.

- وما هي مهنتك؟

- حفار يحفر في نفسه ليستكشف دفينها.

- وما تلك بيمينك؟

- عصاي.

- ولمن أعددتها؟

- لأمثالك أيها الوقح الثرثار الفضولي المتطفل على هياكل النفوس المنساب بيت القلم ودواته.

ورفعت عصاي ففر الثقيل فتنفست الصعداء وقمت أخط ما وقع بيننا في هذا المقال.

راجي الراعي