مجلة الرسالة/العدد 829/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 829/البريد الأدبي
الأزهر والفلسفة الإسلامية:
في مقال الأستاذ سيد قطب في عدد الرسالة رقم 828 كتب الأستاذ هذه العبارة التالية موجهاً الكلام إلى الأستاذ توفيق الحكيم:
(. . . ومالي ألومكم أنتم والأزهر ذاته لا يدرس في كلياته إلا تلك الفلسفة الإسلامية باعتبارها فلسفة الإسلام).
وأود أن أطمئن الأستاذ الكاتب الفاضل على أن الأزهر في تأريخه لم يدرس الفلسفة الإسلامية على اعتبارها أن تمثل فلسفة الإسلام، أن تحكي مبدأ من مبادئه، أو هدفاً من أهداف.
ففي ماضيه كان يحرم دراسة النوع الإلهي من الفلسفة الإسلامية، لأنه كان يرى في هذا النوع انحرافاً واضحاً عن الإسلام. ومن أجل ذلك كان يلوم فلاسفة المشرق، أمثال الكندي والفارابي وأبن سينا، على اشتغالهم به، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، وجاري الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة)، وكفر هؤلاء الفلاسفة لمسايرتهم الفكر الإغريقي في القول بقدم العالم، وقصر علم الله على الكليات، وإنكار بعث الأجسام.
وفي العصر الحديث يدرس الأزهر في كلياته الفلسفة الإسلامية كما يدرس أنواع الفلسفات الأخرى من الإغريقية، إلى الدينية في القرون الوسطى، إلى المذاهب الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة. . . على أنها اتجاهات للفكر الإنساني في أزمنة متعاقبة وفي بيئات مختلفة، وقد يكون بعضها ترديداً لبعض، أو إضافة جديدة لما سبق.
وهو في هذه الدراسة يوازن بين إنتاج الفكر الإنساني في عصوره المختلفة وبين الإسلام كدين أوحى به من عند من له الكمال المطلق.
ومع شكري للأستاذ الفاضل سيد قطب على غيرته القومية والإسلامية، ودفاعه عن (أصالة) الشرق في تفكيره، ورغبته الشديدة في أن يرى اعتزاز أهل الشرق والإسلام بما لهم من ثقافة وتوجيه في المرتبة الأولى مما يعتز به الإنسان المثقف أؤكد له أن الأزهر الحاضر تسيطر عليه في البحث والتوجيه روح إسلامية شرقية عرفت ما في الغرب من ثقافة واتجاه بعدما وعت ما في الإسلام من مبادئ، ودرست ما كان لشعوبه من خصائص في الأدب والحكمة.
ويسعدني أن يكون كتابي (الجانب الإلهي من التفكير الإسلامي) وسيلة يعف بها الأستاذ هذه الروح في الأزهر.
دكتور محمد البهي
أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين بالأزهر
النكتة:
جاء في شرح القاموس النكتة النقطة، ونقل شيخنا عن الفتاوى في حاشية التلويح هي اللطيفة المؤثرة في القلب من النكت كالنقطة من النقط، وتطلق على المسائل الحاصلة بالنقد، المؤثرة في القلب التي يقارنها نكت الأرض غالباً بنحو الإصبع.
وفي التعريفات النكتة هي مسألة لطيفة أخرجت بدقة نظر وإمعان فكر من نكت رمحه بأرض إذا أثر فيها، وسميت المسألة الدقيقة نكتة لتأثير الخواطر في استنباطها اهـ
وفي (الكليات) النكتة هي المسألة الحاصلة بالتفكير المؤثرة في القالب، لتي يقارنها نكت الأرض بنحو الإصبع غالباً، والبيضاوي أطلق النكتة على نفس الكلام، حيث قال هي طائفة من الكلام منقحة، مشتملة على لطيفة مؤثرة في القلوب. وقال بعضهم هي طائفة من الكلام تؤثر في النفس نوعاً من التأثير قبضاً أو بسطاً، وفي بعض الحواشي هي ما يستخرج من الكلام، وفي بعضها هي الدقيقة التي تستخرج بدقة من النظر، أو يقارنها غالباً نكت الأرض بإصبع أو نحوها، وفي حاشية الكشاف ونكت الكلام أسراره ولطائفه لحصولها بالتفكر، ولا يخلو صاحبها غالباً من النكت في الأرض بنحو الإصبع اهـ
وجمعها نكت ونكات، وفي (أساس البلاغة) ومن المجاز جاء بنكتة ونكت في كلامه ونكت في قوله تنكيتاً، ورجل منكت ونكات اهـ. وقد الفت كنب باسم التنكيت والنكت.
هذا، ومن هذا يظهر لك تطور الكلمة وصحة استعمالها في الفكاهة ونحوها.
علي حسن هلال
بالمجمع اللغوي 1 - من قوة المرأة:
في (تاريخ الإسلام الذهبي) المطبوع بالقاهرة: كان صلة بن أشيم في الغزو ومعه أبن له، فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى أحتسبك! فحمل يقاتل حتى قتل، ثم تقدم هو فقتل! فأجتمع النساء عند امرأته معاذة العدوية، فقالت: إن كنتن جئن لتهنئنني فمرحباً بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فأرجعن!
2 - يعطيهم من ماله ليرخصوا الغلة:
يذكرنا عمل الحكومة اليوم بما فعله نصر بن أحمد العابدي السمرقندي الدهقان، فقد كان كثير المال والغلات، فوقع بسمرقند قحط، فباع غلاته بنصف أثمانها، وكان يعطي الذين يجلبون الطعام من ماله ليرخصوا الغلة. . . الخ ما أورده أبن الأثير في كتابه (اللباب في الأنساب جـ2 ص103) المطبوع بالقاهرة.
عبد الله معروف
الكساء:
خطأ الأستاذ عبد السميع على محمود استعمال الكتاب للكلمة (كساء) في كل ملبوس وقال: الحق الذي تؤيده النصوص أن الكساء ثوب بعينه، وهو نحو العباءة من الصوف. والصواب أن يقولوا (الكُسا) جمع كسوة الخ.
والصواب الذي تؤيده النصوص - هو ما يستعمله الكتاب، فالكساء يطلق ويراد به مطلق ملبوس لا ثوب بعينه، كما أدعى الناقد لكريم - ولو لم يكن كذلك لما أحتاج الشاعر إلى تخصيصه بما ذكره من فأمك نعجة - البيت - كما أنه لا حاجة إلى استعمال (كُسَّا) جمع كسوة (فكِساء) جمع كسوة أيضاً. قال في القاموس: الكسوة بالضم وتكسر الثوب وجمعها كُساً وكِساء.
(القاهرة)
كيلاني حسن سند