انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 813/شهرزاد!. . . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 813/شهرزاد!. . . .

ملاحظات: بتاريخ: 31 - 01 - 1949



للشاعر زهير ميرزا

شهرزاد!. . . . حلمك الفاتن أندى من عبير

ولياليك غرامٌ بين أحضان الدهور

كأسُك الفنُّ. ومغناك أغاريدُ العصور

ونداماك عشيقُ فاتر اللحظ الكسير

صرعتهُ خمرةُ السحر فناما

وارتوى منك بيانا وغراما

وترامى تحتَ عينيك هُياما

وسقاك العُمَر؛ فاسقيه الهوى في كاس نور

وامنحيه اليوم من ثغرك قُبله

ثم. . وارْوي ليلةً من ألف ليلة!

جوُّك العاطر أطيافُ وأشباحُ حيارى

ونداءٌ هامسُ الألفاظ ترويه لحناً لا يبارى

ورواهُ الدهرُ فاستلقاه خفَّاقي وثارا

كلما مّرتْ ببالي شهرزادُ

سكرَ الخاطر واشتاق الفؤادُ

وطوى الأزمانَ يرعاه السُّهادُ

فرأى العاشق والمعشوق في الحب ُسكارى

فارْشفي من شفَة الأزمان نهله

ثم. . وأرْوى ليلةً من ألف ليله!

ما لهذا الليل لا يطويه فجرٌ وضياءُ

أترى يصغي كما يصغي إليك الندماءُ؟

أم تراهُ من حديث السحر أغفى حيثُ شاءوا

ليت مصباحك يا سامرةَ الليل يُضاءُ كلما أدرْكك الصبحُ ولاحا

صمت الصداح لا يروي الصُّداحا

وأفاق الليلُ من سُكٍر فباحا

ومضى يرقبك السمارُ حيرى والمساءُ

فإذا أقبل. . . هاتي السحر كله

ثم. . وأرْوى ليلةً من ألف ليلة!

حدثي عن شاطئ الفتنة أو عن (سندبادِ)

وابعثي (الصيادَ) للبحر بأحلامٍ غواد

وأجمعي كل حبيبين على أنقى وِساد

وأطوي أيامك يا سامرةَ الليل. . . ونادي:

هذه الفتنةُ من ذاكَ الخيال!

لك عرشان: من السحر الحلال

ومن القصة في ثوب الكمال

من ترى يملكُ أسمى منهما يا شهرزادي؟!. . .

رتلي الآيات في أعذب حلهْ

ثم. . وأرْوي ليلةً من ألف ليلةْ!

(دمشق)

زهير ميرزا