مجلة الرسالة/العدد 807/طرائف من العصر المملوكي:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 807/طرائف من العصر المملوكي:

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 12 - 1948



صلاح الدين الصفدي المؤوخ

للأستاذ محمود رزق سليم

إذا عُنينا في هذا المقال بالحديث عن صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي مؤرخاً، فليس معنى ذلك أن هذه الصفة وحدها خصوصيته التي بها امتاز، ولأجلها ذكر وفضل بين أعلام الأدب العربي. ذلك لأنه كان كاتباً مترسلا له منهج، وأدبياً كيساً له ذوق، وشاعراً قادراً ذا نزعة. وهذا إلى جانب أنه من هواة التأليف، بمعنى أنه ذو فن في اختيار موضوعاته، وله ولوع بتلمس مادتها من بين الغرائب التي تند عادة عن الأذهان، أولا تفطن إليها في هوادة ويسر. وكل خصوصية من هذه، جديرة بالدرس والبحث والتمحيص حتى تبرُز نفاستها للعيان.

والصفدي إلى جانب هذا وذاك - مكثار في نثره وشعره وتأريخه، لا يرضى في عمله الأدبي بالموجز المقنع أو القليل النافع، ولم يعمل قط بتلك الحكمة التي تقول: (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ). وكأنما كان يشعر أن ليس وراء الإيجاز إعجاز، ولا غب الاقتضاب إعجاب. وأن المقل إما أن يُبقي شيئاً في ضميره، أو يعبر عن عجزه وتقصيره. وإذا كان الأديب بعد أن يبعث خواطره مقالة باهرة، أو ينفث مشاعره قصيدة عامرة، يشعر أنه لم يبعث في جميع ما في فؤاده، ولم ينفث كل ما في نفسه، وأن شيئاً في أعماقه لا يزال يقلقه ويؤرقه، التمسنا العذر لصلاح الدين الصفدي في هذا الإكثار الذي لم يبغ من ورائه إلا أن يبرز أكثر ما يستطيع إبرازه من خفيات خواطره، ومدخرات نفسه، جاهداً في أن لا يبقي في طواياها بقية يقلقه بقاؤها - وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه الأديب، حتى يمتع الناس بأكثر أدبه وفنه. وفي سبيل ذلك الإمتاع يتناسون له غثه وسقطه. وإن كان الأديب الموهوب معجباً في إكثاره أو إقلاله.

كان الصفدي إذاً مكثاراً، طبعه في ذلك طبع الأديب المليء لا يهدأ لسانه لهجاً بالأدب وترديداً له، وفي نفسه مشاعر تجيش، وفي أطوائه أحاسيس تثور. وكان له مذهب في الكتابة والشعر يلتزم فيهما أموراً وقيوداً على رأسها الجناس، فقد كان متعصباً للجناس مخالفاً في ذلك مذهب أدباء عصره الذين كلفوا بالتورية ولم يشغفوا بالجناس إلا إذا خرج مخرج التورية. وكان مولعاً - كما أعتقد - بمداعبة أدباء عصره، ومن مسالكه إلى تلك المداعبة أن يسطو على شعر أحد أنداده، فيسرق معانيه أو ألفاظه، أو يسلبه شيئاً منها، حتى يثيره ويهيج خاطره. وفي مقدمة هؤلاء الأنداد شاعر العصر وفحله الجمال بن نباتة المصري؛ فكان من جراء لك كله، أن شغل الصفدي أهل عصره وأثار ثائرة أدبائه، بل والأدباء من بعده. فألف فيه ابن نباتة كتابه (خبز الشعير) الذي جمع فيه سرقاته من شعره. وحمل عليه ابن حجة من بعده في خزانته، ونعى عليه جنونه بالجناس حتى ألف فيه كتابه (جنان الجناس). وأنشد ابن أبي حجلة المغربي يقول عن الصفدي وسرقاته مورياً:

إن ابن أيبك لم تزل سرقاته ... تأتي بكل قبيحة وقبيح

نسب المعاني في النسيم لنفسه ... جهلا فراح كلامه في الريح

وهكذا ترى بين قدامى النقاد من لا يرحمون الأديب، ولا يتكيسون في نقده، ولا يترفقون بسقطاته، ولا يعتذرون لغثه

على أن الصفدي، قد قدم المعذرة لنفسه بين يدي نقاده وقرائه، عما اجترح، فقال في مقدمة كتابه (ألحان السواجع) ما يلي:

(وليعذر الواقف على ما هو منحط العمل، غير راق إلى درجة الكمال بدره، ولم تشرق شمسه في الحمل؛ فإن فيه أشياء لم تهذبها الروية، وأعجلها الارتجال وألقاها الفكر من رأس القلم فجاءت فيه بُنَيَّاتالطريق لعدم الوصول إلى ربات الخدور والحجال

وليس يعاب المرء في يوم جبنه ... إذا عرفت منه الشجاعة بالأمس)

هذا كله كلام يقال عن الصفدي إذا كان الحديث عن كتابته الفنية أو شعره. أما إذا كان الحديث عن كتابته في التاريخ ومؤلفاته فيه، فإن مسلك الكلام يتغير، ومجرى القول ينحرف. فالمؤرخ المكثار له جلاله وخطره. حقاً قد يسوق مثل هذا المؤرخ قارئه إلى شيء من الشك، يدفعه إلى حسن النظر ودقة التمحيص، كما قد يختلط في قوله، التافه والمرذول، بالنافع والمقبول. ولكنه، حتى في هذه يستطيع الباحث فيه والمعقب عليه أن يستنبط أموراً لها قوتها وقدرتها في مجال الاستدلال التاريخي.

وقد برز في العصر المملوكي جملة من كبار المؤرخين المكثرين الذين لم يقنعوا بالقليل، فوضعوا في تاريخ بلادهم وغيرها الموسوعات الجامعة. منها ما هو في التاريخ السياسي العام، ومنها ما هو في تراجم الأعلام، ومنها ما هو في الخطط والآثار، إلى غير ذلك. ويرى المطالع في مستطرداتها، طرائف جمة معجبة مطربة، في نظم البلاد وإدارتها وآدابها وتقاليدها ومزاج أهلها وروح مجتمعها. وتوالوا على هذا الغرار زمراً بعد زمر، وجيلا إثر جيل. وقد كان من نصيب القرن الثامن الهجري أن لمع فيه نجم الصلاح الصفدي مؤرخاً، فضلا عن لمعانه أديباً وناقداً.

ولد الصفدي بصفد عام 697هـ. وشرع منذ حداثته يتعلم صناعة الخط حتى مهر فيها. ومال إلى الأدب وسماع الحديث. ونبه في الكتابة والنظم. وأخذ يطوف في طلب العلم بين آفاق مصر والشام، حتى برز بروزاً واضحاً بين أدباء البلدان ونهج من دونهم منهجه الخاص الذي أشرنا إلى طرف منه. وراسل وساجل وداعب وعقد لواء المحبة والصداقة بينه وبين كثيرين من أفذاذ جيله. واشتغل بالتأليف وجمع الأدب وبخاصة آثار معاصريه. وولى عدة مناصب منها: كتابة السر بحلب، وتصدى للتدريس بجامع دمشق في أخريات حياته، وتوفى بها عام 764هـ.

وتنقسم مؤلفات الصفدي إلى نوعين: 1 - مؤلفات أدبية 2 - مؤلفات تاريخية. وفي الحق أن من الصعب أن نفرق بين النوعين؛ ولك لأن كتبه الأدبية - وإن كانت فياضة بصنوف الشعر والنر والنقد، يروى فيها ويقرن وينقد وينوع ما شاءت له مجموعاته الفريدة - لم تخلص لوجه الأدب، بل تتخللها السير والأخبار، ويملؤها ذكر الحوادث وقص الوقائع. وكتبه التاريخية - وإن كانت في صلب التاريخ وذكر حوادث الرجال وسرد أنبائهم - لم تخلص لوجه التاريخ، بل يتخللها الكثير من الشعر والنثر. فهي مدد عظيم للأدب، كما أنها معين فياض للتاريخ.

وكتبه التاريخية كلها في تراجم الرجال. وهذا يدلنا على تأصل الروح الأدبية فيه، لأن كتب التراجم تمت - عادة - إلى الأدب بصلة قوية كما تمتُّ للتاريخ. ولولا أن تراجمه تحتوي على سير الملوك والأمراء والقادة ومن لف لفهم من أهل السياسة والإدارة والحل والربط، لعددناها من الكتب الأدبية الخالصة. فهي بلا ريب منهل عذب لتاريخ الأدب ورجاله - وليس معنى ذلك أن الرجل بعيد عن ميدان التاريخ الصراح. لا! بل إننا لنشعر شعوراً قوياً - كلما تصفحنا مؤلفاته - بأصالة النزعة التاريخية فيه.

وأفضل ما تمتاز به مؤلفات الصفدي بنوعيها العناية بتراجم معاصريه وتسجيل نصوص من شعرهم ونثرهم مع نصوص من شعر المؤلف ونثره. وهكذا ترى أنها مصادر فريدة لأدب جيله وتاريخ رجاله وأن من كتب بعده في أخبار الرجال اعتمد عليها اعتماداً ملحوظاً عند حديثه عن الجيل المذكور. كما أنها تدلنا دلالة ملموسة على ذيوع الروح الأدبية فيه، وعلى تعدد آفاتها التي سرحت إليها، وذلك لكثرة ما سجل من تلك النصوص فيها، مع تنويعها.

وأبرز موسوعات الصفدي التاريخية كتابه (الوافي بالوفيات) ولعل الصفدي قرأ كتاب ابن خلكان (681هـ). (وفيات الأعيان) وهو جزآن في التراجم، فرآه ضئيلا لم يف بتراجم كثير من الأعلام. فأحب أن يستدرك عليه ويعقب بما وسعه علمه. فألف لذلك كتابه (الوافي بالوفيات) وهو اسم متأثر بتسمية ابن خلكان غير أن فيه دلالة على فكرة مؤلفه.

وقد ذيل ابن شاكر الكتبي كتاب وفيات ابن خلكان، بجزأين صغيرين في كتاب سماه (فوات الوفيات) أقل شأناً من وفيات ابن خلكان في كثير من خصائصه.

ولكننا لا ندري بالضبط أي الرجلين: الصفدي أم ابن شاكر سبقت إليه فكرة التعقيب والاستدراك. ونحن نعتقد أن الصفدي أسبق، لأن ابن شاكر كلما ذكره الصفدي في (فواته) قال (رحمه الله). ونذكر هنا - بهذه المناسبة - أن الرجلين ماتا في عام واحد هو (764هـ). كما جاء في درر ابن حجر. غير أنه من الغريب أن ابن شاكر انتهى من تأليف (فواته) عام 754هـ. فهل مات الصفدي في هذا التاريخ أو قبله وغلط في ذلك ابن حجر؟ أم أن إضافة (رحمه الله) إلى الصفدي من صنع النساخين أو الطابعين؟.

ومهما يكن من شيء، فقد ألف الصفدي كتابه (الوافي) - وهو من أسبق مؤلفاته - ليفي فيه بتراجم الأعلام من كل صنف بدون تفريق بينهم في العصور أو الأمصار أو الفنون أو الحرف. وبلغت أجزاؤه نحو الخمسين، بها من التراجم بين موجز ومطول. ومن سوء الحظ، أن الأحداث بددت هذه الأجزاء وفرقت شملها، ولو جمعت وطبعت لألقت أضواء ساطعة جديدة على أدب مصر والشام وتاريخهما.

وفي دار الكتب المصرية منه سبعة عشر جزءاً بالتصوير الشمسي عن مخطوطة. وبها أيضاً الجزء الأول في طبعة أنيقة ممتازة، طبعت في الآستانة عام 1931م بإشراف جمعية المستشرقين الألمانية.

وقد تحدث المؤلف في خطبة الكتاب عن الأمة الإسلامية ورجالها ومآثرهم. ونوه بالغرض من كتابه. واختتم بذكر أسماء من ألفوا في السيرة مع بيان مؤلفاتهم فيها.

واتبع الصفدي في إيراد التراجم الترتيب الهجائي. غير أنه ابتدأ بالمحمدين ثم الأحمدين تيمناً باسم الرسول عليه الصلاة والسلام. ويهمنا أن ننوه بشيئين: أولهما أن الصفدي قدم مؤلفه بمقدمة عظيمة القيمة جليلة النفع. وهي مثبتة في الجزء المطبوع. وقد رأيتها مطبوعة على حدة في كتيب، وكان طبعها عام 1012م بباريس تحت إشراف (إميل أمار) ومعها ترجمة لها وتعليقات عليها بالفرنسية. وتتكون هذه المقدمة من أحد عشر فصلا، ويبدو أنه متأثر في بعض فصولها بما كتبه أو الفداء في مطلع كتابه (المختصر). وقد تحدث في الفصل الأول عن السنين التي أرخت بها العرب، كموت كعب بن لؤي، وعام الفيل. وانساق في خلاله إلى ذكر اشتغال العرب بالنجوم، وخلق آدم وظهور الاسكندر، وما قيل في ذلك. والطوفان وذي القرنين، وما بين المرسلين من السنين إلى غير ذلك. وفي الثاني تكلم عن مادة (أرخ) من الناحية اللغوية وما اشتق منها وطريقة العرب في التعبير مؤرخين بالأيام والليالي. وفي الثالث تكلم عن كيفية كتابة التواريخ وتحديد الأيام. وفي الرابع تكلم عن (النسب) من الناحية الصرفية، ثم بين أهميته التاريخية مشيراً إلى مفارقات طريفة وقعت للتشابه في صيغ النسب. وفي الخامس تكلم عن العلم والكنية واللقب، وترتب كل منها على النسب. والفصل السادس هو فصل هام في علم الإملاء ورسم الحروف. وتكلم في السابع عن مناهج المؤرخين في ترتيب التراجم أو الحوادث، وعن طرق ضبطهم لحروف المعجم والمصطلحات الخاصة بذلك. وفي الثامن تحدث عن لفظ (الوفاة) وما يشتق منها (والأجل) واختلاف المذاهب في تحديده. وفي الفصل التاسع، تكلم عن فوائد التاريخ من ناحية ضبطه للحوادث، وأورد طرائف تاريخية ظهرت فيه ضرورة تحديد تاريخ كل حادثة. وتكلم في العاشر عن أدب المؤرخ وما ينبغي له من علم وخلق. وفي الفصل الحادي عشر ذكر عدداً ضخماً من كتب التاريخ وأسماء مؤلفيها. فهو سجل هام من هذه الناحية.

أما الشيء الثاني الذي أحببنا أن نشير إليه، فهو أن المؤلف اختص معاصريه بسبعة أجزاء من أجزاء كتابه (الوافي) جعلها على حدة وسماها (أعيان العصر وأعوان النصر) وهو مؤلف ممتع جداً، ترجم فيه الصفدي لمئات من أهل عصره سواء منهم من لقيه ومن لم يلقه. وأودع تراجمهم نصوصاً من أشعارهم أو نثارهم، ندر أن تجدها في سواه. فهو - في نظرنا - أهم كتب التراجم لأعلام النصف الأول من القرن الثامن وإذا علمنا أن ابن حجر العسقلاني ألف كتابه القيم (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) في أربعة أجزاء، وأن مؤلَّف الصفدي (أعيان العصر) ثلاثة أمثاله، بأن لنا قدره وعظيم أهميته. وأجزاء هذا الكتاب، لا تزال مغتربة عن وطنها، وفي دار الكتب المصرية منه ثلاثة أجزاءهي الثالث والسادس والسابع يقع كل منها في مجلدين. وهي مصورة تصويراً شمسياً عن نسخة مخطوطة.

ومن أمتع كتبه التاريخية كتاب (نكت الهميان في نكت العميان). وهو مطبوع وذو موضوع طريف، وهو الحديث عن العميان وبيان أحوالهم شخصية وغير شخصية، وشرعية وغير شرعية، وما يدور حولهم من نوادر وفكاهات وحوادث أدبية طريفة، وترجمة النابهين منهم. ويحتوي الكتاب على عشر مقدمات ونتيجة واحدة. وفي المقدمات المذكورة جملة بحوث نافعة في فنون العربية المختلفة وتعتبر المقدمة الأولى ذات قيمة في فقه اللغة إذ بحث فيها عن مادة (العين والميم) وما يتصل بها من الحروف، وما تدل عليه من المعاني، ورأى أن هذه المادة مهما اتصل بها من الحروف تدل على التستر أو نحوه. وبحث عن مادة (أعمى). وتكلم عن تفضيل السمع على البصر أو العكس وفسر قوله تعالى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى)، وقوله (وما يستوي الأعمى والبصير). وتعرض للحديث الشريف الخاص بقصة الأقرع والأبرص والأعمى، الذين آتاهم الله ما يريدون، فلم يشكره منهم إلا الأعمى. وتحدث عن بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالعميان كالإمامة في الصلاة، ووجوب الجمعة إلى غير ذلك.

أما النتيجة فهي في صلب التاريخ إذ ترجم فيها لنحو ثلثمائة وخمسين كفيفاً، سواء منهم من ولد أعمى، ومن كف بصره بعد ولادته. وأورد في كل ترجمة الحوادث البارزة في تاريخ صاحبها وشيئاً من شعره أو نثره إذا كان أدبياً وهكذا.

ولهذا المؤلف خصوصيات نافعة فمنها أن فيه تراجم لأعلام معاصرة الصفدي وأنه جرى في ضبط كثير من الأعلام مجرى ابن خلكان في ضبطها، أي أنه ضبط نطقها بالحروف، وأنه حدد مواقع بعض الأماكن , وأنه أودعه شيئاً من آثاره الأدبية وآثار بعض معاصريه.

وعلى نمط من هذا المؤلف، أخرج كتابه (الشعور بالعور) وهو في تراجم هذا الصنف من الرجال. ومنه مخطوطه بدار الكتب. وللصفدي كتاب (التذكرة الصفدية) في أكثر من خمسين جزءاً، في دار الكتب منها خمسة مخطوطة، في خلالها فصل عن تاريخ الآداب العربية وفنونها ونشأتها، وفصل آخر فيمن ولي دمشق من أول عهد بني العباس إلى عصر المؤلف. وهي مليئة - إلى جانب ما تفيض به من النصوص الأدبية بأخبار الأعلام وحوادثهم.

وترى هذه الروح سارية من الصفدي في معظم مؤلفاته، مثل كتابه (ألحان السواجع بين البادي والمراجع) وهو مخطوط بدار الكتب كذلك، وبه أخبار وسير ووقائع بجانب ما يعج به من أنباء المراسلات ونصوصها، مما كان بين الصفدي وأنداده.

وبعد فهذا رجل من رجال العصر المملوكي، يضيق مقال واحد عن أن يستوعب أخباره وأسفاره، آثرنا أن ننوه هنا بإحدى خصوصياته، لعلها تنم عن علمه وفضله، وأدبه ونبله.

محمود رزق سليم

مدرس الأدب بكلية اللغة العربية