انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 801/للحاتمي، ذكر فيها مبشراته النبوية، فاقتفيت أثر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 801/للحاتمي، ذكر فيها مبشراته النبوية، فاقتفيت أثر

مجلة الرسالة - العدد 801
للحاتمي، ذكر فيها مبشراته النبوية، فاقتفيت أثر
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 11 - 1948


مناهجه المرضية، وسميت الكراسة (بالدر المنتثرات من الحضرات العندية، في غرر المبشرات بالذات العبدية المحمدية).

بئر للخلوة البيرمية في الحرم القدسي:

(وكنت قلت للأخ الحاج حسن حبي، لماطلب في الحرم أثرا ينتج الميرمتني، أن الخلوة (البيرمية) تحتاج إلى بئر صغير فانتدب له طالبا من النصير التيسير ولما أحضرت ما يلزم من الأحجار والجير، أمرت بإحضار، فعلة لأجل الحفير، وألهمت أن أشرت بحفر محل معين بمعونة الخبير، فحفر خندق، وباشره من حضر من أجير، فظهرت ثاني يوم مصفاة بئر قديم التعمير، ثم عثرنا بعد ذلكبفضل القدير، فتوفر علينا يوجدانه شيء كثير ورأينا ما دورته تزيد على الكأس الشهير، ورفعنا بناءه نحو ثمانية أذرع لجمع الماء النمير. ولما رآه شيخنا الشيخ محمد الخليلي، قال هذه كرامة من غير نكير، لفلان وعلامة تهوين وتيسير، وإلا كان يمكنه أن يشير في الحضير إلى غير هذا المحل لاتساع كبير، قلت ووقع لهذا التسهيل نظير عندنا في الدار حال التعمير، فلم نستر لأجل الستارات الكبا شيئا بقطمير، واحتجنا إلى روزنة في المطبخ لأجل التنوير، فقال البناء أين أحفر قلت هنا وتوكل على القدير، فظهرت روزنة قديمة فعجب وقال هذا حال خطير، قلت بل اتفاقية أبرزها التقدير.

دخوله سنة (1144هـ)، الزيارة العليلية، السنوية وظهور

الطاعون ببيت المقدس:

(وعندما دخل العيد الكبير وتمت بعدها عمارة البير، بقي من لوازمه العصارة، وهي تحتاج إلى إتقان ومهارة، فأحضرت لها ما يلزم، ووافقنا عليها رجلا على المباشرة عزم، ولما نوى العام المؤرخ على الرحيل، ودخلت سنة (1144هـ) بتكبير وتهليل، حضرنا بقية الشهر في المسجد، وتوجهنا غرة صفر الخير إلى زيارة علي بن علي نرتجي المير، وكان حضرنا الأخ الشيخ رضوان الزادي والشيخ إبراهيم العرابي، وسرنا معهم جملة إخوان منهم الأخ الشيخ مصطفى أسعد (اللقيمي)، وكانت الحمى الربعية لم تفارق، لأمر إلهي نوره بارق، وبتنا في القر الشمويلي الأنزه، وقلت: ألا أيها الطلاب سيروا إلى اللقا عساكم يه تسقون كأسا مروقا وتوجهنا على بني جمار ومنها إلى (سبطاره) التي تشن العرب حولها الغارة، وجلسنا فيها مع الأخ اللقيمي نتذاكر بأنس يأتي بكل قرية خير. وكان الأخ المذكور أثر فيه برد البلاد فتغير مزاجه وفي (يازور) زاد، وتوجه صحبة شريكه النجار إلى (يافا) ولحقناه فيها نتصافى، ثم سرنا منها إلى المقام العليلي الندي، ووردت علينا فيها الخ الحاج حسن المقلدي، وبعض مضى أوقات الزيارة، سبقنا الأخ اللقمي لوادي نابلس الفياح وتنقلنا إلى أن وصلنا (كوثر) والقلب مشتغل، والفكر فيه بالحمى فتور، وجاءنا الخبر أن الشيخ عبد الرحمن السمان جاء نابلس للزيارة القدسية وصحبته المنلا عباس تلميذ شيخنا المرحوم المنلا الياس المتوفى سادس عشر شعبان سنة (1138هـ). ثم أن ورد علينا بمن معه (كور)، وعدنا جميعا إلى نابلس في حبور، وبعد ثلاثة أيام من الإقامة فيها ودعنا الخ اللقيمي وبقية الأحباب وسرنا إلى (جماعين). ورأى جامعها السمان فسر به وقال إنه وعهد واف لجامع في قاف، لكن ذلك كبير واسع وماؤه فيض له هتان. قلت له: أتدري إمامه الذي فيه يصلي مفره يصان. قال: نعم، رأيته والقوم كلهم له في ذي المقام. ثم عدنا للديار المقدسة، وبقي خاطرنا عند الأخ اللقيمي، وجاءنا الخبر بتوحهه إلى وطنه الصبيب (أي مصر). وكان ورد البلاد العالم الفاضل المراد الشيخ عقيلة المكي الوطني اليمني الأصل والمولد، يوم الخميس من شهر ربيع الأول الأنيس، واجتمعت به في منزله للسلام، وحضرت درسه العام باستسلام، وأخبر عن تأليفه الإحسان. ولما اوقفني عليه قرظته:

يا راقيا لمدارج الإحسان ... أحسنت في الإحسان بالإحسان

أحمد سامح الخالدي

(النهاية في العدد القادم)