مجلة الرسالة/العدد 799/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 799/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 25 - 10 - 1948



رأى الدكتور يعقوب صروف في أسلوب الآنسة مي:

بمناسبة ما نشر الكاتب الفاضل طاهر الطناحي في نسخة شهر أكتوبر سنة 1948 من مجلة الهلال عن الآنسة مي وأثر الدكتور يعقوب صروف في حياتها. وقوله في رسالة إليها، (إنها تفكر بلغة أوربية قبل ما تعبر عن رأيها بالعربية) أرى خدمة للحق والتاريخ أن أنشر على صفحات الرسالة الغراء كتابا من الدكتور صروف كتبه إلى منذ أربع وعشرين سنة أبان فيه عن رأيه في أسلوب الآنسة مي في إنشائها، وكشف عن أشياء لم تنشر بعد عنها.

ولقد كان هذا الكتاب جواباً عن خطاب مني سألته فيه عن سبب تقديم نشر مقالات في المقتطف على مقالات بعض كبار الكتاب وتحدثت عن أسلوبها وما بعض معانيه من غموض وأجود الكلام كما يقول أهل الفن (ما يكون جزلا سهلا لا ينغلق معناه ولا يهبهم مغزاه).

وقد كنت يومئذ أتولى تحرير جريدة التوفيق وأشارك في تحرير جريدة المنصورة وأراسل جريدتي السياسة والمقطم.

وهذا كتاب الدكتور صروف من خطه لم أغير منه حرفا ولم أخرم منه كلمة:

مصر في 8 سنة 1924

حضرة الرصيف الكريم

سلاما واحتراما، وبعد فقد تلوت ما تكرمتم به وفيه أمران، الأول ترتيب المقالات فهذا يراعي فيه زمن ورودها أو وصول يدي إليها إذا كانت عندي، فليس في تقديمها وتأخيرها نظر إلى فاضل ومفضول. والثاني ما تكتبه الآنسة (مي) وأنا أعرف كثيرين من الذين لهم الكعب الأعلى في الإنشاء مثل المرحوم إسماعيل باشا صبري، ومثل السيد مصطفى الرافعي، يجلون قدرها ويمدحونها بالكلام والكتابة؛ وقد رأيت إسماعيل باشا صبري يقبل يدها في بيتي، ورأيت له ولولي الدين يكن ولخليل مطران قصائد في مدحها. وأظنني رأيت للرافعي أيضاً كتابا لها يطنب فيه في مدحها، فهل نسفه كل هؤلاء وهم من أئمة الأدب العربي أو نتهمهم بأنهم يقولون في الحضرة شيئا وفي الغيبة ضده؟ ثم إنن أستحسن هذا النوع من الإنشاء بدليل أنني لا أجرى عليه، ولكنني أفهمه لأنني أحسن لغة أوربية. وأرجح أن أكثر الذين يحسنون الفرنسوية أو الإنكليزية يستحسنونه. وقد جرى عليه الآن أكثر أدبائنا في أمريكا الشمالية والجنوبية وبعض أدباء الشام. وسيمكث الأصلح في ضروب الإنشاء.

هذا وأشكر فضلكم على حسن ظنكم بالمقتطف خاتما بأطيب تحية

يعقوب صروف

هذا هو كتاب الدكتور يعقوب صروف وهو ولا ريب وثيقة تاريخية مهمة تنفع كل من يعنى بتاريخ الآنسة مي ويحرص على درس تاريخها.

(المنصورة)

محمد أبو ريه

الأزهر ومعهد القراءات:

دأب القراء المحدثون على أن يرتلوا كتاب الله بالأوجه التي تواترت في كتب القراءات كالشاطبية والطبية. يتلقونها تلقينا ويأخذونها مشافهة.

وأكثر القراء الآن مع الأسف لا يفهمون السر في أوجه التغيير التي قد تطرأ على الروايات ولا يدركون اختلاف الأعاريب وعللها، ذلك لأن مقصدهم عند تلقيهم إنما هو الإسماع والتطريب لا الدراسة والتحليل.

ومع أن القرآن الكريم - بأوجه قراءاته - هو أصل الأصول للدراسات العربية والمصدر الأول للتشريع فإننا لا نجد معهدا علميا خصص له دراسة مستقلة لقراءاته. ولا أعني بالدراسة المستقلة تلقين المدود ومذهب القراء في الإمالة مثلا، وإنما الذي أعنيه هو أن تخصص له دراسة في الكليات العربية كدار العلوم واللغة والآداب تتجه إلى أمثال ما يأتي:

1 - دراسة اللهجات العربية دراسة مستفيضة.

2 - الإلمام بتاريخ القراء ومبلغ تأثرهم باللهجات.

3 - أثر القراءات في التفسير.

4 - أثر القراءات في النحو والبلاغة.

5 - أثر القراءات في التشريع. إلى غير ذلك من الموضوعات التي كان للقراءات فيها أثر كبير. وليس من المعقول أن يلم بأمثال هذه الدراسة أولئك الذين حفظوا القرآن فحسب، وإنما يستطيع أن يتابعها من ألموا باللغة العربية والشريعة إلماما واسعا لا يقل عن شهادة الأزهر الثانوية، فهم الذين يمكنهم أن يفهموا ما يلقى عليهم من محاضرات علمية جامعة. وأمثال هذه الدراسات ليست من السهولة بمكان، ولا يكفي أن يقوم بتدريسها من حفظ الشاطبية والطبية والنشر مثلا، بل لابد من أن يلقيها أساتذة لهم من الدراسات العلمية، واللغوية ما يؤهلهم لفهمها وإفهامها. وكنت أحسب أن الأزهر الشريف حينما أنشا معهد القراءات التابع لكلية اللغة العربية أراد هذا اللون من الدراسات غير أنني حينما قرأت وسمعت عن الدارسين بهذا المعهد وجدته لا يشترط فيهم إلا ما يشترط في معلمي (المكاتب) بزيادة أن يجوزوا امتحانا في الشاطبية والدرة وأمثالهما، فكأن معهدالقراءات (مكتب) منظم لتخريج مقرئين فقط. أما الغابة الكبرى فليست من منهج هذا المعهد. فه تجعل كليات دار العلوم واللغة والآداب للقراءات في مناهجها نصيبا، أو أن الأمر سيظل ضئيل الأهمية لا يجد من العناية ما يليق بكتاب الله وأوجه قراءاته؟ لعلي إن شاء الله أقدم أنموذجا لبعض هذه الدراسات إن وجدت - كما أعتقد - من أستاذنا الزيات ورسالته صدرا رحيباً

عبد الستار أحمد فراج

محرر بالمجمع اللغوي

يهودي في المعتقل:

ورد في مقال صاحب الرسالة (حكم من أحكام الله) تعليقا على حكم قضاء البصرة العادل: (فتنزلهم) (والهاء يعود الحكومة المصرية والميم على اليهود على الرحب والسعة وتكفل لأموالهم وأهليهم الأمان والدعة).

وليت الأستاذ الزيات يعرف ما تصيبه طائفة اليهود من مغانم في المعتقلات المصرية.

وإني أوفر على نفس التدليل والبرهان وأكتفي بسرد القصة الآتية: في كلية الصيدلة يطلب شاب يهودي العلم في السنة النهائية، وهذا الطالب يعيش عيشة ضنك وحرمان، وفي أوقات فراغه يزاول عشرات الحرف ليحصل على طعامه. وقد ذكر في حديث له أن أخا له كان ينفق عليه وتخلى عن نفقته؛ ومن منظره وهندامه يتبين أنه مبالغ في قوله فلا اعتقد بأنه خرج من أم وأب وله أخوة وإنما هو ابن الفقر الأوحد

وشاء حفظه الحسن ان تعادى مصر الصهيونية وسمع بأنها تقبض على كل من تشتم فيه رائحة العداء، فأطلق لسانه بكلام وما قصد إلا الخير وهو أكل القوت في المعتقل، وتم له ما ابتغى وغاب عن الكلية أشهراً ثم عاد إليها مخفوراً ليؤدي الامتحان، وإذا بابن الفقر قد أصبح عاقا لوالده، ولعله هجر صحبته من يوم أن دخل المعتقل فخرج في وجه ولبوس غير اللذين دخل بهما، وسأله زميل له: من أين لك هذا النعيم وأنت معتقل؟

فتبسم اليهودي قائلا: ليت مصر حاربت اليهود من يوم أن خرجت للدنيا! ولو أن الجنة كانت كالمعتقل كما يصفها المسلمون لأسلمت من الآن. وما كنت قبل حديث هذا اليهودي أتصور بأن الحكومة تعاملهم في المعتقل بكادر وتجري عليهم راتبا يوميا وتدعهم أحرارا ينفعون أموالهم كما يشاءون! فطوبى لكل يهودي يعيش تحت سماء مصر!

عبد الرحمن فراج

إلى الأستاذ عبد الموجود عبد الحافظ:

قرأت في عدد الرسالة 797 في مستهل مقال الأستاذ عبد الموجود عبد الحافظ الفتوة عند الصفويين هذه العبارة (والفتى هو الشاب حدث السن) وقوله حدث السن تركيب لم يرد في فتون اللغة، بل نص في بعض الكتب على منعه، فقد ورد في الأمالي للقالي (ح1ص26) في مطلب أسماء الرجل يحب محادثة النساء ما يلي:

(الحدث: الشاب؛ فإذا أضيف إلى السن قالوا: حديث السن ولم يقولوا حدث السن).

وفقنا الله إلى الاستعمال الصحيح الفصيح.

إسماعيلأبو ضيف

الأزهري