مجلة الرسالة/العدد 792/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 792/البَريُد الأدَبيَ

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 09 - 1948



لا أزال عند رأيي في (أشياء)!

قبل معاودة البحث في هذا الموضوع أرى لزاماً أن أحمد الأستاذ الفاضل أحمد العجمي جنوحه بالمناقشة إلى الهدوء والأناة وهما أساس أدب البحث، وطريق الوصول إلى الحقيقة.

ثم أرجع فأكرر أنني لا أزعم أن كلمة (أشياء) وردت مصروفة في التنزيل أو في غيره من الكلام؛ ولكني أعتقد أن علة عدم صرفها في التنزيل - في سورة المائدة - ترجع إلى خصوصية سامية مما ألتزمه القرآن الكريم؛ وهي في هذه المسألة الترفع عن شائبة التنافر بتكرار مقعطع واحد حتما وهو (إن) في الآية الكريمة؛ وإذا كان الشعر خلوا من ورودها مصروفة فالشعر محل التساهل؛ يتحكم الوزن فيه فيصرف ما لا ينصرف، ويمنع صرف ما ينصرف؛ إلى غير ذلك مما لا يخفى على الأدباء؛ أما ورودها ممنوعة في النثر فهو إتباع للوضع الذي وجدت عليه في القرآن الكريم، ومسايرة للقدامى من أئمة النحاة الذين ذهبوا في التماس علة المنع مذاهب شتى، أقربها إلى حسن الذوق وأدناها إلى الحق رأي (الكسائي) الذي نقله الأستاذ الفاضل محمد غنيم، وهو مشابهتها للاسم المختوم بألف التأنيث المحدودة؛ وقد التمست فيما هداني إليه البحث علة فنية سائغة لمنعها من الصرف الآية الكريمة، وهذه العلة تجعل الحكم مرتبطاً بجو الكلمة في الآية، فتعود إلى حقها الطبيعي في الصرف إذا خرجت عن هذا الجو، والعلة - كما يقولون - تدور مع المعلول وجوداً وعدماً؛ وإذا كنت في هذا مخالفاً للإجماع فما هو بإجماع على حكم شرعي ولا أصل معلوم بالضرورة من أصول الدين.

والقول بجواز الوصل بين جزأي آيتي (يسّ) و (الملك) لا يمنع جواز الفصل بينهما؛ فهو رد احتمالي لا يركن إليه في المحاَّجة؛ والقول بتساوي الحرف اللين الصامت الهادئ في كلمة (شئ) والحرف الصاعد الممدود في كلمة (أشياء) مما لا تقره أذن شاعر موسيقي الإحساس كالأستاذ أحمد العجمي؛ فانتقال حركة التنفس من الأول إلى مقطع مكرر وهو (إن) أسهل من انتقالها بعد صعود كبير في ألف (أشياء) إلى ذلك المقطع المكرر حتماً في آية (المائدة).

هذا وقد تسرَّع الأستاذ في مقاله الثاني فخطّأني في قولي (لا أزال أقول. .) وقال وإنها مقصورة على الدعاء محتجاً ببيت قديم أورده (الأشموني والصبان، وابن عقيل، والخضري) وهو قول (ذي الرمة) أو غيره:

ألا يا أسلمي يا دارمى على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر

وسها الأستاذ الفاضل عن أن (لا زال) خلاف (لا أزال) وأنا لا أحمل منه ذلك إلا على السهو، وإلا فهل غاب عنه قول الله تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) وقوله مخاطباً رسوله (ولا تزالُ تطلع على خائنة منهم)؛ وبعد فأنى مع الأستاذ العجمي في أن الأسباب التي قالوها في منع (أشياء) من الصرف قد أثقلت كواهل النحويين في الكتب وإفهام الطلبة في المدارس، ولذلك أدليت برأيي؛ والحمد لله على توفيقه. والسلام.

(الإسكندرية)

محمود البشبيشي

إلى المشتغلين بإصلاح الأزهر:

اسمحوا لي يا سادة أن أعبر عن رأي لا أدري أيروقكم أم لا، وذلك بعد أن أحييكم تحيات عطرة. . .

الأستاذ الشرقاوي يريد أن يخرج علماء قوامين على التراث الإسلامي والعربي، وهو مطلب عسير على عامة الأزهريين مهما أدخلوا لهم من إصلاحات. ولم يبق إلا الخاصة وهؤلاء هم الذين يعقد عليهم الأمل. . . وهم بعون الله يتخطون السدود والقيود، ويحققون كثيراً من الأماني التي تناط بالأزهر، وشأن الأزهر في ذلك شأن كل جامعة وهيئة، ولا أجد في علم الأزهر خيراً من تعبير الرسول في حديثه المشهور: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً الخ). فالأرض الطيبة لا بد أن تنفع الناس وتتغلب على عوامل الجفاف. والخبيثة لن تجديها نترات الشيلي التي تحاولون أن تنثرها على سطحها. وأضنني لا يعوزني التطبيق بالأمثلة الحية، فمحمد عبده لا يزال حياً في الأذهان وغيره كثير. كل على مقدار ما كان يكن من حيوية.

أقصروا الأمل على الأذكياء وستجدون النتيجة تشجع كثيراً، ثم هم لن يتعبوكم كثيراً، وإذا شئتم أن تساعدوهم، فنقبوا عنهم في حقول الأزهر، أدام الله غيرتكم الطيبة، ووسع من المنطقة التي نحتلها في قلوبكم. . .

(أزهري)

لا زال في النقي والدعاء:

كتب الأستاذ أحمد أحمد العجمي في رده على أستاذنا الكبير البشبيشي في العدد 790 من الرسالة الغراء ما نصه (ولا يقال أنا لا أزال أقول كما قال الأستاذ إلا في الدعاء كقول ذي الرمة ولا زال منهلا بجرعائك القطر).

وأود أن أقول للأستاذ العجمي أن (زال) تدخل عليها (لا) النافية ولا مانع في ذلك كما تدخل عليها (لا) في الدعاء وكل ما قيل هو أن الدعاء في (زال) يكون (بلا) خاصة ولم يقل أحد أن (لا) مقصورة على الدعاء وقد مثل الأشموني وغيره من النحويين للنفي بقوله تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك).

فعلى هذا قول الأستاذ البشبيشي (أنا لا أزال أقول) صحيح لا خطأ فيه. . .

عمر إسماعيل منصور

1 - مجلات الثقافة في المدارس الأولية النموذجية:

أعلنت وزارة المعارف أنها سترعى المدارس الأولية النموذجية (مدارس المرحلة الأولى الجديدة في مصر) بما تعمله في مدارسها الابتدائية سواء بسواء. . وننظر من هذه الناحية إلى مجلات الثقافة فيها فنراها تجري عليها (مجلتي الإصلاح الاجتماعي والفلاحة) فقط في حين أنها تشترك للمدارس الابتدائية ودواوين المناطق الإدارية! في جميع المجلات المأمولة النفع كالرسالة والثقافة والهلال الخ - وحاجة هذه المدارس إلى جميع هذه المجلات أقوى وأشد؛ لبعد غالبيتها عن المدن - أماكن المكتبات العامة - ومن ثم فإننا نرجو ألا يأتي العام الدراسي القادم إلا وتكون هذه الرغبة حقيقة واقعة لمصلحة العلم والتعليم والتربية الاجتماعية والثقافية في مصر.

2 - معلمو الشعب في مصر ينحدر معلمو الشعب في مصر من أصلاب الغالبية فيه وهم الفلاحون فاشترك حظهم وحظ هؤلاء مع الحكومات المصرية المتعاقبة شداً وجذباً ومداً وجزراً!! وقد انتهت بهم هذه الحال إلى أن يحرموا في هذا العهد من (التنسيق) دون غيرهم من موظفي الدولة!! - وهذا العمل لا يضر بنتائجه الخفية والظاهرة هؤلاء المعلمين بالذات، وإنما يتأثر به المجتمع المصري الذي يرتبط بوجودهم في كل مظاهره وحقائقه - وإذا كان هؤلاء المعلمون بحق هم رسل الثقافة الشعبية في الديار المصرية، فقمين بمجلة الرسالة وهي من تعرف فضلهم وتقدر صنيعهم أن تسجل في صفحاتها هذا العمل الذي لا يتفق مع الحق والعدالة والمساواة بين أبناء الأمة قبل أي اعتبار آخر!.

خورشيد عبد العزيز

معلم دمبره

تصحيح:

ورد في مقالي السابق عن رقص السماح أن أحد المختصين في حفظ الموشحات من المتوفين الشيخ صالح الجدبة كان يحفظ عشرة آلاف موشح، والصواب ألف موشح وأن أحد كبار العازفين على الكمان من الحلبيين توفيق الصباح والصواب توفيق الصباغ الملقب بسلطان الكمنجة الموسيقار المعروف ولذا اقتضى التنويه والإفصاح.

(دمشق)

حسن كنعان