مجلة الرسالة/العدد 791/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 791/البَريدُ الأدَبيَ
المفعول معه وواو المعية:
من عنوان المفعول معه يفهم الإنسان أن الاسم المنصوب بعد الواو مصاحب للاسم السابق لها. فالمصاحبة شرح وتوضيح للواو التي هي نص في إفادة المعية في هذا الباب. والأمثلة المسموعة من القرآن وغيره واضح فيها معنى الواو بدون تجوز أو تأويل. فمن القرآن قوله تعالى: (فأجمِعوا أمركم وشركاءكم) فشركاءكم ليست معطوفة على أمركم، بل هي مفعول معه، إذ أنه لا يراد أجمِعوا أمركم وأجمِعوا شركاءكم، وإنما المقصود أجمعوا أمركم مع شركائكم.
وقوله تعالى: (والذين تبوءوا الدار والإيمان) لا يراد به تبوءوا وتبوءوا الإيمان، إذ أن الإيمان لا يُتبوَّأ، وإنما المراد أنهم تبوءوا الدار مع إيمانهم بالله. ومن قول العرب: (لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها) معناه لو تركتها مع فصيلها لرضعها. ومن شعرهم قوله:
لا تحبِسنَّك أثوابي فقد جُمعت ... هذا ردائِيَ مطوياً وسربالا
معناه هذا ردائي مطوياً مع سربال. وقوله:
فكونوا أنتمو وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطّحال
معناه كونوا مع بني أبيكم متقاربين متعاونين.
فالشواهد المأثورة يتضح فيها أن الواو نص في المعية بدون تجوز أو تأويل. إلا أن بعض الشراح توسعوا في الأمثلة وحملوا الواو معاني تحتاج إلى المجاز فلجئوا إلى التفسير، وتفسير للتفسير ومزيد من تفسير التفسير، فقالوا: سرت والنيل، وسرت والطريق، أي مصاحباً النيل؛ ومصاحباً الطريق، أي مقارناً النيل؛ ومقارناً الطريق في سيري، وذلك تفسيراً لقولهم سرت مع النيل، وسرت مع الطريق. وهذا من العبث واللغو بمكان. ولكنا على هذا النمط تعلمنا وعلمنا كتب النحو. وفي هذا العبث وقع المؤلفون، وبهذا العبث ألزم التلاميذ في المدارس، فاضطرب المدرس في الشرح وتحايل، واستغلق المعنى على التلميذ فلجأ إلى الحفظ من غير أن يتصور المراد. ففي كتب قواعد اللغة العربية المقررة على تلاميذ المدارس الابتدائية تعريف معقد للمفعول معه استنباطاً من أمثلة وضعوها وفيها كثير من الخطأ، أو على الأقل فيها مبالغة في المجاز لا يهضمها التلاميذ، فقد عرفوا المفعو منه بأنه اسم منصوب بعد واو بمعنى مع، للدلالة على ما فعل الفعل بمقارنته. فتكملة التعريف (للدلالة على ما فعل الفعل مقارنته) يتوقف عند تفهمها الكبير ويعجز عن تصورها الصغير. وكان الأولى أن يقتصر في التعريف على شطره الأول (وهو اسم منصوب بعد واو بمعنى مع). أما الأمثلة، فهي مؤلفة بقصد التجديد منهم - على ما يظهر - ولكنها خرجت عن المعنى المطلوب، فقالوا: غرد البلبل والشجرة، أي مع الشجرة، أي مصاحبا الشجرة، أي مقارنا الشجرة في تغريده. وقالوا: جلس المسكين وباب المسجد، أي مع باب المسجد، أي مصاحباً لباب المسجد، أي مقارناً لباب المسجد. وقالوا: جلس التلميذ والكتب. . . أي. . . أي. . . ومع كل هذه (الأيأية) التي يلجأ إليها، فإن الأمثلة لا تتضح للمتعلم، وبخاصة إذا كان صغيراً.
ولعمري إن هذه وأمثالها مما ورد في كتب قواعد اللغة العربية مما أخطئها التوفيق وجانبها الصواب، ولو اقتصروا على خرجت وطلوع الشمس، أو وغروب الشمس، أو صلاة الظهر مثلا، وغيرها مما يتضح فيه المعنى بدون (أيأية) لكان أولى وأرحم بعقول التلاميذ، ولكنه الخطأ في أساس التأليف تبعاً لخطأ سابق في كتب النحو بدون تمحيص.
ومثل هذا الخطأ أيضاً حادث في واو المعية التي ينصب بعدها الفعل المضارع، ذلك أن فاء السببية وواو المعية تضمر بعدهما أن - كما قالوا - وجوباً بشروط، إلا أن معنى كل منها مخالف للآخر. فالفاء يكون ما قبلها سبباً لما بعدها، وما بعدها متأخراً عما قبلها، وقد نبا عليه نقول أقبل فأكرمك، وذاكر فتنجح، فالإكرام مترتب على الإقبال، والمذاكرة سبب في النجاح، ومن القرآن قوله تعالى: (يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل)؛ يفهم منه أن عملهم المغاير لما كانوا يعملون مترتب على ردهم إلى الدنيا مرة أخرى. أما الواو فيكون ما بعدها مصاحباً لما قبلها في نفس الوقت، ومن ذلك قوله تعالى: (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين)، فهم يتمنون ردهم مرتبطاً في الوقت نفسه مع عدم تكذيبهم بآيات الله، ومرتبطاً مع كونهم من المؤمنين. ومن الشعر قوله:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
معناه مع إتيانك في الوقت نفسه مثل ما نهيت عنه. وقوله:
أتبيت ريان الجفون من الكرى ... وأبيت منك بليلة الملسوع معناه مع بياتي في الوقت نفسه من حبي لك وتقلبي في فراشي كمن لدغته العقرب.
لكن الأساتذة - مع احترامي لهم - مؤلفي كتب القواعد عاقبوا بين الفاء والواو في الأمثلة بدون نظر إلى اختلاف معنييهما فقالوا: ذاكر فتنجح، وذاكر وتنجح، فالمثال الأول يترتب فيه النجاح على المذاكرة، ولكنه في الثاني يحتاج إلى تأويل، ومع ذلك فهو بعيد عن معنى الواو التي في هذا الباب على كل حال حقيقة أنه قد يكون مع المذاكرة النجاح، ولكن ليس النجاح مرتبطاً مع المذاكرة في نفس الوقت، وإنما هو مترتب عليها، وهي سبب له. وذلك ما تفيده الفاء التي تؤدي معناها لام التعليل، وتصلح أن تخلفها في أمثلتها.
وإن الآيات والأمثلة لتؤيد كل ما قدمناه، ولله در ابن مالك إذ يقول:
والواو كالفاء إن تفد مفهوم مع ... كلا تكن جلداً وتظهر الجزع
فهو يذكر لنا أن الواو ينصب بعدها المضارع كالفاء بشرط أن تفيد المعية. ومثاله موضع كل الإيضاح. فلعل المؤلفين لكتب القواعد يذكرون ذلك عند إعادة الطبعات.
عبد الستار أحمد فراج
محرر بالمجمع اللغوي
1 - تشدد في اللغة لا موجب له:
علم الله أنني جد حريص على سلامة اللغة، ولكنني أكره التزمت فيها، وأبغض شئ إلى نفسي الإمعان في الجدل إلا جدلا يكشف حقاً، أو يُدحض باطلا، أو يهدي إلى الرشد؛ وقد ضقت ذرعاً بمسائل كثيرة يتعلق بها بعض من حسنت نيتهم، أو ضاق أفقهم، أو استولى عليهم الغرور، وأحب أن يتسع نطاق (البريد الأدبي) بالرسالة الغراء لنشر هذه المسائل؛ فمنها:
1 - يحرص كثير من أهل الفضل والدراية على تغيير لفظ العلَم الكُنْية المصدًّر بأب إذا كان مضافاً إليه؛ فيقولون: مدرسة أبي حمص، ومدرسة أبي المطامير؛ جرياً على قاعدة جر المضاف إليه بالياء إذا كان من الأسماء الخمسة؛ وقد يقعون بحسن نية فيما يدعو إلى السخرية فيقولون (مدرسة بني أبي الريش) يريدون مدرسة البنين ببلدة أبو الريش؛ ولو علموا أنه يجوز حكاية الكنية على أشهر أوضاعها، وهو صيغة الرفع بالواو لأراحوا واستراحوا، وأظن الأستاذ الإمام الشيخ حمزة فتح الله قد عقد بحثاً لذلك في كتابه (المواهب الفتحية)، وقرأ أحد الصحابة (تبت يدا أبو لهب) كما في تفسير العلامة (أبو السعود).
2 - يتشبث بعضهم بوجوب جر كلمة (أثناء) فيقولون مثلا (يلمع البرق في أثناء السحاب)، وهم يعتمدون في هذا التزمت على ورود الكلمة في جميع المراجع اللغوية التي بأيدينا على هذه الصورة، ويقول النحاة: إن اسم المكان لا يقبل النصب على الظرفية إلا مبهماً؛ وأثناء جمع ثِنْى، وهي في جميع الأوضاع مخصصة غير مبهمة لانحصار حدودها فيما أضيفت إليه؛ وهذا بلا شك كلام صحيح؛ ولكن لم لا يكون نصب الكلمة جارياً على نزع الخافض، وهو كثير جداً في كلام العرب، وجعله بعض العلماء قياسياً في المصادر المؤولة من (أن) وما دخلت عليه بل في غير المصادر من الأسماء الصريحة؟.
3 - ما زال بعض الأدباء ينكرون كلمة (الهناء) لعدم ورودها مجردة من تاء التأنيث في أشهر الموسوعات اللغوية؛ وقد غاب عنهم ورودها في (المخصص) للعلامة (ابن سيده) في باب ألوان العيش والنعيم (أو كمال قال)؛ ويعلم الله كم جرى قلمهم الأحمر والأزرق على كلمة الهناء شامخين مزهوين، وكم نال (ابن نباته) الشاعر الظريف من الزراية والاستخفاف حين طرق أسماعهم بيته الرشيق:
هناءٌ محا ذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما
4 - يتمسك كثير من أولئك بوجوب ضم راء (الرصافة) واقفين عند نص (الفيروزبادي)، ولو أنصفوا لحولوا أعينهم إلى ما كتبه شارح القاموس على هامش المادة، وإذاً لعلموا أن الفتح والضم سيان، وفي ظني أن الفتح في مثل هذه الكلمة أرق وأجمل، وما أحسب (علي بن الجهم) طيب الله ثراه قد نطق بها إلا مفتوحة الراء حين قال بيته الخالد:
عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري
2 - أحسن من ذي قبل:
كثيراً ما يعترض القارئْين، ويجري على ألسنة المتحدثين هذا الأسلوب، ومنهم من يكتفي بفحواه وما يتبادر إلى الذهن من معناه، غير باحث فيما بني عليه من أساس لغوي، أو قاعدة نحوية، ومنهم من يحرف الكلم عن مواضعه، فيزعم أن اللفظ الأخير منه وهو (قبل) بفتح الباء لا بسكونها، وينسى أن هذا الضبط يفضي إلى قصور في المعنى وتعسف كبير، إذ (القَبَلُ) هو كل شئ في مستهل وجوده، أو على حد تعبير المعجمات: هو الشيء أول ما يكون؛ وما زالت أبحث في هذه المسألة وأدير الحوار حولها مع الثقاة من أهل البصر باللغة حتى انتهيت إلى ما أعتقده فيها، وخلاصته أن كلمة (قبل) ظرف مبني على الضم لحذف المضاف إليه، ونية معناه كبقية (الغايات) وهي ظروف محصورة في كتب النحاة منها: بعد ووراء وخلف الخ، وأن كلمة (ذي) ليست بمعنى صاحب - كما يتبادر إلى الذهن - ولكنها اسم موصول يستعمل في لغة طْيء للمفرد وغيره مذكراً ومؤنثاً كما هو منصوص في المصادر النحوية كشرح (ابن عقيل) وحاشية (الخضري)، وإنها قد تأتي مبنية بلفظ واحد وهو (ذو) رفعاً ونصباً وجراً، وقد تعرب بالواو رفعاً وبالألف نصباً وبالياء جراً عند قوم من طْيء فتكون في أحوال الإعراب مثل (ذي) بمعنىصاحب التي هي من الأسماء الخمسة، وعلى هذا الوجه يمكن توجيه الأسلوب، ويكون الظرف المبني على الضم صلة الموصول باعتباره شبه جملة على حسب ما شرحه النحاة.
وإذاً يكون المعنى: هذا الشيء خير من الذي كان قبله، أو هذه الحالة أحسن من التي سبقتها وهكذا، وبذلك يستقيم اللفظ وينسجممع المعنى المراد، والسلام.
محمود البشبيشي
التناسب. وجو الآية. وحسن الجرس. وتكرير المقطع:
يظهر أن هذه الكلمات ونظائرها حبيبة إلى الأستاذ الفاضل محمود البشبيشي، ولها بالقلب نوطه، فهو يألفها ولا يفتأ يلهج بها ويكررها!.
ولو كانت تلك الكلمات تحل ما نحن بصدده لقلنا: لقد أتى الأستاذ بما لم يأت به الأوائل، واستدرك ما فاتهم وطلع علينا برأيطريف له دعامة من الحق تسنده، ولكن الأستاذ أخذ يردد كلمة التناسب ويظنها حجة له وهي على الضد مما يرى إذ ما شأن التناسب هنا في موضوعنا؟ التناسب الذي أورده ابن مالك في ألفيته إنما أورده في الأسباب التي تجعل الممنوع مصروفاً، ومثار البحث مقصور على أن المصروف قد لا ينصرف، وذلك عند الاضطرار لا التناسب. وبالرغم من هذا ليست الآية شعراً حتى نقول: إن اضطرار الوزن أدى بكلمة أشياء أن تمنع من الصرف وهي مصروفة وبهذا عرف موضع هاتين الكلمتين: الاضطرار، والتناسب، وفي أي شئ يردان، وعلم لنا أن كلمة التناسب فقدت قوتها السحرية، إذ لا مكان لها في محل النزاع.
بقي أن ننفتل مسرعين إلى ما بقي من الألفاظ (جو الآية، وحسن الجرس، وتكرير المقطع)، والتي اعتمد عليها الأستاذ بعد التناسب في التوجيه لرأيه الذي أرتاه في كلمة (أشياء) الواردة في الآية، فهو يرى أن كلمة (أشياء) في الآية (لو وردت مصروفه لتكرر حتما مقطعان بلفظ واحد، وكان ذلك مخلا إلى حد ما بحسن الجرس والتناسق، ولا شك أن القرآن الكريمفي المكان الأول من رعاية التناسق والسلامة من كل مظان التنافر، وهذا من أعظم وجوه الإعجاز).
وكأن المفسر - على هذا - لو فسر تلك الآية خارجاً بكلمة (أشياء) عن جو الآية، ومعبراً بقوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تظهر لكم تشق عليكم وتغمكم) لجاز له أن ينون، لأن الأستاذ يقول: (فلو خرجت كلمة أشياء عن جو الآية لجاز عليها ما يجوز على سواها من الصرف والتنوين). وما رأي الأستاذ الفاضل في مثل هذا التعبير أو التفسير؟ أيراه بليغاً خالياً من التنافر؟ أو يراه غير بليغ؟ إن رآه بليغاً فقد سلم بأن تكرير المقطع مرتين بلفظ واحد سواء في الآية أو غيرها لا يخل بحسن الجرس والتناسق، وإن تخيله غير بليغ لتكرير المقطع مرتين فقد رَجع عما أرتاه من صرف الكلمة عندما تخرج عن جو الآية، والمفسر - كما تعلم - حريص على أن يكون تفسيره متناسقاً يطابق الآية ويقاربها.
وإلى هنا نرى أن التمسك بتكرير المقطع لا يقوى على التحليق طويلا، فقد هوى عندما سدد إليه الأستاذ أحمد العجمي مصوبته وأورد ما أورده من الآيات، وهل روى غلته ما أجاب به الأستاذ البشبيشي بعد ذلك؟ في الحق أن حجة الأستاذ العجمي ما زالت ملزمة، لأن كلمة (شئ) في الآيتين منونة، وليس فوقها علامة منعلامات الوقف كما هو المعهود في المصاحف، والقياس على هذا صحيح، وليس قياساً مع الفارق - كما يقول الأستاذ البشبيشي -: (إنه من الممكن، بل من الحسن الوقف على كلمة شيء) إذ يعد هذا ابتداعاً لم يرد عن الرسول عليه السلام. ويلزم من ذلك على رأيه أن الآية تكون خالية من التنافر عند الوقف بدون موجب، ولا تكون كذلك عند الوصل، وذلك أمر لم يعهد في آيات القرآن، ولم يقل به أحد إلا إذا وافقنا الأستاذ البشبيشي على هواه كلما أراد التخلص من مشكل، ودون شك أن هذا يجعل الأمر فوضى.
وادعاء أن همزة (شيء) مسبوقة بلين صامت، وهمزة أشياء مسبوقة بحرف مد صاعد، وأن لذلك تأثيره في ثقل المقطعين ادعاء غير ناهض. لأنه ثبت في الآيتين أن المقطع تكرر مرتين بلفظ واحد، ولا يعكر ذلك ما إذا كان الحرف صامتاً أو صاعداً وذلك كاف في الرد.
وفي المختتم نعود فنقول: إن علماء اللغة بصرييهم وكوفييهم أجمعوا على أن الكلمة ممنوعة من الصرف في جميع الحالات إلا إذا كان ثمة اضطرار، ومنعت الصرف لكثرةالاستعمال تشبيهاً لها بألف التأنيث الممدودة، وفي هذا القدر كفاية.
محمد غنيم
لغويات:
نعيد اليوم. للتذكير. ما قلناه بالأمس:
1 - قلنا إن الفعل (هاج) الثلاثي إنما يتعدى بنفسه ويلزم، وإن الرباعي المهموز منه (أهاج) خطأ لم يلفظ به لسان عربي قح، وإن الصواب - في التكثير - هو التضعيف (هيّج) لا الهمز. ولكن الأستاذ محمد رزق سليم لا يزال - بالرغم مما سبق - يقول ص779 ((وأهاجت) في خاطره أبالسة الشعر فأتاها في بيتها.)
2 - وقلنا إن وصف (أفعل فعلاء) إنما يكون على (فُعْل) لا غير. ودع عنك تشقيق فلان وتخريج علان. وأضح إلى قول الرحمن على لسان ملكه جبريل. قال: (ومن الجبال جدد (بيضوحمر) مختلف ألوانها وغرابيب (سود)). وقال: (وسبع سنبلات (خضر) وأخر يابسات). وقال (إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت (صفر).) وقال - وهو أصدق القائلين: (متكئين على رفرف (خضر) وعبقري حسان) فكيف يصح للأستاذ صبحي إبراهيم الصالح - وغيره - أن يقول ص783 (وتمحو تحت ألوانها الداكنة (السوداء) كل ما يدب على الأرض أو يجري)؟
3 - وقلنا لا يقال (داوٍ) من الدوي وإنما (مدّو) من (دّوى) الرباعي لا الثلاثين ولكن الأستاذ محمد فتحي عبد الوهاب يأبى إلا ان يقول ص801 (واستمعت الأرنب إلى صوت (داوٍ) قادم من بعيد.)
وبعدك فالذي قلناه بالأمس نقوله اليوم مذكرين. وذكر فلعل الذكرى تنفع المؤمنين.
(الزيتون)
عدنان
جامع الترمذي:
جاء في عدد (الثقافة) 945 في ص 22 قول الكاتب: (المحدث أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع الصحيح في الحديث) والصواب أن نقول (الأمام الحافظ أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع في الحديث) لأن لقب (المحدث) هو دون (الحافظ) في مصطلح علماء السنة، بل هو رابع الأئمة الخمسة: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي. وكتابه في الحديث اسم (الجامع) وأما (الجامع الصحيح) فهو للبخاري، وكذلك مسلم سمى كتابه (الجامع الصحيح) لأنهما لم يخرجا إلا الصحاح وأما الترمذي فاسم ديوانه (الجامع) وقد خرج فيه الصحيح والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فيها بعض المناكير، ويخرج حديث الثقة الضابط، ومن يهم قليلا ومن يهم كثيراً ومن يغلب عليه الوهم، ويبين ذلك ولا يسكت عنه. وأما مسلم فلا يخرج إلا بحديث الثقة الضابط ومن في حفظه بعض شئ وتكلم فيه بحفظه، لكنه يتحرى في التخريج عنه، وأما البخاري فشرطه أشد من ذلك، وهو أن لا يخرج إلا للثقة الضابط ولمن ندر وهمه، وإن كان قد اعترض عليه في بعض ما خرج عنه. وبسط القول في هذا في كتاب (شروط الأئمة السنة لمحمد بن طاهر المقدسي) المطبوع مع شروط الأئمة الخمسة (للحازمي). والترمذي ينتسب إلى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذي يقال له جيحون، والناس مختلفون في كيفية هذه النسبة، بعضهم يقول بفتح التاء، وبعضهم يقول بضمها، وبعضهم يقول بكسرها، والمتداول على ألسنة تلك المدينة بفتح التاء وكسر الميم، وكل واحد يقول معنى لما يدعيه. والترمذي أحد الأئمة الذين يقتدي بهم في علم الحديث، صنف الجامع والعلل تصنيف رجل متقن، وبه كان يضرب المثل في الحفظ، تلمذ للبخاري وشاركه في شيوخه. . . توفي بقرية بوغ إحدى قرى ترمذ سنة 279، انتهى بإيجاز من (اللباب في الأنساب لابن الأثير) المطبوع بمصر.
محمد أسامة عليبة
قالت شهرزاد
يوالي الأستاذ كامل كيلاني الإنتاج في أدب الطفل الذي يعد هو أول من أنشأه في العربية. وقد أخرجت له أخيراً دار مكتبة الأطفال (32 شارع حسن الأكبر) مجموعة قصصية من سلسلة (قالت شهرزاد) منها (بنت الوزير) و (قاهر الجبابرة) و (أمير العفاريت) و (كنز الشمردل) و (صانع الأعاجيب) و (الأكذوبة) و (حصان الجو) و (الأمير الحادي والخمسون) وهي قصص طريفة مشوقة تقدم للطفل غذاء مناسباً لخياله المتفتح ومادة نافعة لعقله الصغير في أسلوب سهل فصيح جذاب.
ولا شك أن هذا اللون من الكتابة للأطفال باللغة العربية السليمة العذبة الفصيحة، يقوم لسان الناشئ ويطبعه على البيان منذ الصغر. وكم أود أن يقبل ولدي حسام على القراءة في مستقبل حياته مثلما يقبل الآن على قراءة قصص الأستاذ الكيلاني، كما أود لأمثاله من الناشئين، فيتكون جيل يشغف بالقراءة ويجني ثمرات الاطلاع.
أبو حسام
إلى الأستاذ حسين مهدي الغنام:
نشرت الرسالة الغراء في عددها الأخير (785) مثالاً عن المرحوم حافظ بك إبراهيم شاعر النيل نسب فيه كاتبه الأستاذ حسين مهدي الغنام أبياتاً لشاعر النيل. وقد لاحظت:
أولا: أن هذه الأبيات غير موجودة في ديوان حافظ إبراهيم الذي قامت وزارة المعارف بطبعه.
ثانياً: هذه الأبيات من (بحر الخفيف) والبيت الآتي من الأبيات المذكورة، على هذه الرواية غير صحيح من ناحية العروض:
وعجيب يفوز هذا بانطلاق ... وهذا في ذلة المأسور
فهل الأبيات لشاعر النيل؟ وهل للبيت المذكورة رواية أخرى صحيحة؟.
(الزقازيق) طه موسى البيومي
سؤال:
حدثني الأستاذ الشيخ محمد رجب البيومي يوم وفاة المغفور له الأستاذ أحمد الكاشف أنه سيكتب ترجمة ضافية (بالرسالة) الغراء عن الشاعر الكبير في أقرب فرصة، كما سيكتب ترجمة أخرى للأستاذ أحمد محرم، ومضت أسابيع وأشهر وطلع علينا الأستاذ الفاضل بأبحاث جديدة غير ما أشار إليه. وأنا لا أدري أنسي الكاتب وعده، أم أدى ما عليه وتأخرت (الرسالة) الغراء عن النشر؟!.
(المنصورة)
سعاد كامل