مجلة الرسالة/العدد 785/من أهداف الصهيونية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 785/من أهداف الصهيونية

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 07 - 1948



للأستاذ محمد أسامة عليبة

أنشأ الحركة الصهيونية في لندن سنة 1896 الدكتور هرتزل اليهودي النمساوي، واشتهرت باسم الصهيونية لأن أبرز من سعى إليها هي (جمعية صهيون) في النمسا، وهي جمعية تسمت باسم جبل في صحراء سينا عسكر فيه بنو إسرائيل لإقامة الصلاة بعد نجاتهم من فرعون.

وقد دخل بالتبشير بدينهم كثير من أمم شتى كالسيفرديم الذين انحدروا من سلالة الإسبانيين والبرتغاليين، والإيشكينازيم وهم يهود روسيا والنمسا وألمانيا والمجر، والمنفصلون وهم من آباء رومانيين وأمهات من يهود. . .

ولهم في الحركات السرية أعظم يد، ومن أبرزها (الماسونية).

وقد عقدت الجمعيات الصهيونية في (بال) في سويسرة مؤتمراً سنة 1897 وضعت فيه أسس نظام فتوحاتها في المستقبل على ضوء ما نجحت فيه من خططها، فكتبوا 24 محضراً تضمنت جماع الخطة والهدف الذي يبلغ باليهود إلى السيطرة على العالم معتمدة على المال والمؤامرات والاغتيالات والدعايات وبث القلق والاضطرابات خلقياً وعملياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وهم القائمون بإدارة السياسة اليهودية، العابثون بسياسة العالم تمهيداً لعودة ملكهم.

وذاعت هذه المحاضر وكان من شدة وقع ذلك أن استيقظ العالم الغربي النصراني لما تبيته له الصهيونية من سهام مسمومة. وأولى من وصل إلى هذه المحاضر هو اليكس نيقولا نيفتش عميد أشراف شرقي روسيا، فسلمها إلى سرج نيلوس وطلب إليه الاستفادة منها بما يحمي مصالح الوطن وعقائد أبنائه، فنشز كتابه عنها سنة 1919 فارتاع الصهيونيون لذيوعها وشكاً هرزل رئيسهم من اطلاع (الكفار) على أسرار هذه المحاضر، وقد حاولوا إنكارها، وحذر آخرون من أغراضها، وهذا مما يثبت أن اعتماد اليهود على الجمعيات والدعوات السرية كاعتمادهم على المال والرشوة واستخدام الوسائل الإرهابية في سبيل مطمعهم بالسيادة العالمية.

موجز المحضر الأول: القوة الوحشية الغاشمة هي وحدها التي أخضعت الوحوش الضاربة التي تدعى بشراً، ثم خلفها القانون وهو نفس القوة، إلا أنها مقنعة. فالحق كائن في القوة. والذهب في عصرنا أعظم نفوذاً من الحكومات. والصفات السامية كالصدق والنزاهة هي عيوب ونقائص لا تصلح لنا هدفاً، وإنما القوة هدفنا، ويجب أن نتسلح بها للانقضاض على الأنظمة والشرائع وقلبها رأساً على عقب. وبسبب ضعف جميع السلطات في الوقت الحاضر يدوم سلطاننا لأنه مشيد على أسس متينة لا يمكن أن تنال منها الخدع والدسائس وقوة الشعب عمياء لا شعور لها وتنقاد إلى جميع الجهات ولا تقوم للمدنية قائمة إلا إذا قام فيها الحكم المطلق حكم الفرد. وعمالنا من معلمين وخدم ومربيات في دور الأغنياء ومستخدمونا في كل مكان، ونساؤنا في قاعات الملاهي يسوقون الشعوب إلى مهامي الانحلال الحلقي الذي يمهد لنا الوصول إلى أهدافنا. ويجب أن نتخذ العنف مبدأ والمكر والرياء قاعدة. ويجب أن لا نحجم عن الالتجاء إلى الرشوة والخداع والخيانة في سبيل بلوغ مآربنا. وينبغي الإقدام على اغتصاب ملك غيرنا إذا كان في ذلك ما يحقق سلطاننا. والقسوة التي لا تعرف اللين هي أول عامل في قوى دولتنا، وبها سنخضع جميع الحكومات لحكومتنا العليا.

موجز المحضر الثاني:

من مصلحة اليهود نقل الحروب إلى الميدان الاقتصادي لترى الأمم عظيم تفوقنا في هذا المضمار فيضطر الفريقان المتحاربان أن يكونا في يد عملائنا الدوليين، فنقبض على توجيه الشعوب إلى حيث أردنا. ولكي لا نقع في أخطاء سياسية وإدارية يجب أن لا تفوقنا العناية بآراء الشعوب وأخلاقها وميولها العصرية، مع المقايسة بين نتائج الماضي والحاضر.

وللصحافة قوتها التي لا تنكر، ولكن الدول لم تحسن الاستفادة من هذه القوة فوقعت في أيدينا، وقد استطعنا بواسطتها أن تحرز جانباً مدهشاً من النفوذ وأن نجمع الذهب الوهاج في قبضتنا.

موجز المحضر الثالث:

يجب أن نصل إلى فصل قوة الحكم البصيرة عن قوة الشعب العمياء لتفقد القوتان أثرهما، وتصبحا عاجزتين كعجز الأعمى الذي يفقد عصاه. ولكي ندفع ذوي المطامع إلى إساءة استعمال السلطة وضعنا جميع القوى المتعارضة وجهاً لوجه وقوينا ميولها الحرة إلى الاستقلال، وشجعنا كل مشروع يؤدي إلى هذا الغرض وحولنا الممالك إلى ميادين للهرج والمرج. ومتى آن الأوان لأن نخلق بفضل وسائلنا السرية وذهبنا النضار ضائقة اقتصادية عامة، نقذف في نفس الوقت بجموع العمال الفقيرة إلى الشوارع في جميع البلدان الأوربية، فتقدم هذه الجماهير بلذة على قتل من هم في نظرها الساذج موضع حسدها وغيرتها وعلى نهب أموالهم، ولكنها لا تمس أتباعنا بسوء لعلمنا بساعة الهجوم ولاتخاذنا الحيطة للمحافظة على بني قومنا وإذا عدتم بالذكرى إلى الثورة الفرنسية وجدتم أن سر إعدادها لم يكن يخفى علينا لأنها كانت كلها من صنع أيدينا. ونحن الآن كقوة دولية في وضع منيع بحيث إذا هوجمنا في دولة دافعت عنا الدول الأخرى.

موجز المحضر الرابع:

يجب علينا أن نهدم الإيمان، وأن ننزع من النفوس المبادئ الإلهية والروحية، وأن نغرس بدلها حب الحسابات والحاجات المادية، وأن نشغل الناس بالأعمال التجارية والصناعية لتتجه الأفكار والمساعي إلى تحقيق المنافع الخاصة، فلا يشعرون بفتن عدوهم العام. ولتفكيك أوصال الجماعات المسيحية وتدميرها يجب أن تتخذ المضاربات قاعدة للصناعة فتخرج جميع الثروات التي تنتجها الصناعة وغيرها من حوزة أربابها إلى فوهة المضاربات فتبتلعها. وما هذه الفوهة إلا خزائننا.

موجز المحضر الخامس:

سيادة الاتحاد المسيحي علينا لا تطول مدتها لأننا بذرنا أصول الشقاق في كل مكان وأوجدنا التنافر بين مصالح المسيحيين المادية والوطنية، وأثرنا النعرات الدينية والعنصرية في بيئاتهم، وعلى كل حال لا تستطيع الدول اليوم عقد أي اتفاق مهما ضؤل شأنه بدون استطلاع رأينا وموافقتنا. يقول أنبياؤنا أن الله اصطفانا لنسود العالم ووهبنا النبوغ لتكلل أعمالنا بالنجاح. ولو كان لغيرنا مثل هذا لاستطاع مقاومتنا، ولكن القادم الجديد لا يساوي الساكن القديم. وسيكون القتال بيننا عنيفاً جداً بلا رحمة ولا شفقة مما لم يشهد العالم مثله.

أما أدعياء العبقرية فسيصلون متأخرين لأن المحرك الذي يدير الجهاز الحكومي غداً في قبضتنا، وما المحرك سوى الذهب، وحكماؤنا الذين وضعوا على الاقتصاد السياسي عرفونا تأثير الذهب العجيب في العالم. وهذا الذهب يجب أن يجمع الصناعة والتجارة في احتكاره، وهذا ما نحن ساعون إلى تحقيقه بواسطة أيد خفية لها اتصال بجميع أنحاء العالم. ومما يجب أن نعني به في حكومتنا العتيدة إضعاف الرأي العام بوسائل النقد والتقريع والمر، مع الاستمرار على هذا إلى أن تضمحل عادة التفكير، لأن التفكير يولد المعرضة. ويجب كذلك أن نشغل القوى العقلية بمناوشات خطابية عقيمة. والطريقة المثلى للاستيلاء على الرأي العام تنحصر في العمل على إقلاقه بأن يغمر بفيض من الآراء المتناقضة تأتيه من كل جانب باستمرار، فينتهي الأمر بضلال المسيحيين وغيرهم. ويجب أن نتخذ ما يجب لبلبلة الآراء واختلاف مسالك تربية النشء ليكون في كل أسرة اتجاهات متناقضة بحيث لا يستطيع الواحد فهم مراد الآخر، وبحيث لا يقوى كائن من كان على إعادة المياه إلى مجاريها، ومن تأثير هذه الطريقة وقوع الشقاق بين الأحزاب، وتفرق القوى المتجمعة ضدنا. أما ما يتعلق بثقافة البيئات المسيحية فعلينا أن نقبض على إرادتها بيد من حديد، ونتصرف في شؤونها بما يضممن وصولنا إلى أهدافنا.

موجز المضر السادس:

سننشئ مؤسسات للاحتكار تكون كخزائن للثروات الضخمة، ويكون لماليات المسيحيين الكبرى وللاعتمادات المالية للدول أوثق علاقة بها ليسهل ابتلاعها في غد أول نكبة سياسية ولما كانت الأرستقراطية المسيحية من حيث هي قوة سياسية قد اضمحلت فقد بقيت أملاكها العقارية، فهي تستطيع ما دامت موارد حرها أن تعرقل أهدافنا، فلا بد إذن من الاستيلاء على هذه الأملاك وحرمانها منها، وأنجح طريقة لذلك هي زيادة الضرائب. وللقضاء على صناعة غيرنا يجب تنشيط المضاربة واستثارة شهوة البذخ والترف، تلك الشهوة التي تلتهم الأموال بأقرب وقت. ثم نزيد أجور العمال، ولكنها زيادة لا ينتفعون منها، لأننا قد اتخذنا الحيطة لذلك برفع أثمان الحاجات الضرورية. ثم ندير معاولنا شطر الإنتاج لهدم أسسه، متوسلين ببعض الوسائل التي تمكننا من تعويد العمال الشغف بالمسكرات وخلق الفوضى. ولكيلا تنكشف حقيقة أغراضنا قبل الأوان يجب نتظاهر بالغيرة على خدمة طبقات العمال، وبنشر المبادئ الاقتصادية.

موجز المحضر السابع:

إثارة الفتن والشغب والشقاق والبغضاء في جميع البلاد ستكون داعية إلى الاعتراف بمقدرتنا على بث روح الاضطراب أني شئنا ونشر أعلام النظام حيث أردنا. ودسائسنا المعتمدة على سياسة العقود الاقتصادية والمالية تزيد في تعقيد الشرك الذي نكون قد نصبناه في دوائر الدول. وأما في الشؤون التي تدخل في نطاق ما يسمونه (اللغة الرسمية) فنتخذ خطة معارضة تظهرنا بمظهر أهل الصلاح والإصلاح. وإزاء كل معارضة تثار ضدنا نكون على استعداد لدفع البلاد المجاورة إلى إثارة الحرب على من يجرؤ على معاكستنا، وإذا ما خطر لهذه البلاد نفسها أن تتحد مع عدونا عمدنا إلى دحرها بإعلان حرب عامة، وعضدنا في هذه السبيل هو الرأي العام الذي وضعته (السلطة العظمى) سلطة الصحافة في أيدينا. وهدفنا هو إظهار قوتنا للحكومات تارة بوسيلة التعديات الجنائية وطوراً بواسطة المدافع الأمريكية والصينية واليابانية.

موجز المحضر الثامن:

من الواجب أن يحاط نظام حكمنا بجميع قوى الحضارة من كتاب سياسيين وشراع محنكين وإداريين وغيرهم من أهل التخصص في العلوم العليا للوصول إلى أغراضنا. ولما كانت العلوم الاقتصادية لها شأن كبير وجب أن نعني بتعليمها لليهود، ويجب أن يكون حولنا جماعات من الصيارفة وأرباب الصناعات والرأسماليين، ولا سيما أصحاب الملايين لأن الحكم في النتيجة سيكون للأرقام.

موجز المحضر التاسع:

حكومتنا العليا وأن لم يكن لها صفة شرعية اليوم، لكن القضاة أصبح الآن في أيدينا نضع الشرائع ونصدر الأحكام، ولنا سلطة القائد العام، بل نحن نمارس الحكم بيد من حديد. ونحن مصدر الإرهاب المنتشر في كل صقع، وفي خدمتنا رجال ينتمون إلى مختلف العقائد والمبادئ من ملكيين وجمهوريين واشتراكيين وشيوعيين، ومن جميع أنواع الخياليين، يعملون في سبيل مصلحتنا، وجميع الدول تعاني المشقات والأهوال من جراء هذه الحال، وتسعى جهدهم لاقرار السكينة وتبذل ما وسعها البذل في سبيل السلام. ما لم تعترف بحكومتنا العليا، وانقسام الشعوب إلى أحزاب دفعها بجملتها إلى أحضاننا، لأن النضال الحزبي لا يقوم إلا على المال وهو في قبضتنا. والذي كنا نخشاه هو قيام الألفة بين قوى الطبقة الحاكمة المثقفة وقوى الشعب الغاشمة؛ ولكننا احتطنا لذلك فأقمنا جداراً وحالة ذعر بين الفريقين.

موجز المحضر العاشر:

يجب أن نقاوم النزعة إلى البروز الشخصي بدفع الشعب إلى مكافحة من يطوح به الغرور إلى إشهار نفسه بالفعل والكلام، والشعب لا ينقاد لسوانا مادمنا نكافئه على طاعته ويقظته. ويجب أن تكون خططنا سديدة، ولذلك لا نسمح بعرضها على جماعة يتناقشون فيها كالمجالس التشريعية فتخرج منها وفي طياتها آثار جميع الآراء الخاطئة. ويجب أن نتوصل إلى جمع الحكومات كلها تحت سيطرتنا لإلغاء جميع الدساتير القائمة، ومما يجب التوسل به لبلوغ هذه الأهداف إثارة الشقاق والعداء والبغضاء بين الشعب والحكومة، وخلق المجاعات وبث جراثيم الأمراض وتعميم البؤس في كل مكان.

موجز المحضر الحادي عشر:

يجب أن نطرح من قاموس البشرية: حرية الصحافة وحرية الضمير ومبدأ الانتخاب لنستطيع بسط سلطاننا المعصوم الذي لا يرجع إلى صواب ولا يعترف بخطأ. ويجب أن نقمع كل حركة تثار ضد هدفنا هذا: والله قضى علينا ونحن شعبه المختار بالتشتيت الذي سبب ضعفنا، ولكن هذا الضعف هو الذي ولد هذه القوة التي قادتنا إلى أبواب السيادة العالمية.

موجز المحضر الثاني عشر:

للحرية عند الناس معان شتى، فيجب علينا أن نحصرها ونحدها بقولنا: هي حق التصرف بما يجيزه القانون. وفي وسع القانون أن يبدع أو ينقض كل ما من شأنه أن يغاير روح بربامجنا وأغراضنا: وأما الصحافة فيجب أن نكمح جماحها ونجعل منها مورداً لدولتنا فنسن الضرائب الصحفية، ونفرض ضماناً مالياً على كل صحيفة أو مطبعة، ثم نفرض غرامات نقدية باهظة على المخالفات فنأمن شر الحملات الصحفية.

موجز المحضر الثالث عشر:

سعينا إلى اقتناص الرأي العام يمهد السبيل لإتمام أغراضنا، ولكي نحول أنظار الذين تهمهم السياسة إلى نواح أخرى، يجب أن نثير البحث في شؤون جديدة كالشؤون الصناعية وندعهم يتحمسون ويغضبون ما طاب لهم ذلك. ونقترح لنشغل الشعب عن شؤونه المهمة فتح أبواب الملاهي والألعاب ونقيم لها دوراً حافلة. كما يجب أن نشوق الأفكار إلى ابتداع أنواع النظريات الخيالية.

موجز المحضر الرابع عشر:

يجب أن لا نعترف بغير ديننا لأننا الشعب المختار، فيتحتم علينا أن نهدم جميع المذاهب الدينية، وأحياء الديانة الموسوية التي تستقر فيها القوى التهذيبية والأخلاقية، وستولى فلاسفتنا نقض العقائد المسيحية وغيرها، وقد نشرنا في البلاد التي يدعونها متقدمة أدباً إباحياً قذراً وسنواظب على دعمه.

موجز المحضر الخامس عشر:

يجب أن نكون سلطتنا قائمة على الإرهاب الذي سيرفعها إلى مرتبة المصطفين من لدن العزة الإلهية على نمط الأوتوقراطية الروسية عدوتنا اللدود في هذا العالم هي والبابوية معاً. اذكروا مثل إيطاليا الدامية التي أغرقها (سيلا) بالدماء، وأذاق الشعب الموت الأحمر، فأكبر الشعب فيه البسالة فمنحه مزايا العصمة والحصانة. والى أن نرتقي سدة الحكم يجب أن نضاعف عدد المحافل الماسونية في العالم، ونتخذها مقراً للاستخبارات ووسيلة لتسيير أعمالنا، ويكون من أعضاء هذه المحافل جميع رجال الشرطة لأن لهم شأناً خطيراً لاستطاعتهم كبح جماح من يعن له التمرد علينا، وفي وسعها أن تستر أعمالنا. وكل من سعى في عرقلة أعمالنا حل اغتياله. ولا يجوز في قضائنا اغتيال الأحكام لكيلا يفهم الشعب خطأ أحكامنا. وإذا وضع ملك إسرائيل التاج الذي تقدمه إليه الممالك الأوربية وغيرها على هامته المقدسة أصبح أباً للعالم أجمع.

موجز المحضر السادس عشر: الجامعات العلمية القائمة الآن هي قوة مجتمعة متضامنة، فيجب تقويضها وتشييد غيرها على أن تحيا بروح جديدة، ويعد لها في الخفاء رؤساء وأساتذة يزودون بمناهج مفصله للتمهيد لأغراضنا، ويجب أن نطوي من المناهج مادة الحقوق المدنية وكل ما له صلة بالشؤون السياسية، ولا تعلم هذه العلوم إلا لبضعة عشر طالباً يختارون من ذوي المواهب، ثم يكونون تحت أمرتنا.

موجز محضر السابع عشر:

نقابات المحامين توجه مجهوداً دائماً إلى صالح الدفاع، فيجب وضعها ضمن إطار ليتسنى جعل أعضائها عمالاً للتنفيذ. وقد وجهنا جهودنا إلى إفساد رسالة الأكليريكية المسيحية التي تؤخر وصولنا إلى بعض أهدافنا فأخذ نفوذها يتداعى في نفوس الأمم، وعما قريب ستموت الديانة المسيحية، ثم تموت الأديان الأخرى نتيجة لمساعينا. ومتى حان الوقت لهدم الصرح البابوي جعلنا ملك اليهود البابا الصحيح للعالم والبطريرك الوحيد للكنيسة العالمية.

وسيكون قدوتنا في الحكم (فنشو) فتقبض كل يد من الأيدي المائة التي نمتلكها على لولب من لوالب الجهاز الاجتماعي فنستطيع الاطلاع على ما نريد بلا مساعدة من الشرطة الرسمية، والجاسوسية والوشاية لا يعدان من الأمور المشينة بل من الواجبات لنبلغ ما نريد بعونهما.

موجز المحضر الثامن عشر:

حينما نحتاج إلى تعزيز قوى الشرطة، نلجأ إلى افتعال الاضطراب والمظاهرات وإعلان سخط الشعب بلسان أشهر الخطباء، وحينئذ نتخذ من هذا ذريعة لإصدار الأوامر بمضاعفة المراقبة. والحكام القائمون الآن سنضطرهم إلى الإقرار بعجزهم عن حماية أنفسهم فيتخذون الحيطة لحماية أنفسهم جهاراً فنقضي بذلك على نفوذ السلطة. وأما حكومتنا فيتولى المحافظة عليها حرس خفي لأننا لا نقبل أن نسلم بوجود أعداء لا تقوي الحكومة على إخضاعهم. ويجب أن يظهر حاكمنا بمظهر من لا يستخدم السلطة لمنافعه الشخصية، فالتجمل بمثل ذلك يرفعه في نظر الشعب.

موجز المحضر التاسع عشر: من الواجب علينا أن نشوق الشعب إلى رفع الشكاوي والاقتراحات إلى الحكومة لتحسين حاله، فيتسنى لنا بذلك الاطلاع على نقائص الشعب وأهوائه. ولكي يقلع الشعب عن تكريم الباسلين في مضمار الجرائم السياسية نعامل المجرمين السياسيين كمعاملة اللصوص والقاتلين فينظر الشعب إلى هؤلاء وأولئك نظرة الاحتقار والاستنصار.

موجز المحضر العشرين:

خلاصة أعمالنا ستتحول إلى قضية أرقام، فيتمتع الملك في حكومتنا بحق شرعي على الأملاك والأموال الخاصة بالشعب، فله حق المصادرة للمال اللازم لتسوية نظام التداول النقدي في البلاد، ولما كان جميع أموال الدولة ملكاً للجالس على العرش وجب أن لا يكون له ملك خاص لأنه لا يحق لمن يمتلك أموالاً خاصة أن يتمتع بملك الجميع. ولقد أحدثنا أزمات اقتصادية في البيئات المسيحية بقصد سحب النقود من التداول فاضطرت الحكومات إلى الرأسماليين تقترض منهم فصارت أسيرة لديهم، وهؤلاء الرأسماليون بوضعهم أيديهم على الصناعات الكبرى قضوا على الصناعات الصغرى فاضعفوا الشعب والدولة معاً.

والذهب بسبب سحبنا أكثر من التداول أصبح لا يكفي حاجات الناس، فيجب إصدار نقد من الورق أو الخشب حسب حاجة الشعب وزيادة عدده. والقرض الخارجي دليل على ضعف الدولة وعجزها، فالقروض كسيف (داموقليس) مصلت دائماً أبداً فوق رؤوس الحكام الذين يعجزون عن سد حاجات الدولة فيسرعون إلى التماس الصدقة من صيارفنا.

موجز محضر الحادي والعشرين:

دولتنا لا تحتاج إلى الخارج. وما فعلناه مع الدول من قرضها الأموال ثم استردادها مضاعفة لن يستطيع أحد أن يفعله معنا. بل سنلجأ عند الضرورة إلى القرض الداخلي، وفي غد الاكتتاب لهذا القرض نصعد الأسعار صعوداً مصطنعاً ليتوهم الناس كثرة الإقبال على الشراء، ثم نعلن أن صناديق الخزانة العامة قد امتلأت. وسنبطل نظام البورصات المالية ضناً بكرامة سلطتنا في أن نتعرض للنيل منها بسبب تقلبات أسعار السندات الحكومية، ونقيم بدلها مؤسسات كبرى للصداقة يكون عملها تحديد أثمان الأسهم التجارية بمقتضى نظرية الحكومة ويكون باستطاعتها أن تطرح في الأسواق يومياً من الأسهم التجارية ما قيمته خمسمائة مليون.

موجز المحضر الثاني والعشرين:

في حوزتنا أعظم قوة حديثة في العالم: هي الذهب، ونستطيع في كل ساعة أن نخرج منه المقدار الذي يكفي لذهول العالم، فهل نحتاج بعد هذا إلى دليل في أن حكومتنا مختارة من لدن الله ومعدة منذ الأزل للحكم. وحكمنا سيؤسس على دعائم قوية ثابتة مستقلاً في إدارته لا ينقاد إلى الخطباء الخياليين الذين يكثرون من الكلام التافه وينادون بالمبادئ السامية الوهمية.

موجز المحضر الثالث والعشرين:

الشعب لا يخضع خضوعاً أعمى إلا ليد حديدية مستقلة تدرأ شر الغوائل الاجتماعية، وليس من هم الشعب أن يرى على رأس الحكم ملكاً بروح الملائكة بل هو يرهب الملك ذا السطوة والقوة والصولة. وعلى الملك أن يخمد اللهب بقتل كل مذنب ينتمي إلى الجمعيات السرية الثورية ولو اقتضى ذلك إلى فيضان الدماء. وهذا الشخص المصطفى من لدن الله هو الذي توكل إليه العزة الإلهية أمر سحق القوات التي تستفزها الغريزة البهيمية فتدعي إلى الحرية والحقوق الإنسانية، ثم نقول للشعوب بعد محق هذه القوى: احمدوا الله العلي واحنوا رؤوسكم لمن يتسم بسمة الأصفياء الذين اصطفاهم الرب لينقذكم هو وحده من برائن القوى الوحشية ومن جميع الشرور.

موجز المحضر الرابع والعشرين:

ملوكنا تختارهم لجنة مؤلفة من أعضاء ينتمون إلى النبي داود لا على أساس حق الوراثة، بل على أساس الصفات الممتازة والكفاية ويلقنونهم أسرار السياسة الخفية، ويطلعونهم على خطط الحكومة على أن يكتموا كل ذلك. وعلى ملكنا عماد البشر وسيد العالم أن يترفع عن الملذات الجسدية.

محمد أسامة عليبة

لخصت ما تقدم من كتاب أهداف الصهيونية تعريب فردريك زريق