مجلة الرسالة/العدد 774/طرائف من العصر المملوكي:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 774/طرائف من العصر المملوكي:

مجلة الرسالة - العدد 774
طرائف من العصر المملوكي:
ملاحظات: بتاريخ: 03 - 05 - 1948



التورية

للأستاذ محمود رزق سليم

التورية ضرب من البديع، والبديع - بلا ريب - فن جميل من فنون القول. سواء اختلفت النظرات إليه أم ائتلفت. إذ الفن في جوهره مظهر الفنان ومستجاب وحيه ومرتاض عاطفته به يصور وجدانه ويرسم فكرته، ابتغاء التأثير في سامعه وهو في هذا يجري وفق ذوقه ويسير قيد مزاجه، فإذا نهج على قواعد أخرى فإنما هي قواعد ارتضاها هذا الذوق واطمأن إليها هذا المزاج. فلا عليه إلا أن يصور ويرسم. فإن بلغ فيه من سامعيه ومعاصريه حد الإعجاب، فذلك عهد به وأمله فيه ورجاءه منه. وإلا فقد بذل ما استطاع، وقدم ما قدر عليه. وهو بين هذا وذاك فنان لا يغض من فنه نقدنا قد ولا إزراء مزر.

ولقد كان فن البديع أغلى فنون الحديث ومسالك الأسلوب عند أدباء العصر المملوكي وشعرائه. ملك على القوم أحلامهم وذلل أقلامهم فلا تجري إلا بين أرسانه، ولا تجول إلا وسط ميدانه، فوردوا موارده وعنها صدروا. ومدوا موائده وإليها ابتكروا. وكانوا بذلك أدنى أدباء عصر إلى تمثيل أهله، وأقرب شعراء حقبة إلى تصوير معاصريها.

نقول ذلك، لا على المبالغة، بل على سبيل الحق والصدق، ذلك أن الشعب المصري طبع من عهد بعيد على أن يسلك في حديثه مسالك البديع ترفيها للخطاب، وتجميلا للألفاظ، وتجميعا البديهة. فهو يجنس ويوري ويطابق ويقتبس ويضمن، ولا يني يبعث في خلال ذلك النكتة إثر النكتة والفكاهة غب الفكاهة، فيها دلالات عدة واتجاهات شئ ينم عنها اللفظ بمنطوقة مرة وبمفهومة مرة وبملابساته مرة، وهكذا.

لا نحاول هنا أن ندرس مبعث هذه الروح فيه، ولا أن تتبع أسبابها. ولا نحاول أن نرجعها إلى عواملها الطبيعية من ذكاء، أو طيب عيش أو طيب مناخ، أو إلى عواملها الاجتماعية من كبت عاطفة أو مقاساة حرمان أو كمون التياع. أو من خب في لذة، أو تطرف في ترف، أو غلو في سرف. أو غير ذلك مما يتطلب له المرء مخرجا في القول فلا يجد إلا هذه الضروب البديعة، ففيها له المتنفس والمرح. يجمع في أحدها العديد من المعاني ثم يترك السامع يقلبها بين يديه ويختار من بينها ما يلذ له ويروقه، فهو بذلك، يحمله على التفكير معه، ويدفعه إلى مشاركته ويسرى بخياله إلى شئ التصورات، ويتنقل به بين مختلف المعاني، ويكفيه بذلك فنا.

سرت هذه الروح في الشعب خلال حديثه حتى كانت له سمتا وشارة، وعرفت عنه منذ أمد، ونمت نمو عجيبا في العصر المملوكي. ولعل حياة الزخرف والدهان، التي كان يفيض بها العصر، كان لمها أثرها في هذه النمو العجيب، الذي نضح على أدباء العصر وشعرائه فكانوا - كما ذكرنا - أدنى إلى تمثيله وتصويره.

واعتقادي أننا - معشر المصريين - لا نزال حتى اليوم ندرج في هذه المدارج، ونطرق تلك السبل، برغم فراهة كتابنا وحدق شعرائنا وحرية أدبائنا، وإزاحتهم ربقة البديع عن أعناقهم وتغلغلهم وراء المعاني والأفكار، وسوقهم خلف الدقائق، وأخذهم من الفلسفة وإمعان النظر بنصيب، ظهرت عوارضه على إنتاجهم وأساليبهم ولكن أعتقد أنهم - رغم حسناتهم تلك - لا يمثلون بأساليبهم العصر الذي فيه يعيشون. ومن كان في ريب من هذا، فليسر في طرقات القاهرة. وليعر السمع إلى نكات العامة ومحاورات الباعة ومحادثات المارة. فليلج الأسواق الجامعة والمنتدبات الحافلة وما شاكلها. فليصت إلى أساليب الناس في الحديث، وإلى مدى امتلائها بالتوريات اللطيفة والتضمينات الطريفة والتجنيسات والمطابقات والتلميحات وغيرها من محسنات البديع، لا تكاد تخلو منها عبارة، أو تفرغ منها إشارة. والجمهور في ذلك يصدر عن طبع وفطرة قويمة. فهو يعكس في أسلوبه تصوراته الباطنة وانفعالاته الخفية الكامنة - فإلى أي مدى صار أدباءه المعاصرين مرآة له في مسالك أسلوبه ومناهج حديثه؟

ليست عند ريبة في أن أدباء العصر المملوكي أدنى إلى تمثيل عصرهم أسلوبا وتصويرا - كما ذكرت - وإذا كان الشعب في مجموعة ذافن في مسالك القول فهؤلاء كانوا ألسنته المتكاملة وعواطفه المترجمة. فهم بدورهم فنانون صادقون ومصورون ماهرون.

وصحيح أن هناك من النقاد الحديثين من وضع لنقده مقياسا يعني فيه بالبحث عن المعاني المبتكرة والتصورات الجديدة والأفكار المفيدة. كأنه يريد من الشعر ألا يكون إلا فلسفة وإلا حكمة وإلا مثلا، وإلا دستورا صامتا من دساتير الحياة. وأن يكون كذلك في كل عصر من العصور، وبهذا المقياس يزيف أدب العصر المملوكي ويزيف شعره، حتى ليتساءل عن أدبائه وشعرائه ويقول أين كانوا يعيشون؟

والحق أن جلال الأدب في أسلوبه، وجماله في طريفة أدائه وأن صدقه في أن يعبر عن عاطفة الأديب وشعوره، وأن يحسن في تصويره. ولا ريب أن ضروبا كثيرة من البديع تعين الأديب على ما هو بصدده من فن التعبير والتصوير، ومن أبرزها التورية والتضمين والجناس والطباق. وهذه كانت من أهم دعائم الأسلوب في العصر المملوكي.

أنا لا أدافع عن البديع ولا أحدث عن مذهبي فيه. وإنما أحببت له العدل، وأردت له الإنصاف. فقد كان مزاج الأدب وقوام الأسلوب في عصر من العصور المصرية. ولم يكن ذلك غريبا منه حينذاك، بل الغريب ألا يكون. وكيف كان إنتاجه فهو قمين بإعادة النظر فيه من مؤرخي الأدب بيننا. أحب ألا يتأبوا على البحث فيه، وألا يمتروا في حصافته قبل أن يبدءوا ببحثه فليعيدوا فيه النظر بعد إحسان الظن به. ويقيني أنهم سينصفونه وسيجدون فيه شيئاً جديداً مفيدا ممتعاً.

والبديع بعد هذا كله، أو قبل هذا كله، فمن - بلا ريب - جميل، كما أشرنا، وقد استطاع أدباؤه أن يبرزوا بصورة عملية واضحة ما في هذه اللغة الكريمة من مزايا ولطائف وضروب جمال في تكوين ألفاظها وتناسق كلماتها. وأبانوا كيف أقدرهم هذا التكون والتناسق على التلاعب بالأسلوب والإبداع في الحديث، فأظهروا ما خفي في هذه الألفاظ من أسرار، وأشعروا الناس بجمال الترادف والاشتراك والتضاء فيها، وجلوا اللغة في ثوبها المرن المطاط الذي كثيرا ما يتسع للمعاني المتنافرة التي تند عن الذهن حينا كيفية اجتماعها وطريقة تآخيها.

وكانت التورية أحب أنواع البديع عند أدباء العصر المملوكي وأجل ما برعوا فيه منها. وأفضل ما أبدعوا فيه المعاني، وأجمل ما أحسنوا فيه التصوير، لم يشذ منهم عن هذا النهج شاذ. وصحيح أن الصلاح الصفدي - كما بينا في مقال النقد الأدبي - أعزم بالجناس وجن به دون أدباء عصره، ولكنه إلا جانب هذا كان من شعراء التورية. قال ابن حجة الحموي:

(هذا النوع - أعني التورية - ما تنبه لمحاسنه إلا من تأخر من حذاق الشعراء وأعيان الكتاب. ولعمري إنهم بذلوا الطاقة في حسن سلوك الأدب إلى أن دخلوا إليه من باب التورية فإن التورية من أغلى فنون الأدب وأعلاها رتبة وسحرها ينفث في القلوب، ويفتح أبواب عطف ومحبة. وما أبرز شمسها من غيوم النقد إلا كل ضامر مهزول. ولا أحرز قصبات سبقها من المتأخرين غير الفحول).

وقال أيضا: (وقع الإجماع على أن المتأخرين هم الذين سموا إلى أفق التورية وأطلعوا شموسها. ومازجوا بها أهل الذوق

السليم لما أداروا كئوسها. وقيل إن الضلففاضل هو الذي عصر سلافة التورية لأهل عصره. وتقدم على المتقدمين بما أودع منها في نظمه ونثره. فإنه - رحمه الله تعالى - كشف بعد طول التحجب ستر حجابها. وأنزل الناس بعد تمهيدها بساحاتها ورحابها. وممن شرب من سلافة عصره. وأخذ عنه وانتظم في سلكه بفرائد دره: القاضي ابن سناء الملك، ولم يزل هو ومن عاصره مجتمعين على دور كأسها. ومتمسكين بطيب أنفاسها. إلى أن جاءت بعدهم حلبة صاروا فرسان ميدانها. والواسطة في عقد حماتها. كالسراج الوراق وأبي الحسين الجزار، والنصير الحمامي وناصر الدين حسن ابن النقيب، والحكيم شمس الدين بن دانيال، والقاضي محي الدين بن عبد الظاهر).

وهؤلاء الأدباء الستة ذكرهم ابن حجة هم من شعراء العصر المملوكي وفي نصف القرن الأول منه تقريبا. وفد توالى من بعدهم أدباء. فحول آخرون هم حلبة ابن نباتة ومنهم الصفدي وابن الوردي وابن اللبانة والحلي والاسعردي والعمري والمعمار، وتوالت الحلبات من بعدهم - كما سنبينه أن شاء الله في مقال آخر - وكلهم يسير تحت راية التورية، وعاصرهم في بلاد الشام آخرون. قال الصلاح الصفدي يذكرهم بعضهم:

(وجاء من شعراء الشام جماعة تأخر عصرهم، وتأرز نصرهم ولأن في هذا النوع حصرهم وبعد حصرهم. كل ناظم تود الشعري لو كانت له شعرا. ويتمنى الصبح لو كان طرساً، والفسق مداداً والنثرة نثراً. ماجلا من بنات فكره خوداً إلا شاب لحسنها الوليد. وسيرها في الآفاق وبين يديها من النجوم جوار ومن الشعراء عبيد. كالشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري شيخ شيوخ حماة. والأمير مجير الدين بن تميم. وبد الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي. ومحي الدين قرناص الحموي. وشمس الدين ابن العفيف. وسيف الدين بن المشد).

وقال أيضا: (ولا تقل أيها الواقف على هذا التأليف: لقد أفرطت في التعصب لأهل مصر والشام. على من دونهم من الأنام وهذا باطل ودعوى عدوان. وحمية لأوطانك وما جاورها من البلدان. فالجواب أن الكلام في التورية لا غير. من هنا تنقطع المادة في السير. ومن ادعى أنه يأتي بدليل وبرهان فالمقياس بيننا والشقراء والميدان).

وبعد فما هي التورية؟ قال ابن حجة يعرف بها:

(هي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان حقيقيان أو أحدهما حقيقة والآخر مجاز. أحدهما قريب ودلالة اللفظ عليه ظاهرة والآخر بعيد ودلالة اللفظ عليه خفية. فيريد المتكلم المعنى البعيد ويورىعنه بالمعنى القريب فيتوهم السامع لأول وهلة أنه يريد القريب وليس كذلك).

والتورية - كما يرى القارئ - تحتاج إلى إلمام باللغة وإلى نزعة أدبية سلمية، وإلى لطافة في الحس. وهي إحدى طرف أداء المعنى. والفرق بينها وبين أداء المعنى في حيز الدلالات اللفظية هو الفرق بين الأدب واللغة. والمورى مجدد لأنه يضع أمام السامع صورا من المعاني عدة متشابكة في بعض أجزائها، متماسكة في بعض ملابساتها، فيدفع السامع إلى التنقل بخياله والتجول بفكره بين صورها الشتى حتى يقع خاطره على المعنى المقصود، دون أن يشعر بثقل أو يحس بجهد، بل بالعكس يتنقل بينها كما يتنقل بين أجزاء روضة، وبين ثنيات بستان، ويكون لذلك أثره فيه فيلطف حسه ويرق خياله ويتسع تصوره، وهذه دعائم نفسية تقوم عليها دولة الأدب. وقد نقل ابن حجة قول الزمخشري في التورية حيث قال: (ولا نرى بابا في البيان أدق ولا ألطف من هذه الباب، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله وكلام صحابته رضى الله عنهم أجمعين. فمن ذلك قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) لأن الاستواء على معنيين أحدهما الاستقرار في المكان، وهو المعنى القريب الموري به الذي هو غير مقصود، لأن الحق تعالى وتقدس، منزه عن ذلك. والثاني الاستيلاء والملك وهو المعنى البعيد المقصود الذي ورى عنه بالقريب المذكور) - ويهمنا من كلام الزمخشري حديثه عن التورية. أما ما استشهد به من القرآن الكريم ففيه نظر. لأنه كان يدين بالاعتزال.

ومع ذلك فيه نظر من ناحية أخرى، إذ يعتبر تأويله هنا من باب الكناية مثلالا من باب التورية. وهذا يجرنا إلى الإشارة إلى أن التورية - في جوهرها وفيما نشعر - ليست في حدودها الضيقة التي وضعها فيها علماء البلاغة بل أنها أوسع نطاقا وأبعد آفاقا. أو أنها على الأقل ذات صلة وثقى بأنواع البلاغة والبديع، كالكتابة والمجاز والإلغاز والمحاجاة والتوجيه والتلميح والإبهام والجناس، وأن بينها وبين هذه الأنواع أمورا متشابهة لا نفرق بينها إلا دقائق معنوية، وهذه الأمور تشعرنا بأنها جميعا تمت إلى التورية بأوثق الصلات. على أن هذا موضوع يحتاج إلى بحث ومعاودة ونظر جديد. فلنتركه الآن لنطرف القارئ ببعض نماذج التورية التي أثرت عن أدباء العصر المملوكي، وكثير منها في الغزل والوصف والشكوى والمدح والإخوانيات. ومنها ما يلي:

كان السراج الوراق مقيما بالروضة، فكتب إليه نصير الدين الحمامي موريا بها فقال:

كم قد ترددت للباب الكريم لكي أبل شوقي وأحيي ميت أشعاري

وأنثني خائباً مما أؤمله ... وأنت في روضة والقلب في نار

فكتب إليه السراج الوراق:

الآن نزهتني في روضة عبقت ... أنفاسها بين أزهار وأثمار

أسكرتني بشذاها فانثنيت بها ... وكل بيت أراه بيت خمار

فلا تغالط فمن فينا السراج ومن ... أولى بأن قال إن القلب في نار

وقال أبو الحسن الجزار موريا بصناعته:

إني لمن معشر سفك الدماء لهم ... دأب وسل عنهم إن رمت تصديقي

تضئ بالدم إشراقاً عراصهم ... فكل أيامهم أيام تشريق

وقال الجزار موريا بلفظ (المطوق):

أنت طوقتني صنيعا وأسمعتك شكراً كلاهما ما يضيع

فإذا ما شجاك سجعي فإني ... أنا ذاك المطوق المسموع

وقال دانيال الموصلي موريا في (قوم):

أيا سائلي عن قد محبوبي الذي ... فتنت به وجداً وهمت غراماً

أبى قصر الأغصان ثم رأى القنا ... طوالا فأضحى بين ذاك قواما

من توريات الشباب الظريف في كلمة (باقل):

ولو أن قسما واصف منك وجنة ... لأعجزت نبت بها وهو باقل

ومن توريات جمال الدين بن نبانة في كلمة (راحة): يا غائبين تعللنا لغيبتهم ... بطيب ولا والله لم يطب

ذكرت والكأس في كفى لياليكم ... فالكأس في راحة والقلب في تعب

وقال أيضا في (الكمال) وهو مسمى به:

أرى جلستي عند الكمال تميتني ... غبونا ونفعي بالعلوم بفوت

وما تنفع الآداب والعلم والحجا ... وصاحبها عند الكمال يموت

وقال متغزلا موريا في (حمل وقد):

سألت النقا والبان أن يحيكا لنا ... روادف أو أعطاف من زاد صدها

فقال كثيب الرمل ما أنا حملها ... وقال قضيب البان ما أنا قدها

وروى محي الدين بن عبد الظاهر في (الأوراق) فقال متغزلا:

ذو قوام يجور منه اعتدال ... كم طعين به من العشاق

سلب القضب لينها فهي غيظي ... واقفات تشكوه بالأوراق

ومن طرائف التوريات ما خرج مخرج الجناس، قال ابن حجة (قد تقرر أن ركتي الجناس يتفقان في اللفظ ويختلفان في المعنى لأنه نوع لفظي لا معنوي. وهو نوع متوسط بالنسبة إلى ما فوقه من أنواع البديع: والتورية من أعز أنواعه وأعلاها رتبة فإذا جعلت الجناس تورية انحصر المعنيان في ركن واحد، وخلصت من عقادة الجناس).

ومن جناس التورية قول بدر الدين الدماميني يصف ابن حجر العسقلاني:

حمى ابن علي حوزة المجد والعلى ... ومن رام أشتات المعالي وحازها

وكم مشكلات في البيان بفهمه ... تبينها من غير عجب ومازها

مازها من ماز يميز أو بمعنى لم يدخله الزهو.

فأجابه ابن حجر بقوله:

بروحي بدراً في الندى ما أطاع من ... نهاه وقد حاز المعالي فزانها

يسائل أن ينهي عن الجود نفسه ... وها هو قد بر العفاة ومانها

ومانها، من مانه بمعنى كفاه. أو مانها من النهى.

ويطول المقام إذا ذهبنا نتحدث عن التورية نستشهد لأنواعها من شعر هذا العصر. فحسبنا ما مر.

محمود رزق سليم

مدرس الأدب بكلية اللغة العربية