مجلة الرسالة/العدد 772/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 772/البريد الأدبي
إلى معالي وزير العدل:
زار أحد الشعراء معالي أحمد موسى بدر بك وزير العدل في مكتبه بالوزارة، فوجد من تواضعه وحسن استقباله وفرحته بلقاء الأدب ما أنطقه بهذه الأبيات:
أبى الله إلا أن تزيد تساميا ... فما زادك الكرسي إلا تدانيا
وما حاجة العدل بأصل وسؤدد ... ليطلب من جاه الوزارة عاليا
وما عجب جمع النقيضين في امرئ ... بعدت، ولكن كنت بالفضل دانيا
فما بدل الكرسي منك جوانبا ... ولا غيَّر الكرسي منك نواحيا
ترى المجد أعمالا كبارا وهمة ... وغيرك يلقاه منى وأمانيا
وأوليتني بالعطف منك مآثرا ... فقلدت جيد الشعر منك غواليا
وكدت أمني النفس بالظلم مرة ... لعلي ألاقي الحق عندك ثانيا
لن الزمخشرية:
كتب الأستاذ هارون محمد أمين في بريد الرسالة الأدبي عدد 765 تعليقا تحت عنوان (لن لا تفيد تأكيدا ولا تأييدا) تعقب فيه ما جاء في كلام معالي عبد العزيز فهمي باشا من إفادتها لذلك وقال (والذي أعلمه أن لن كما ذهبت إليه جمهرة النحاة لا تقضي تأييد النفي ولا تأكيده ولم يقل بذلك إلا الزمخشري) الخ. ثم ذكر في التدليل على إبطال ما ذهب إليه الزمخشري قوله (واذكر في الرد عليه أدلة منها أنه لم يقم دليل على كونها للتأييد وأنها لو كانت كذلك للزم التناقض بذكر اليوم في قوله تعالى: فلن أكلم اليوم إنسيا، وللزم التكرار بذكر الأبد في قوله تعالى: قل لن تخرجوا معي أبدا) ولا ريب أن ما ذكره الأستاذ هارون مبين في مثل القاموس والمغني وغيرهما؛ غير أن كثيرا من المحققين قد بحثوا هذا الموضوع وأتوا بما يختلف مع ما نقله الأستاذ هارون فرأيت أن ألفت النظر إليه:
ذكر الإمام الزمخشري في كشافه ومفصله: أن لن معناها تأكيد النفي، ووافقه على ذلك كثير من النحاة كما ذكره الصبان في حواشي الأشموني والجلال السيوطي في همع الهوامع. ونقل الأخير في الإتقان أن العرب تنفي الشكوك بلا، والظنون بلن. وفي كلام سيبويه ما يؤيد هذا الرأي إذ يذكر أن لا نفي ليفعل، ولن نفي لسيفعل والأخير مؤكد في الإثبات فكذلك يكون نفيه. وقال السعد: إن منع إفادتها للتأكيد مكابرة.
أما دلالتها على التأييد فقد نسبت للزمخشري في بعض نسخ أنموذجه وبعضها الآخر يتفق مع الكشاف والمفصل في التعبير بالتأكيد دون التأييد. ومهام يكن فنقطة الخلاف بين ما نسب إلى الزمخشري وبين الجمهور هي: هل أن لن تستعمل على وجه الحقيقة في غير التأييد أم تختص به؟ فالجمهور يقول بالأول والزمخشري بالثاني. قال ابن مالك في التسهيل: (وينصب المضارع بلن مستقبلا بحد وبغير حد، خلافا لمن خصها بالتأييد). وانتقد رأي الزمخشري هذا بما ذكره الأستاذ هارون. واتهمه ابن مالك بأن الحامل له على دعوى التأييد اعتقاده بأن الله لا يرى في الآخرة. وانتصر له بعض المحققين وأجاب عن التناقض المزعوم في قوله تعالى: فلن اكلم اليوم إنسيا. بأن الزمخشري لا يمانع في استعمالها في غير التأييد مجازا حتى يحصل التناقض. وعن التكرار في: قل لن تخرجوا معي أبدا بأنه على تسليم وجوده لا محذور فيه؛ إذ التكرار يرد في كلام البلغاء للتأكيد. ورد على ابن مالك في توجيه تلك التهمة بقوله: (إن ذلك خروج عن منصب المباحثة؛ إذ يعد ثبوت إمامته في العربية باتفاق أئمتها كيف ينسب إليه مثل ذلك الذي لا يصدر عن الجهلة؟ فالإنصاف أن اجتهاده في العربية المسلم له المبني على تتبع مواطن الاستعمال قضى بحسب ما ظن بتأييد نفيها؛ وعليه خرج الآية الموافقة بحسب ظاهرها لمذهبه، فقد بنى مذهبه على الاستعمال اللغوي دون العكس. على أن في هذا البناء توقفا، إذ لا يمنع من التجوز في الألفاظ، فليس لما ذهب إليه كغيره من طائفته إلا الأدلة العقلية المبينة بردودها) ومما تقدم يتلخص أن لن تفيد تأكيد النفي عند كثير من المحققين كما أنها تستعمل حقيقة في الدلالة على تأييده وإن لم تتعين له خلافا لما جاء في كلام الأستاذ هارون، وأن الزمخشري لم ينفرد إلا بدعوى التعيين، على أن هذه الدعوى قد وافقه عليها ابن عطية أيضا.
طرابلس الغرب
عبد الرحمن الفلهود
نشيد العربي!!:
(اقترحت دائرة التوجيه الوطني في الهيئة العربية العليا (نشيدا يتفق مع روح الجهاد القائم في أقطار العروبة، يتضمن معنى الغناء في أوزانه، وينبض رجولة في كل لازمة منه، على أن يكون محدودا لا يقل ويمل. . .) وقد تخيرت هذا النشيد.)
نحن أبناء الصناديد الأباه ... قد ورثنا المجد لا نرضى سواه
فنهضنا نبتغي عز الحياة ... بقلوب كالرواسي لا تلين
لن ترى فينا جبان ... إن دعا يوم الرهان
وحمانا رغم أنف الحدثان: ... لن يهان! لن يهان!
سوف نمضي قدما بين الأمم ... لا نبالي الموت، لا نخشى الحمم
نبذل الروح إذا الخصم دهم ... ونوالي موكب النصر المبين
قد برزنا للجلاد ... مذ دعانا الاتحاد
وتعالى صوتنا في كل واد ... الجهاد الجهاد!
يا شباب العرب هيا للكفاح ... جردوا من عزمكم أمضى سلاح
وانزعوا من قبضة الدهر النجاح ... فلقد هان الذليل المستكين
أنت حر لا تضام ... يا فتى العرب الهمام
فتقدم لا تبالي بالحمام ... للأمام! للأمام
رام الله - فلسطين
محمد سليم الرشداق
ماجستير في الآداب واللغات السامية
بين تيمور والنشاشيبي:
أحب أن أؤكد للأستاذ الفاضل (منصف) أن ما ذكرته في مجلة الكتاب عن مخطوط (النوادر) هو الصحيح، فقد رجعت في ذلك إلى أناس قرأوا الكتاب بأعينهم، ووصفوه بما ذكرت. ولو كنت بالقاهرة لنقلت له ما قاله الأستاذ محمد كردعلي والسيد محمد الببلاوي في هذا الصدد، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.
على أن النسخة الخطية للكتاب لا تزال في حوزة اللجنة المؤلفة لنشر مخطوطات تيمور، فلا أقل من أين يتفضل أحد أعضائها الأفاضل فيحكم بيننا في هذا الموضوع.
وقد يكون الأستاذ (منصف) قد قرأ في النوادر نادرتين متتابعتين أو أكثر في موضوع واحد، فظن أن الكتاب مبوب مقسم، والحقيقة أن هذا من قبيل التصادف فحسب، وفي نقل الأديب ما يماثل ذلك، بل إن النشاشيبي رحمه الله قد أفرد قبل وفاته عدة صحائف من نقله في موضوع واحد، هو الحث على الجهاد، وكان ذلك بمناسبة الدفاع عن فلسطين. . .
هذا وللأستاذ المنصف تحياتي.
(الكفر الجديد)
محمد رجب البيومي
حول قصة تضحية أم:
طالعت في العدد الماضي من الرسالة القصة القيمة التي كتبها الأديب عبد القادر صادق من دمشق والتي قدم لها بأن رواها له شيخ جليل زار الشرق الأقصى للتبشير!
ولقد لاحظت أنها وقعت في حرب 1904، وهي سنة متقدمة جدا بالنسبة لسن الكاتب الفاضل، وللمبشر الجليل!
ويؤسفني أن أقرر هنا للحقيقة والتاريخ، أن هذه من صنع مصر، لم يصنعها خيال الأديب الكاتب، ولا رواية الشيخ المبشر، ولكن صاغها قلم هذا الضعيف - حسين الغنام - ونشرها فيما نشر من صور بطلات النساء التي كان ينشرها في (جريدة الجلاء) بمدينة الإسكندرية. وكان ذلك عام 1938. . .
حتى أسماء الأبطال هي أسماء الأبطال، مع تحوير طفيف، وسبحان جامع الخواطر. . .!
هذا مع اعتقادي أن للقصة أصلا عربيا صرفا. . .
حسين مهدي الغنام
تصحيح:
في مقال الأستاذ (الجاحظ) (الشيوعية في الإسلام) في العدد (771) من (الرسالة الغراء) ورد استدلال في كلام (جمال الدين الأفغاني) بقوله تعالى (وأعلموا إنما غنمتم من شيء فلله خمسه) والصواب (فأن لله خمسه) وجاء بعد ذلك (ولذوي القربى) والصواب (ولذي القربى) والله الموفق.
علي زين العابدين منصور