مجلة الرسالة/العدد 766/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 766/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 766
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 03 - 1948



حقيقة الفضاء:

عاد الأستاذ العقاد يناقشني فيما لم أقله، ويعرض عما قلته، ولو كان يستوعب (مصادره العلمية) جيداً لما كان مضطراً أن يجعل رده الأخير مقتصراً على الإشارة إلى محاضرة ألقاها العلامة إينشطين سنة 1930 في جامعة نوتنجهام لكي يأخذ منها فقرة يظن أنه جبهني بها.

ليست هذه الفقرة محور المحاضرة وإنما جاءت في سياقها لأن إينشط

ين قالها قبلاً منذ أعلن نظريته النسبية سنة 1902، وقالها بعد ذلك مراراً، وقالها آخرون قبله وبعده، وما هي خافية على أحد، وهي أن الأمواج الكهرطيسية مالئة الفضاء. ومنها أمواج الضوء الذي نراه وأمواج الراديو التي نحس بها. والكهرطيسية شئ مادي لا روحي؛ لأنها ذرات منحلة صادرة من الشمس والنجوم , وهي ما سموه ضوئيات (فوتونات). وهي التي سماها إينشطين وغيره من العلماء (مادة الفضاء).

وهذا ما قلته أنا مراراً. وفي هذه المجلة أيضاً قلته غير مرة. انظر صفحة 2444. فماذا الذي يرد عليه أستاذنا؟

لا أدري سوى أنه يريد أن يكون المتكلم الأخير في هذه المناقشة. فأنا أتعهد له منذ الآن أن هذه العجالة، هي كلمتي الأخيرة في موضوع وفيته حقه في جميع مقالاتي في هذه المجلة ولاسيما المقالة الأخيرة وفي كتابي النسبية. وله بعد ذلك أن يقول ما يشاء.

كل ما قلته في هذا الموضوع لا أنقص منه حرفاً. فأرجو من الأستاذ أن يستوعبه جيداً.

وأما قوله أن الفضاء نفسه هو مصدر تكوين المادة فهو فلسفته الخاصة لأننا لم نعلمه من سواه وإلا فليدلنا على من قاله.

الحقيقة الراهنة أن المادة أوجدت الفضاء. لولا المادة ما كان فضاء. (والمراد بالفضاء الحيز الذي تشغله المادة - هذه الملاحظة للقارئ الكريم).

أما الزمن أو (الوقت) فما هو إلا مقياس الحركة، أي حركة المادة. لولا حركة المادة لما كان وقت، وإلا فما معنى دقيقة وساعة ويوم وعام وقرن؟

بقي أن الأستاذ لم يقل لنا شيئاً عن فيثاغورس الذي أدخله في المناقشة عنوة ولماذا أدخله؟ ألم يجد في مقالي في المقتطف ما يناقشني فيه، فاستعار ذلك الفيلسوف القديم ليجعله موضوع مناقشة. والسلام والتحية للأستاذ.

نقولا الحداد

حول تعليق العباس على قصيدة الجارم بك:

قرأت ما كتبه الأستاذ العباس تعليقاً على قصيدة الشاعر الكبير علي الجارم بك في تأبين المغفور له أنطون الجميل باشا وفي هذا التعليق يقول الأستاذ - ولكني آخذ عليه قوله:

نسي الشعر في صراع الرزايا ... رنة الكأس والغزال الأغنا

شغلته مآتم ونعوش ... عن هوى زينب وعن وعد لبنى

فإن مجرد ذكر الكأس المرنة والغزال الأغن وهوى زينب ووعد زينب لا يتفق والمقام.

وفي رأيي أن مجرد ذكر هذه الأشياء لا يحط من قدر الشاعر ولا يهجن شعره في الرثاء - ما دام ذلك مشفوعاً بصراع الرزايا، وبالمآتم والنعوش - ولعل الشاعر يريد أن يصف حالة يعانيها في نفسه لا نحيط بها نحن - وأنت ترى أن دريد بن الصمة قد افتتح قصيدته المشهورة في رثاء أخيه عبد الله بالنسيب إذ يقول:

أرث جديد الحبل من أم معبد ... بعاقبة أم أخلفت كل موعد؟

ولم أسمع من النقاد من اعترض عليه أو تصدى لنقده، لأنه أراد أن يسجل الحادثة التي دارت بينه وبين أم معبد زوجه حينما لامته في حزنه على أخيه فطلقها.

وما أرى أن نسير في ركاب (ابن وكيع) وهو صاحب كتاب المنصف الذي ألفه في بيان سرقات المتنبي - وكان ينظر دائماً بعين السخط إلى شعره - لآن أبا الطيب كان قد هجاه - كما يقول بعض المؤرخين - فعاب عليه من جملة ما عاب هذا البيت.

صلاة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال

وقال (ووصفه أم الملك بالوجه الجميل غير مختار).

قال الأستاذ قسطاكي الحمصي - صاحب منهل الوراد - (لو ذاق ابن وكيع طعم الخواطر السامية، وما كانت تولده مخيلة أبي الطيب له من الصور الصادقة لما انتقد هذا الانتقاد البارد فإن المتنبي لما تصورت له الميتة في ساعة النزع وما بعدها، دعا لها بالرحمة فجعل الحنوط صلاة الرحمن، وخطرت في فكره شناعة منظر الموت وما يجره على أبدع الصور من الانقلاب فاستدرك الدعاء بقوله على الوجه المكفن بالجمال، وقال اليازجي (وجعل وجهها مكفناً بالجمال إشارة إلى أن الموت لم يغير محاسنها وإنما بقي عليها جمالها كالكفن)

أمين محمد عثمان

كشف تاريخي:

طبع تاريخ (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للمؤرخ الناقد شمس الدين السخاوي) فكتب كاتبون في (الرسالة) و (الثقافة) و (مجلة المجمع العلمي العربي) في الكشف عن مؤلف محاسن المساعي في مناقب الأوزاعي الذي كان نشره الكاتب الأكبر الأمير شكيب أرسلان رحمه الله، غفلاً من اسم المؤلف، لأنه لم يهتد إليه. فقد جاء في الجزء 2 ص72 من (الضوء اللامع) أن مؤلفه هو شهاب الدين أحمد بن زيد الحنبلي المتوفى سنة 870 كما في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد) ج7 ص310 ثم رأى بعضهم في فهرس دار الكتب المصرية أن فيها نسخة من محاسن المساعي منسوبة إلى الحافظ بن حجر، فاستبعدوا صحة هذه النسبة، دون أن يعارضوا المطبوعة بالمخطوطة للفصل في هذا الشأن. فقمت أنا بهذا الأمر فتبينت أن المخطوطة هي المطبوعة إلا أن في تلك زيادات كثيرة في المقدمة وفي غضون الكتاب ولاسيما في الفصل المعقود لذكر بعض ما اختاره الأوزاعي من المسائل الفقهية، ففي المخطوطة أكثر من ضعفي ما في المطبوعة من الإنفرادات والاختيارات الفقهية. وفي المطبوعة من مراثي الأوزاعي 6 أبيات ليس غير، وفي المخطوطة 68 بيتاً لبضعة شعراء

واسم المؤلف في المخطوطة مكتوب بخط غير خط النسخة، فلعلها وقعت في يد أحدهم غفلاً من اسم المؤلف فنسبها إلى الحافظ ابن حجر بلا تحقيق.

وفي (لإعلان بالتوبيخ لمن ذمالتوريخ) للشمس السخاوي، إن مؤلفه سرد أسماء المؤلفات التي ألفت في تاريخ رجال مخصوصين، وذلك في آخر كتابه الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر، فلعله يتيسر الرجوع إلى نسخة دار الكتب المصرية من هذا الكتاب لزيادة التثبت، ولنرى هناك في جريدة مؤلفات ابن حجر إن كان ألف في هذا الموضوع؛ لأن تلميذه الأثير السخاوي هو أعرف الناس بذلك.

محمد أسامة عليبة

جواني وبراني:

هاتان الكلمتان عربيتان فصيحتان فقد وردتا في حديث أفصح العرب والعجم سيدنا رسول الله في كتاب الكشكول لبهاء الدين العاملي صفحة 87، 88 صبعة المليجي سنة 1318 وهذا نص الحديث.

روى الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه قال لي رسول الله : يا علي ما من عبد إلا وله جواني وبراني، بمعنى سريرة وعلانية؛ فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه؛ ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه. وما من أحد إلا وله صيت في أهل السماء فإذا حسن وضع الله له ذلك في الأرض؛ وإذا ساء صيته في السماء وضع له ذلك في الأرض. فسئل عن صيته ما هو قال: ذكره.

فلا غضاضة إذا استعملنا هاتين الكلمتين بمعنى الداخل والخارج لأنهما صدرتا من أفصح ولد عدنان القائل (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش)

حسين سلامة دياب

ليست في رسالة الغفران:

ورد في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري عند العبور على الصراط (فوجدتني لا استمسك. فقالت الزهراء صلى الله عليها لجارية من جواريها يا فلانة: أجيزيه. فجعلت تمارسني وأنا أتساقط عن يمين وشمال. فقلت يا هذه إن أردت سلامتي فاستعملي معي قول القائل:

ستِّ إن أعياك أمري ... فاحمليني زقفونة

هارون محمد أمين

(الرسالة): (سي) مختزلة من سِيدي المحرفة من سَيّدي ثم لحقتها الثاء للتفريق بين المذكر والمؤنث