مجلة الرسالة/العدد 755/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 755/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 12 - 1947



الفضاء والعدم أيضاً:

لا يؤاخذني الأستاذ نقولا الحداد بعدم اقتناعي بما جاء في تعليقه الأول

والثاني، عن حتمية وجود الأثير في الفضاء، فإنه لا يخفى على

حضرته أن علم الطبيعة لم تقم قوانينه أو نظرياته على الحتم بل هو

كعلم الكيمياء وسائر الطبيعيات ابن التجارب، فإذا أجريت تجربة في

ناحية من النواحي وتثبتت لها نتيجة تتفق والواقع أقيم على أساسها

القانون ومنه تستخرج النظريات والمعادلات. والفرق بين القانون

والفرض واضح ظاهر.

فالقانون في العلوم الطبيعية تقرير يجمع عدداً من الحقائق تثبتت صحتها من التجارب، إلا أن العقل البشري لا يقنع بالحقائق بل يتساءل دائماً عن السبب، ولذا توضع فروض لتفسير هذه الحقائق، فإن أمكن استنباط كل الحقائق المعروفة من الفروض، ارتقت إلى مرتبة النظرية العلمية.

فإذا كان كل من قرأت لهم العلماء والطبيعيين أثناء دراستي لفم اللاسلكي يقولون أن هذا الأثير مجرد فرض علمي. فهل يجوز بعد هذا أن يقول الأستاذ بحتمية وجوده، وليس في الإمكان قياسه، أو الاستدلال عليه بأسباب علمية ملموسة؟؟ فالدكتور ألبرت اينشتين ينكر نظرية الأثير التي يقدمها الكتاب كمحاولة، لشرح عملية الإرسال في اللاسلكي. واينشتين يستهزئ بالوسط الأثيري المزعوم ويقول أنه كأقصوصة أو رواية أو حيلة مبتكرة لشرح شيء لم يصل العلماء الطبيعيون إلى شرح صحيح له أو الكشف عنه. ثم هو يظن أنها ظاهرة كهرطيسية، وشارل بروتوس ستينمتز يقول:

ليس هناك موجات أثيرية؛ أما موجات اللاسلكي أو الضوء فهي من صفات قوة المجال الكهرطيسي الذي يمتد خلال الفضاء. ثم قال أن الطبعيين ليسوا في حاجة إلى أية فكرة عن الأثير، بل من الواجب عليهم أن يفكروا جدياً في تعريف للموجات الكهرطيسية.

وقال بمثل ذلك في كتابه الذي ترجم أخيراً إلى اللغة العربية وزاد على ذلك الأستاذ عاطف البرقوقي فقال في كتابه (الموج الساحر) من سلسلة اقرأ: لا يميل علماء الطبيعة إلى افتراض الفراغ التام من كل أثر أو وسط؛ لذلك اخترعوا وسطاً لمثل هذه الموجات وسموه أثيراً. فليرجع الأستاذ نقولا إلى هذا وإلى غيره من المراجع التي سأورد أسماءها فيما بعد.

وأكبر الظن أنه ليس لدينا في مصر معامل طبيعية للبحث أو علماء طبيعيون وقفوا أنفسهم على هذا اللون من البحوث العالية الغالية التكاليف - إذا استثنينا أستاذنا العالمي الدكتور مشرفه باشا.

وقبل أن أختم ردي هذا أقول إننا جميعاً نعلم كيف تتدرج النظريات العلمية وأخصها النظرية الذرية منذ أن قال بها الإغريق ودالتون. . حتى وقتنا هذا وما أدخل عليها من تعديلات طبقاً لنتائج التجارب والأبحاث، وتقدم العلم.

فإذا ثبت لدينا اليوم أو غداً بالبرهان والدليل القاطع والتجارب العلمية الصحيحة - لا مجرد الفروض - ما يقال بوجود هذا الأثير فأظن أنه لن يجرؤ كائن على إنكاره، أما البراهين الكلامية فلا يعترف بها علم الطبيعيات.

وإذا كان أستاذنا الفاضل نقولا الحداد قد وقف على تجارب أو أبحاث أو على ما ينشره العلماء الطبيعيون - لا الكلاميون - تثبت أو تقيس أو تبرهن بوجود هذا الأثير فيدلني عليها - مشكوراً - حتى أزداد بذلك علماً.

أحمد محمد حلمي

مؤلف تاريخ الأوزاعي:

نقل المرحوم الأمير شكيب أرسلان في صفحتي 624، 25 من كتابه ترجمة السيد رشيد رضا رحمه الله عن الأستاذ السيد محمد علال الفاسي أنه اطلع في فهرس دار الكتب المصرية على نسبة كتاب (محاسن المساعي في مناقب الأمام ابن عمرو الأوزاعي) بأنه من تأليف الجاحظ الكبير شهاب الدين أحمد ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852.

وقد شك الأستاذ علال في هذه النسبة وقال للأمير شكيب ما نصه كما في صحيفة 625 من الكتاب (وقد تعجبت كثيراً من هذه النسبة لأن الكتاب من الوجهة الحديثة ليس في مقام الجاحظ.

وراجعت بعض من ترجم لأبن حجر فلم أر من نسب له كتاباً بهذا الاسم) إلى قال (فلم اطمئن إلى هذه النسبة من حيث كونها تدل على أن الكتاب فرغ منه وفاته بسنتين وهو إذ ذاك قد بلغ غايته في العلم والتحرير وأيا ما مكان فيجب التثبت من هذه النسبة والتحفظ فيها). ولقد كان الأستاذ علال على حق في شكه في نسبة للكتاب للحافظ أحمد ابن حجر.

والصواب أن مؤلف تاريخ الأوزاعي هو أحمد بن زيد. فقد ذكر السخاوي في الضوء اللامع حـ 2 ص 72 في ترجمة أحمد ابن محمد الموصلي الدمشقي الحنبلي المعروف بابن زيد المولود سنة 789 والمتوفى بدمشق سنة 870 أن ابن زيد ألف كتاباً في مناقب الأوزاعي، وهذه عبارته (وأفرد مناقب كل من تميم الداري والأوزاعي في جزء سمي الأول تحفة إلى زيادة تميم الداري، والثاني محاسن المساعي في مناقب أبي عمرو الأوزاعي) ويبقى هنا البحث في سبب نسبة الكتاب لأبن حجر، ويظهر لي والله أعلم أن سبب حصول هذا الخطأ هو تحريف كلمة ابن زيد إلى ابن حجر بأيدي جهلة الناسخين ولا سيما أن ابن زيد اسمه أحمد ولقبه شهاب الدين، وابن حجر كذلك في الاسم واللقب على أن ابن زيد معاصر لابن حجر، وسمع منه في رحلته إلى دمشق.

قال السخاوي حـ 2ص 72 (وسمع على شيخنا ابن حجر) بدمشق).

محمد صبري عابدين

معرض كتب سنة 1947:

قررت الإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف لمناسبة إقامة المهرجان الأدبي والفني في فبراير القادم، تنظيم معرض للكتب الصادرة عام 1947 وقد بدأت إدارة خدمة الشباب (7 شارع سليمان باشا) تتلقى المؤلفات الصادرة في ذلك العام من المؤلفين ودور النشر.

تصحيح:

وقع في مقالي الذي رددت به على الأستاذ أحمد محمد خلف في الرسالة العدد 753 صفحة 1361 بعض أغلاط مطبعية أخفت المعنى المقصود فأدله عليها كي يصححها إذ يقرأ المقال.

السطر 8 من العمود الأول - الغرض والصواب الفرض. ميكلفن وردت مراراً بتهجئة ميكلهن. ورد في السطر الثالث من أسفل العمود:

لا تتعجبوا من اتفاق - والصواب من إخفاق السطر الأخير من المقال (الأبراقية). وصوابه إلا بمراقبة.

نقولا حداد