انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 751/حول جدل في الجامعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 751/حول جدل في الجامعة

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 11 - 1947



للأستاذ عبد الفتاح بدوي

يقول الأستاذ محمد خلف الله في صفحة 1298 من مجلة الرسالة إن نقاشنا إياه ينقسم قسمين مسائل وشتائم وأنه يعرض عن قسم الشتائم ويناقش المسائل.

وليس في مقالينا اللذين ناقشناه فيهما شتائم فاتنا نعيد قلمنا أن يكون شتاماً فأن الشتائم عيب الشاتم لا عيب المشتوم ولكنه العلم يا أستاذ وهو الجدل العلمي الناصح والعلم لا يعرف الملق ولا التأنق ولا الفرك في الذروة والغارب إنما العلم هو الألفاظ على دلالاتها: حق وباطل، وجاهل وعالم، وصادق وكذاب، وأمين وخائن وهو سوق الحجة ولإقامة الدليل؛ ولو أننا في غير مقام علمي لأسبغت عليك من لين الحديث ونعومة الأسلوب ما في الحرير من طراوة وما في النسيم من لطف رقيق؛ الست ترى أنني حين أتكلم عن شخصك أقول الأستاذ خلف الله وما أنت بأستاذ؟ فأما إذا وصلنا إلى تحديد الأوصاف في مقام الجدل العلمي فاعذرني فالتبعة على نصاحة العلم وعدم قبوله الملق والدهان.

1 - وقال: المعروف دينياً ألا نستنتج من نص قرآني أمراً لم يقصد إليه القرآن. فقلنا له أن كل كلام لا بد له من دلالات ثلاث المطابقية والتضمنية والالتزامية ولا يملك أحد في الدنيا أن يجرد كلاماً من هذه الثلاث الدلالات أو من بعضها ما دام يملك مسكة من العقل؛ فجاءنا في العدد الذي ذكرنا يقول بنصه (ولا نفهم كيف يكون لكل كلام دلالات ثلاث تقصد منه مع أن عبارة المتن - الذي يعرف بعلم البيان - والإيرادات المذكورة لا يتأتى بالوضعية أي بالدلالة المطابقية ويتأتى بالعقلية أي التضمنية والالتزامية).

وأنا وأهل العلم جميعاً لا يعرفون متنا اسمه على البيان (أليست هذه جرأة مني يا أستاذ خلف؟) ذلك لأنه لا يوجد متن هكذا وإلا فأين هذا الهراء يا أستاذ؟

ولا أتركك تتخبط كثيراً بل أصحح لك المقام؛ إنها عبارة مستفيضة في كتب البلاغة (وأظنك لم تدرسها كما تدل عليه عبارتك) تجدها في تلخيص المفتاح وفي المفتاح وفي الإيضاح وفي، وفي؛ بنصها أو قريب منه؛ وكأن شيطاناً من الشياطين حولك خطف لك هذه الخطفة من علم البلاغة وهو لا يعيها فألقاها إليك وأنت لا تعيها؛ وأودعتها مقالك وأنت كذلك لا تعيها؛ وظننت أنك أتيت بشيء وما هو بشيء.

وإذا كانت هذه عبارة من عبارات البلاغة فما لها وما كنا وما زلنا في من مقام الاستنتاج؟ ومقام الاستنتاج هو مقام الفهم والتفاهم أي تحميل الكلام دلالاته التي لا يكابر فيها إلا غير عاقل أي في الدلالات المنطقية كما قلت لك في مقالي الذي ناقشتك فيه فقلت لك ما نصه (أليس القرآن كلاماً له الدلالات المنطقية الثلاث المطابقية والتضمنية والالتزامية التي لكل كلام؟) هذا مقام الاستنتاج الذي كنا وما زلنا نتكلم فيه، وما له ولعبارة البلاغة تدسها في غير موضعها دساً ونقحمها اقحاماً؟ ما للتفاهم والاستنتاج ولإمكان استعمال دلالة دون أخرى في التجوز والاستعارة؟! عجيب منك هذا. أتعرف أدب البحث والمناظرة يا أستاذ خلف الله؟ اعلم أن هذا العلم يقول لك: كلامك في غير محل النزاع فلا معنى له. ولقد جرك الحق أن تصف نفسك بنفسك فتقول عن نفسك انك لا تفهم كيف يكون لكل كلام دلالات ثلاث تقصد منه وأنا والله لا أستطيع أن أصفك بغير ما وصفت به نفسك أنه الحق والحق لا محيد عنه.

ولقد كنت أظنني أجادل في جو علمي عال فلا أجدني بعد الذي ذكرت في مقالك هذا إلا مضطراً أن أتنزل إلى تلميذ صغير مبتدئ في تعلم المنطق والبلاغة.

إعلم وفقك الله تعالى أن اللفظ المستعمل في حقيقته يجب أن تثبت له دلالة المطابقة (قطعاً) ومتى ثبتت له دلالة المطابقة ثبتت له دلالة التضمن (قطعاً) ومتى ثبتت المطابقة والتضمن ثبتت دلالة الالتزام (قطعاً)؛

فإن كابرت في شيء من هذا فلا كلام لنا ولا لأحد معك إلا أن تتعلم مبادئ المنطق وتساير العقول.

أما المجاز والتجوز والاستعارة إلى غير هذا مما قال علماء البلاغة فلا علاقة له بالاستنتاج وإنما علاقته بإدارة نقل الكلام عن معناه الحقيقي إلى معنى غير حقيقي أو بعبارتهم: في أداء المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة والفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض أو يزيد.

هذا هو العلم وهذا هو الحق أفقهه العلماء فهل تفقهه أنت أيضاً يا أستاذ خلف الله أو تفقهه أنت والذين معك؟ وهذه أولى مسائلك التي تكلمت معي فيها؛ بل مازال لها ملحق أذكره لك فإنك تقول عني: ماذا يكون موقفه من العلم حين يثبت بقرائن مادية يقول بها علماء الجيولوجيا من أن هذا البيت (الذي ببكة) ليس أول بيت وضع للناس؟

وإني سائلك أنت؛ أهذا كلام منهج علمي ورجل يتكلم في العلم؟ من يقول أن العلم ينبني على قرائن يا أستاذ خلف الله؟ أن العلم لا ينبني إلا على حقائق، أما الذي ينبني على القرائن فهو الظن وأن الظن لا يغني من الحق شيئاً فلو قامت قرائن طبقات الأرض كلها بل وطبقات الهواء والماء والسماء ما دلت إلا على قرائن وظنون لا تنفع في العلم ولا تقدر في العلم وإنما الذي يقدر ويعلو ويصول قول الله تعالى: (أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) ولست يلائمك على هذا التدهور الفكري الذي تبنى فيه علماً على قرائن فان رسالتك كلها من هذا القبيل أدلتها: الفرض والحدس؛ والتخمين؛ وأحب أن ألفت الذهن؛ معنى ذلك كما يلحظ القارئ، وهلم جراً من العبارات الجوف المزوقات، ثم النتيجة التي تبنيها على هذه العبارات المزوقات الجوف تجعلها حقائق وتسمها بسمات اليقين؛ عجائب يا أستاذ خلف الله عجائب.

اعلم وفقك الله تعالى أن العلم لا ينبني على قرائن بل ينبني على حقائق فإن لم تصدق هذا فابحث أنت عمن يصدقك في ابتناء العلم على قرائن وظنون ولن يصدقك إلا مجنون؛ أولم تقرأ أنت المقال الذي تحيلني عليه (القرآن والنظريات العلمية)؟ اقرأ وتعلم وافقه ورد وتكلم. . .

2 - والمسألة الثانية التي تناقشني فيها أنك قلت أن القصص القرآني من المتشابه فقلت لك: لسنا نعرف أحداً من المسلمين يقول أن القصص القرآني من المتشابه.

وجئت في مقالك آنف الذكر صفحة 1268 من مجلة الرسالة تضع بين يدي نصوصاً كثيرة تنطق بأن من العلماء المسلمين من يقول بأن القصص القرآني من المتشابه أو ما كان أجدر بك أن تضع الأمور في أنصبتها ولو مرة واحدة ليكون الجدل أو النقاش علمياً لامهاترة.

وأنا واضعلك الأمور في أنصبتها ومعيد عليك وعلى الناس جميعاً ما قلته سابقاً أنه لم يقل مسلم ولا يقول مسلم ولن يقول مسلم أن القصص القرآني من المتشابه رغم ما نقلته أنت من النصوص التي وعيتها أنا وعرفتها قبل أن تراها بعينيك.

لقد كتبت في 19 سبتمبر سنة 1947 أولى مقالاتك التي تقول فيها بعد كلامك عن الصلة بين القرآن والتاريخ ما نصه: (على أن هذه المسألة قديمة ومن أجلها عد الأصوليون القصص القرآني من المتشابه) و (أل) في كلمة (المسألة) المتقدمة للعهد أفاهم أنت؟ والعهد ههنا ذكرى؛ أفاهم أنت؟ والمذكور المتقدم صلة القرآن بالتاريخ.

وفي 6 أكتوبر سنة 1947 نشر في الرسالة تقرير الأستاذ أحمد أمين بك وفسر هذا التقرير الصلة بين القرآن والتاريخ في نظر الأستاذ خلف الله وفي رسالة الأستاذ خلف الله وهذه الصلة عنده أن القرآن لا يتقيد قصصه بالواقع وأنه يحتوي أساطير وأنه ينطق الشخص في قصة بشيء وينطق سواه بهذا الشيء في نفس القصة في مكان آخر، وأنه ينطق قوماً بما لم ينطقوا به ويقولهم ما لم يقولوا وأنه يقول على شيء لم يقع إنه وقع وأنه قد لا يكون للقصص مدلول واقعي أصلاً وإنما هو حكاية عن واقع نفساني وأنه لا يتحرى الصدق العقلي والواقع.

وفي 13 أكتوبر سنة 1947 كتبت يا أستاذ خلف لله مقالاً ثانياً ثبت منه جميع ما قاله الأستاذ أحمد بك أمين في تقريره فأصبحت الصلة بين القرآن وبين التاريخ على أتم وضوح وصارت المسألة التي قال عنها الأستاذ خلف الله أنها مسألة قديمة هي مسألة الصلة بين القرآن والتاريخ على هذا المعنى الجلي الواضح أن القرآن لا يتحرى الصدق العقلي ولا الواقع؛ وأنه مملوء بالأساطير طالما أن فيه القصص الأسطوري؛ هذه هي المسألة التي يقول أنها مسألة قديمة فإذا ضم إليها بقية الجملة وهي قوله ومن أجلها عد الأصوليون القصص القرآني من المتشابه كان الكلام الذي ينصرف إليه نقاشنا هو ما ادعاه الأستاذ خلف الله من أن مسألة الصلة بين القرآن والتاريخ بالمعنى الذي ذكره من المتشابه؛ أليس كلامنا كله في مناقشة كلام الأستاذ خلف الله أم هو في مناقشة كلام من لا كلام لنا معه؟!

وأعود بك مرة أخرى فأقول: لسنا نعرف أحداً من المسلمين بل أزيد فأقول أنه لم يقل أحد من المسلمين، ولا يقول أحد من المسلمين، ولن يقول أحد من المسلمين أن القصص القرآني من المتشابه؛ وما دمت تحاول الإفلات من النقاش العلمي إفلات المهاترة فإني أزيد لك الكلمة التي هي مكان العهد فأقول لك أي بالمعنى الذي تذكره في قولك (على أن هذه المسألة قديمة. . .) والتي فسرها تقرير الأستاذ أحمد أمين وأقوالك فيما كتبت بعد فإني لم أرد عليك إلا في 27 أكتوبر سنة 1947 بعد مقالين لك وبعد تقرير الأستاذ أحمد بك أمين.

أما المتشابه بالمعنى الذي يعرفه مقاتل أو الطبري أو يوهما فليس من محل النزاع كما يقول أهل العلم فكيف ساغ لك أن تضع شيئاً مكان شيء؟ لكن هي الطريقة التي دأبت عليها في مقالاتك وفي رسالتك ألم أثبت عليك التدليس في النقل والخيانة في العلم؟

وكيف طوعت لك نفسك أن تجعل المتشابه عند هؤلاء القدامى هو الذي نفيته في مقالي وع أنني أثبته لك في مقالي؟! ألم أنقل لك عبارة المنار وفيها قال الأستاذ الإمام: إن الآيات متشابهات؟ أولم أقل لك أنا في نفس المقال ما نصه (فالأستاذ الإمام لم يقل أن القصص القرآني من المتشابه بل قال أن الآيات من المتشابه) وفسر هذا التشابه. . .)

هذه هي المسألة الثانية التي تناقشني فيها وما زال علم أدب البحث والمناظرة يقول لك أن كل النقول التي نقلتها في غير محل النزاع فلا معنى للاستشهاد بها وإنما يفصل فيها المثل المشهور أريه السهى ويريني القمر بل لهذه المسألة ذيل قصير فإنه أي الأستاذ خلف الله يقول أنه يعرض على أن الآمدي أورد رأي الأصوليين في القصص في كتابة (الأحكام) وليس كتاب اسمه (الأحكام) إنما هو (الإحكام) وقد درست هذا الكتاب مع كتاب ابن الحاجب أعظمكتب الأصول في القسم العالي بمعهد الإسكندرية، بل لعلها غلطة مطبعية، بل الأشبه أنها غلطة الأستاذ وأنه ينقل أو ينقل له من حيث يعرف أو لا يعرف فقد سألت مطبعة مجلة الرسالة إن كان لديها (لام ألف) بهمزة قطع من تحت فأرانيها مدير المطبعة، والخطب في هذا الذيل يسير على كل حال؛ بيد أنها الدقة والاستنتاج أردت أن ألفت إليها ذهن الأستاذ خلف الله.

3 - والمسألة الثالثة التي يناقش فيها أنه يقول: أن من المفسرين من لا يلتزم أن كل ما ورد في القصص القرآني من أحداث غير واقعة فقلت له: ولا نعرف أحداً من الأصوليين ولا من المسلمين لا يقول بأن ما ورد في القرآن من القصص إنما هو أحداث وقعت وحوادث هي خلاصة الحقيقة التي وقعت في سوالف الزمان.

ولقد قال هذا؛ وقلت له هذا؛ وجاء اليوم يرد علينا فيقول وإقحام الشيخ الأصوليين هنا لا معنى له؛ فلماذا لا معنى له؟ وكلامك هو الذي لا معنى له؟ أليس الأصوليين قد تكلموا في القصص كما تكلم فيه سواهم فكان متشابهاً عندهم لو غير متشابه كن ذكوراً يا أستاذ خلف الله فقد نقلت تعرضهم للقصص قبل ذلك بسطور قلائل.

ثم استمعنا كلام المفسرين إذ يقررون أن من القصص القرآنيأحداث (هكذا بالرفع فليسأل الأستاذ خلف الله عن سبب ذلك) لم تقع؛ وإني مستمع ومنصت ومصيخ قال: جاء في ابن كثير ج1 ص590 بعد تفسيره لقوله تعالى (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. . . الخ ما نصه (عن ابن جريج عن عطاءأن هذا مثل) وقد وضع على لفظة مثل رقم (1) وكتب على الهامش بآلة الطباعة هذه العبارة، يعني أنها ضرب مثل لا قصة واقعية. . .

أين الاستدلال يا عباد الله في نقل الأستاذ خلف الله؟ عطاء يقول أن هذا مثل، والمفسرون جميعاً يجعلون القصص مقابلاً للمثل وقد نقلت يا أستاذ خلف ذلك في نفس هذا المقال غير مرة ففي أي عقل يقال لك لن هذا ليس قصة وإنما هو مثل فتقول أنت أن هذا الذي قيل لك دليل على أنه قصة وعلى أن القائل بهذا القول يقول أن في قصص القرآن أحداثاً لم تقع؟! احموا العقول ارحموا العقول.

وأنا آخذ بأذنك مرة أخرىوقائل لك يا أستاذ خلف الله من الذي وضع رقم (1) على الهامش؟ وكيف ساغ لك أن تجعله من الاستدلال في كلامك مع أنه صفعة لك لا ترحمك؟ ألم يقل لك الهامش (على عدم اعتدادي به كمستند علمي) أنه ضرب مثل لا قصة واقعية - أفلا يوجهك هذا الهامش (أي يضربك بالكف على وجهك) فيصرخفي وجهك يقول القصة واقعية وضرب المثل قد يكون بغير الواقع؟ انتبه يا أستاذ خلف الله انتبه انتبه أيقظك الله الذي أيقظ أهل الكهف لا السبعة النيام.

ثم نستمع إليه أي الأستاذ خلف الله مرة أخرى يقول: وجاء في الرازي ج2 ص333 الصالة بدار الكتب وذلك بصدد الحديث عن قصة إبراهيم والطير (المسألة الثانية أجمع أهل التفسير على أن المواد بالآية قطعهن. . . غير أبي مسلم فإنه أنكر ذلك وقال أن إبراهيم عليه السلام لما طلب أحياء الميت من الله تعالى أراه الله مثالاًقرب به الأمر عليه والمراد بصرهن إليك الإمالة والتمرين. . .

يا عباد الله ويا أهل العقول - مرة ثانية - أين الاستدلال بأن في القصص القرآني أحداثاً لم تقع؟

يجمع المفسرون على أن هذه قصة واقعية فيقول الأستاذ خلف الله أن ذلك الإجماع دليل على أن القصة غير واقعية.

ويقول أبو مسلم أنها مثل لا قصة وأن الله تعالى أرى إبراهيم مثالاً يقرب به الأمر فيقول الأستاذ خلف الله أن أقول أبي مسلم أنه مثل لا قصة دليل على أنه قصة وأنها غير واقعة وأن في القرآن قصصاً أحداثه لم تقع.

إسمع يا أستاذ خلف الله لا تعليق لي على استدلالك إلا أن أقول لك المثل (احترت يا بخراء من أين أقبلك). البخراء لا تقبل لأن رائحتها لا تطاق قل شيئاً يشبه العلم وإلا فاسكت.

ثم نستمع مرة أخرى فإذا به يتحكك كما تحكك أستاذه المشرف على رسالته في الأستاذ الإمام محمد عبده ويريد أن يسمعنا من قوله شيئاً

ولقد كنت كتبت المقال في استعراض أقوال الإمام محمد عبده كلها منذ أول قصة الخليفة إلى آخرها وبينت تمام البيان مأتى الخطأ الكبير الذي تردى فيه كاتب الرسالة الأستاذ خلف الله ومشرفها على السواء، ولكن اعجلني الرد ولفتني على حد تعبير الأستاذ خلف الله عما سواه.

فليكن الكلام في كل ما قال الأستاذ الإمام محمد عبده وهو كلام كله وجاهة وعلم لمن قرأه ووعاه إلى العدد القادم إن شاء الله.

ألست ترى يا أستاذ خلف الله بعد هذا أينا أولى أن يصل إلى الرشد؟ أما فقه أسرار القرآن الكريم فلا نقول لك في إلا ما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أما والله لا نغمز من هذه الجهة؛ سنريك منه ما لم تكن تعلم وكان فضل الله علي عظيماً.

وإن شئت علمك منه كثير من تلاميذي.

عبد الفتاح بدوي

كلية اللغات العربية