انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 700/صداح النيل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 700/صداح النيل

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 12 - 1946



(مهداة إلى صاحب السعادة الأستاذ عزيز أباضة باشا، لمناسبة

عودته من مصيفه بلبنان)

للأستاذ (ابن محمود)

على النيل صداح الأغاريد ساحر ... لعذب أغانيه تحن المزاهر

له في ظلال الأيك عش منغم ... موارده مخضلة والمصادر

يظل به ما بين غاد ورائح ... تماسيه أطياف المنى وتباكر

إذا ما تغنى ردد الطير شدوه ... ومالت بأنسام الأصيل الأزاهر

وهدَّأت الأمواج في النهر جريها ... يجاذبها من لذة الصوت آسر

ورجعت الشطئان أصداء لحنه ... ففي كل شط قبنة ومزامر

أشاعر وادي النيل هل أنت سامعي ... وهل أنت للشادي المقصر عادر؟

أعدت إلى ملك القريض مكانه ... فعاد وعدنا بالقريض نفاخر

مضت فترة من بعد شوقي كأنها ... على الشعر ليل مظلم الأفق عاكر

تعاجم فيها بالنظيم جماعة ... وأثخن فيها بالجراح معاشر

يقولون بالتجديد، ضعف قريحة ... وعجمة أسلوب، به إلى ظاهر

وعندهم التجديد شكوى وآهة ... وبَرْح هوى فيه التخنث سافر

فكلهمو في الشعر مجنون عامر ... ولو عاصروه طلق الشعر عامر

أمير القوافي جبت لبنان زائرا ... فهل حل في لبنان مثلك زائر؟

كأني بتلك الشامخات تحركت ... للقياك ترحيباً وراحت تساير

وبالأرز قد مالت عليك غصونه ... كما انسدلت خوف الحرور الستائر

ويارب سفح كالبساط منضر ... مشيت عليه وهو بالوشى زاهر

يخصك بالإعجاب حيث تخصه ... فما أنتما إلا فؤاد وناظر

يقول أهذا قيس لبنى بعينه ... ولُبناه؟ أم حلم على الأرز عابر

فيا سعد لبنان، تملأ قلبه ... بقربكما منه وقرت نواظر رأى الحسب الوضاح يسطع نجمه ... مع النسب العالي، فنعم الأواصر

عزيز! كتمت الحب، لكن هاتفاً ... من القلب ناداني فرحت أجاهر

وما أنا والمدح الذي إن أردته ... نهاني علمي إن باعي قاصر

أنابغة الأشعار هل أنت سامع ... لشعري؟ وهل صدقت أني شاعر؟