انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 689/الأدب في سير أعلامه:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 689/الأدب في سير أعلامه:

ملاحظات: بتاريخ: 16 - 09 - 1946



ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

ولخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

في ميدان السياسة:

نفض ملتن يديه من الخصومات، ولبث يترقب أنباء الحرب، وإن الحنين إلى الشعر ليزداد في نفسه يوما عن يوم، حتى ليكاد يجزم أنه عائد إليه عما قريب وجاعل همه كله إليه، كما كان أمره قيل أن ينصرف عنه سنة 1641 إلى الحرب التي أوقد نارها على القساوسة معتقداً أنها كانت مما يقضي به عليه الواجب نحو وطنه في ذلك الوقت.

ولكن حديث السياسة يشغل باله ويستأثر بفكرة أحياناً على الرغم من حنينه إلى الشعر، حتى ليحسب أصحابها أنها هي اليوم كل همه، ولذلك يحاورون في أمره: أكان إلى الشعر يومئذ أم كان إلى السياسة ميله؟ ولقد نظم مقطوعة سنة 1648 يمجد بها القائد الظافر فيرفاكس، ومنها يتبين القارئ شدة اهتمامه في ذلك الوقت بالسياسة والحرب، وقوة تحمسه لقضية البرلمان. قال ملتن: (أي فيرفاكس، يا من يجلجل اسمك كجندي في أنحاء أوربا جميعاً، فيملا كل فم بالحقد أو بالثناء عليك، ويملا الملوك الحاقدين جميعاً عجباً منك، ويرسل الشائعات المدوية فتخفيف أقصى الملوك موطناً. إن بسالتك الوطيدة التي لا تتزعزع لن تزال تأتي لوطنك بالنصر، ولو أن ثائرين جددا يرفعون رؤوسهم الشبيهة برأس الهيدرا، والتمثال الخؤون يعلن ما نقض من عهد ليريش أجنحتهم الخاتلة، وان عملا أجل مما فعلت لا يزال يرجى على يديك حتى يتحرر الصدق والحق من ربقة العنف، ويتخلص الإيمان العام بالعدالة مما اتسمت به الحياة من سمة مخجلة هي التدليس العام، إلا أن الحمية لتنزف الدم عبثاً، بينما نرى الجشع والسطو يقتسمان الأرض).

الحق إنه لم يكن لملتن مندوحة على السياسة وأنبائها، حتى لو أنه حاول بكل ما في وسعه أن يتجنبها ما استطاع، ومهما يكن من شدة حنينه إلى الشعر وعظم رغبته في أن يعو إليه، وقد حبس نفسه عليه سنين من عمره، وتوفر على دراسة وسائلة وأسباب النبوغ فيه؛ فما كان بقادر على أن يعتزل قضية الحرية، وهو نصيرها في كل وجه من وجوهها، وانه وقد استطاع أن ينتزع نفسه من الشعر انتزاعاً سنة 1641 ليوقد نار الحرب على القساوسة دفاعاً عن الحرية ليجد اليوم من اليسير عليه أن يرجئ العودة إليه، ولو إلى أجل قريب لينظر ماذا تكون عاقبة ذلك الصراع العظيم بين الملك والبرلمان، أو بين سلطة الفرد وسلطة الشعب.

وكان ذلك الصراع العنيف بين الملك والبرلمان صفحة مجيدة في تاريخ الحرية، أو فصلاً رائعاً من تاريخ الإنسانية في تمردها على الأغلال وأنفتها من الاستعباد، أو على حد تعبير مكولي في قوله: (لقد عاش ملتن في عصر من أبقى العصور ذكراً في تاريخ البشر، حيث كانت ساعة الفصل في ذلك النزال العظيم بين هورومازدو أهريمان بين الحرية والطغيان، بين العقل والهوى، ولم تكن هذه المعركة العظيمة من أجل جيل واحد ولا من أجل وطن واحد، وإنما ارتبطت مصائر الجنس البشري كله بما يكون من مصير الحرية لدى الشعب الإنجليزي، فها هنا أعلنت لأول مرة تلك المبادئ الغلابة التي اتخذت منذ ذلك الحين سبيلها إلى أعماق الغابات الأمريكية، والتي أثارت ثائرة اليونان على ما ضرب عليهم ألفى سنة من الذلّة والتدهور، والتي أوقدت في قلوب الشعوب المظلومة في أوربا من أحد طرفي القارة إلى طرفها الآخر ناراً لا تنطفئ جذوتها، وأرهكت مفاصل الطاغين بما لا قبل لهم به من خوف).

ونحسب بل تكاد في الحق نجزم أنه لولا ما كان فيه ملتن من شغل شاغل بمحاربة القساوسة، ثم بما مني به من خيبة في زواجه، وما جره ذلك عليه من خلاف شديد بينه وبين البرسبتيرينز وحرب منه أدارها عليهم، ما كان ليذر قضية البرلمان بضع سنين بغير دفاع منه في كتيبات كتلك التي نشرها سنة 1641، فإن رجلا له مثل روحه الحرة الوثابة، ومثل ثقافته الواسعة الممتازة، لخليق بأن يناضل بقلمه في تلك المعركة الدائرة في سبيل الحرية، وجدير إلا يكون نضاله بالقلم أقل بأساً من نضال الشاهرين سيوفهم الباذلين في سبيل النصر أرواحهم.

ونعتقد أن يأسه من الإصلاح وحنقه على بني قومه لعزوفهم عما دعاهم إليه لم يكن كما حسب بعض الناس ليميل به عن السياسة يائساً منها كما يئس من غيرها، بل لقد كانت المعركة الدائرة هي أمله الباقي الذي ينبثق نوره فيما يكتنفه من الظلمات، ولذلك علق عليها من الرجاء مثلما يعلقه الغريق على آخر أمل له في النجاة!

ولملتن اهتمام بالسياسة من جهة أخرى، فهو خصيم البرسبتيرينز، ويود لو يذهب سلطانهم. وهو منذ حملتهم عليه أقرب إلى المستعلين مذهباً، بل وأكثر منهم استقلالاً، ولذلك فهو يتمنى نجاحهم ويتجه بقلبه إلى كرمول وجنوده، ويتضح موقفه من الفريقين في مقطوعتيه اللتين ندد أولاهما بالبرسبتيرينز مستكرهي الضمائر سنة 1646، وامتدح في الثانية فيرفاكس أحد قواد جيش البرلمان سنة 1648.

هكذا لبث ملتن يترقب ويجعل للسياسة همه، فلما تأكدت قوة كرمول والمستعلين بعد الحرب الأهلية الثانية، تبين أن الثورة توشك أن تصل إلى نهاية حاسمة، ورأى ملتن أن الملك وقد ظل على شديد استمساكه بالأسقفية، وأخذ يفاوض البرسبتيرينز والاسكتلنديين، إنما يتضح أمره يوما عن يوم أنه العقبة الكئود في سبيل التسوية، فلما أراد زعماء المستقلين أن يخطوا الخطوة التي يقضى بها الموقف، وهي طرد البرسبتيرينز من البرلمان ومحاكمة الملك، تبين ملتن أن الله استجاب دعاءه، وأن مصير وطنه ومصيره بسبيل أن تقررا، وعاودته حماسه إلى الكتابة، ومن ثم شرع قلمه.

وأخذ ملتن يعد كتيباً جديداً، وقد بدأه أن تبدأ محاكمة الملك، وفرغ منه قبل إعدامه بأيام، فكان صوته أول صوت ارتفع، والناس عالقة أنفاسهم دهشة ورهباً، ونشره في يناير سنة 1649 وجعل عنوانه (حق الملوك والحكام).

وقد ذاع اسمه في أوربا بهذا الكتيب الذي برر فيه إعدام الملك، حتى إن زائري إنجلترا يومئذ كانوا يتطلعون إلى رؤية رجلين أحدهما أليفر كرمول رجل السيف، والثاني جون ملتن رجل القلم. وشاءت الظروف أن يشهر اسم صاحب الفردوس المفقود أول ما اشتهر في القارة بصلته بحادث إعدام الملك وجرأته في الدفاع عن هذا الفعل قبل أن يشتهر بالشعر، فلم يكن قد بدأ قصيدته الكبرى بعد، أما شعره الذي نشره قبل ذلك، فلم يقدره حتى قدره في إنجلترا إلا خاصة المثقفين، ولم يعرفه في القارة إلا قليلون.

ويعد هذا الكتيب من أكثر كتيبات ملتن متعة وأعظمها شأناً، فقد بسط فيه طائفة من المبادئ العامة فيما يتصل بالعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبعض هذه المبادئ قديم يرجع عهده إلى أول المفكرين من الإغريق بالآراء الديمقراطية، ولكن ملتن يعرضها عرضاَ جديداً، بينما يعينه على حسن بيانه إياها سعة ثقافته، وبعضها يظهر فيه ابتكاره أكثر مما يظهر اعتماده على ما خلف غيره من المفكرين.

والكتيب في جملته عليه طابع ملتن في سمو بلاغته وشدة حميته وروعة أدائه، وهو في روحه العامة صيحة على الطغاة، وتنديداً بالمستبدين ملوكاً وحكاما ورجال دين، وقد افتتحه ملتن بتبرير ما فعل الجيش جميعاً، وعدّ ما لحق الملك جزاء عادلا من الله على ما قدمت يداه، وجعل جانباً كبيراً منه لتأييد حق الناس في اختيار حكامهم وعزلهم، واختتمه بحملة نكراء على البرسبتيرينز والقساوسة إلا من كره منهم الاستبداد وحاد عن سبيله.

وكانت الفكرة التي بنى عليها ملتن تبريره إعدام الملك، هي أن الدولة إن هي إلا أداة لخير الناس وأمنهم، ولذلك فإن إعدام الملك يتمشى مع القانون القائل: (بأن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى سلامة المجموع إنما يعد عملاً قانونياً مشروعا).

ويتكئ ملتن على العقل والمنطق في الدفاع عن آرائه كما فعل في كتيباته عن الطلاق،، فأساس العلاقة بين الملك وشعبه الوئام والرضى، فإذا فقد ذلك فقد بطلت شروط تلك العلاقة، ومن ثم فلا علاقة بينهما، وللناس من الخروج عن طاعة حاكم يعمل لصالحه دونهم، (لأن سلطته في الواقع مستمدة من الشعب وفق قانون، وعن قسم أداه ليؤدي بها حق الشعب في الإصلاح والخير لا لأي شيء خلاف ذلك).

ويقول ملتن إن الإنسان حر بطبيعته، وأن الرجل العادل لا حاجة به إلى القانون، فهو يسير على نهج من طبعه، وما جعل الحكومة أمرا ضروريا إلا فساد الإنسان، والحكومة مصدرها الناس الذين وصفوا السلطة في أيدي الملوك أو الحكام على أساس شروط معنية. . . ويعرف ملتن الطاغية بناء على ذلك بأنه الرجل الذي يعتقد أن السلطة سلطته هو، وأنها ما خلقت إلا لنفعه وخيره. . .!

ويعتقد ملتن أن مرد الفساد والشر في السياسة كما في غيرها إنما هو سيطرة العاطفة على العقل، وعلى ذلك فمصدرها الشر في الملك عاطفة، وعواطف الشر في نفسه يوسوس بها الشيطان الذي هو أصل كل عاطفة شريرة، وان الواجب ليقضى بمقاومة مثل هذا الملك الذي تتغلب في نفسه العاطفة على العقل!

ويضع ملتن القساوسة في موضع الشيطان، فانهم في رأيه أشد أعوان الملك على الطغيان، وأكبر سند له فيما يتمادى فيه من غي وظلم، ولا يعني بالقساوسة الكاثوليك منهم فحسب، وإنما يعني كل محب لنفسه شره تحركه الأطماع الدنيا، قيدين للطغيان، ويتخذ من الطاغية نصيراً، ويدافع عنه حتى ليكون حياله كعبدة الأصنام، ويعود فيوجه ملتن سهامه إلى البرسبتيررينز ويلقى على كواهلهم تبعة ما لاقته المملكة من شر على يد شارل، وينكر عليهم انتماءهم إلى الدين بأي وجه، أو صلتهم بالمسيح إلا ما يكون من مظهر لهم جرى به العرف، وهم فيما عدا ذلك ذئاب جائعة لا تشبع بطونهم مهما كان مبلغهم من الثروة، وكلما وصلت إلى الثراء العريض أيديهم الآثمة على حساب الفقراء والمساكين قالوا هل من مزيد، ولا وازع لهم من دين ولا من ضمير!

وكان حرياً أن يثير هذا الكتيب اهتمام القائمين على أمر الدولة، وأن يسرهم هذا الدفاع عنهم وقد جاء في أبانه، ورأوا أن رجل كمؤلفه علما واسع الثقافة شجاعاً لا يخاف في الحق شيئاً، فصيحاً لا يعي لسانه أمر مهما عظم، هو خليق بأن يعول عليه كدعامة من دعائم الحكم الجديد، ولذلك لم يلبث ملتن أن قلد وظيفة ذات خطر، فقد جعل قيما على ديوان الرسائل الأجنبية في مجلس الدولة. . . والواقع أن هذه الوظيفة لم تكن إلا ستاراً، فقد كان ملتن رجل القلم والفكر، والمدافع عن الجمهورية الوليدة، وظل في منصبة هذا يدافع عن الدولة ويرد على كل نقد أو تهجم، ويكتب ما يوحي به كرمول مما يريد أن يلقيه من إنجلترا وعلى أوربا من ضروب القول وأوجه الرأي.

ويتساءل المؤرخون عما دفعه إلى قبول ذلك المنصب، أكان ذلك رغبة منه في مظاهرة هذه الحكومة ومناصرتها لما توسم فيها من نصرة الحرية، أم كان الحاجة إلى المال، أم كان عن رغبة منه في مراسلو ذوي المكانة من الأجانب، أم أن كبرياءه وذهابه بنفسه وإحساسه بما قدره لشخصه من سمو المنزلة، جعله يطيب نفساً بمثوبة الحكومة إياه، إذ يحس في عملها هذا نوعاً من الاعتراف بقدرة وخطره؟

ومهما يكن من أمر منصبه الذي ارتضاه، فما أبعده عن ذلك الخيال الجميل الذي منى نفسه به قبل ذلك بثمانية أعوام حين تنبأ بفجر بهيج يوشك أن يهل على إنجلترا نوره، وبشر بشاعر إذ قال: (ولن يعدم ذلك الفجر طائره الصداح، فلسوف يتغنى من بين هؤلاء القديسين الذي ينافحون عن دين الله شاعر يأتي بلحن علوي جديد يشكر به أنعم الله، ويسجل نصر الله في مملكة تنعم بنعمة الحرية، وقد تخلصت من القساوسة ومجدت شاعرها المختار)!

وها هو ذا الفجر قد أهل نوره. . . فأين طائره الصداح؟ أين لشاعر وأين لحنه العلوي؟ كيف ارتضى لنفسه أن يكون عمله أن يكتب الرسائل اللاتينية، وأن ينقل ما يرد منها إلى الإنجليزية، وان يرد على الشانئين والحاقدين على الدولة فيعود إلى عنت الخصومة وشغب الخلاف. . .

أجل، كيف آثر الشاعر على الخميلة قاعة الحكومة؟

ذلك ما لا يسعنا إلا أن نحس حياله من العجب قدراً كبيراً

وكان ملتن يحس كما أسلفنا تضاؤل بصره، ويشعر أن عليه إزاء ذلك أن يقصد كل القصد في استعمال ناظريه، وكان ذلك وحده كافياً نرى لأن يرفض هذا المنصب الذي يتطلب طول النظر في الرسائل ما يكتب منها وما يترجم، وفي غيرها من الأوراق التي تحتاج فيها الحكومة إلى معونته ورأيه.

ولكنه كما رأينا قبل المنصب، ويرى بعض المؤرخين أن قبوله إياه على شدة حنينه إلى الشعر وكثرة ما يهجس في نفسه منه، وحاجة ناظريه إلى الراحة، هو ضرب جديد من التضحية أشبه بتضحية الأولى حين هجر الشعر على رغمه سنة 1641 استجابة منه لداعي الحرية، فقد كان يعتقد ملتن أن مساهمته ولو بقد صغير في بناء صرح الحكومة الجديد عمل ينطوي على معنى الوطنية، وبخاصة أنه كان يؤمن يومئذ أن الحكومة الجديدة وقد جاءت نتيجة لذهاب الطغيان لا بد أن تظل نصيرة للحرية، ولقد أشار إلى هذا المعنى بعد ذلك بقليل في أحد كتيباته قائلا: إنه تقدم عن طيب خاطر ليخدم بلاده، حينما طلب إليه ذلك القائمون على الأمر، وأنه لم يطلب على ذلك أجراً، وحسبه من الأجر ارتياح ضميره ورضاؤه عن نفسه، والحق أن المال لم يكن له دخل في قبوله ذلك المنصب، فإنه وإن كان ملتن فقيراً، فقد كان القليل من المال حسبه لما تتطلبه أكلاف عيشه وهي يومئذ قليلة، وكان لا يعوزه هذا المال القليل.

ونعتقد أن ملتن على حق فيما يعتل به من علة، وليس يمنع هذا من أن نضيف إليها علة أخرى لها كما لهذه في طبعه من الشواهد ما يكاد يؤكدها، وتلك هي رغبته التي لازمته منذ صغره في أن يكون عالي القدر ممتاز المكانة، واختياره لهذا المنصب يحقق له تلك الرغبة، فضلا عما فيه من معنى الاعتراف له بالفضل وعلو المكانة في مجال الأدب والمعرفة، وكانت تطرب نفس كنفسه بلا ريب لأن يكون ذا صلة بتلك الشخصيات الكبيرة التي قضت بجهادها المرير على الاستبداد الذي يمقته اشد المقت، لا عن ملق أو افتتان بذوي الجاه والمكانة كما يفعل صغار النفوس، ولكن عن طموح وكبرياء ورغبة في السمو، وعن محبة وإعجاب بتلك الشخصيات لما تنطوي عليه محبته إياهم من معان، كما يفعل الأباة من أولي الفضل. . .

وثمة رأي لآخر يضاف إلى تلك الآراء، وهو رأي (مارك باتيسون) أحد من أجادوا الكتابة عن ملتن، ومؤداه أنه لا يبعد أن يكون ملتن قد رأي في المنصب مجالا جديداً للازدياد من المعرفة والحكمة، وهي ما يتطلبه الشعر من زاد، فقد طالما رأيناه من قبل يعد بأن يتوفر على الشعر متى استكمل منه عدته، وتم له ما يتوق إليه من نضج وخبرة بالحياة، وعلى ذلك فلن تذهب تضحية بوقته وبصره هباء، فلسوف تجدي عليه وثيق المعرفة بأحوال الناس وأمور الحياة!

(يتبع)

الخفيف