مجلة الرسالة/العدد 670/أمل الفلاح
مجلة الرسالة/العدد 670/أمل الفلاح
(القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الشعر البريطاني
هذا العام)
للأديب حسن جاد حسن
الله للفلاح في بؤسه ... وصرخة الآمال في نفسه
يبخسه الدهر، وأوطانُه ... عون مع الدهر على بخسه
وما سرى في أفقه كوكبٌ ... إلا وغض الطرف من نحسه
مضنى يقصّ الدهر عن كدحه ... وتسمر الأيام في بأسه
على محيّاه سطور الضنى ... قد خطَّها المقدور في طرسه
مغصّن الصفحة يطوي بها ... دفائنَ الأسرار عن تعسه
تحسّ ذل البؤس في صوته ... وتدرك التبريح في جرسه
الفقر والجهل وأسقامه ... معاولٌ تهدم في أُسِّه
يبيتُ صفر اليد من عُدمه ... والذهب الأبريز من غرسه
وقوتُه ما خلّفت أرضه ... من حنظل الزرع ومن يبسه
يعيش بين البهم في كونه ... كأنه لم يك من إنسه
من أسكن المترفَ فردوسه ... يسكن في المعتم من رمسه
ومن كسا الوادي حرير المنى ... مرقع الأطمار من لبسه
فكم شواه القيظ في جمره ... وكم طواه البرد في قرسه
جندّيه المجهول في كدحه ... ورمزه الصادق في قُدسه
مَن كلما مسَّ الثرى كفُّه ... أحاله تبراً ندى مَسِّه
عَيٌّ فصيح الشكو في عِيّه ... يبثه لله في همسه
قد خطَّها شكوى على أرضه ... ذاك اليراع الحرُّ من فأسه
هل للمني الجرحى بأحشائه ... هزة عطفٍ من بني جنسه؟
فكفكفوا المسفوح من غربه ... وبدّدوا المربدَّ من يأسه طِبُّوا لعاصي الداء في جسمه ... واشفوا عضال الجهل في نفسه
واسقوه عذب الماء، لا آسناً ... يرنق (المكروب) من كأسه
وكافحوها فيه أميَّةً ... تنفث روح الشر من رجسه
تضاعفِ الصحة من عزمه ... ويرهف التعليم من حسّه
لا تحرموه من جنى غرسه ... واحموا الجنى الغاليَ من وكسه
واستبدلوا من كوخه جنةً ... مِن رافة العيش وفردوسه
هذى أمانيه، نواعيرُه ... أشجتْ بها الشادوف في مَيْسه
يلهو الحمى في خيرها ... عن مأتم الفلاح في عُرسه
خلُّوه والسلم رفيف المنى ... يستقبل الآمال من شمسه
إن تُسعدوه اليوم في ظله ... ينس مرير العيش من أمسه
أو تُنهضوه تنهضوا بالحمى ... وترفعوا المخفوض من رأسه
حسن جاد حسن
بقلم الأستاذية بكلية اللغة العربية
-