مجلة الرسالة/العدد 667/وهم. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 667/وهم. . .

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 04 - 1946



للأستاذ عبد الرحمن صدقي

لقد ثار بي - مُذْ أَنْ طَفِئْتِ - التوهُّمُ ... وقَرَّ بنفسي أَنَّ قّتْلِى مُحَتَّمُ

وأَنَّكَ قد عُوِجلتِ قبلَي رحمةً ... من القَدَر الجارى، ومثلُك يُرْحَم

لقد شاء أن يُعْفِيك من هول مصرعي ... أُوافيكِ مَحْمُولاً يُضَرِّجُني الدم

وبات يقيني أنَّ قتليَ واقعٌ ... وإني له المستنظِرُ المتوسِّم

قضيتُ الليالي بعد موتك مُوجِساً ... كما أَوْجس الَقتل الشريدُ المجَرِّم

أعيش وهذا مصرعي مِلءُ خاطري ... منَ الوهم مرفوعٌ لعين مجسَّم

تُرَوْعني منه على الوهم مِيتةٌ ... ممزَّقةٌ شوهاءُ حمراءُ عَندّم

وتمتدّ أيامي فاخطب وُدَّه ... واركب مَتْنَ الليل أيْهَمُ

تدبّ بجسمي هِزِّةُ الرَوْع والرضا ... إذا خِلْتُ أنَّ الهولَ آتٍ مُيَمِّم

يُسَكن نفسي أَنْ تَحقق حَدْسُها ... وتَذكرُ ما أُعْفيت منه فتَبْسم

وينجاب ليلى لم يُضَرَّجْ بمَقْتَلي ... أَلا انه الوهمُ الكذوب المخيِّم

فكيف أُعَزَي النفس عنك مُعَلِّلاً ... وكلُّ تَعِلاّتي حديثُ مُرَجَّم

عبد الرحمن الصدقي