انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 639/في العربة. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 639/في العربة. . .

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 10 - 1945



للأستاذ أحمد أحمد العجمي

ركبتها فقمت أسعى إليها ... وتهادت ونحن في جانبيها

ومضت تنهب الطريق وتختا ... ل عليه مثل اختيالي عليها

لم لا أزدهي وعن جانبي شمـ ... س كأن الشموس ملك يديها

أشرقت بالجمال في وجنتيها ... وبسحر الدلال في مقلتيها

وتجلت كربية الحسن ما أحْـ ... لَى فتوناً يطل من ناظريها!

ومضينا وللعيون حواليْ ... نا نطاق كأننا ما مضينا!

في طريق تسابق الدوح صفَّيْـ ... ين إلينا بالظل يحنو علينا

ونسيم يسيل كالعطر حيَّا ... نابه النهر وهو يجري الهويني

وأصيل كوجهها خجل يفْـ ... ترُّ بالحسن عسجداً أو لُجَيْنا

فتذكرت ما مضى من غرامي ... أين يا قلب ما مضى أين أينا؟

قلت مرحى يا أجمل الغادات ... ألف بشرى بأجمل الساعات!

ما تزالين يا ملاكي خيالا ... نابضا في دمي بغير أناة

أشتهى أن أراك يوماً بعيني ... وفؤادي يراك ملَء الحياة

والتقينا وتلك أعجب لُقْيَا ... جمعتْنا في أعجب العَرَبات

خطرت كالنسيم حيناً وكالإعْـ ... صار طوراً وكالرُّؤى الباسمات

والجواد الهزيل ذاك الذي شا ... رَفَ عمرا قاسى بع ألف عمْرِ

خفَّ يجري كالسهم تلمحه العيْـ ... نُ سريعا ولم يكن قط يجري!

استخفّتْه نشوة فتصابى ... مثلما راعني الجمال المغري

فتمنَّيْتُ لو أعانقها شوْ ... قا إليها وإن تكن ملء صدري

أَمَرتنِي بحسنها، ونهتني ... بعفاف، فضاع نهيي وأمري!!

يا فتاتي! أتذكرين صبيًّا ... أنت عَلَّمْتِه غرام الغواني؟

كان يلقاك في حياءٍ غرير ... حالم بالجمال هشِّ الأماني

يعشق الورد في الغصون ويغضى ... خجلا منه في خدود الحسان ثم أصبحت من شبابي وأشجا ... ني كأني أعيش في بركان!

الصيا كالندى - سلام عليه! ... والشبابُ العنيفُ كالطُّوفان

سألتني: ألسْتَ أنتَ فتانا ... بعدما كان من هواك وكانا؟!

أو لست الذي تغنى بنجوا ... نا وصاغَ البيان فينا جمانا؟

قلت: لولاك ما نظمت أغاريـ ... دي وزقزقت هذه الألحانا

أين أيامنا وأين لياليـ ... نا وأين المنى وأين هوانا؟

وصِبانا والدَّهر وقفٌ علينا ... ونعيم الحياة خلف خطانا؟

وغدا الدهر شارداً معجل الأو ... قات يجري مثل الجواد الجموح

وقفةً يا جوادُ إن لهيب الشـ ... وق يغلي به دمي وجروحي

وقفة وقفةً أُهَدْهِدُ أَحشا ... ئي بريَّا هذا الجمال الصَّبوح

لم لا ترتوي به كَبِدٌ حَرَّ ... ي وقلب كالطائر المجروح؟

ثم عانقتها وقبَّلْتها عشْـ ... راً كأني قد انتقمت لروحي!!

وانتشينا وقلت للنفس غنِّي ... وافترقنا فقلت للنفس نوحي