مجلة الرسالة/العدد 634/المستقر العقلي لعقيدة التوحيد
مجلة الرسالة/العدد 634/المستقر العقلي لعقيدة التوحيد
للأستاذ عبد المنعم خلاف
أود قبل كل شئ أن انبه الأستاذ سيد قطب إلى أني قلت أن الذهن هو أوسع طريق لإثبات عقيدة التوحيد بوجه خاص. وعقيدة التوحيد واحدة من عقائد الإسلام والدين الصحيح عامة، ولم أقل أنه طريق الإيمان في الأديان الأخرى التي ليس لها أسس عقلية والتي تدين بها ملايين كثيرة من البشر.
وهذا التوضيح قد يفيدنا في تحديد نقطة الخلاف وينهي هذا الجدل الذي طال.
وأنا حين رأيت الأستاذ سيد يقول مقالته عن طريقة القرآن في إثبات عقيدة التوحيد بالمنطق الوجداني وحده خشيت أن يكون قد اتبع المقالة العامة التي شاعت في العالم غير الإسلامي - لأن عقائده لا يسعها الاستدلال العقلي - وانتقلت إلى العالم الإسلامي حديثا، وهي أن الدين أمور لا يمكن إثباتها من طريق الفكر والمنطق وإنما من طريق الوجدان والعواطف التي تستمد من خوف المجهول. وطبيعي أن يستتبع ذلك نفرة كثيرين من العلماء والمفكرين أن يسلكوا أنفسهم في هذا السبيل، وإن يرثوا بعقولهم أن تأخذ شيئاً من غير طريق الآيبات والحكم العقلي.
وما كان للقرآن وهو يعلم أنه سيجابه هؤلاء أن يغفل هذا الميزان الفكري ويتجاهله وقد جاء لعصور فيها رشد الإنسان ونضج قواه الفكرية جميعها.
وإذا كان الأستاذ سيد يفهم من الوجدان أنه يعتمد على (الحس والبداهة والحقائق الخالدة) فالخلاف حينئذ يكون بيننا على الاسم، ولا فرق حينئذ بين المنطق الوجداني، والمنطق الذهني الذي يعتمد هو أيضاً على الحس والبداهة والحقائق الخالدة، ويكون الاسمان لمسمى واحد. فلا داعي إلى أن نقول أن القرآن لم يعتمد على (الذهن) في إثبات عقيدة التوحيد.
ثم ننتقل إلى المثال الذي استشهد به الأستاذ سيد على إثبات القرآن لعقيدة التوحيد بلا جدل ذهني، والذي بينت ما فيه من ضروب الأدلة الذهنية التي أسماها الصديق (محاولات ذهنية) ووصفها بالتهافت. والمثال هو آيات التوحيد في سورة الأنبياء.
وقبل كل شئ أحب أن أسال: هل حين يقول القرآن أو أي قائل لمعارضيه: (قل هاتوا برهانكم) يكون جدله خاليا من الحركة الذهنية؟ ألا يكون المقام كما قلت سابقا بهذ الخصوص (مقام جدل كبير يتسع للرد وقرع الحجة بالحجة وتشقيق الدليل وراء الدليل، وليس مقام تسليم بوجدان عن طريق (تعريض الحس والقلب للأصداء والأضواء) والخطابيات والشعريات والنغمات؟
أظن أن هذا التحدي بطلب البرهان يكفي لإثبات أن الفكر هنا هو الأداة الأصيلة، وإن الحركة الذهنية حاضرة لاستعراض القضية وأداتها.
وقد اغفل الأستاذ سيد استشهادي بهذا المقطع من الآية حينما سرد كلامي تمهيدا للتعقيب عليه، وما كان له أن يغفله عامدا وهو يعلم ما فيه!
يقول الأستاذ: (إن القرآن كان أعرف بالنفس البشرية من الأستاذ عبد المنعم فلم يسق الأدلة كما ساقها هو. . .)
أما أن القرآن أعرف مني بكل شيء فذلك ما لا جدال فيه. وما زعمت لنفسي غير هذا وما غيرت سياق القرآن، وإنما شرحت ما فهمته من أدلته شأني شأن أي مفسر آخر. بل شأني شأن الأستاذ سيد نفسه حين أباح لنفسه أن يفهم في هذا الآية كما شاء. ولما اعترضت على فهمه لم أسلك هذا السبيل الذي سلكه هو في بيان خطي. وإنما بينت رأيي وتركته له وللقراء، ولعلي مخطئ، وما زعمت لنفسي أني بهذا التفسير احدد معاني القرآن واحمله على ما أريد. فأنى اعلم من إعجاز القرآن أنه يرضي العقول والعصور جميعاً لأنه حجة الله عليها جميعاً. . .
ولنأخذ في سرد اعتراضات الأستاذ والرد عليها:
(1) يقول الأستاذ في الاعتراض على قولي: (فالإله (الواحد) هو وحده الذي يخلق ويحي وينشر الخلائق من الأرض): (أفلا يعلم أن قضية البعث كانت من القضايا الكبرى التي تولى القرآن ثباتها لهؤلاء القوم، فكيف يجعل منها دليلا على وحدانية الله - ولو كان منطق الذهن الجدلي هو المحكم - بينما هي نفسها موضع جدل طويل، وليست لإحداهما سابقة على الأخرى، بل هما مظهران لقضية واحدة تثبت بطرفيها أو تتهافت بطرفيها).
وفي هذا القول ثلاثة مواضع للرد:
1 - أنه زاد كلمة (الواحد) من عنده فقد قلت: (فالإله هو وحده هو الذي يخلق ويحي وينشر الخلائق) ولم أقل فالإله الواحد. وفرق واضح بين المعاني مع هذه الكلمة ويدونها: ولا داعي لشرح هذا الفرق، ولست أدري لم يزيد الأستاذ سيد هذه الكلمة هنا، وينقص الجملة الأخرى عند (قل هاتوا برهانكم)؟
2 - أنه فهم من كلمة (يُنشرُون) أن الإشارة هو البعث فقط، وليس لإحياء والخلق بوجه عام بينما المادة تفيد الأحياء عموماً، ابتداء واستئنافا، وحينئذ لا يكون البعث - وهو قضية دينية أخرى تحتاج إلى إثبات - مسوقا لإثبات قضية التوحيد. وأنا قد وضحت (ينشرون) بهذا المعنى العام حين قلت: (فالإله وحده هو الذي يخلق ويحي وينشر الخلائق من الأرض. . .)
وما كان للقرآن أن يثبت (التوحيد) بالبعث مع أن الأخير لم يثبت بعد ولن يثبت في هذه الدنيا ولم يره المعارضون حتى يساق كدليل عليهم.
3 - قول الأستاذ: (وليست لإحداهما (قضيتي التوحيد والبعث) سابقة على الأخرى بل هما مظهران لقضية واحدة تثبت بطرفيها أو تتهافت بطرفيها) قول غريب! فإن قضية التوحيد وقضية البعث كلتاهما مستقلة عن الأخرى. فبعض الأديان الوثنية الداعية إلى آلهة متعددة يدعو إلى الإيمان بالبعث ومصير آخر. . .
وبعض مقالات المؤمنين بالتوحيد لا يحتم البعث عل الله بل ترى أن ذلك محض رحمة منه تعالى ومساوقة لحكمته. (كتب ربكم على نفسه الرحمة: ليجمعنكم إلى يوم القيامة. . .)
فعقيدة التوحيد هي القضية الأولى في الإسلام، يثبتها العقل الكامل مستقلة عما عداها ولا يقبل منها بديلا. وهي قضية لا يعتمد في إثباتها على شيء غير هذا الكون الموجود الآن الذي يثبت ما فيه من تناسق وانسجام أنه من صنعة يد واحدة هي التي خلقت العين في جوف الرحم باستعداد ترى معه نور الشمس في السماء حينما تولد، وليس (البعث) من أدوات إثباتها هنا، لأنه له كونا آخر تبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات.
وقضية البعث قضية تتصل بالمنطق الوجداني كما تتصل بالمنطق العقلي، لأنها من جهة قضية (سماعية) أتى بها الدين. واعظم أدواتها هو التعلق المشبوب بالحياة والقيمة السامية للإنسان، وانتظاره دائماً لمصير اكمل يتمتع فيه بالوجود الكامل الذي يرضي ما فيه من آمال السيطرة والكمال والخلود، وأنصاف الخير من الشر ومجازاة المحسن والمسيء، ومن جهة أخرى هي قضية عقلية تقتضيها حكمة الله وتنزيهه، والذي يرى أن الخير جزاؤه فيه والشر جزاؤه فيه في الدنيا قبل الآخرة لا يرى حتما على الله أن يبعث الناس في حياة أخرى ليجزيهم، بل يرى ذلك رحمة منه وتكرما. وحسب الله في استحقاقه للعبادة أنه حلقنا من العدم لهذا الوجود، وأرانا هذا العالم العجيب، وأدخلنا إلى هذه الدار لحظة سواء كتب لنا الحياة ثانية أم ردنا وزج بنا إلى الفناء المطلق من غير رجعة!
فها نحن نرى أن قضية البعث لون آخر غير لون قضية التوحيد الصارمة التي لا تحتمل هذا الجدل. لأنها تستمد مقدماتها من هذا الكون المحسوس الملموس ومن الطبيعة البشرية المستقيمة التي تستجيب في يقين واقتناع لهذا الكون الواحد.
فالقول بالتسوية بين القضيتين في الثبوت أو التهافت قول غريب حقا. . .
(ب) يقول الأستاذ سيد معترضا على قولي أن التصور البشري لا يملك أن يجرد الآلهة من صفات الناس في الخلاف بين الرياسات المتعددة (أفلا يعلم أن القرآن ذاته قد كلف التصور البشري أن يؤمن بالله (ليس كمثله شيء) فكيف كان يكلفه هذا لو لم يكن في طاقة الإنسان أن يتصوره بوسيلة من الوسائل). .
وهنا أمر واضح في الفرق بين المسألتين: إذ أننا حين نثبت (الإله الواحد) يجب أن نعتقد أنه ليس كمثله شيء، وحين نرى أنه لا مانع من تعدد الآلهة نكون بالطبع قد قبلنا جواز أن يكون له مثل وشبيه، لأن الآلهة المتعددة أمثال وأشباه.
وحين يكلفنا القرآن أن نعتقد أن الله ليس كمثله شيء، لا يكون قد كلف التصور البشري أن يتصور الله بوسيلة من الوسائل كما يقول الأستاذ: لأن هذا تكليف باعتقاد سلبي تجريدي مطموس الصور، والمؤمن العالم ليس في ذهنه مطلقا صورة عن الله وإلا دخل في دائرة التشبيه والتجسيم المؤدى حتما إلى الكفر والجهل. وإنما في ذهنه إثبات الصفات الحسنى لله. أستبطئها من هذا الكون البديع، وقال أن خالقه لابد متصف بها. أما كيف تتعلق هذه الصفات بذات الله فذلك ما ليس للعقل البشري سبيل إلى تصوره لأنه محدود رهين بقيود التجسيم والتشبيه، (وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك). .
وإذا رفض الأستاذ سيد تفسيري لدعوى القرآن بفساد العالم حينما تتعدد الآلهة فكيف يفسرها هو؟ أيفسرها معتمدا على تلك (الصلة الخفية البديهية التي يعتمد القرآن على إيقاظها في الحس كالومض السريع فيؤمن المؤمن ويستريح!) وإذا كنت أمام غير مؤمن، فكيف يرى هذا الومض أن لم تضاعفه له حتى يصير شعلا تضئ له السبيل؟ أو على الأقل تقيم عليه الحجة عريضة مستعلنة لا لبس فيها ولا خفاء؟
أن المؤمن الوثني المشرك أيضاً مستريح لومض آخر في وجدانه، فكيف تقيم عليه الحجة والتذكرة؟ أليس بالبرهان المحسوس المستمد من استعراض الكون كله بما فيه التجربة الأزلية بفساد الأمور حينما تتعدد الرياسات وتتلاقى الأشباه والأمثال من الآلهة الذين لهم الذكاء والمهارة والقدرة وحبهم لعلو بعضهم على بعض كما يقول القرآن: (ولعلا بعضهم على بعض)؟
(ح) يقول الأستاذ سيد: (أفلا يرى الأستاذ أن كلامه (في مسؤولية الآلهة) لا يثبت شيئاً ولا ينفيه؛ فمسؤولية الآلهة أمام عبادها هي مسؤولية نظرية من جانب واحد لا تحفل بها الآلهة ولا تجيب سائليها وكثير من الناس يحاكم الله مثلها. . .)
كان الأستاذ سيد فرض جدلا أن هناك آلهة أخرى فوق تناول الإنسان لها بالمسؤولية، وفرض أنها في مستوى من القدرة والعقل لا يمكن الإنسان من محاكمتها، ولذلك رتب اعتراضه على ما قلته. . . ولكن الأمر غير هذا في الواقع: فالإلهة التي عبدها أكثر البشرية، وخصوصا العرب آلهة كانت في متناول أيدي الناس يخلقونها بأيديهم ويسألونها عن قرب ويحاكمونها وقد يأكلونها وقد يضربونها ويجعلونها جذاذا وقد يصلبونها إذا كانت من البشر الخ. فهي كما قلت تقع عليها التبعة والدينونة (أتعبدون ما تنحتون) (كانا يأكلان الطعام). أما الله تعالى فلا تقع عليه المسؤولية حتى لو وجهت إليه لأن هؤلاء الحسيين يرون الآلهة المجسمات المزعومة، فيحاكمونها ولا يستطيعون أن يحاكموه تعالى ويسألوه لأنهم لا يرونه ولا يدركونه ولا يحيطون به فهم يحسون أمامه أنهم فراغ مطلق لا يقبض عليه!
والجدل القرآني هنا يخاطب تلك اللحوم البشرية الصغيرة الطفلية التي لا تحيط فكرا بما تقدم عليه، ولا بد له أن يذكرها بصغاراتها وضالة تفكيرها في معاملتها لآلهتها.
(د) أما اعتراض الأستاذ على الدليل التاريخي في (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) بأن القوم لم يؤمنوا بذكر من معه وذكر من قبله حتى يحاسبوا به. فأقول ردا عليه: إن الدليل التاريخي قد لا يخضع للمنطق العقلي، وإيراده للاستدلال به يكون لاستيفاء ضروب الأدلة واستيفاء الحالات السلبية التي تستعرض لإثبات قضية إيجابية.
فالرسول يقول للمشركين: ما كنت بدعا من الرسل حينما أدعوكم إلى الوحدانية، ولستم أنت معتمدين على كتاب منير أو إثارة من علم في دعواكم تعدد الآلهة. ولو كان في رسالات هؤلاء الرسل الذين يدين لهم العالم المتمدن حولكم ما يفيد تعدد الآلهة، إذا لكان لكم عذركم في اعتناق التعدد. فانتم لا تتبعون إلا الهوى والظن والجهالة. فسواء أكانوا مؤمنين بذكر من معه وذكر من قبله، أم لم يكونوا مؤمنين فإن الدليل التاريخي قد قام على أنهم لا يعتمدون في التعدد على شيء محترم لدى موازين الآراء والمعتقدات التي كانت في العالم المتحضر حولهم. ولا يطعن في صحة الدليل أن المعارض لا يؤمن به ما دام عدم أيمانه بغير دليل
وقد كان يصح الاعتراض السابق من الأستاذ سيد على هذا الدليل لو لم يسبقه الدليل الاستقرائي والدليل التطبيقي اللذان هما جماع القياس الذهني في إثبات صلب هذه القضية بالحكم والتمييز والإدراك. ولكنه أتى بعدهما وبعد الدليل العملي، فكان إيراده للاستيفاء الذي يسد مسالك الجدل على المعارضين.
ولست أدري ما الذي يستطيع أن يقوله الأستاذ في تفسير هذه الآيات غير ما قلت؟ أيقول: (أنها شيء يتصل بالفطرة على استقامتها فتؤمن بالوجه الواحد الصحيح منها إيمان اقتناع وتسليم بدون أسباب وتعليل؟.
أم يكون القرآن قد ساقها هكذا اعتباطا فاستشهد بالبعث على قضية التوحيد وهو لا يعلم أن البعث نفسه محتاج إلى إثبات قبل الاستشهاد به؟! ويكون قد قال (لفسدنا) هكذا مع أنه يعلم أن الآلهة عقلاء هادئون متعاونون لا يختلفون فيفسدوا العالم بخلافهم!؟ ويقول: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) مع أنه يعلم أن مسؤولية الآلهة أمام عبادها هي مسؤولية نظرية من جانب واحد لا تحفل بها الآلهة وكثير من الناس يحاكم الله مثلها! فهو أيضاً مسؤول وأنه ذكرها للتقرير (وللتأثير الوجداني) فقط! فهي دعوى بغير دليل، وتقرير لا يقره الواقع! وهو يقول: (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) فيحاكم المعددين إلى ما لم يؤمنوا به فيكون في هذا مغالطة أو غفلة؟!
الحق أنني لست أدري: أيعترض الأستاذ سيد على أقوالي أنا التي ما عدوت بها شرح ما يستفاد من هذه الآيات ولم أغير بها سياق القرآن، أم يعترض على القرآن ذاته!؟
وكأنه يريد أن يأخذ ما في هذه الآيات في سهولة ويسر واقتناع وتسليم بدون فكر ومناقشة لأنه يراها لا تنهض ولا تستقيم على الفكر والجدل والمناقشة!
ولست أدري ما هو (الوجه الواحد الصحيح) الذي تؤمن به النفس في هذه الآيات إيمان اقتناع وتسليم، وترفض بعده الأوجه المنطقية الزائفة؟
أيكون القرآن قد عجز عن إقامة دليل ذهني واحد على أكبر قضية من قضاياه، قضية التوحيد؟!
ولست أدري لم يسلك الأستاذ سيد الإسلام مع غيره من الأديان موحدة ووثنية ومعددة في تلك الطريق التي ليس فيها هدى من نور العقل، مع أن الفرض أنه يعلم أن القرآن له تفرد خاص وأنه لو لم يكن دينا موحى به لكان المذهب العقلي الطبيعي الوحيد الذي يثبت الموجود الواحد الكامل الأزلي الأبدي كما أثبته (كانت) ونوه به الأستاذ الكبير العقاد في كتابه (عبقرية محمد) وكما قرره في كتابه الأخير (في بيتي) الملخص لفلسفته وآرائه؟
وبعد فانه ليس وراء ما وضعنا القرآن عليه من أعماق الكون مستقر آخر يصح أن نتعمق إليه ونستقر عليه.
وليس مذهب هناك من مذاهب الفكر الخالص يستطيع أن يأخذنا إلى غير ما أخذنا به القرآن في الطبيعة وما بعد الطبيعة.
أنها أحال كل قضايا الإلهية وكمالاتها إلى قوة الحكم العقلي وحده. فكان لقاء بديع بين الدين والعقل، وهو لقاء تحتاجه البشرية مسيس الاحتياج.
عبد المنعم خلاف