مجلة الرسالة/العدد 611/هذا العالم المتغير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 611/هذا العالم المتغير

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 03 - 1945



للأستاذ فوزي الشتوي

خطوات العلم في سنة 1944

لخص وطسن دافيس مدير معهد الخدمات العلمية الخطوات العشر الموفقة التي خطاها العلم في سنة 1944.

1 - تطبيق عملية الدفع الغازي على الطائرات. وهذه العملية عبارة عن اندفاع غازات مضغوطة من مؤخرة الصواريخ تؤدي إلى دفعها إلى الأمام.

2 - استعمال القنابل الآلية والصواريخ الذاتية الاندفاع بنطاق واسع في هذه الحرب.

3 - نجاح استعمال المركب الكيماوي المعروف باسم وانتشاره كقاتل للميكروبات وخصوصاً لمقاومة ناقلات حمى الملاريا والتيفوس.

4 - استعمال العفن الكيمياوي مثل البنسلين كعلاج ناجع لمجموعة كبيرة من الأمراض المختلفة.

5 - صقل الأخشاب وتحويلها إلى أخشاب أفضل بالوسائل الكيماوية.

6 - استعمال السليكون بأنواعه في عزل المواد المختلفة وكمادة لا ينفذ منها الماء.

7 - تقسيم الدم الإنساني إلى سبعة أجزاء واستعمالها في كثير من الأغراض الطبية.

8 - صنع آلة ضخمة لتيسير العمليات الحسابية المطلوبة لشؤون الحرب والأبحاث العلمية.

9 - استعمال الأشعة فوق البنفسجية وغيرها لتقليل انتشار المكروبات في الهواء.

10 - استعمال القلاع الطائرة المعروفة باسم ب - 29 في الحرب.

بماذا نستعيض عن اللحم؟

هل اللحم مادة ضرورية لتغذية الإنسان؟ وهل نقص كمياته يسبب للإنسان ضرراً؟

يقول القلم نعم. فالأغذية الحيوانية سواء من اللحوم أو البيض أو اللبن ضرورية للإنسان لأنها تحتوي على مواد زلالية ذات قيمة حيوية كبيرة لاحتوائها على أنواع من الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم بناءها. فان قلت هذه الأحماض في جسم الإنسان سبب أمراضاً مختلفة

وتقل نسب هذه الأحماض في المواد النباتية، ولا يستطيع الجسم تعويض نقصها إلا بتناول مقادير كبيرة من الأغذية النباتية إن اقتصر غذاؤه عليها.

ولعله من حسن حظ الفقير وطفله أن يجدا في بلادنا مادة نباتية رخيصة الثمن سهلة التناول وتعوض عليه نقص المواد الحيوانية وهي الفول السوداني. وهما يتناولانها دون أن يشعرا أنهما يأكلان مادة ضرورية لنمو جسميهما، فهما يأكلانها لمجرد التسلية فتعطيهما ما حرمهما منه المال وارتفاع مستوى المعيشة.

وقد اتجه نظر العلماء في العصر الحاضر إلى دراسة المواد الزلالية النباتية التي تستطيع أن تحل محل المواد الحيوانية في الطعام، فجرب جماعة من العلماء الأميركيين الفول السوداني وبذرة القطن وفول الصويا على الحيوانات. وقارنوا نتيجة تغذية الحيوانات بهذه المواد بمثيلتها من دقيق القمح أو اللبن فكانت النتيجة كما يبين الجدول الآتي: -

الزيادة في الوزن

الغذاء

دقيق قمح صافي

19 جرام

= قمح وردته

36 =

= فول سوداني

75 =

= بذرة القطن

85 =

= فول الصويا

87 =

= مخلوط سوداني وقطن وصويا

84 = اللبن

100 =

والإنسان لا يعيش على نوع واحد من الأطعمة بل يتناول ألوناً مختلفة، فجربوا خلط هذه المواد 5 % و10 % و15 % إلى دقيق القمح، فكانت النتيجة باهرة النجاح إذ عوض خلط دقيق القمح بـ15 % من دقيق الفول السوداني ما يتيحه لنا خلطه باللبن المجفف بنسبة 5 %، وهو ما يعز على كثير من الناس في العصر الحالي. ويبين الجدول التالي نسب الخلط والزيادة في الوزن بالجرام تحت كل من المواد المكملة لباقي النسبة لتكون 100 %

لبن

صويا

قطن

سوداني

قمح

49 %

39 %

29 %

29 %

95 %

77 %

75 %

41 %

44 %

90 %

85 %

93 % 45 %

48 %

85 %

ومن هذا الجدول يتبين أن أكثر المواد نفعاً لجسم الإنسان هو فول الصويا الذي تتجاوز فائدة الجسم منه مثيلها من المواد الحيوانية مثل اللبن، فعندما خلط كل منها بنسبة 15 % إلى القمح زاد وزن الحيوان في الأول 93 جراماُ ولم يزد إلا 85 جراماً مع اللبن. ويليهما في المرتبة الفول السوداني.

على أن هذه النتيجة حلت معضلة الأميركيين لكثرة فول الصويا عندهم ومن ثم أقبلوا على استعماله بكثرة.

ولم تفت هذه النتيجة الهامة علماءنا المصريين وهم يعرفون أن الشعب المصري يتخذ الرغيف غذاءه الأساسي فأجروا عدداً من التجارب نرجو أن نطلع القارئ عليها فيما بعد

الطيور تكره الحبوب المصبوغة

تجري مصلحة الأسماك والحيوانات المشردة أبحاثاً عن استجابة الطيور والحيوانات للألوان. وقد وجدت أن بعض الطيور لا تقرب حبوب القمح إذا صبغت باللون الأصفر الفاقع أو البرتقالي أو الأخضر كما أظهرت بعضها عداء للون الأحمر.

والمعروف أن الطيور شديدة الحساسية للألوان وتشك في الغريبة منها. وربما أدى هذا الأساس إلى نجاح الفلاحين في مقاومة جرذان الحقول والكلاب الضالة وغيرها من الحيوانات الضارة وذلك بصبغ أغذية مسممة بألوان تعافها الطيور المنزلية وتقبلها هذه الحيوانات التي لا تتأثر بالألوان فتصاب بالتسمم وتموت

سلاح سري باللاسلكي

عثر الحلفاء أثناء زحف قواتهم على أحد الأسلحة الألمانية السرية. وهو عبارة عن طائرة من قاذفات القنابل الضخمة من طراز جنكرز 88. وهي تملأ بالديناميت، وتمتطيها طائرة أخرى صغيرة يقودها طيار وتحلق الطائرتان معاً، فان اقتربتا من الهدف انفصلت الطائرة الكبيرة عن الصغيرة ووجهتها الأخيرة باللاسلكي إلى منطقة الهدف.

زميل للبنسلين من الثوم

توصل بعض الكيماويين من عزل عقار من نبات الثوم اسمه اليسين وهو يشابه البنسلين في كثير من خواصه. وهذا العقار سام عندما يحقن في الجسم وأقل أثراً من البنسلين في مقاومة بعض ميكروبات لا يهاجمها البنسلين.

وقد صنع أحد الصيادلة منه حبوباً تطهر مياه الشرب من الأحياء التي تسبب الدوزنتاريا وغيرها من الأمراض.

تحليق الطائرات بالصواريخ

تزود بعض الطائرات الضخمة بالصواريخ لتساعدها على التحليق في الجو من بقعة أرض ضيقة المساحة. ويسهل على الطائرات التخلص من هذه الصواريخ بعد تحليقها في الجو وكانت عقبة استعمال الصواريخ في تعذر السيطرة عليها من جهة، وفي إيجاد مادة تتحمل الحرارة الشديدة التي يولدها اندفاع الغاز الأبيض من جهة أخرى وقد تيسر تذليل الصعوبتين.

منفاخ للطيران العالي

كان الحد الأقصى الذي يستطيع الطيارون الارتفاع إليه 42 ألف قدم. ولا يستطيعون المكث في هذا الارتفاع أكثر من دقائق، وقد أتيح اختراع منفاخ ينفخ الرئتين مثل البالون فيستطيع الطيار بواسطته الارتفاع إلى 50 ألف قدم لدقائق قليلة بينما يستطيع الطيران على ارتفاع 45 ألف قدم لمدة نصف ساعة.

فوزي الشتوي