مجلة الرسالة/العدد 593/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 593/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 11 - 1944


1 - امرؤ القيس

(الكتاب الأول من الشوامخ)

لم نأسف على شئ قط، أسفنا على تأخرنا عن الكتابة عن هذا الكتاب

الجميل قبل أن يحدث الذي حدث بسببه بين صديقينا الفاضلين الدكتور

محمد صبري المؤلف والدكتور سيد نوفل الذي نقد الكتاب نقداً لم

يعجب الدكتور صبري فغضب غضبته التي رد عليها الدكتور نوفل

رده المعروف. ونقول الحق إن موقف الأستاذين لم يصادف إلا الأسف

الشديد من نفوس القراء جميعاً. فالدكتور نوفل - وهو البادئ - قد

جرد الكتاب من حسناته جميعاً، وقد صار حناه بذلك يوم صدور مقاله،

والدكتور صبري لم يكن واسع الصدر حين ضاق بنقد الدكتور نوفل،

فأهمل الرد على مآخذ الأستاذ وحصر رده في حملة كنا نجله عنها،

وقد عاود الكرة حينما رد عليه الدكتور نوفل فراح يلقي عليه وعلى

المجلات الأدبية الممتازة - وما أقلها عندنا - دروساً في ضبط النشر

وحسن التوجيه الأدبي، وهي دروس نشكرها له كل الشكر، ولكن في

غير ذاك المقام

أما الدكتور نوفل، فقد فاته أن ينوه بكثير من حسنات الكتاب، وفي مقدمتها ميزة الدكتور صبري الأولى، التي لا يشاركه فيها كثيرون ممن كتبوا عن الشعر الجاهلي، تلك هي ميزة الأستاذ في سمو تذوقه لهذا الشعر ومقدرته على إظهار صوره الرائعة التي كنا - أو كنت أنا على الأقل، كي لا يغضب أحد - لا أحس لها جمالاً، ولا أعرف لها روعة، حتى وقفني كتاب الدكتور صبري على طرافتها وإعجازها، وليست هذه بالحسنة الهينة التي ينفرد به هذا الكتاب، ولابد لنا من عودة إن شاء الله. والذي أرجوه أن تصفو نفوسنا خدمة للأدب وأن نعدل في خطة النقد فلا نجعله ثناء سمجاً ولا تجريداً معيباً

2 - المعري ذلك المجهول

(منشورات الأديب ببيروت)

ليس الأستاذ عبد الله العلايلي مجهولا لدى قراء العالم العربي وهو معروف في كل مؤلفاته بالتعمق والاستيعاب، وكتبه تاريخ الحسين وحياة الحسين ودستور العرب القومي ومقدمة لدرس لغة العرب شواهد ناطقة بفضله. وقد أطرفنا اليوم بكتابه الجديد عن أبي العلاء فغزا به ميادين جديدة كانت مجهولة حقا في أهداف أبي العلاء الفكرية، وقد أعطانا الأستاذ بكتابه هذا مصباحاً نمشي في نوره وسط تلك الزحمة من ظلمات مذاهب الفرق الإسلامية التي كان يداعبها أبو العلاء فيوافقها مرة ويثور بها مرات ومرات، ونرجو أن نتفرغ للكتابة الطويلة عن هذا الكتاب العميق

3 - في قصور الخلفاء:

(منشورات دار المكشوف)

صديقنا الأستاذ صلاح الدين المنجد أديب شاب طموح حسن التنسيق لمؤلفاته التي ضايقتها الحرب فأخذت تخرج صغيرة الحجم عظيمة القيمة مع ذاك. . وقد قدمنا له بالأمس مجموعته الشائقة الرائعة (إبليس يغني) ويسرنا أن نقدم له اليوم مجموعته الثانية (في قصور الخلفاء) وهي مجموعة من القصص العربي الرائع استطاع الأستاذ أن يخرجها في ثوب قشيب من أسلوبه البديع وروحه الفياض. ولنا ملاحظات على هذه المجموعة سنعرضها على صديقنا الفاضل في كلمة أخرى

4 - قصص من العالم:

(الناشر المصري بالقاهرة)

قلم الأستاذ محمود حسني العرابي قلم جديد المنهج في أدبنا المصري الحديث. . وقد قرأنا مذكراته العظيمة (89 شهراً في المنفى) فلمحنا فيها روح عباقرة الروس الروائيين من أمثال دستوئفسكي وجوركي وتشيكوف، وكنا نشهد أطيافهم في ثنايا سطوره الأخاذة الشائقة فندرك السر في عبقرية أديبنا المصري العظيم الذي نرجو أن تواتيه ظروفه فيكمل لنا مذكراته القيمة ونحن نقدم للقراء في العالم العربي مجموعته الجديدة (قصص من العالم) ترجمها ولخصها واقتبسها من أروع القصص العالمي القصير: من أفريقيا وأوربا وأمريكا وآسيا بأسلوبه الروائي الممتاز وسهولته التي تمتنع على الكثيرين. . والمجموعة نماذج ممتازة لا يستغني عنها القارئ أو القصاص الناشئ

(د. خ)