مجلة الرسالة/العدد 579/نقل الأديب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 579/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 07 - 08 - 1944



للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي

587 - وبشرى به للقتيل الكفن

قال أبو الحجاج البلوى في كتابه (ألف با): أنشدني الشيخ الفقيه أبو محمد العثماني لبعض الشعراء يمدح أحد الملوك، وكان يرمي عدوه في حال القتال بسهام من ذهب!:

وقد صاغ من ذهبٍ نصلَه ... فأبدى من المنّ ما لم يُمَنْ

يُداوي الجريح به جرحَه ... ويشرى به للقتيل الكَفَنْ

588 - حمق شاعر وسخف صوفي

في تتمة (اليتيمة): استصفع حيدر الخجندي بقوله:

ما إن سالت الله مذ أيقنت ... نفسي أن الذل تحت السؤال

وإنما كتبته تعجباً من خرقه وحمقه في الترفع عما يدين به أفضل العالم وسيد ولد آدم نبينا محمد () ونظيره في الجهل الكثيف والعقل السخيف - الصوفي الذي كان إذا ذكر الله (سبحانه) لا يقول: تبارك وتعالى، ولا عز وجل؛ فإذا قيل له في ذلك أنشد:

إذا صفت المودة بين قوم ... ودام إخاؤهم سمج الثناء. . .

589 - كتب الدولة وعرضها على أئمة اللسان والفتوى

في (طبقات الشافعية) للسبكي: كان إلى (ابن برِّي) التصفح في ديوان الإنشاء، لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفحه إمام من أئمة اللسان وكان (القاضي الفاضل) يتصفح الكتب التي يكتبها العماد الكاتب ومن دونه. وكانوا يستعظمون صدور كتاب عن السلطان غير معروض على أئمة اللسان وأئمة الفتوى

وفي (وفيات الأعيان): كانت وظيفة (ابن بابشاذ) بمصر أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يعرض عليه ويتأمل؛ فإن كان فيه خطأ من جهة النحو واللغة أصلحة، فسيروه إلى الجهة التي كتب إليها، وكان له على هذه الوظيفة راتب من الخزانة يتناوله في كل شهر، وأقام على ذلك زماناً. . .

59 - البخ في (بخلاء) الجاحظ، في رسالة أبي العاص بن عبد الوهاب الثقفي: البخيل عند الناس ليس هو الذي يبخل على نفسه فقط، فقد يستحق عندهم اسم البخيل ويستوجب الذم ولا يدع لنفسه هوى إلا ركبه، ولا حاجة إلا قضاها، ولا شهوة إلا بلغ فيها غايته، وإنما يقع عليه اسم البخيل إذا كان زاهداً في كل ما أوجب الشكر، ونوه بالذكر، واذّخر الأجر. وقد يعلق البخيل على نفسه من المؤن، ويلزمها من الكلف، ويتخذ من الجواري والخدم، ومن الدواب والحشم، ومن الآنية العجيبة، ومن البزة الفاخرة، والشارة الحسنة ما يربي على نفقة السخي المثري وجود الجواد

591 - إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً

قال الصفدي: كان أبو الحسين بن السماك يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئاً إلا ما شاء الله، وكان مطبوعاً بالتكلم على مذاهب الصوفية فرفعت إليه رقعة فيها: (ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا) فلما فتحها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً

فعجب الحاضرون من سرعة جوابه