مجلة الرسالة/العدد 561/نقل الأديب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 561/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 03 - 04 - 1944



للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

543 - في بيت واحد

لما ادعى إبراهيم بن المهدي الخلافة أتى إليه المعتصم بابنه الواثق فقال: هذا عبدك هرون. ولما استخلف المعتصم قبض إبراهيم بيد ابنه ودخل عليه وقال: هذا عبدك هبة الله

قال أصحاب التواريخ: وكانت الوقعة في بيت واحد!

544 - إلا جعلك سببا لردها عليك

في (المحاسن والأضداد): قالت حرقة بنت النعمان لسعد بن أبي وقاص: لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة! ولا زالت لكريم إليك حاجة! وعقد لك المنن في أعناق الكرام! ولا أزال بك عن كريم نعمة! ولا أزالها بغيرك إلا جعلك سبباً لردها عليه!!

545 - لا يبصر الكلب في أرجائها الطنبا

ابن حجة الحموي: حكى عن القاضي فخر الدين لقمان والقاضي تاج الدين أحمد بن الأثير أنهما كانا صحبة السلطان على تل العجول ولفخر الدين مملوك اسمه (الطنبا) فاتفق أنه طلب مملوكه المذكور وناداه: يا طنبا، فقال له: نعم ولم يأته، وكانت ليلة ممطرة مظلمة، فأخرج فخر الدين بن لقمان رأسه من الخيمة فقال: تقول: نعم ولم أرك. فقال القاضي تاج الدين:

في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب في أرجائها الطنبا

546 - أسد متعلم غراب متكلم

في نفح الطيب:

قال عبد الله بن عمر السرخسي: بلغني أن قوماً من الغرباء قصدوا السلطان يعقوب المنصور ومعهم حيوانات معلمة، منها أسد وغراب، أما الأسد فيقصده من دون أهل المجلس، ويربض بين يديه، وربما أومأ بالسجود ومد ذراعيه. وأما الغراب فكان يقول: (النصر والتمكين، لسيدنا أمير المؤمنين) وفي ذلك يقول بعض الشعراء:

أنس الشبل ابتهاجاً بالأسد ... ورأى شبه أبيه فقص انطق الخالق مخلوقاته ... شهدوا والكل بالحق شهد

أنك الخيرة من صفوته ... بعدما طال على الناس الأمد

فأعطاهم وكساهم، وأحسن حباءهم. وبلغني أن قوماً أتوه بفيل من بلاد السودان هدية فأمر لهم بصلة ولم يقبله منهم. وقال: نحن لا نريد أن نكون أصحاب الفيل