مجلة الرسالة/العدد 561/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 561/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 561
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 03 - 04 - 1944



شعراء الشباب والأستاذ الجليل (أ. ع)

لست أدري ما علة هذه الحملة التأديبية المفاجئة التي يأبى أستاذنا

الجليل (أ. ع) إلا أن يشنها على شعرائنا الشباب الذين يضطلعون

بمهمة تجديد الشعر العربي والنهوض به ونفض هذا الثرى المتراكم

عليه والذي يوشك أن يخمد أنفاسه. . . لقد تذرع أستاذنا الجليل بكلمة

نشرها الوالد الأغر والأستاذ الأكبر إسعاف النشاشيبي عما سماه

(الشعر الخذروفي!) فشمر عن ساعد الجد، وانطلق يوسع شعراءنا

الشباب غمراً ولمزاً وتجريحاً. . . وكل ذلك من وراء حجاب كان

الخير في كشفه ما دام الأستاذ يريدها حرباً وليس يريدها سلاماً! لقد

أنكر الأستاذ جميع الشعر العربي بعد البارودي وشوقي وحافظ. . .

وأشفق من الشعراء الشيوخ الإجلاء الذين لا يزالون على قيد الحياة.

والذين يعتز بهم الشعر العربي، والذين لا ينكر إلا ظالم أن منهم من لا

يقل مرتبة عن البارودي وشوقي وحافظ، فرأى أن يشملهم بإشارة

عطف ورحمة ورثاء وهو يحسب أنه بهذا قد اتقى سخطهم، ثم خلص

من إشارة العطف والرحمة والرثاء إلى صب جام سخطه على

الشعراء الشباب الذين ثاروا على المذهب القديم، وراحوا يواكبون قافلة

الحياة، ويوسعون آفاق الشعر مطرحين نظم المناسبات، جاعلين

لعواطفهم وقلوبهم ودموعهم وآلامهم وقضايا جيلهم الحق الأول في كل

ما ينظمون، هازئين بالهودج والعيس والريم الواقف على القاع بين

البان والعلم، تتشوق أرواحهم إلى المستقبل ولا يتباكون على الماضي، يبتدعون ويفتنون ولا ينبشون قبور الموتى ويسرقون أكفان النائمين

تحت التراب. يمشون في جنات الفكر ويتغنون ألحانهم الخاصة غير

مقلدين ولا متأثرين بأشباح الماضي السحيق

ماذا ينقم أستاذنا الجليل من شعراء الشباب؟! أمن العدل أن يحدثنا عن قصيدة لم نرها لنحكم إن كان إنكاره منها ما أنكر حقاً أو ليس من الحق في شئ؟ وهل من العدل أن يجحد أستاذنا الجليل شعر الشباب عامة لأن تلك القصيدة المجهولة لم ترقه؟ وهل من العدل أن ينكر الأستاذ هذه العشرات من شعراء الشباب وهم أثمن قلادة يتحلى بها جيد مصر الحديثة والشعر المصري الحديث؟ هل من العدل أن يجحد علي محمود طه وناجي والخفيف ومحمود حسن إسماعيل ورامي وجودت وغنيم وعبد الغني حسن وعبد الغني سلامة ونجا والعجمي والنشار وشيبوب والبشبيشي وقطب وغيرهم ممن لا تحضرني الآن أسماؤهم اللامعة في سماء شعرنا الحديث؟ أمن العدل هذا يا أستاذنا الجليل والذين تنكرهم هم تلاميذك وأبناؤك؟ فماذا تقول؟ هل فشلتم في إنشاء هذا الجيل الجديد؟ أليس من الخير أن ندفع العربة إلى الأمام لا أن نقف في سبيلها فتحطمنا أو ندفعها إلى الوراء؟

دريني خشبة

النسب إلى أم وأمهة

اطلعت في عدد الرسالة (559) على رد للكاتب الكبير الأستاذ العقاد يرديه على من انتقده في استعمال لفظ (الأموية) نسبة إلى الأم. وخلاصة الرد أن النسبة الصحيحة، وأن أصل أم أمة وأمهة، فقلبت الهاء واواً، كما تقلب في سنة وسنوي وشفة وشفوي وعضة وعضوي للدلالة على عواطف الأمومة والنسبة إلى أحد الأبوين فرقاً بين هذا المعنى وبين معنى أمي، للدلالة على الجاهل بالقراءة والكتابة

وأقول: ورد في اللغة عن الأثبات الثقات، أن في لفظ الأم أربع لغات، هي؛ أم بضم الهمزة وكسرها، وأمة وأمهة. وجمع الكل أمات وأمهات. قال:

إذا الأمهات فبحن الوجو ... هَ فرجت الظلام بأماتكا والنسبة إلى أم (أمي) وإلى أمهة (أمهى) وهذا هو القياس الصرفي

ثم إن قياس أم من أمهة على سنة ونحوها في النسب ليس بصحيح لوجهين:

الأول: أن الهاء من سنة لم تقلب واوا في النسب - كما قد يتوهم - لأن هذه الهاء مبدلة من تاء التعويض المشوب بالتأنيث وهي تحذف من المنسوب إليه ألبتة، والواو في سنوي ونحوه أصل من أصول الكلمة كانت حذفت وعوض عنها التاء (الهاء)؛ ولما كان النسب يرد المحذوف في مثل هذا الموضع حتما ردت الواو كما ردت في الجمع فقيل سنوات. ويقال في النسب سنهى بالهاء، لأن (لام سنة) المحذوفة ذات وجهين عند العرب، كما هو مبين في متن اللغة. وإذا ثبت بالدليل أن الواو في سنوي غير مبدلة من الهاء في سنة ثبت أن الهاء في أمهة لا يصح قلبها واوا؛ إذ لا يعرف هذا النوع من الإبدال في لغة العرب

الثاني: أن الداعي إلى عودة الواو في النسب هو تكميل اللفظ برد ما حذف من أصوله إليه؛ ليكون ذلك جبراً لما فاته من تاء التعويض التي تحذف وجوباً عند النسب. فكان - لولا الرد - يبقى من الكلمة حرفان فقط، وهذا إجحاف ببنيتها من غير داع إليه. وكلمة (أم) ليست كذلك؛ لأنها لفظ ثلاثي تام غير محتاج في النسب إلى تكميل. فكما يقال في النسب إلى در درى، يقال في النسب إلى أم أمي، ولا التباس حينئذ؛ لأن التمييز بين المعاني المختلفة يكون بقرائن الأحوال.

عبد الحميد عنتر

أخطاء في الأعلام

كتاب الأعلام للأستاذ الزركلي هو عند الباحث كأقرب الموارد. وكثرة أغلاطه اضطرت مؤلفه المخلص إلى أن يقول في مقدمته (فما على لتكون الخدمة خالصة للعلم إلا أن ألتمس ممن حذقوا التاريخ ومازوا لبابه من قشوره وكان لهم من الغيرة عليه ما يحفزهم إلى الأخذ بيده أن يتناولوا الكتاب منعمين مفضلين بنقد خطأه وعدل عوجه وبيان ما يبدو لهم من مواطن ضعفه، وقديماً قال إبراهيم الصولي: المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل فيه من منشئه)

وقد مضى على طبعه ست عشرة سنة ولم نر من عرض لنقده، فأمسى من الواجب أن أذكر القوم بالتنبيه على النزر من أخطائه:

في ص 17 لم يذكر المؤلف في ترجمة البقاعي أعظم آثاره وهو تفسير المناسبات

في ص 37 لم يشر في ترجمة البيهقي إلى أن كتابه (الأسماء والصفات) مطبوع كما شرط على نفسه، ومثل هذا كثير لا تتسع الرسالة لتقصيه. وفي ص 105 نص على أن الجوهري توفى سنة 393 مع أن في ذلك اختلافاً، لأنه وجد خطه أثر بعد هذا التاريخ. وفي ص 143 في ترجمة برقوق (ولى سلطنتها سنة 884)، والصواب 784 على ما في الضوء اللامع للسخاوي. وفي ص 154 في ترجمة الكاشاني (بدائع الصنائع أربع مجلدات) والصواب سبعة مجلدات

وفي ص 482 (ابن العماد العكري) بفتح العين، والصواب ضمها، وهو مؤلف (شذرات الذهب في أخبار من ذهب). وفي ص 488 في ترجمة السيوطي (لب الألباب) صوابه (لب اللباب) وهو مختصر (اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير) وفي ص 582 (البطليوسي) بضم الياء، صوابها بفتح الياء وإسكان الواو

وفي ص 652 من مؤلفات ابن جني (المنهج) صوابه (المبهج) في تفسير شعراء الحماسة، وهو مطبوع

وفي ص 652 ترجم لعلوان بن علي بن عطية الحموي، ثم ترجم له أيضاً في ص 682 باسم علي بن عطية

وفي ص 661 (الهيتمي) والصواب (الهيثمي) بالثاء المثلثة. وذكر من مؤلفاته: غاية المقصد في رواية أحمد. والصواب غاية المقصد في زوائد أحمد، على ما في ذيول تذكرة الحفاظ وغيرها

وفي ص 849 قال إن وفاة الأبيوردي سنة 557 مغتراً بما في وفيات الأعيان. والصواب 507 كما في شذرات الذهب وغيره. وفي ص 873 ذكر في ترجمة ابن زريق أن من مؤلفاته (الأعلام بما في مشنبه الذهبي من الأعلام) و (عقود الدرر في علوم الأثر) و (تذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنه مخضرم) و (التبيين لأسماء الأندلسيين) والصحيح أن الكتابين الأولين هما لابن ناصر الدين، والثالث والرابع هما لسبط ابن العجمي. وقد طبعا، و (الأندلسيين) محرفة عن (المدلسين) لأنه يذكر فيه من عرف بالتدليس. وفي ص 916 قال إن السخاوي توفى بمكة؛ والصواب أن وفاته كانت بالمدينة على ما فصله ابن العماد في (شذرات الذهب). وعد الزركلي في مؤلفات شمس الدين السخاوي (الذيل على طبقات القراء لابن حجر) والصواب (الذيل على طبقات القراء لابن الجزري) و (تحفة الأحباب) والصحيح أنها لسخاوي آخر

وفي ص 1088 وهم في متابعة ابن خلكان في تأريخ وفاة أبي منصور الجواليقي في سنة 539، والتحقيق أنها في سنة 540 على ما في (شذرات الذهب) وغيرها

وفي ص 1156 قال إن (الإفصاح عن شرح معاني الصحاح) مطبوع، والمطبوع جزء واحد منه.

محمد غسان

صعوه ومعيه

يقول الأستاذ أحمد عنبر: (قد ورد في كتب اللغة: (عيه الزرع: أصابته العاهة فهو معيوه). ويظن أن الأفضل أن تكون الكلمة (المعيه) بدل المعوه)

وتقول: جاء في أقرب الموارد مادة (عوه) (عيه الزرع والمال مجهولاً أصابته العاهة فهو معيوهٌ ومعيهٌ ومعوهٌ) والفعل وارى العين ويائّيها