مجلة الرسالة/العدد 546/تحية ضائعة
مجلة الرسالة/العدد 546/تحية ضائعة
للأستاذ صالح جودت
خَمسةُ أعوام وقلبي حزينْ ... يحن للوكر الذي تعرفينْ
تخطر بي رُوحُكِ فيه كما ... تخطر رُوحُ الله بالطائفينْ
وكلما أقبلتُ أَلْفَيْتُني ... أعود للماضي فأنسى السنين
كأننا بالأمس منا هنا ... ما بيننا والأمس غير اليقين
تسلل اليأسُ لخدر المنى ... فخلّفا الوهم شَقي الجنين
فكل شيء هاهنا قائم ... كأنما كنتِ هنا منذ حين
وكل شيء عَدَمٌ هاهنا ... إِن لم تكوني أنتِ في الحاضرين
يا ليت شيئاً هاهنا لم يكن ... إلاَّك يا فرحة قلبي الحزين
في ذلك الوكر وفي ظله ... يهيج بي الشوق ويصحو الحنين
أشم في عطرك المفتدى ... مستلقياً فوق وسادٍ أمين
وتلك مرآةٌ لها قصة ... لو قالها الزئبقُ تستغربين
خلفت في بللورها صورةً ... من المِثال القُدُسي المبين
تنكرها الأبصار إلا أنا ... تحسبها عيناي في الخالدين
وهذه زهرية طالما ... نَدَّيْتِها أمس بعطف اليمين
ثار لهيب الورد من شوقها ... فاحترقتْ فيه مُنَى الياسمين
وهاهنا كأسان نجواهما ... تحيةٌ في حُلُم الشاربين
كأنني منكِ على موعد ... أناشد الغيبَ متى تحضرين
واسأل الباب أَمَا طارقٌ ... وأنظر الساعة في كل حين
فترسل الأحلامُ همس المنى ... وترسل اليقظة همس الأنين
كأنني في قبر أحلامنا ... وكل شيء فيه حي دفين
يمشي إله الحب في ركنه ... مهدم الروح شقي الجبين