مجلة الرسالة/العدد 529/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 529/البريد الأدبي
لفظتان
اللفظتان هما (الفزاعة) فزاعة الزرع، و (التحويش) تحويش المال أو غيره. وقد ظنتا أنهما عاميتان، وإنما هما عربيتان صحيحتان
جاء في (أساس البلاغة) للأمام الزمخشري: (نصب خيالاً في مزرعته وهو الفزاعة، وعن الشعبي: وجدت رجال هذا الزمان خيالات. . .)
ومثل الفزاعة والخيال (المجدار) قال الإمام التبريزي في (شرح ديوان الحماسة) في تفسير هذا البيت في باب مذمة النساء:
إصرميني يا خلقة المجدار ... وصليني بطول بعد المزار
المجدار شيء ينصب في المزارع للسباع والطير يقال لها (الفززاعة)
وقد وردت هذه اللفظة الأخيرة بالقاف والراء (القراعة) في الطبعة القديمة والطبعة الحديثة التي حققها العالم الأستاذ الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. وإنما هي الفزاعة. فزع الله عن القلوب
وجاء في اللسان عن الأزهري صاحب تهذيب اللغة وفي القاموس والتاج: (حوش إذا جمع، والتحويش التجميع) فيقال لكل عامل في عمل ما: اقتصد أيها العامل في معيشتك، ووفر من عمالتك، وحوش، حوش؛ إن (المال سلاح المؤمن في هذا الزمان) كما قال الإمام سفيان الثوري ومن أمثال بغداد: المال، المال. وما سواه محال
ناقد
إلى الدكتور زكي مبارك
قالوا لي يا دكتور أنك تريد أن تهجم على (حسن القاياتي) الأديب الذي خلقته الظروف، ورفعته السياسة، وجاملته الأدباء بقدر ما لبيته القديم في النفوس. وألاعيب (مصطفى القاياتي) في السياسة. . . وأنت يا سيدي الدكتور قد آذيتني أعنف الإيذاء يوم نشرت مقالك عن السهرات الأدبية في رمضان في جريدة (البلاغ) حيث قلت: إن البيت (القاياتي) قد خلا من الرائد. وعاف مجلسه الأديب. ولم يبقى فيه إلا وجه السيد (حسن) أبقاه الله! وهي غمزة أعرفها منك يا دكتور وأحتسبها عليك، وأجازيك عليها جزاء من أخلص للأدب، وامتزجت نفسه به طوال أربعين عاماً بين شاعر يدرسه، أو بحث شائق في اللغة يكتبه. . . ثم ماذا؟ ثم يكون حظه من ناشئة البيان منتكساً، وقلمه بين تلاميذه منكسراً، وأدبه بين الأدباء ضعيفاً. . . مما جعل الدكتور تحدثه نفسه بالهجوم عليه، والنيل منه!
لك الله يا دكتور مبارك! فلقد كنت أود أن تكون ألاعيبك بين ناشئة الأدب فتحملهم على احترامك بالشدة، وتروضهم على مطالعة أدبك بالعنف. . . خير لك من أن تهاجم رجلاً قد هاجم شوقي وحافظ في عنفوان أدبهما، وضخامة شخصيهما، وخلود اسميهما، دون أن يتطاولا عليه ما تطاولت، أو ينالا من شخصه ما نلت. . . إن اللغة العربية يا دكتور لم تجد لها حصناً منيعاً من سنوات عديدة إلا الدار (القاياتية)، ولن تجد من يذود عن حماها إلا القلم (القاياتي) العتيد؟! فسل نفسك يا دكتور يوم أن كنت صديقاً وراوية للسيد (مصطفى) أن (حسن القاياتي) لن تنال قلمه هذه الترهات، ولن تؤثر في نفسه هذه الصراعات العنيفة التي ترسلها دون أن تذكر الدار القاياتية، ومجدها القديم في اللغة، وحاضرها الجديد في البيان. . .؟! تذكر كل هذا يا دكتور. وقد أعددت لكتابك الفريد (النثر الفني) عشرين مقالاً أرجو أن يتسع صدر (الرسالة) فتنشر لي هذه المحاولات الجريئة في النقد، دون أن تجامل (محمد عبد السلام مبارك)
علها تظهر للناس الكاتب الأول والشاعر الأول زكي مبارك؛ ولكن بعد أن أسمع منه على صفحات (الرسالة) الزهراء كلمة الحق. . . والحق أحق أن يتبع. . .؟!
(دار القاياتي)
حسن القاياتي
اللجنة التي يحتاج إليها الأزهر
ذكرت مجلة الرسالة الغراء في العدد (527) أن صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، أصدر قراراً بتأليف لجنة لدرس حالة الكليات والمعاهد الأزهرية، ولجعل مهمتها بحث الأسباب التي أدت إلى ضعف نتائج الامتحانات في الكليات والمعاهد، وإني أرى أن هذه الأسباب واضحة لا تحتاج إلى بحث، وقد بينها المصلحون فيما كتبوا عن إصلاح الأزهر، ولكن علاجها شائك يتهيبه من يعرفه، لأنها ترجع إلى كتب الدراسة التي قال الأستاذ الأكبر في مذكرته المعروفة إنه لا يوجد فيها روح العلم، ومتى كانت كتب الدراسة في المعاهد بهذه الحالة فكل فساد في المعاهد راجع إليها، ولكن الذي يشارك الأستاذ الأكبر في نظره إلى تلك الكتب قليل جداً، ومن هنا كان علاجها شائكاً يتهيبه كل من يعرفه، ويحتاج كما قال الأستاذ الأكبر في تلك المذكرة إلى خطوة جريئة يقصد بها وجه الله تعالى، ولا يبالي بما تحدثه من ضجة وصريخ، فقد قرنت كل الإصلاحات العظيمة في العالم بمثل هذه الضجة
فاللجنة التي يحتاج إليها الأزهر هي اللجنة التي تكون مهمتها وضع كتب يوجد فيها روح العلم، وتفتح في علومنا باب الاجتهاد والتجديد، وتقضي على ما فيها من جمود، وهنالك يصلح كل شيء في الأزهر، ويقبل الطلاب برغبة على العلم، فتحسن نتائج الامتحانات، ويعود إلى الأزهر مجده العلمي.
(ص)
حول المسرح المصري والدرامة المنظومة
إلى الأستاذ دريني خشبة
أشكرك على أنني خطرت ببالك وأنت تحث شعراء الشباب على المشاركة في نظم الدرامة، وهي إشارة منك تدل على خلتين من خلال أهل الفضل في البحث: حسن تتبعك لما ينشر ويكتب؛ وحسن ظنك فيمن تراهم موضعاً لإحسان الظن
وكم كنت أود أن لا أقول بشكر ما أوليتني من حسن ظنك، وسمتني من رقيق عتبك إلا وفي يدي مسرحية من الشعر أهديها إليك جزاء ما أوليت المسرح المصري من جميل عنايتك؛ ولكنني راجٍ أن تنظرني حتى يتهيأ من الإنتاج ما يحقق ظنك الحسن
ولقد فاتك - غير عامد - أن تذكر الشاعر العربي الحضرمي (الأستاذ علي أحمد باكثير)؛ فهو شاعر أصيل الطبع، متمكن من لغة شكسبير، وله مسرحيات: إخناتون ونفرتيتي، سلامة القس، وا إسلاماه، وقصر الهودج؛ وكلها شعر طليق أو مقيد من طراز رفيع
على أن هذه مسألة شخصية دعاني إليها أن أنصف شاعراً عربياً في معرض فتحته أنت بذكر الأشخاص وأخشى أن يتسع الباب عليك. . . أما مسألة المسائل فهي أن حبك للشعر العربي والمسرح العربي هو حب يحملنا على الاستجابة لفكرتك، والإعجاب بصدق دعوتك. والسلام.
محمد عبد الغني حسن
إلى الأستاذ دريني خشبة
كنت أيها الكاتب الفنان أطالع مقالك الممتع (المسرح المصري والدرامة المنظومة)، والشاعر (حسن القاياتي) في زهو بما بلغ نقدة المسرح من الرأي السديد والنظر الثاقب. . .
ولكنك أيها الكاتب قلت: إن المسرح قد خلا من التأليف المسرحية المنظومة بعد شوقي؟! ألم تقع عينك عند الوراقين على الرواية الضاحكة التي نظمها الشاعر (حسن القاياتي)؟ فجاءت تحفة للفن، ونجعة للرائد، وهدية قدمها صاحبها إلى مسرح الخيال المنشود؟
ولكنها لم تجد من يبعثها من مرقدها، ولم تمتد إليها يد النقاد حتى يقدرها الفن، ويرجع أصداءها الفنانون!
إن رواية (القاياتي) يا سيدي الكاتب مثلتها الفرق اللاعبة في داره الأنيقة (بالسكرية) في شهر رمضان من العام الماضي. وستمثلها الفرق الحبيبة في داره في شهر رمضان من هذا العام
فهلا! تتفضل أيها الكاتب الألمعي. فندعوك لمشاهدة عرضها على المسرح (القاياتي) المتواضع، فتبعثها كما بعثت روايات عديدة حرية أن تتوارى أمام هذه المسرحية الفذة. . . التي تمثل لوناً من ألوان الخلاعة في (بلاط المأمون)
لنا أن ندعوك، ولك تجيب. قبل أن تتحدى شعراء مصر النابهين.
علي فوده
مجمع فؤاد الأول للغة العربية
المسرح المصري قرأت في العدد الأسبق من هذه المجلة الزهراء مقال الأستاذ دريني خشبة عن (المسرح المصري)، فعنت لي بعض آراء أثبتها في هذه العجالة
كان مقال الأستاذ منصباً على ناحية خاصة دار الكلام حولها ولف، وهي (كسل) شعرائنا وعدم اهتمامهم بنظم المسرحيات الشعرية
صحيح إن الدرامة الشعرية لها هذا التأثير الذي تحدث عنه الأستاذ دريني، ولكن في أي البيئات والأحوال والظروف؟
عندنا الكثير من الشعراء الواقفين على أحدث التيارات الفكرية، ولكن أحدهم لم يفكر نظم مسرحية، فكل نتاجهم لا يخرج عن (القصائد والمقطوعات والموشحات) لماذا؟
لأن أغلبية الشعب - حتى المتنور منه - لا تتذوق مسرحية يتكلم أبطالها بالعربية الفصحى. . . فما بالك بالشعر؟
لنقل كلمة الحق. . . إن جمهورنا يؤثر الأدب الضحل والمسرحيات الفكاهية، على مسرحيات شكسبير وراسين وأضرابهم. وعند (الفرقة القومية) الخبر اليقين!
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن لا تحتاج هذه المسرحيات المنظومة إلى ممثلين مثقفين يفهمون الشعر - ولا أقول يتذوقونه - ليؤدوا أدوارهم على أكمل وجه؟
فأين ممثلونا من هذا؟ وهم لا يعرفون إلا مبادئ القراءة والكتابة! ثم أين التشجيع المادي والأدبي الذي يغري الشعراء ويدفعهم إلى ميدان المسرح كما فعل غيرهم من شعراء الأمم الأخرى؟ أليست هذه صعوبات تصدهم عنه؟!
(ميت غمر)
كمال نشأت
ظبي وزير الصحة
(أهدي إلى معالي وزير الصحة ظبي فشكر مهديه ورجا منه أن يترك حراً كما كان في رعاية الله، فقلت في ذلك)
أكنت ترحم لو أنه أسد ... أم ضعفه شافع أم حسنه حكما
والضعف والحسن مرحومان من بطل ... يمشي إلى الأسد في آجامها قدُما سحر لعينه أم حسن لمقلته ... أعاد عهد الهوى أم أشعل الضرما
أم خشية الله في عبد يراقبه ... والله يرحم من للخلق قد رحما
عبد الرؤوف جمعة
المفتش بالمعارف