مجلة الرسالة/العدد 527/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 527/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 527
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 09 - 08 - 1943



لجنة لدرس حالة الكليات والمعاهد الأزهرية

أصدر حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر بتاريخ 26 يوليه سنة 1943 قراراً بتأليف لجنة لدرس حالة الكليات والمعاهد الأزهرية هذا نصه:

(ظهر هذا العام وبعض الأعوام الماضية ضعف نتائج الامتحانات في الكليات والمعاهد وذلك يستدعي بحث حالة الكليات والمعاهد من جميع نواحيها. لذلك قررنا تأليف لجنة من:

أ - حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية رئيساً

ب - حضرات أصحاب الفضيلة الأساتذة:

1 - شيوخ الكليات الثلاث 2 - الشيخ إبراهيم الجبالي 3 - محمود الغمراوي 4 - الشيخ محمود شلتوت 5 - الشيخ حامد محيسن 6 - الشيخ عيسى منون 7 - الشيخ عبد العزيز مصطفى المراغي 8 - الشيخ عبد الحميد ناصف 9 - الدكتور محمد البهي قرقر

ومهمة هذه اللجنة المسائل الآتية:

1 - النظر في أسباب ضعف نتائج الامتحانات في الكليات والمعاهد

2 - النظر في المناهج والكتب في الكليات والمعاهد

3 - بيان طريق العلاج لهذه الحالة بما يحقق للأزهر دراسة مجدية تكفل الإحاطة بالعلوم وتحقق للطلاب ملكة البحث والتحصيل معتمدين على أنفسهم

4 - النظر في أقسام تخصص المادة ووضع النظم الكفيلة بتحقيق الغرض الذي من أجله أنشئت هذه الأقسام

(وللجنة أن تدعو من تشاء من حضرات أصحاب الفضيلة شيوخ المعاهد لأخذ رأيهم عند الحاجة)

شيخ الجامع الأزهر

محمد مصطفى المراغي

ولاشك أن كل مخلص للأزهر يرجو لهذه اللجنة الموقرة التوفيق في عملها والوصول إلى ما يصلح شأن الأزهر وينقذه مما ألم به وشكا منه أهل الغيرة عليه، ويهيئ له - كما يقو القرار - دراسة مجدية في كلياته ومعاهده وتخصصاته، ويحقق الغرض المرجو منه للدين والثقافة الإسلامية

ولا شك أيضاً أن الناس جميعاً في الأزهر وفي غير الأزهر سينظرون إلى هذه اللجنة الموقرة نظرة ملؤها اليقين والثقة في إخلاصها وصدق عزيمتها راجين أن تسرع بقدر الإمكان في أداء مهمتها. وإن لجنة تتألف من هؤلاء الأساتذة الأجلاء وعلى رأسها هذا الرجل المخلص الغيور على مصلحة العلم والدين لجديرة بما يعقده عليها الناس من الآمال، والله ولي التوفيق.

(م. . .)

وشاية

دكتورنا (المبارك)

لا أدري أي شيطان يحركني لأوقع بينك وبين أديب كبير تحبه أعنف الحب، وتعجب به أبلغ الإعجاب، ويخلع عليه قلمك الصوال أبلغ آيات الثناء

وأحب - قبل كل شيء - أن أطمئنك فأؤكد لك أني مثلك (لا أستسيغ مذهب المجلات التي ترى من البراعة أن تؤرث الخصومات بين رجال الأقلام ليتفرج القراء) وأني أيضاً لا أحب أن يختصم الأدباء فيما بينهم ليقدموا النداء لأهل الفضول. ولكني مع ذلك لا أتردد مطلقاً في أن أنقل إليك هذه الوشاية التي أزعم أنها تمسك من قريب أو بعيد

في بهو (الملك داود)، وفي متوع الضحى من كل يوم ينتثر على الموائد الأنيقة المترفة فريق من صفوة الشباب المتنور الراقي، ينعمون ساعة بحديث الأدب والسياسة، ثم يتفرقون على غير ميعاد. ومن عادتي كلما رأيت الأستاذ الكبير إسعاف النشاشيبي بك أن أتسلل إليه برفق وهوادة، و (أطب) على مائدته بدون بلاغ أو استئذان. وسرعان ما ينطلق لساننا في التحدث عن الأدب والأدباء. وسرعان ما يجري في كلامنا أسماء المازني والعقاد وطه حسين والزيات وزكي مبارك

وأشهد أن الأستاذ النشاشيبي محب للدكتور مبارك معجب بأدبه ونشاطه، ولكن الشيء الذي يبلبل بالي ويحير لبي أن هذا الباحث اللغوي الجليل لا يذكر اسم زكي مبارك إلا مقروناً بكلمة (الخبث)

أقول له. الدكتور مبارك شعلة نشاط يا سيدي. فيجيبني: أجل، أنا معك بأن (الخبيث) زكي مبارك شعلة وهاجة من النشاط. فكنت أعجب لذلك وأذهب من توّي أفتش على معاجم اللغة لأطمئن على أن لفظة (الخبيث) ترادف لفظة الدكتور أو تدل على معنى يقاربها فلا أرجع من هذه المعاجم بطائل، ولا أرى فيها إلا ما يمزق الأحشاء ويفتت الأكباد

فما رأي سيدي الدكتور؟

هل يجوز أن يكون عندك تخريج لمعنى هذه الكلمة التي يطيب لعلامة فلسطين أن يلصقها أبداً باسمك؟

أما أنا فقد أقسمت أن لا أجلس إلى مائدة أستاذنا النشاشيبي في بهو الفندق حتى أنقل لك هذه الوشاية وأسمع رأيك في الموضوع. والسلام عليك من الصديق الجاد في حديثه إليك:

(القدس)

عبد القادر جنيدي

حاشية: يهم الدكتور مبارك أن أعلن أن الأستاذ النشاشيبي قد استبدل بالكوفية والعقال عمامة كبيرة ترف على رأسه تشبه عمامة السيد جمال الدين الأفغاني. ولعلي بهذا الخبر الطريف الذي أزفه للأندية الأدبية أكون قد قدمت للدكتور مبارك مادة غزيرة لجوابه المنتظر

إلى الأستاذ عبد الله الملحوق

ليست اسم كما تنسب إلى وقد تواضع أصحاب المذاهب على النسبة إلى المصدر فيقولون مثلاً:

1 - التصوّريون وكان يسميهم أبن رشد المشبهة فعدل المحدثون عنها لأنها اسم فاعل

2 - التجريبيون: أي أصحاب المذهب التجريبي ولم يقولوا المجربون بصيغة اسم الفاعل

3 - التجريديون: أي أصحاب المذهب التجريدي ولم يقولوا المجردون

4 - التغّيرون: أي أصحاب مذهب تعدد الأغراض ولم يقولوا المتغيرون أو المغيرون مثلاً 5 - التطوريون: أي أصحاب مذهب التطور ولم يقولوا المتطورون

6 - التشبيهيون: أي القائلون جروا على هذا حتى في غير المصادر، فيقولون:

1 - الإداريون أي الذين يقولون نحن ندري كل شيء:

2 - آخر تعبيرات أصحاب المذاهب، وإليك تحيتي

دريني خشبة