مجلة الرسالة/العدد 516/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 516/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 05 - 1943



الإصلاح والحرية

اطلع قراء الرسالة في العدد 512 على تنبيه للبحث الذي اعتزم الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت نشره في الرسالة، مدافعاً عن فتواه بشأن (نزول عيسى)، داحضاً أقوال مخالفيه في هذه المسألة. وقد فوجئنا في العدد التالي، بأن أسباباً قاهرة حالت دون نشر الرسالة لهذا البحث القيم، وهي إشارة لا تستبهم على من تتبع حركة الإصلاح الديني في مصر، وما لقيته في العهد الأخير من تعنت الجامدين، ومناهضتهم كل رأي جديد وبحث حر، مهما كان نصيبه من الإخلاص والغيرة على الشريعة السمحة التي أطلقت العقول من عقالها، وجعلت حرية التفكير من ألزم خصالها

وبينما يتطلع العالم الإسلامي إلى مصر لتكون موئل التفكير الحر، ومثابة الإصلاح المثمر لدينه وتقاليده وآرائه، ويتلقى بشغف بالغ الدعوات الكريمة والأبحاث الجريئة التي يتقدم بها أساطين العلم وجهابذة الفكر من رجالات مصر - يقف مبهوتاً كلما علم أن هذا الباحث أو ذلك المصلح قد حيل بينه وبين ما يريد من إبلاغ دعوته ونشر أبحاثه، وهذا في مصر التي حدثنا التاريخ أنها وسعت كل مذهب، وآوت كل حر طريد

نحن نعلم أن الخلاف لابد منه بين أهل البحث، ولا ننكر على مصر وجود طائفة تناهض الإصلاح وتخاصم المصلحين، ولكننا ننكر على هذه الطائفة أن تخاصم بالوقيعة وتستغل عواطف العامة، مستمدة في ذلك أسباب الغلب عندما تعوزها الحجة والبرهان.

ونفهم أيضاً أن يعرض أولو الأمر لحماية العقائد وصيانة الأخلاق، ويحولوا دون إفسادها بالآراء الشاذة والنشرات الخبيثة؛ ولكننا لا نسيغ أن يمنع عالم مصلح كالأستاذ شلتوت من الدفاع عن رأيه في مسألة دينية، وهو يتمتع بمركز علمي يعلو صاحبه عن كل شبهة تحول دون نشر أبحاثه على الناس، لاسيما في عهد الإمام المراغي الذي يرتقب فيه المسلمون خيراً كثيراً، ولن يبلغ المسلمون أمنيتهم من الإصلاح ما دام أنصار الجمود يملكون من النفوذ ما كانوا يملكونه في عهد ابن تيمية ومحمد عبده (هم العدو فاحذرهم).

(نابلس - فلسطين)

حلمي الأدريس فائدة القرض من المصارف المالية

قرأت السؤال الذي وجهه إليَّ الفاضل (محمد عبد الفتاح محمود الحسن - من فلسطين) في البريد الأدبي بالعدد 515 من الرسالة الغراء، فيما يتعلق بفائدة القرض من المصارف المالية، وإني لا أشك في شدة الحاجة إلى وضع حد بيّن في هذه المسألة المتصلة اتصالاً وثيقاً بحياة المسلمين الاقتصادية في هذا العصر، وأقرر في الوقت نفسه أن وضع هذا الحد في مثل تلك المسألة التي تشعبت فيها الآراء قديماً وحديثاً، واتخذت على ألسنة بعض الناس في جميع فروعها صفة العقيدة ليس من السهل أن يبادر به فرد واحد، وإنما ينبغي أن يصدر عن هيئة دينية كجماعة كبار العلماء في الأزهر، حتى تكون له قيمته العملية وتتلقاه القلوب بصدق وإذعان

ولقد توجهت منذ عامين إلى جماعة كبار العلماء باقتراح يتضمن أن تعالج الجماعة أمثال هذه المسألة مما (جد ويجد في المعاملات ويحتاج المسلمون إلى معرفة حكم الشرع فيه). ولا يزال هذا الاقتراح بين يدي فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ورئيس الجماعة الموقرة. هذا ما أراه الآن وللسائل الفاضل تحياتي

محمود شلتوت

عثرات. . .

أما الأولى ففي كلام أديبنا الكبير الدكتور زكي مبارك:

(يا مهاةً لا تخطر إلا في البال)

كلام جميل. . . لكنه غير دقيق، ففي العبارة ما يسميه علماء المعاني (القصر)

وفي قصر خطور هذه المهاة على (البال) نظر، كما يقول سادتنا الأزهريون، إذ أنه يقتضي جواز خطورها بشيء آخر غير البال. . .

أفهم أن يقال: (لا تخطر إلا في بالي) فالقصر واقع على باله وحده دون بال غيره من الناس. وإن كان في هذا المعنى غضٌّ من جمال هذه المهاة الذي لا يؤثر إلا فيه وحده، أما قصره الخطور على (البال) دون سائر جوارح البدن، فهو قصر لا معنى له.

وأما الثانية ففي كلام فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت إذ يقول: (وهل إذا قال المسلمون في مسألة. . . وهل إذا أنكر عالم. . . وهل إذا قال قائل. . . الخ)

وعلماء المعاني - وعلماء النحو أيضاً كصاحب المغنى - يقولون: إن هل الاستفهامية لا يقع بعدها الشرط أبداً. . . وهذا فرق بينها وبين الهمزة. . .

وأما الثالثة ففي كلمة الأديب حسين البشبيشي التي يخطئ فيها شعراً نشرته (الثقافة)، وذلك إذ يقول: (والأعجب من كل ذلك هو هذا البيت الغريب. . . الخ.)

ولو أن الأديب البشبيشي رجع إلى أبيه - أستاذنا الفاضل - لدلَّه على أن أفعل التفضيل إذا كان محلى بأل امتنع الإتيان بعده بالمفضل عليه مجروراً بمن، وأن الصواب إن أراد ذكر المفضل عليه أن يقول: (وأعجب من كل ذلك) بتجريده من أل.

محمد محمود رضوان

المدرس ببني سويف الابتدائية

في القصة والمقامة

أهدى إليّ الأستاذ الفاضل محمد جميل سلطان الدكتور في الآداب وعضو المجمع اللغوي للدراسات السامية في باريس، وأستاذ الأدب العربي في تجهيزي دمشق الرسميين وفي الكلية الشرعية الإسلامية، رسالته في (القصة والمقامة) وهي رسالة صغيرة تقع في 56 صفحة من القطع الصغير. وقد طبعت في مطبعة الترقي بدمشق في هذه السنة

وهي تتضمن بحثاً طريفاً في القصة وشروطها، وتبين كيف تدرجت القصة حتى وصلت إلى المقامة في عصر الهمذاني والحريري وكيف اهتدى إلى هذا بديع الزمان، وهل هو الذي اخترع فن المقامة، وما الفرق بينها وبين القصة، وبين عمل الهمذاني وعمل الحريري فيها. فإذا انتهت من هذا كله في دراسة دقيقة مستفيضة انتقلت منه إلى بيان ما طرأ على المقامة بعد الحريري، فذكرت في هذا من تناولها من الأدباء إلى عصرنا الحاضر، وبينت حالها في ذلك من قوة وضعف واستقامة وانحراف، وقد ختمت ببحث طريف في المقامات عند غير العرب، بين فيه أثر هذا الفن العربي في الأدب الفارسي والأدب السرياني والأدب العبري؛ فجاءت بهذا كله رسالة جامعة لكل ما يتعلق بموضوعها. ولهذا نحث المشتغلين بالأدب على اقتنائها.

عبد المتعال الصعيدي

حول تراجم المعاصرين

أمنية يطيب للنفس أن تتعلق بها ولكن الشواهد التي حولنا توشك أن تثبط الهمم. فمن كان يتوهم أن أديباً فاضلاً سيعجز عن جمع طرائف المرحوم حافظ ونوادره؛ وأن هذه الملح ستتبخر من واعية أصدقاء حافظ وجلسائه وخاصته!!

بل من كان يتوهم أن أديباً يكتب كتاباً فيذكر فيه (المرحوم فلان!) وفلان هذا لم يزل ينعم بأنفاس الحياة!!

وأكثر من هذا. فإن الكثير من شعرائنا لا يقيمون وزناً لتأريخ ظروف قصيدهم مما يضيع على الأدب فوائد يدركها الناقد الفطن

ولقد كان الظن أن تقوى هذه الناحية من الأدب في عصر الطباعة والراديو! ولكن المشاهد غير ذلك. . . وتلك هي المسألة، كما يعبر الغربيون. . . أفيكون هناك أثر نفسي خطير (لانتشار الطباعة) سبّب ضعف الذاكرة وتهاونها، وقعد بالناس عن مسايرة الأخبار وروايتها؟

إنا لنعتقد ذلك. . . فإن وفرة المطبوعات أيقظت في الناس رغبة الخمول والاعتماد على (الغير) ممن يؤلفون. . . وهؤلاء نفر قليل قد لا يلازمهم التوفيق في كل الأحايين. ومع هذا فإننا لنعتقد أن باب النقد والتحليل في كبريات مجلاتنا كالرسالة والثقافة والمقتطف والهلال يقدم صورة مصغرة لتراجم المعاصرين. وبعد فما من شك في أننا نجهل الكثير من أطوار حياة كتابنا، ولقد كنت إلى عهد قريب أجهل أن أستاذنا الكبير الزيات يحمل شهادة الحقوق، وأن هناك بعض كتب ألفها ليضع غيره عليها اسمه! لو أننا اهتممنا بتراجم المعاصرين لأنكشفت لنا أسرار وأسرار، ولتركنا لخلفنا آثار أدبية واضحة التقاسيم سديدة المرامي

(الإسكندرية)

حسين محمود البشبيشي

جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية أعلنت جماعة نشر الثقافة عن إقامتها لمهرجان الربيع بمسرح نادي الحكومة عند الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين الموافق 24 مايو 943، وسيكون شعراء الحفل وخطباؤه وفنانوه الأساتذة الأفاضل:

(1) محمود البشبيشي

(2) خليل شيبوب

(3) مصطفى علي عبد الرحمن

(4) حسين جنيد الموسيقار

(5) أحمد الطاهر

(6) السيدة منيرة توفيق

(7) حسين محمود البشبيشي

(8) فرقة موسيقى نادي الموظفين

(9) صلاح الدين طاهر

(10) عثمان حلمي

(11) أحمد السمرة

(12) المطرب طاهر القرضاوي