انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 500/المسرح والسينما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 500/المسرح والسينما

مجلة الرسالة - العدد 500
المسرح والسينما
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 02 - 1943



الفرقة المصرية

قالوا إن الفرقة القومية (القديمة) لم تؤد رسالتها، ولم تقم بواجبها، ولم تفعل شيئاً مما خلقت له. والحق أنها وقفت جامدة في مكانها فلم تتقدم خطوة واحدة، وكان ذلك راجعاً إلى سوء الإدارة - كما أعتقد -

. . . وقالوا إن الفرقة المصرية (الجديدة) ستكون مثلاً أعلى للنهضة بفن التمثيل في مصر بعد ما أدخل عليها من تعديل وتبديل، وبعد ما أثير حولها من قال وقيل، فماذا فعلت الفرقة المصرية الجديدة؟!

أشهد أنها قد أجادت في الإعلان عن نفسها وسلكت في الدعاية لأعمالها كل السبل؛ ولكنها - وا أسفاه لم تعمل شيئاً غير ما كانت تعمله الفرقة المنحلة اللهم إلا الدعاية. . . والدعاية فقط

قدمت الفرقة في الأسبوع الماضي مسرحية (مروحة الليدي وندرمير) للكاتب الإنجليزي المعروف أوسكار وايلد ومن تعريب الأستاذ عباس يونس وإخراج الأستاذ فتوح نشاطي. وقد اشترك في تمثيلها لفيف من ممثلي الفرقة نذكر منهم الأساتذة: حسين رياض وسراج منير وفؤاد شقيق وفؤاد فهيم، والسيدات زينب صدقي ونجمة إبراهيم وإحسان شريف وسامية فهمي وغيرهم. وقد جاء الإخراج غاية في الإتقان والتمثل غاية في المقدرة. ولكن المسرحية - للأسف - بعيدة كل البعد عن مجتمعنا فهي لا تلائمه، ولا تدور حوادثها في مثل بيئتنا. ولست أدري لماذا قدمت الفرقة هذه المسرحية التي لا تمت إلى أخلاقنا وعاداتنا بصلة؟! أعجز الكتاب والمؤلفون المصريون عن خلق الرواية المصرية حتى تلجأ الفرقة إلى أدب الغرب تستعير منه وتأخذ عنه؟! أم ماذا؟!. . .

نحن لا نعارض فكرة الترجمة في حد ذاتها. وإنما نعارض أن تترجم للفرقة (المصرية) روايات لا تلائم ولا تتفق مع الخلق المصري فيكون تمثيلها نوعاً من العبث لا يؤدي إلى الغرض المقصود الذي من أجله تتفق هذه الأموال الطائلة. وحن لا نريد أن نجحدهم فضلهم، وإنما نريد أن نشير عليهم بالوجهة الصحيحة حتى يتلافوا الوقوع في أخطاء الماض وأخيراً نتمنى للفرقة المصرية الجيدة كل تقدم وارتقاء

كلمة واجبة

ليس أفسد للفن ولا أضر على البلد من مصيبة مصر بأدعياء كبراء في الادعاء هرولوا سراعاً إلى مراكز فنية فرضوا نفوسهم عليها بالمال، ويا لضيعة الفن من أصحاب المال!

إن في مصر فوضى كبيرة في السينما مبعثها ومثيرها ومدبرها أمر واحد هو أن كل تاجر يريد الربح العزيز يلقي بعض ماله مكوناً شركة سينمائية، يؤلف قصصها، ويمثل أدوارها، ويخرج أفلامها فارضاً نفسه (كفنان) على الشعب ناسياً (أو) متناسياً أنه ينقصه الطبيعة الفنية، والحاسة، والذوق، والإلهام

لست أدري على من ألقي التبعة في هذا المقام؟! أعلى الشعب الذي يلقف كل ما يلقي إليه لأن السينما فن جديد؟! أم على أولى الأمر الذين يصرحون بعرض مثل هذه السخافات على الناس فيكونوا بذلك قد جنوا على أذواق الجماهير وعلى رسالة الفن في ذاته؟! أمر محير فهل يمكن تداركه قبل أن يستفحل؟! ليس أمامي مفزع سوى وزارة الشئون الاجتماعية ووزيرها أضرع إليه في أن يوجه عنايته إلى أمر الفوضى الضاربة في الفن السينمائي ويجتث أصولها حتى يضمن للفن المعاني أن يقيم أبنيته على أساس نقي نظيف.

عبد الفتاح متولي غين