مجلة الرسالة/العدد 497/المصريون المحدثون
مجلة الرسالة/العدد 497/المصريون المحدثون
شمائلهم وعاداتهم
في النصف الأول من القرن التاسع عشر
تأليف المستشرق الإنجليزي أدورد وليم لين
للأستاذ عدلي طاهر نور
تابع الفصل الرابع عشر - الصناعة
ليتبين القارئ قيمة النقود في القاهرة أثناء السنوات الأخيرة أقدم فيما يلي قائمة أسعار بعض الأطعمة العادية أثناء زيارتي الثانية. ومنذ أن أصبحت مصر مرة ثانية طريق الهند ومجمع السائحين الذين زاد عددهم على السنوات السابقة، زادت أسعار السلع المختلفة زيادة عظيمة، وتقل الأسعار في مدن الأرياف وقراها عنها في العاصمة، فيكون سعر اللحم والطيور والحمام نصف الأسعار المذكورة هنا تقريباً، وسعر القمح والخبز يكون ثلثها أو نصفها:
فضة قرش
القمح: الأردب من 50 إلى. . 63
الأرز: (حوالي. . 240
الضأن: الرطل. . 1
لحم البقر: (35. .
الطيور: الواحد من قرش وعشرة فضة إلى20 1
الحمام: الزوج (((((20 1
البيض: الثلاث بيضات5. .
الزبد: الرطل. . 2
السمن: (من قرشين إلى 10 2
البن: (من ستة قروش إلى. . 7 التبغ الجبلي: الأقة من 15 قرشاً إلى. . 18
(السوري: من خمسة قروش إلى. . 10
السكر المصري المخروط: الرطل. . 2
السكر الأوربي: (10 2
العنب في موسمه: (10. .
العنب المتأخر: الرطل من 20 فضة إلى 30. .
البسكويت: القنطار. . 160
الماء: القربة من 10 فضة إلى 20. .
خشب الوقود: حمل الحمار. . 11
الفحم: الأقة من 20 فضة إلى 30. .
الصابون: الرطل30 1
الشمع المصنوع من الشحم: الأقة20 8
الشمع الجيد: (. . 25
وفي القاهرة أبنية عديدة تسمى الواحدة منها (وكالة) تخصص لإيواء التجار وخزن بضائعهم. والوكالة بناء يحيط بساحة مربعة أو مستطيلة، وتتكون طبقتها السفلى من مخازن مقببة للبضائع تواجه الساحة، وتستعمل أحياناً حوانيت. ويعلوا هذه المخازن مساكن يدخل إليها من رواق يمتد على طول جوانب الساحة الأربعة. وقد يعلو هذه المخازن بدلاً من المساكن مخازن أخرى. وتستعمل الغرف المعدة للسكنى في أكثر الوكالات مخازن ولا يكون للوكالة غير باب عام واحد يقفل ليلاً ويحرسه بواب، وفي القاهرة من هذا النوع حوالي مائتي وكالة. ويقع ثلاثة أرباعها في نطاق المدينة الأصلية
ذكرت قبلاً في مقدمة هذا الكتاب أن شوارع القاهرة الكبرى يقوم على جانبيها صفان من الدكاكين لا تتصل بالبناء الأعلى (شكل رقم 55) ويلاحظ ذلك في أكثر الشوارع الفرعية أيضاً. وتخصص الدكاكين عادة في الشارع الواحد بعضه أو كله لتجارة واحدة فيسمى السواق باسم هذه التجارة أو بأسم المسجد المقام هناك. ويطلقون على أقسام الشارع الرئيسي في هذه المدينة: (سوق النحاسين) أو (النحاسين) فقط لأنهم يسقطون عادة لفظة (سوق) و (الجوهرية) و (الخردجية) و (الغورية) وهذا القسم الأخير بأسم المسجد المقام فيه؛ وهذه هي بعض أسواق المدينة المهمة. ويطلقون على السوق التركي الرئيسي: (خان الخليلي). ويغطون بعض الأسواق بحصر أو ألواح تحملها عوارض تمتد في الشارع أعلى الدكاكين قليلاً أو فوق المنازل
يتكون الدكان من كوة مربعة الشكل، أو حجرة صغيرة (شكل 56) ارتفاعها ست أقدام أو سبع تقريباً، وعرضها بين ثلاث أقدام وأربع. وقد يتألف الدكان من حجرتين تتقدم الواحدة الأخرى، وتستعمل الأخيرة مخزناً ويقام أمام الدكان مصطبة بالحجر أو الآجر يستوي سطحها بأرضية الدكان. وترتفع المصطبة عادة حوالي قدمين ونصف أو ثلاث أقدام، ويكون عرضها كارتفاعها. وتجهز واجهة الدكان بمصاريع ثلاثة سهلة الطي يعلو بعضها بعضاً، فيثني أعلاها إلى فوق ويطوي الآخران إلى أسفل فوق المصطبة، فتكون مقعداً مستوياً يفرش بالحصر أو بالبسط وبالوسائد أحياناً. وتستبدل بعض الدكاكين بالمصاريع السابق ذكرها أبواب منثنية. ويجلس التاجر غالباً على المصطبة ما لم يضطر إلى الانسحاب قليلاً داخل الدكان ليخلي المكان لمن يصعد إليه من حرفائه الذين يخلعون أحذيتهم قبل أن يطئوا الحصيرة أو البساط بأقدامهم. ويقدم التاجر الشبك إلى حرفائه الدائمين أو من يشتري بضاعة كثيرة إلا إذا كان هؤلاء يحملون شبكهم. ثم يرسل إلى أقرب مقهى في طلب القهوة التي تقدم في فناجين صغيرة من الخزف الصيني داخل ظروف من النحاس الأحمر. ولا يستطيع أكثر من شخصين أن يجلسوا براحة على مصطبة الدكان ما لم تكن هذه أوسع من المعتاد. غير أن بعض المصاطب تمتد إلى ثلاث أقدام أو أربع، فيكون عرض الدكان حينئذ خمس أقدام أو ستا، فيفسح المجال لأربعة أشخاص أو أكثر يجلسون الجلسة الشرقية. ويقيم التاجر صلاته على مصطبة على مرأى من المارة. وقد يترك التاجر دكانه وقتاً فيطلب من جاره أن يخفره له أو يعلق شبكة على بابه. ويندر أن يفكر التاجر في ضرورة إغلاق دكانه قبل الانصراف إلى منزله ليلاً أو الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة. أما الغرف التي تعلو الدكاكين فقد وصفتها في مقدمة الكتاب
(يتبع) عدلي طاهر نور