انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 482/أشعار صينية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 482/أشعار صينية

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 09 - 1942



للأستاذ محمد وهبة

- 11 -

منذ أن رحلت

للشاعر الصيني (نو - فو)

(715 - 774م)

لا تجلبوا إلي أزهاراً، أنا أريد أغصان السرو أغرق فيها وجهي

عندما تختفي الشمس وراء الجبال، سأضع على منكبي عباءتي الزرقاء ذات الأكمام الخفيفة، وأذهب لأنام بين عيدان الغاب التي تحبها

- 12 -

الشاعر في السجن

للشاعر الصيني (لو - بن - وانج)

(عاش حوالي عام 650م)

كم يحزنني غناء الصرصور الذي يعلو هناك. . .

أرى هذه الحشرة الضعيفة، مثقلة بالندى، لا تستطيع الطيران، وتغني. . .

وروحي أيضاً أعياه الأسف، لا يقدر أن يعلو إلى القمم، حيث لا تصل إليه نبال الغادرين

في العاصفة التي هدمتني، أكتب وأنا أبكي، أشعاراً صافية

- 13 -

الشاعر يفكر في حبيبته

للشاعر الصيني (يانج - كي) (عاش حوالي عام 1400م)

ستمطر السماء. الريح أدمت أزهار الياسمين، ونقلت أوراق الفاويا التي تغطي الدغل. . . أهاجت ستائر النوافذ، وأثارت شعور الفتيات الجميلات. . .

إني حزين، أفكر في حبيبتي: السماء زرقاء، والبحر أخضر، والجبال البيض تفصل بيننا. . . آه لو تستطيع هذه العصافير أن تحمل إلى حبيبتي الرسائل التي كتبتها إليها. . . لو يستطيع هذا الجدول أن يحمل إليها أوراق الفاويا. . .!

أزهار الماجنوليا تلمع في الظلام. . . وأنا لا أستطيع أن أتناول عودي. . . إني أحدق في القمر الذي يشبه زهرة الماجنوليا. . .

لن أغني، لن أعزف، أريد أن أركن إلى أحزاني. . .

- 14 -

رحلة طويلة

للشاعر الصيني. لي. تين. بو

(702 - 763م)

أنا لا أستطيع أن أسترجع الفرح الذي عرفته صباح أمس. . . أنا لا أستطيع أن أطرد الكآبة التي عرفتها هذا الصباح

الطيور تقطع السماء. . . تصارع ريح الخريف. . . أنا أملأ قدحي وأحدق بعيداً

أنا أحلم بشعراء كبار، لم يوجدوا بعد. أذكر أشعارهم، وأردد أنني كنت يوماً - أنا أيضاً - قادراً على أن أصنع أشعاراً عالية، لو أنني استطعت أن أحوم في السماء بين النجوم

عبثاً أشرب لأغرق أحزاني. هنا عندما لا تسير الأشياء، حيث ترضى رغباتنا، يجب أن أطرح نفسي في مركب، تاركاً شعري للريح مهاجراً في البحر.

(بور سعيد)

محمد وهبة