مجلة الرسالة/العدد 451/للحقيقة والتاريخ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 451/للحقيقة والتاريخ

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 02 - 1942


بين آدم وحواء

للدكتور زكي مبارك

كثر الكلام في هذه الأيام عما كان بين آدم وحواء لعهد الجنة وعهد الأرض. وقد تورط صديقنا الأستاذ توفيق الحكيم فأقحم خياله الروائي في شؤون فصل فيها التاريخ منذ أجيال طوال ولم يبق موجب لذلك التورط بعد حكم التاريخ، فهذا الصديق يعرف أن آدم من الأنبياء والتزيد عليه لا يجوز وإن احتال فزعم أنه يكتب باسم الفن لا باسم التاريخ

وهل يستطيع بفنه الروائي أن يخلق من الصور مثل ما سجل المؤرخ شيث بن عربانوس، طيب الله ثراه؟

ولكن ما حديث ذلك المؤرخ المجهول؟

لم أكن أعرف عنه شيئاً قبل سنة 1933، وإنما هداني إليه أستاذنا المرحوم احمد زكي باشا بعد أن انتهى ما كان بيني وبينه من خصومة وصيال

فإن سألتم كيف ابتدأت تلك الخصومة وكيف انتهت فأنا أدونها في سطور ثم أمضي إلى ترجمة شيث بن عربانوس بإيجاز، تمهيداً لشرح آرائه في آدم وحواء بإطناب:

كانت وزارة المعارف قررت إقامة حفلة تأبين للشاعر احمد شوقي، حفلة يشترك فيها أقطاب البلاد العربية، وكان منهاج الحفلة يوجب أن يتكلم الضيوف في الأوبرا الملكية تكريماً لمقدمهم الحميد. أما أدباء مصر فيتكلمون في الحفلات التي تقام بكلية التجارة، وهي حفلات دامت ثلاثة أيام، وكانت أشبه بسوق عكاظ، فقد اتسع فناء الكلية للمئات أو الألوف ممن يسرهم أن يستمعوا كلمات الخطباء وقصائد الشعراء

ومضيت لأشهد الحفلة الأولى بكلية التجارة فهالني أن أسمع خطيباً يتنحنح بعنف، مع أني لم أكن اجتزت عتبة الكلية، فسألت نفسي كيف يصل صوت التنحنح برغم تلك الأبعاد الطوال وبعد لحظة فهمت أن الحفلة أقيم لها ميكروفون، وأقيم لذلك الميكروفون مسامع في جميع الأركان. فمن السهل أن يسمع صوت الخطيب جميع المارة بشارع (قصر العيني) أو شارع (أفر الأنجال)، ولا تسأل عما تصنع النحنحة وقد ضجت بها مسامع ذلك المذياع؟

ونظرت فإذا الخطيب أحمد زكي باشا. فكيف غاب عنه وهو عالم علامة أن الميكروفون سينقل إلى الجيران وجيران الجيران نحنحته القوراء؟

أمَا كان في مقدوره أن يدير وجهه أو يدير الميكروفون قبل أن يقترف ذلك الصوت؟

أضحكني أن يقع شيخ العروبة فيما وقع فيه فأخذت أترصد له غلطة أدبية أو تاريخية لأهجم عليه في جريدة البلاغ، ثم اتفق لحسن الحظ قال كلاماً غير صحيح، وهو يتكلم عن مدح الرسول في (نهج البردة)، وكنت يومئذ مشغولاً بتأليف كتاب (المدائح النبوية) فوجدت عندي من المحصول الأدبي والتاريخي ما يكفي لإفحامه بلا عناء

وما كادت تظهر كلمتي فيه حتى اندفع الرجل لمصاولتي على صفحات البلاغ بأسلوب ساحق ماحق، وكان رحمه الله آية في الكر والفرّ، وكان لا يهجم على باحث إلا تركه كالرفات، بفضل اطلاعه الشامل وذكائه الوهاج

كنت يومئذ بين نارين: نار الخوف من التطاول على شيخ جليل خدم اللغة والأدب والتاريخ، ونار الخوف من الهزيمة أمام القراء، وأنا محرر الصفحة الأدبية بجريدة البلاغ

وفي تلك المعمعة قدم الباشا للبحث عني في الجريدة ومعه الأستاذ عبد الرحمن بك عزام فحدق في وجهي وقال: أما تستحي من شتمي وأنا أستاذك؟

فتماسكت قليلاً ثم قلت: وأنت يا باشا. أما تكف شرك عن تلميذك؟

فابتسم عبد الرحمن بك وقال: لا موجب للجدل بعد هذا العتاب اللطيف!

ولكن زكي باشا لم يسكت عني، ومضى يلاحقني بإيذاء لم يفضه غير الحادث الآتي:

كانت حوادث فلسطين وصلت إلى آلام وجراح، فأرسل زكي باشا إلى الحاج أمين الحسيني برقية مطولة كلفته أحد عشر جنيهاً، وكان ينتظر أن يصل إليه جواب رقيق، ولكنه لم يتلق أي رد من الحاج أمين، فكتب إليه يسأل عن سر ذلك السكوت فكان الجواب أن البرقية وصلت، ولكنها لم تكن بإمضاء (زكي باشا) وإنما كانت بإمضاء (زكي مبارك)!

وامتشق زكي باشا قلمه وأنشأ مقالاً أخذ أربعة أنهر من جريدة الأهرام، وكان في مقاله أن عامل التلغراف حرف الإمضاء، فإن كان من مصر فإلى (الليمان) وإن كان من فلسطين فإلى (البحر الميت) وأعلن زكي باشا أن التحريف مقصود، وكانت حجته أن (زكي باشا) قد تحرف إلى (زكي الابراشي) بسبب (الشين) ولكنها لا تُحرّف إلى (زكي مبارك)

وامتشقت قلمي فكتبت رداً وجيزاً نشرته الأهرام في أول نهر من الصحيفة الأولى، وكان الرد يتلخص في أن (زكي باشا) هو نفسه الذي أمضى باسم (زكي مبارك)، وحجتي أن الباشا مشغول بمناوشتي على صفحات البلاغ، فأنا ملء قلبه، ومن السهل أن ينسى اسمه ويذكر أسمي؛ ورأى زكي باشا أن التعليل مقبول، فذهب إلى إدارة التلغراف وطلب أصل البرقية، ثم ابتسم حين شاهد أنها باسم زكي مبارك، وبخط الباشا الظريف؟

لم يكن بد من أن يدرك زكي باشا أن الأقدار أرادت أن تطوقه بالخطأ ليكف عني أذاه. فاتصل بي تليفونياً ليدعوني إلى العشاء وإمضاء عقد الصلح، فأجبت بالقبول

دخلت على الباشا العلام العلامة (العالم حقاً والعلامة صدقاً، فزكي باشا طراز وحيد من العلماء، وليس من السهل أن يجود بمثله الزمان). دخلت على الباشا فوجدته في ثياب البيت وهو يلعب الشطرنج مع الدكتور (أحمد عيسى) فأشار بعد السلام إلى أن انتظر لحظات، فسيغلب الدكتور أحمد عيسى ثم يلتفت إلى واجب الترحيب!

ومرت ساعة وساعة والخلائق تتقاطر بميعاد وبدون ميعاد؛ فعرفت أن العشاء في بيت زكي باشا ليس لمن دعي إليه، وإنما هو لمن تداعوا إليه!

ثم مُدَّ السماط على الطريقة العربية، وأقبل خادم فقدم إلى الباشا ورقة مطوية فمحا الباشا كلمة وأبقى على كلمة. فماذا محا؟ وماذا ثبت؟

كان التفاضل بين نوعين من الشراب: أحدهما عصير الشعير وثانيهما منقوع الخروب. وقد رأى الباشا أن يكرم ضيفه المتخرج في السوربون فاختار الشراب الأول وهو شراب أصهب يستطاب في ليالي الصيف!

لم أكن دخلت (دار العروبة) من قبل، ولا كنت عرفت كيف ظفرت بذلك اللقب الظريف؛ وكان مبلغ علمي أن صاحبها يتحدث عن العروبة في كل يوم؛ فهي دار العروبة لأنه شيخ العروبة، والألقاب لا تعسر على أحد في هذا الزمان!

وفي تلك الليلة عرفت ما لم أكن أعرف: عرفت أن زكي باشا يسير سيرة العرب القدماء، فبيته مفتوح للجميع، ومن حق أي إنسان أن يحضر وقت الغذاء أو وقت العشاء بدون احتياج إلى استئذان، على شرط أن يترك للباشا حرية التصرف في وقته بعد رفع السماط

والحق أن زكي باشا كان ينوب عن مصر في مهمة من أصعب المهمات؛ فقد كانت داره مثابة الوافدين من الشرق، ولم يكن لأي ضيف أن يتهم مصر بالبخل وزكي باشا موجود.

وإنما نصصت على هذا الجانب من شمائل زكي باشا رعاية للتاريخ، وأملاً في أن يقتدي به من يسرهم إكرام من يفد على مصر من أهل الشرق. فمن العيب أن يذهب السخاء العربي إلى غير معاد وكانت له مواسم في هذه البلاد!

وقد سمعت عن كرم زكي باشا في سره وعلانيته أخباراً لا يصدقها العقل، جزاه الله عما صنع خير الجزاء، وحفظ اسمه بين الكرماء، كما حفظ اسمه بين العلماء

ثم أرجع إلى الغرض من هذا الحديث فأقول: جلست أسامر زكي باشا بعد العشاء تمهيداً للصلح المنشود؛ فقد كنت في سريرة نفسي أومن بأن التطاول على مثل ذلك الرجل قد يعرضني لغضب الله. وأنا أخاف الله أشد الخوف لأنه حماني من أن أخاف أحداً سواه؛ فمن المخاطرة أن أشجع في موطن لا تكون فيه الشجاعة من رضاه. وكذلك عزمت على أن أتلطف ما استطعت لأظفر من زكي باشا بالصفح الجميل

- هذه أول مرة تأنس فيها (دار العروبة) بزيارة الدكتور مبارك

- ليست هذه أول مرة أتشرف فيها بزيارة (دار العروبة) أعزها الحب!

- ما هذا الكلام؟ وما رأيتك هنا قبل اليوم!

- سمعت أخبار دارك، أيها الشيخ الجليل، وكنت أشعر أني شريك بالقلب لكل من يفد عليها من أهل الشرق، وما غاب عني كرم تؤدي به فرض الكفاية عن بلادنا الغالية

فابتسم زكي باشا وقال:

- ما كان ضرك لو قلت هذه الكلمة وأنت تلاحيني على صفحات البلاغ ليخف عتبي عليك!

- سأقولها يا مولاي لجميع الناس، وسأملأ بها مسامع الأرض والسماء

- أسمع يا مبارك، أسمع، إن أدبك في هذه اللحظة يستأهل جائزة سنية، جائزة تذكرني بها طول حياتك، وقد تكشف لك عن أشياء من غوامض التاريخ القديم، وهو التاريخ الذي أرادت شراستك أن تجعله ظنوناً في ظنون!

- أعظم جائزة أتلقاها من أستاذي هي رضاه عني

- الجائزة العظمى لمن كان في مثل أدبك أن تهدي إليه النسخة الوحيدة من كتاب شيث بن عربانوس. أما رضاي عنك فهو مضمون مضمون ومضى الباشا لإحضار الهدية، ثم عاد ومعه كتاب في أكثر من خمسمائة صفحة بالخط الكوفي، وهو مجلد على طراز المصاحف المحفوظة بدور العاديات

أقبلت على الكتاب بلهفة وشوق، ثم لاحظت أن منزلتي عظمت في قلب زكي باشا حين رآني أقرأ الخط الكوفي بلا عناء، وعندئذ تذكرت جناياتي على نفسي وعلى مصيري في هذا الوجود

وما تلك الجنايات؟

سأتكلم بصراحة لأخدم قرائي، فقد يكون فيهم من انحرف عن طريق النفع كما انحرفت

يعرف الناس أني مثال الحرص على طلب العلم والأدب وتعرف مكتبتي أني صديق يزورها في كل يوم، ويعرف قلمي أني أخلو إليه في كل ليلة ساعة أو ساعتين

فكيف تخلفت مع ذلك الحرص؛ وكيف جاز أن أكون واحداً من الناس، وكفاحي يوجب أن أكون أوحد الناس، لو نجوت من ذلك الانحراف؟

يرجع التخلف الذي أعانيه إلى أني أقبلت على علوم وفنون يقبل عليها أكثر الناس، ويصعب فيها الادعاء، لأن عليها رقباء يعدون بالألوف

أردت التفوق في علوم اللغة العربية فوصلت إلى أشياء، ولكن علوم اللغة العربية مبذولة لجميع الطالبين، وليس من العسير أن يكون لي نظراء في كثير من البلاد

وأردت التفوق في الدراسات الجامعية فنلت إجازة الليسانس مرة وإجازة الدكتوراه مرات، ولكن الدراسات الجامعية لم تعد من الأسرار، فمن السهل أن يكون لي فيها منافسون

وأردت أن أكون من كتاب اللغة العربية وشعرائها وخطبائها فكان ما أردت، ولكن هذا الميدان محفوف بالأخطار في كل صباح وفي كل مساء بسبب نشاط الزملاء

وأردت أن أتفوق في اللغة الفرنسية فبلغت ما أريد، ولكن اللغة الفرنسية يجيدها ألوف أو ملايين، فأين مجال التفرد والازدهار؟

آه، ثم آه!!

كان الرأي أن أقصر جهودي على اللغات الميتة، وهي لغات يدعيها من شاء كيف شاء، بلا رقيب ولا حسيب. ألم تسمعوا أن في الناس من يزعم أنه يجيد عشر لغات من لغات القدماء: كاللاتينية واليونانية والديموتيقية والسريانية والبابلية والحبشية والسنسكريتية والفهلوية، إلى آخر ما تعرف الأنظمة الجامعية؟!

من الذي يحاسب مدرس اللغة اللاتينية إذا أخطأ؟ ومن الذي يجادل مدرس اللغة الديموتيقية إذا انحرف؟ ومن الذي يراجع مدرس اللغة البابلية إذا حاد؟ ومن الذي يتقدم فيردع من يخلط بين النصوص الحبشية والحميرية؟

عرفت فيمن عرفت رجلاً يعجز عن كتابة صفحة سليمة باللغة العربية، مع أنه من أبوين عربيين، ولم يمنعه ذلك الضعف من أن يكون أستاذ اللغة البابلية في إحدى الجامعات الأمريكية!

وعرفت فيمن عرفت شخصاً يتصدر لتدريس إحدى اللغات الميتة في كلية تحيط بها حديقة بالقرب من نهر له مكانة في التاريخ، وهو لا يجيد لغة قومه الأحياء، فكيف يسهل عليه فهم لغة مات أهلوها منذ أزمان؟

لو أني التفت إلى هذه الناحية لأرحت نفسي من منافسات لا تطاق.

كان من السهل أن أتعلم الأبجدية من إحدى اللغات الميتة، فالأبجدية تكفي للتفوق في اللغات البوائد!!

وهل فُضح فلان لأنه أخطأ عشر مرات في خمسة سطور كتبها باللغة العربية إلى عميد إحدى الكليات بأحد البلاد؟

هو متخصص في اللغة الأكادية، أو اللغة القنقلية، فكيف يطالب بإجادة اللغة العربية؟

وهل يستطيع أحدٌ أن يطالب الدولة بمحاسبة هؤلاء وهو يعرف أن الدولة تريد أن تسامي الأمم الأوربية والأمريكية في الحذلقة الجامعية؟

الدولة على حق والشاهد الآتي يؤكد ذلك الحق:

قال فلان: القنقلون كلمة آرامية، وهي الكنكلون في السريانية، والفنكلون في البابلية، والكنفلون في الآشورية، ومعناها القنقلون، والوصف منها متقنقل ومتكنكل، ومتفنكل، ومتكنفل، على خلاف في صياغة الأوصاف

ومن أجل هذا العلم الغزير تنفق الدولة ما تنفق لإحياء لغات ماتت في بلادها الأصيلة بسبب انعدام الحيوية، وعلينا نحن أن ننفض عنها أتربة القبور، لأننا موكلون ببعث الأموات الأوربيون يدرسون اللغة اللاتينية واللغة اليونانية ليعرفوا أصول لغاتهم ولينقلوا ما في هاتين اللغتين من نفائس الآداب.

وقد عرفت اللغات الحية في أوربا خير ما أثر عن اللاتينية واليونانية، ونحن لن ننقل تلك الآثار إلى لغتنا إلا عن الفرنسية أو الإنجليزية، فما الموجب لقتل الوقت في درس لغات ميتة لن ننقل عنها أي حرف؟

يضاف إلى ذلك أن الشواهد تنطق بأن الشبان الذين قهرناهم على درس اللغات الميتة قد ضاعوا على مصر وعلى أنفسهم من الوجه العقلية، وأن كانوا أساتذة محترمين، وكيف لا نحترم من يعرف من أسرار القنقلون ما لا نعرف؟

أتريدون الحق؟

الحق أن مصر تبتدئ من حيث انتهى الناس

والحق أن مصر تحاول أن تخلق من الدراسات الجامعية لوحة إعلانات عن قربها من العقلية الأوربية، وكأنها لم تسمع أن أوربا بدأت تنفض يديها من التعصب للأموات

لو أن ما أنفق على درس اللغات الميتة كان أنفق على ترجمة ما آثر من تلك اللغات لظفرنا بنفائس تزيد في ثروتنا الذوقية والأدبية، ولكننا أطعنا الوهم فأضعنا أموال الدولة وأعمار الطلبة في شؤون قليلة النفع والغناء، مالي ولهذا؟

أنا أضعت الفرص السوانح في درس أبجديات تلك اللغات، وهي فرض لن تعود، فما تستطيع الأمة بعد اليوم أن تنفق درهماً فيما لا يفيد، إن صح أن الأمة صَحَتْ من غفوتها فأدركت الفرق بين ما يفيد وما لا يفيد!

إن زكي باشا طرب حين رآني اقرأ الخط الكوفي بل اعناء، فكيف يكون حاله لو نظر فرآني أقرأ الخط السنسِكريتي؟

وهل أجهل الخط السنسِكريتي؟

أنا أعرف منه ما لا يعرف فلان، فليجادلني فيه إن استطاع!

افتحوا أعينكم يا بني آدم من أهل هذه البلاد، واعرفوا أن الحذلقة الجامعية لن تنفعكم في كثير أو قليل، وتذكروا جيداً أن العلم الصحيح هو علم هذا الزمان، وستأثم الجامعة المصرية إن شغلت عنه بأوهام التاريخ اسمعوا قبل أن لا تسمعوا، فأنا أخاف عليكم أشياء لا تخطر لكم في بال، وهذا نذيرٌ من النذر الأولى يصوبه إلى عقولكم كاتب يبغض المداهنة والرياء.

(للحديث شجون)

زكي مبارك