مجلة الرسالة/العدد 444/من الأدب الروسي
مجلة الرسالة/العدد 444/من الأدب الروسي
أنطون تشيكوف
الكاتب الروسي العالمي
(من كتاب (رجال القصة الروسية الحديثة) لسيرج برسي)
للأستاذ خليل هنداوي
من عادة الناس القول: (بأن الإنسان لا يحتاج إلا إلى مترين من الأرض، لكن هذه الحاجة هي حاجة الجثة الهامدة، لا حاجة الإنسان الحي الذي لا يكفيه إلا هذا الفضاء. لا يطلب الإنسان من الأرض قيد أقدام، ولا يطلب مسكناً، وإنما يطلب الأرض بأسرها، والطبيعة بسعتها، لكي تتفتح على آفاقها كل خصائصه ومزاياه بحريته؟)
هذا ما قاله - تشيكوف - عن أبحاثه ورسالته حين دخل الحياة الأدبية. ولد سنة 1860، وبعد أن أنجز دراسته في جامعة بلده أتم دراسة الطب في موسكو حتى غدا طبيباً مشهوراً، لكنه أخذ يسأم هذه الحياة العملية، ويستهويه عامل الأدب. فنشر عدة أقاصيص في بعض الصحف، وكان يؤجر عليها، لأن موارده في العيش كانت ضئيلة. وقد جمعت قصصه الأولى ولم تكن مما تبعث على الرضا، لأنها قصص كتبت لاجتذاب القراء وتسليتهم في أوقات فراغهم، دون أن تنطوي على فلسفة معينة، أو غاية معلومة. لكن الكاتب سرعان ما تبلورت نفسه، واتسعت آفاق عقله، فترك ذلك الجو الصبياني، ودخل في جو ملؤه دراسة الإنسانية، وهذه الدراسة طوقت روحه بالحزن والكآبة. أضف إلى ذلك أن بلده كان يكابد عناء الحروب في الحرب الروسية التركية، هذه الحرب التي كان ثمنها تحرير بلغاريا مذ أوحت إلى الروس أنفسهم بإدراك حريتهم وأثارت في الشباب العزم للعمل على الوصل إلى هذه الحرية مهما بلغ الثمن وأرهقت المقادير. لكن هذا الأمل تحطم، وهذه الجهود ذهبت عبثاً، لأن الرجعية قد ظفرت، وبظفرها طارت الأحلام، فعرا النفوس شيء من الذهول أو التحذير، ومن كان في قمة العزيمة والأمل جاء انتكاسه عظيماً، ووشكان ما دب في هذه القلوب النشيطة دبيب اليأس والعجز، فمن القلوب من لاذ بالعزلة لوحده كأنه لا يريد أن يبدي جراحه، ومنها من اعتصم بالعمل ليذهل، ومنها من ظل يرسل الأنين ت الأنين لعلة يشفى. وهكذا يقال إن ضباباً رمادياً أحاط بحياة القوم، حاملاً معه الكآبة. هذه هي المشاهد التي وقف عليها - تشيكوف - براعته، ولم تنتج روسيا مثله كاتباً استطاع أن يصور لنا اضطرابات هذه الفئة من الناس التي كانت تمشي خابطة على وجهها بدون فجر ولا رجاء.
يقول أحد أبطاله مفسراً الأزمة الخلقية: (ليس لي من العمر إلا ست وعشرون، ولكن أراني لا أجهل أن الوجود يمشي بلا غاية، خالياً من أي غرض، وكل شيء فيه باطل زائل. تتشابه فيه حياة ساكن جزيرة (سخالين) مع حياة ساكن (بنس)؛ والفرق بين دماغ (كانت) ودماغ ذبابة ما لبيس له قيمة حقيقية، وأن لا شخص في هذا الكون على ضلال ولا على صواب)
وفكرة - العدمية - بكل ظواهرها المروعة تنعكس كثيراً ما في آثار تشيكوف، وأقصوصة (القبلة) ليست إلا وجهاً من هذه الظواهر. فالعريف (ريابوفيت) بتأثير قبلة غير مقصودة لبث بحلم بالحب طوال صيف؛ فهو ينتظر متألماً ساعة العودة ليرى جميلته المجهولة، لكن حلمه لم يكن إلا وهماً، إذ لم يكن هنالك أحد ينتظره. وبينما كان في أصيل يوم يسرح على ضفة جدول استسلم لتأملات تتفجر من قلبه: (الماء يفر إلى حيث لا يعلم أحد، ولا لماذا. إنه يفر على الحالة التي مرّ بها في أيار الغابر. إنه عبر من الجدول إلى النهر الكبير، ومن النهر الكبير إلى البحر، ثم إنه تبخّر واستطار، ثم استحال مطراً. فهل أرى ذات الماء يركض جديداً على مرأى من عيني؟! ما غاية ذلك ولماذا؟! وهكذا أصبحت الحياة عند هذا العريف لغزاً معمي لا يدركه العقل، تمشي على غير غاية، هائمة بدون قرار.
وقد أعطانا تشيكوف نماذج عدة لأفراد انتقاهم من بيئات مختلفة؛ فكأنما يأخذ القارئ بيده، يقوده إلى أي مكان يستطيع أن يعرض عليه فيه صوراً من المجتمع الروسي الحديث: في الحقل أو المصنع أو الطريق. وهو بعد ذلك لا يستقر في موقف، ومهما كانت المواطن التي يرتادها القارئ وراء آثاره لا يخرج منها إلا مشبعاً بهذه العزلة الروسية المؤلمة.
يقدم لنا تشيكوف مثلاً للحبة الضالة فتى كثير الأحلام، يضع رأسه حيث تطلع عليه منه أية فكرة جديدة. قد بحث عبثاً طوال حياته عن شكل عملي يلائم مثله الأعلى الذي يراه، والآن تركه القدر أباً أو ترك له ابنة تكرهه على كسب قوتها وقوته، هو يحب ابنته، ولا يفتأ يردد اللوم لها على كثير من العيوب في حياتها القلقة. في أمسية ساهرة، وجدت امرأة أيم - هذه الفتاة العابسة الشاردة، فأخذت تعزيها بكلمات لطيفة، وفي هذه الساعة تحدث الأيمان وشكا كلاهما للأخر ما عنده، وأذاع الرجل عليها قصة حياته كلها، وما ساقه إليه القدر، فاهتمت بحديثه اهتماماً شديداً وأقبل بقلبه وعاطفته. حتى ليظن الناظر أن القدر لم يجمع بينهما باطلاً، وإنما لأمر يريده في الجمع بينهما، وفي الغد ركبت المرأة العجلة، وكان يساعدها على الركوب، وإن الآذان لتنتظر منهما الكلمة التي يجب أن تجمع ما بينهما، ولكن لم يقل واحد هذه الكلمة. انطلقت العجلة ولبث الرجل جامداً كالتمثال. ينظر بعاطفة فيها فرح وألم إلى الطريق البعيدة التي توارت عليها السعادة التي فرت من بين يديه منذ قليل.
وقصة (الغارة) تقدم لنا مثلاُ لعاطفة الخوف الحادة التي تغزو فجأة نفس فتى متكبر اصطدم ببعض الحقائق. فالطالب (فاسيليف) وهو ذو طبيعة حادة دخل للمرة الأولى بيت الهوى ولكنه لم يستطع أن يتحمل التأثيرات المرهقة التي كان يكابدها؛ وغزت رأسه أفكار مظلمة أحاطت به من كل مكان. فكان يصيح آخذاً برأسه: (أحياء. . . أحياء. . . لو حطمت هذا المصباح لوجدتم أن في هذا شراً، ولكن - هنالك - ليست المصابيح هي التي تحطم، ولكن حيوات الخلائق البشرية. . . أحياء) ثم أخذ يفكر في وسائل استنفاذ هؤلاء المنكوبات، ويبدو له أن يجلس على قارعة الطريق مخاطباً كل عابر: (إلى أين تمضي؟ ولماذا؟ إخش الله؟) لكن هذه الفكرة سرعان ما غلب عليها الألم والريبة من نفسه، وزاد عليه الألم حتى سحق قلبه، ولكن فتيان مجتمعه لم يتألموا من أجله، وإنما كانوا يعربون غير ملتفتين إليه. فأحس الطالب أن عقله يفلت منه. فقيدوه حتى إذا ما شفى مما هو فيه ذكر عواطفه الأولى، وخجل منها، وهكذا حطم مذهبه، وخفق حلمه.
في الأوساط الاجتماعية، ومرابع العمال يكاد الإنسان يبدو أكثر ابتعاداً عن الأثواب السطحية والمظاهر الكاذبة. فإن المكافحة المتواصلة ضد الفقر لم تترك فرصة لغيرها. الحياة قاسية تحطم بلا رأفة أحلام السعادة، ولا ندع للإنسان - على الأغلب - رفيقاً يقاسمه أثقال الهموم والرزايا حتى الصغيرة منها. وقصة السائق تعطينا مثلاً لهذه العزلة، هذا السائق المعدم فقد ولده فلم يأنس في نفسه القدرة على احتمال هذه المصيبة. ووجد فيها ما يدفعه إلى أن يحدث الناس بها. ولكنه كان يبحث عبثاً عمن يستمع إليه. وفي يوم من أيام عمله ألقى نفسه وحيداً مع فرسه فناجاها: (نعم يا فرسي الصغيرة! إنه مات ولدي الحبيب، وتوارى سريعاً من دون علة. لنفرض أن لك مهراً، وهذا المهر مات على حين غرة، ألا يؤلمك فقده؟) أما الفرس فقد رنت إليه بعينين هادئتين لامعتين، ونفخت من أنفاسها بين يدي صاحبها الذي أنجز قصة موت ولده.
ولتشيكوف قصص رائعة وقفها على وصف الحياة للقروية التي تشبه من وجوه عدة حياتنا القروية. ومن ذلك (القرويون)، فنيقولا خادم في أحد فنادق (موسكو) ساوره داء عياء ووجد نفسه مضطراً إلى مغادرة عمله. وكان كل ما يقتصده يذهب إلى أيدي الأطباء والصيادلة. وعندما يئس من شفائه قرر أن يعود إلى قريته حيث أهله وأخوته، لأنه يؤثر إذا فاتته الحياة أن يموت على مرأى من أهله. لقد تر القرية حين كان فتى ثم لم تقع عليها أنظاره بعد ذلك. عاد هو وزوجه وابنته، فوجد أباه وأمه وأخوين له مع أزواجهما وأولادهما في هوان وفاته، وألقى أن الأسرة كلها تأوي إلى زريبة مظلمة قذرة يرن في أجوائها الذباب؛ فأدرك أن بقاءه في موسكو كان الأجدر به، ولكن هذا أمل خادع لأنه لا يملك أجر العودة. إذن يجب البقاء في هذا اللحد الذي أختاره. وهكذا استقبلتهما هو وزوجه حياة كلها تعب ونكد وشقاء ليس فيها إلا النزاع والصفع والهوان بدون نهاية. إنه يريد أن يعود، لأنه مل هذا الوجود؛ ولكن أني له المال؟ فزادت صحته سوءاً على سوء؛ فوعده صاحب قديم بشفائه، فقام بجملة تجاريب كانت القاضية عليه. وقضت زوجه من بعده شتاءها في القرية مع ابنتها. فأسرع دبيب الهم بخطوط الكهولة إلى وجهها الذي كان يحار فيه ماء الشباب، ومالت قامتها، وتبدلت حالتها. ومن ذا الذي يبقي على الهم؟ أقبل الربيع والأم وابنتها تدخلان الكنيسة ثم تزوان ضريح فقيدهما، ثم تطوفان سائلتين في الطرق! وتشيكوف نفسه يقول: (إن حياة عمالنا هي سوداء تمشي في طريق الفسق، أما حياة الشعب: عماله وفلاحيه، فما هي إلا ليل مدلهم ملؤه الجهل والفقر والألم)
إن تشيكوف ببراعته الفائقة، ونظراته الشخصية، يصف الحياة الإيجابية والسلبية؛ وهو ليس بذي طبيعة هجائية، لأن كتابته يغمرها العطف العميق. وهو لا يسخر من أبطاله، وإنما يشفق عليهم. عبقريته هادئة، مفكرة، عميقة، ولكن يخيل أحياناً أن هذا الهدوء ليس إلا قناعاً. وقد قال ناقد فيه: (إنه قلم ذو حنان) وهو في قصصه ينبوع فياض، لا ينفذ له موضوع، ولا يغتر له تحليل برغم بساطته. وهو لا يُعنى بالإسهاب الكثير، والاستطراد البعيد، لأنه يكفيه أن يطرق الجانب الحي من الموضوع.
جرب تشيكوف الكتابة المسرحية، وله منها القوى المتين، ومن ذلك مسرحية (الأخوات الثلاثة). هؤلاء كن يقضين حياتهم في بلدة حقيرة تبعث على السأم، خالية من الرجال اللامعين، وليس فيها إلا من تشابهت وجوههم، وتشاكلت نفوسهم، كأنهم نسخة واحدة تكررت نسخاً. وكان حل هؤلاء السفر إلى موسكو، لكن بلادتهن قضت عليهن بالبقاء، فليتهن يتناقشن ويتجادلن متفلسفات في مواضيعهن. وقد اتفق أن نزل المدينة ثلة من الجند، فماجت فيهن الحياة، وكان لهن حوادث حب مع العرفاء دامت حتى يوم الرحيل.
قالت الكبرى: إنهم رحلوا. . . سنبقى وحدنا! والحياة الساكنة ستبدأ.
فقالت الثانية: إنما يجب العمل، لا شيء يعوزنا إلا العمل!
وقالت الثالثة معانقة أختيها في حين راحت الموسيقى العسكرية تعزف لحن الرحيل: يا أُختيَّ! إن حياتنا لم تنته بعدُ إننا سنحيا.
هذه الموسيقى تصدح طربة. . . رويداً رويداً! إنني أُحس به. . . سنعلم غداً لماذا نحيا ولماذا نتألم!
هذه ناحية قوية من نواحي فلسفة تشيكوف البسيطة، وهي بمجموعها تنم عن (عجز عن الحياة مشوب بأمل مبهم. . .)
إن تشيكوف في الحقيقة منحة الأدب الروسي، وغرسة لم تتعهدها إلا تربة عرقه. ففي نزوعه إلى الحرية ترن ألحان تولستوي؛ وفي ميله إلى شراء الماضي بالألم يلوح وجه (دوستوفسكي) كأنما آثار كبار الروس تتبين خلال سطوره.
وقد يشبه تشيكوف من نواح عدة (موباسان) و (إيبسن) لكنه لا غموض ولا إبهام فيه، لأن الغموض النرويجي لا يلائم روح الأدب الروسي الذي ينزع إلى مجابهة المسائل الملعونة في الحياة مجابهة صريحة عنيدة. ولقد حار في تحديد قيمته النقاد فمنهم من وصفه بأنه كاتب (خلى) لأن كتابته لا تدعو إلى الثورة التي برزت في بعض آثار غيره، ومنهم من وجد فيه متشائماً لا يتفاءل في شيء من الحياة الروسية، لأنه ملتفت إلى وصف الآلام أو الجهود النازعة إلى طلب حياة تكون أحسن أثاثاً ورئياً.
ولعل في الرجوع إلى بعض سطور له ما يفيدنا في توضيح صفات هذه الشخصية الفذة، ومما يقوله: (إنني أخاف أولئك الذين يفتشون عن ميول ورغبات خفية بين السطور، وأولئك الذين يريدون أن يجدوا فيَّ محرراً أو محافظاً. . . إنني لست من ذلك في شيء. . . لست بالمحرر ولا بالمحافظ، ولا بالراهب ولا بالخلي، وإنما أنا رجل أمقت الكذب والصولة في أي مكان وتحت أي مظهر. . . لا أريد أن أكون إلا فناناً. . . وهذا كل شيء) ولكن هذا الفنان الحر الذي أبغض الكذب والصولة في المعنى الذي تفهمهما لم يستطع أن يكون إلا محرراً للإنسان بأوسع معنى للتحرير، ولم يكن بذلك المتشائم الذي تمثلوه، لكنه كان كاتباً يتألم لمثله الأعلى، ويوقظ بكتاباته الأمل في الخروج من غسق الحياة التي وصفها. وقد تبدي في بعض مراحله أنه مؤمن بمستقبل الإنسان والإنسانية، فيقول في محاورة له لبستانه: (أتعلم بعد جيلين أو ثلاثة أن الأرض ستصبح بستاناً زاهراً وإذ ذاك كم تغدو الحياة جميلة؟) وهو الذي يقول بأن الإنسان قوة الأرض المركزية (وينبغي للإنسان أن يعلم أنه أسمى من كل ما في الطبيعة. . . . إننا أكوان سامية عظيمة؛ وحين يتسنى لنا أن نعرف كل قوى العبقرية البشرية تغدو قرناء للآلهة)
لكن هذه الآمال الكبرى لم تحل بينه وبين وصف عجز الإنسان في كل زمان ومكان، فهل تأتي ذلك منه بطريق المناقصة؟ نقول: لا، لأن تشيكوف إذا لم يشك لحظة في تقدم الإنسانية فإنه ليتألم، ويبعثه على الألم تشاؤمه الأسمى للنزاع إلى السمو؛ وهذا التشاؤم الإنساني تجاه ما يخور العقل أمامه عجزاً، وهذه العاطفة تتألم وتيأس إزاء خبط الحياة وعصف الموت.
يقول أحد أبطاله: (إني إذا ما خشيت الحياة ولم أفهمها، فعندما أرقد على بساط من الأعشاب. وأتأمل طويلاً في حشرة ولدت في مطلع الليل، لأتفهم شيئاً من وجودها. يخيل إلى أن حياتها ليست إلا مرحلة من الرعب والذعر، فيها أرى نفسي، وأتمثل خاطراتي. . . كل شيء يروعني لأني لا أفهم العقل ولا نهاية الأشياء. لا أفهم شيئاً، ولا أدرك أحداً. . . أما أنت فإذا كنت تفهم فأحر بي أن أهنئك. . .) و (حين ينظر الإنسان طويلاً في السماء الزرقاء المترامية، فالأفكار المنبعثة والنفس تتحد اتحاداً خفياً في عاطفة عزلة عميقة، وخلال لحظة واحدة يشعر الفكر بوحدة الموت ولغز الحياة اليائسة المروعة)
إن هذا اليأس الشامل، وهذا الشقاء الذي تحدث عنه تشيكوف يتمثلان في آثار كل الشعراء والفنانين الروس البارزين. ومن منهم لم يرسم الحياة بهذه الخطوط المجعدة، ولم يجعل فؤادها مغموراً بهذا اليأس!
على أن تشيكوف - بما أوتي - رأى وأدرك وجهي الحياة: وجه تقدمها التاريخي والاجتماعي، ووجهها الآخر الذي يحيط بها من كل ناحية: هذا الوجه المظلم المجهول الغائم تحت أنفاس الموت الباردة.
(حلب)
خليل هنداوي