مجلة الرسالة/العدد 414/أكذوبة السلوان
مجلة الرسالة/العدد 414/أكذوبة السلوان
للأستاذ سيد قطب
(بعد عام أحس في نفسه بالسلوان، وأحس بمغاليق نفسه تتفتح للجمال. ولكنه تنبه إلى أن كل نموذج جميل يتفتح له قلبه فيه شبه أوسمة من الجمال الذي حسب نفسه قد سلاه؛ وإذا هو يهفو إلى الماضي والماضي وحده دون سواه!)
الآن أعلمُ أنّ كلَّ خواطري ... تهفو إليك كرفرفاتِ الطائرِ
ما كان سُلواني سوى أكذوبةٍ ... خُدِعَتْ بها نفسي خديعةَ شاعر
بينَ الشغَّافِ وفي منُايَ وفي دمي ... ألقاكِ هاجسةً وبين سرائري
أنساكِ؟ كيف وأنتِ بين جوانحي ... شِطْرِي الجميلُ وأنت وحيُ خواطري؟
أنساكِ والآمالُ والذكرى معاً ... موصولةٌ بكِ في صميمِ مشاعري؟
وإذا هفوتُ إلى الجمالِ فإنما ... أَهْوَى مِثالَكِ في الجَمالِ العابرِ
أنْسَاكِ إذ أَنْسَى حياتيَ كلها ... فإذاَ حييتُ فأنتِ أوّلُ خاطر
نبضَ الربيعُ فكنتِ أول نابض ... في خاطري يهفو وأوّلَ زائر
وهفوتُ للماضي الذي قد أودَعَتْ ... نفسي لديه رغائبي وذخائري
أنا ذلك الماضي الذي لا ينقضي ... أنا ذلك الماضي يعيشُ بحاضري!
(حلوان)
سيد قط