مجلة الرسالة/العدد 385/مسابقة الجامعة المصرية
مجلة الرسالة/العدد 385/مسابقة الجامعة المصرية
لطلبة السنة التوجيهية
للدكتور زكي مبارك
- 2 -
نحن اليوم أمام كتاب (وحي الرسالة) لحضرة الأستاذ أحمد حسن الزيات، وهو مختار من افتتاحيات (الرسالة) في ست سنين، ويقع في ثمانين وأربعمائة صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على نحو عشرين ومائة مقالة، فهو محصول غزير لا يستوعبه طلبة السنة التوجيهية إلا إذا أقبلوا عليه إقبال من يدرك ما فيه من معان وأغراض، وذلك ما نحاول تيسيره على الطلبة في هذا المقال الوجيز
الأسلوب
هو أسلوب كاتب يؤمن بأن الكتابة فن من الفنون، فهو لا يكتفي بشرح الغرض الذي يرمي إليه، وإنما يتجه عامداً متعمداً إلى تأدية المعنى تأدية جميلة توحي إلى القارئ فكرة العناية بالأسلوب الأنيق
والزيات يغرب في بعض الأحيان، ومعنى ذلك أنه يوشي كلامه بالألفاظ الغريبة من حين إلى حين ليحوّل تلك الألفاظ إلى الكلام المأنوس، وذلك منهج مقبول في إحياء المهجور من المفردات اللغوية، فلم تخلق تلك المفردات مهجورة، وإنما عاشت دهوراً ثم تناساها الكتاب والشعراء فأضيفت ظلماً إلى الغريب
والزيات لم يبتكر هذا المنهج بين أدباء العصر الحديث، فقد اختطه المرحوم الشيخ حمزة فتح الله والمرحوم السيد توفيق البكري ودعانا إليه أستاذنا الشيخ محمد المهدي، ولكن مزية الزيات هي القصد في الأغراب بحيث لا يقع منه في المقال الواحد غير لفظة أو لفظتين، وذلك يزيد ثروة القارئ من الوجهة اللغوية بدون أن يوقعه في العنت أو الارتباك
ويستطيع الطالب وهو يراجع (وحي الرسالة) أن يقيد هذا النوع من المفردات، فقد ينفعه ذلك يوم الامتحان، لأن إحياء تلك المفردات خصيصة أصيلة من خصائص هذا الكتاب. ولتوضيح هذه المسألة أذكر كلمة (الرّيازة) بمعنى العمارة، ثم أترك للطالب ح الاستقصاء ليقنع لجنة الامتحان بأنه قرأ واستفاد
ويضاف إلى فكرة الأغراب فكرة الاجتهاد، ومعنى ذلك أن الزيات يحاول إيجاد ألفاظ عربية لبعض الألفاظ الفنية المنقولة من لغات أعجمية، كالذي صنع في إيثار لفظة (التناظر) بمعنى (السيمترية)
ولهذه اللفظة نظائر في كتاب (وحي الرسالة) وللطالب مسئول عن تقييد تلك النظائر، ليقيم الدليل على أنه ساير المؤلف في ميدان الاجتهاد
الموضوع
قلنا إن هذا الكتاب هو مختار افتتاحيات (الرسالة) في ست سنين، والرسالة مجلة أدبية، ولكنها مع ذلك صحيفة أسبوعية تواجه تطورات الحوادث الاجتماعية والوطنية، والمجتمع في نظر الزيات هو المجتمع المصري والعربي والإسلامي، ومن هنا جاز أن تكون في أبحاثه الاجتماعية آراء متصلة بالعرب والمسلمين في بلاد لا تصلها بمصر غير روابط اللغة والدين. وهذا المذهب يبدو لقصار النظر بعيداً عن (النزعة المصرية) النزعة التي خلقتها أوربا باسم (القوميات) ولكن المصري الحصيف يدرك جيداً أن هذا المذهب متصل أوثق الاتصال بالوطنية المصرية، لأن مصر في سرائر أبنائها الأحرار تريد أن تكون صلة الوصل بين الشرق والغرب، ويهمها أن تحيي العواطف التي تربط أمم الشرق بعضها ببعض، وذلك (الإحياء) لا يتيسر إلا بفهم ما يعتلج في صدور أمم الشرق من آلام وآمال
فإن استطاع الطالب أن يفهم الموضوعات المتصلة بهذا الغرض كان ذلك شاهداً على أنه قرأ الكتاب بعناية وإدراك
فما تلك الموضوعات؟ الطالب هو المسؤول، فقد شبعت من الابتلاء بمكاره الامتحان في جامعة القاهرة وجامعة باريس!
وبجانب الموضوعات العربية والإسلامية تنهض الموضوعات المصرية، الموضوعات التي تمثل الزيات كاتباً مصرياً يصوّر ما في الضمير المصري من قلق وتوثب وطموح في ميادين الأدب والسياسة والاقتصاد
فالزيات زار الأقصر وشهد ما خلف المصريون القدماء في ذلك الوادي الأفيح، فما الذي قال الزيات في وصف ما رآه؟ وكيف كانت تلك الزيارة سبباً في أن يؤمن بأن فكرة (العروبة) لا تطمس فكرة (المصرية)؟ وكيف أطمئن إلى أن تاريخ مصر له في أعناقنا حقوق؟
والزيات شهد نمو المصانع المصرية، فما الذي قال في تشجيع المجاهدين من أقطاب الاقتصاد؟
والزيات تحدث عن بعض المؤلفات الحديثة، فما هي تلك المؤلفات؟ وما رأيه في الأصول التي يقوم عليها التأليف الموصوف بالجودة والابتكار؟
هل تكلم عن حافظ عفيفي؟ هل تكلم عن عباس العقاد؟ هل تكلم عن مصطفى المنفلوطي؟ هل تكلم عن الرافعي؟
والزيات ترجم لبعض رجال العصر الحديث، فما هي آراؤه في لطفي السيد، وأحمد زكي، ومحمد عبدة، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وطلعت حرب، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم؟؟
وتحدث الزيات مرات كثيرة عن المظاهر الإسلامية والقومية، فما الذي قال عن رمضان والأعياد وشم النسيم؟ وما هي الأوصاف الأساسية لمواسم هذه البلاد في مقالات هذا الأديب الفنّان؟
وتكلم الزيات عن الطيران، فما هي المناسبة التي استوجبت ذلك؟ وما هو المعنى (القومي) الذي قصد إليه في مقاله عن الطيران؟
وتحدث الزيات عن الريف، فماذا قال عن الريف؟
وتحدث عن الأوقاف، فماذا قال عن الأوقات؟ ولأي غرض شغل نفسه بالأوقاف؟
وتحدث عن سعد زغلول مرتين أو مرات، فما هو رأيه في سعد زغلول؟
وفي (وحي الرسالة) صفحات موجعات، فما موضوع تلك الصفحات؟
وتكلم عن الأدب المزّيف والأدب الصحيح، فما الذي أوجب أن يثور هذه الثورة؟
ونظر إلى الأزهر نظرة لها معان، فماذا أراد؟ ولأي سبب شغل نفسه يحاضر الأزهر وماضيه؟
وتحدث عن (تنظيم الإحسان) فما الذي قال؟ ومن هو الكاتب الذي شغل بهذا الموضوع قبل الزيات؟
لا يمكن لطلبة السنة التوجيهية أن يقولوا إنهم اطلعوا على كتاب (وحي الرسالة) إلا إن نظروا في الموضوعات التي أشرت إليها في هذا المقال بعناية وتدّبر وإدراك، لأنها بالفعل أهم أغراض هذا الكتاب. ولأنها متصلة بشؤون أساسية من معضلات الحياة المصرية في هذا الجيل
والزيات يحس هذه المعاني أصدق إحساس، لأن قيامه على (الرسالة) قربه من المجتمع، وأخرجه من (العزلة) التي يفرضها ما فطر عليه من الاستحياء
بين الجمال والتفصيل
قال الزيات في مقدمة (وحي الرسالة) إن مقالاته لم تكن إلا وحي الساعة أو حديث اليوم أو صدى الأسبوع
وتلك دعوى تحتاج إلى بينات!
فليس من المعقول أن يكون الزيات صدق كل الصدق في هذا القول، والكاتب يباح له التمويه في بعض الأحايين؟!
وإلا فمن الذي يصدق أن مقال الزيات في (فنّ الجمال) كان وحي الساعة أو حديث اليوم أو صدى الأسبوع؟
ومن الذي يصدق أن ما كتب الزيات عن الفقر والغنى والبؤس والنعيم كان وحي ساعة أو يوم أو أسبوع؟
هو يخدع نفسه، أو يخدع قراءه، ليقول إنه يأتي بالعجب العجاب في لحظة أو لحظات
والحق أنه رجل ممتحن بنفسه وبالدنيا وبالناس، فأدبه الذي ينشره اليوم قد يكون صدى لتجاريبه منذ أكثر من ثلاثين سنة، والكاتب لا يعرف أين هو من حاضره وماضيه لأنه مشدود إلى قافلة الوجود.
يقول الزيات إنه كان يكتب مقالاته هذه في أصيل السبت من كل أسبوع، فهل يذكر أحد أنه كان يستطيع رؤية الزيات ولو بالتليفون في أصائل تلك السبوت؟
كان الزيات يخلو إلى قلمه خلوة صوفية، وكان في لحظات الخلوة إلى قلمه يكره الاتصال بمن في الوجود من أهل وأبناء وأصدقاء فما الذي كان يصنع الزيات في تلك الخلوة؟
كان ينظر إلى معضلات المجتمع بقلب راضته الأفراح والأتراح على فهم ما للوجود وما عليه من محاسن وعيوب
والمزية الأصيلة للزيات أنه يخلو بنفسه وإن كان محفوفاً بالرفاق في لحظة صفاء. ولن أنسى أبداً أننا كنا نقضي سهراتٍ كوامل ونحن في أودية بعيدة، وإن كنا في مكان واحد، فلم أكن منه ولم يكن مني، لأن عالم الفكر غير عالم الشهود، ولأن الإقامة في ظرف المكان لا تمنع القلب المتحرك من التجول في آفاق العقول والقلوب والأحاسيس.
وهذه الظاهرة الروحية تفسر الهدوء (الظاهر) في كتاب (وحي الرسالة) فالكاتب يوهم قراءه أن حياته خلت من الابتلاء بالدنيا والناس، وأنه يخاطبهم من شرفة عالية لا تعرف ما يقع في (الشوارع) من انحطاط وانزلاق.
والواقع غير ذلك
والواقع أن الزيات (يعيش) في دنيا العصر الحديث، فتجاريبه ليست تجاريب من يعبر الطريق بلا وعي ولا إحساس، وإنما هي تجاريب من له في كل (شارع) دار وجيران. ويا ويل من كان له في هذه الدنيا دار وجيران، ولو أعتزل في حدود الصحراء!
الزيات أديب له مجلة أسبوعية، ومعنى هذا أنه يعرف الناس من جميع الجناس، ومعناه أيضاً أنه مسئول أمام من يباشرون تلك المجلة من عمال ومراسلين ومحررين؛ ثم معناه أنه مسئول أمام العقليات المختلفات في مصر وفي الأقطار العربية؛ وذلك يوجب أن يواجه الدنيا بعقل يقظ وقلب حساس.
فإن لم تتفق التجارب الصحيحة لمثل هذا الرجل فلمن تتفق؟
ومن الذي يفهم بلايا المجتمع إذا عز فهمها على مثل هذا الكاتب الأسيف للدنيا والناس؟
وهل يملك الزيات في (خلوته الفنية) قدرة الاستهانة بزيارة رفيقة يمن بها طفل كريم لا يعرف أن الأديب له خلوات؟
فما معنى ذلك؟
معناه أن الزيات رجل مسئول ولو أغلق بابه بألوف الأقفال وفي هذا ما يكفي للحكم بأن موقفه في فهم المجتمع موقف الأصيل لا موقف الدخيل.
فهل يفهم طلبة السنة التوجيهية هذه المعاني؟
ماذا أريد أن أقول؟
أنا أريد النص على أن الأدباء الذين ظهروا في هذا العهد لم يكونوا لاعبين ولا مازحين، وإن توهم من لا يفهم أن في أدبهم ميلاً إلى اللعب والمزاح في بعض الأحيان.
إن أدب المصريين في هذا العصر هو الفيصل بين عهدين: عهد الأدب الوادع الذي كان يعيش أهله في رعاية الوزراء والأمراء والملوك، وعهد الأدب المكافح الذي يعيش أربابه في رعاية مواهبهم الذاتية، فهم في الأغلب موظفون أو مدرسون أو صحفيون، ومن أجل هذا صح القول بأن أكثر أدباء مصر في هذا العصر رجال أعمال.
وهذه الحال أضرت من جانب ونفعت من جوانب: أضرت حين أيأست الأديب من الأريحية التي كان يعيش في ظلالها أدباؤنا القدماء، ونفعت حين قهرت الأديب على الإيمان بأنه لم يُخلق إلا ليكون قوة فعالة في بناء المجتمع الجديد. وكذلك عاش الأديب مرفوع الرأس، ولو اشترك بقلمه في خدمة الأحزاب السياسية، لأنه في جميع أحواله عضو نافع في المجتمع، ولأن موقفه من الأحزاب قد يكون موقف الهداية لا موقف الخدمة. وأضاع الله من ينسى أن رجال السياسة يدينون لرجال القلم أثقل الدين؛ فبفضل الأقلام صار عندنا سياسة وسياسيون، ولو كره بعض الجاحدين!
والذي يهمني هو دعوة الطلبة إلى التعمق في فهم المؤلفات التي أحدثهم عنها في هذه المقالات، فهي مؤلفات متصلة بحياة المجتمع أوثق اتصال. وهي حين تعبر عن تألم أصحابها من المجتمع أو ارتياحهم إلى المجتمع سجل صادق لما في الحية الاجتماعية من قوة وضعف وتحليق وإسفاف.
فإن نظر الطلبة إلى (وحي الرسالة) هذه النظرة رأوا فيه غير ما كانوا ينتظرون؛ فهو ليس روائع لفظية أو بيانية، وإنما هو تعبير عن الآم وآمال يحسها أبناء الجيل الجديد، حين تصح لهم مواجهة ما يعتلج في صدورهم من آلام وآمال
والزيات لا يتكلم وحده عن تلك المعضلات، وإنما يتم تصوير هذا العصر بتعقب ما ظهر فيه من رسائل وقصائد ومؤلفات، وذلك ما قصد إليه من وضعوا مسابقة الجامعة المصرية لطلبة السنة التوجيهية.
وسننظر كيف ينتفع أولئك الطلبة بهذا المشروع المفيد.
اختبار سهل
قال الزيات في مقدمة (وحي الرسالة) إنه أعقب كل فصل بذكر اليوم الذي كتب فيه، ولكنه مع ذلك أهمل تاريخ بعض الفصول، فما هي تلك الفصول؟ ولآي سبب أغفل التأريخ؟
وأرخ فصلاً بالتاريخ الهجري وكان يجب أن يؤرخ بالتاريخ الميلادي، وأرخ فصولاً بالتاريخ الميلادي، وكان يجب أن تؤرخ بالتاريخ الهجري، فما ذلك الفصل، وما تلك الفصول؟ وفي أي المواضع يكون من الحتم أن ينص على تاريخ الهجرة أو تاريخ الميلاد؟
واهم فصل هو ما كتبه المؤلف (في الجمال) وقد وقع في هذا الفصل غلطتان مطبعيتان: الأولى تنافي المعنى، والثانية تنافي السياق، فما هاتان الغلطتان؟
أنا أنتظر من أحد طلبة السنة التوجيهية جواباً عن السؤال الأخير لأشير إلى اسمه في مجلة الرسالة إشارة تزيده ثقة بما فطر علية من فهم والعقل
وفي مقال الزيات (في الجمال) فكرة منحرفة بعض الانحراف، فما هي تلك الفكرة؟
والزيات (في الجمال) تلاقي في بعض مناحيه بكاتب معاصر، فمن هو ذلك الكاتب؟
وما شواهد الأغراب والاجتهاد في هذا المقال وقد احتفل الكاتب فحبره في أربعة أسابيع؟ والزيات متأثر في مناحيه الفنية والذوقية بمؤلف فرنسي مشهور تفرد أحد كتبه بالذيوع حتى طبع اكثر من مائة مرة، فمن هو ذلك المؤلف؟
(يستعلم الطلبة من مدرسي الفلسفة بالسنة التوجيهية) وذلك الكتاب الذائع قد ظهر أثره في مقدمة كتاب لأحد أدباء العصر في مصر، فمن ذلك الأديب؟ وما ذلك الكتاب؟
غرة الكتاب
أهم فصل في كتاب (وحي الرسالة) هو ما كتب الزيات (في الجمال) وهو فصل يقع في ثلاث عشر صفحة، وقد ضمنه ملاحظاته الأساسية على فكرة الجمال وما يحف بها من مشكلات ومعضلات
والزيات لم يبتكر كل هذا الفصل النفيس، وإنما تجرد عن نفسه وأسبغ على الفكرة أثوابا (موضوعية) ليحولها إلى موضوع (كلاسيك) له قواعد وأصول، وهو مع ذلك من المبتكرين في أكثر نواحي هذا الموضوع الدقيق، فما هو الجمال أو ما هي أهم عناصر الجمال في نظر هذا الكاتب؟
لا أريد أن أحد من حرية الطلبة في البحث والأستقصاء؛ ولكني أعتقد أن من الواجب أدلهم على أن الكاتب قد أستشهد بآراء عربية وأفرنجية، ولا يمكن للطالب أن يدرك هذا الموضوع بصفة جدية إلا إذا رجع إلى مصادر ذلك الاستشهاد، فما هي تلك المصادر في مؤلفات العرب واليونان والرومان؟ وما هي الصور والرسوم التي تشرح الفكرة مع أن ثمنها لا يزيد على بضعة قروش؟ (يستعلم الطلبة من مدرسي الأدب والفلسفة بالسنة التوجيهية)
ثم ماذا؟
ثم أقول أني أنتظر أن يكون في طلبة السنة التوجيهية مئات يظفرون بالفوز في مسابقة الجامعة المصرية
ولو شئت لقلت أني أطلعت على كثير من أجوبة الطلبة عن أسئلة امتحانات النقل والامتحان العمومية فلم أجد ما يرضيني، لان اكثر الطلبة يحفظون ولا يفهمون، ولا قيمة للحفظ إذا انعدم الفهم، فنحن نريد أن يكون أبناؤنا رجالاً يسمعون ويعقلون، لا ببغاوات تحكي ما تسمع بلا إحساس ولا أدراك
إذا استطاع طلبة السنة التوجيهية أن ينجحوا جميعاً في المسابقة بتفوق مرموق، وأن يقهروا الدولة على قبولهم بكليات الجامعة المصرية بالمجان، فسيكون هذا التفوق غرة في تاريخ مصر الحديث.
إن الدولة أمكنتكم من ناصيتها المالية، يا طلبة السنة التوجيهية، فعلموها كيف تهرب من التعرض لذكائكم الموروث، فما كنتم ولن تكونوا إلا أزكى نبات في أخصب أرض، وفي رعاية أصفى سماء.
أنا معكم والله معنا، ونحن بالصدق والعزم أقوى من وزارة المعارف ومن الجامعة المصرية.
وإلى الأسبوع المقبل في تشريح كتاب حافظ عفيفي باشا. فلكتابه مذاق خاص، لأنه يقدم صوراً من أفق بعيد هو بلاد الإنجليز.
زكي مبارك