مجلة الرسالة/العدد 38/الصوفي المعذب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 38/الصوفي المعذب

ملاحظات: بتاريخ: 26 - 03 - 1934



. . هذه الذرَّةُ كم تح ... مل في العالم سراً

قف لديها وامتزج في ... ذاتها عمْقا وغبورا

وانطلق في جوِّها المم ... لوء أيمانا وبرا

وتنقَّلْ بين كبرى ... في الذراريّ وصغرى

تر كل الكون لا يَفْ ... تُرُ تسبيحاً وذكرى

وانتش الزهرةَ والزه ... رةُ كم تحمل عطرا

نُدِّيت واستوثقت ... في الأرض أعراقاً وجذرا

وتعَرَّت عن طرير ... خَضل يفتأ نضرا

سلْ هزار الحَقْل من أَن ... بته ورداً وزهرا

وسل الوردةَ من أو ... دعها طيبا ونشرا

تَنظرِ الروح وتسمعْ ... بين أعماقك أمرا

الوجودُ الحق ما أو ... سعَ في النفس مداهْ

والسكون المحضُ ما أو ... ثق بالروح عراه

كل ما في الكون يمشي ... في حنَاياه الأله

هذه النملة في رق ... تها رجعُ صداه

هو يحيا في حواش ... يها وتحيا في ثراه

وهي إن أسلمت الرو ... حَ تلقتها يداه

لم تَمت فيها حياةُ ال ... له إن كنت تراه

أنا وحدي كنتُ أس ... تجلي من العالم همسهْ

أسمع الخطرةَ في الذَّ ... ر واستبطئ حسه

واضطراب النورفي خف ... قته أسمع جرسه

وأرى عيد فتى الور ... د وأستقبل عرسه

وانفعالَ الكرم في قف ... صته أشهد غرسه

رب سبحانك إن ال ... سكون لا يقدرُ نفسه

صغت من نارك جنِّي ... هـ ومن نورك إنسه رب في الإشراقة الأ ... ولى على طينة آدم

أمم تزخر في الغي ... ب وفي الطينة عالم

ونفوس تزحم الما ... ء وأرواح تحَاوَم

سبح الخلق وسبح ... تُ وآمنت وآمنْ

وتسللت من الغي ... ب وآذنت وإذن

ومشى الدهر دراكا ... رَبِذَ الخطو إلى من. .؟

في تجلياتك الكب ... رى وفي مظهر ذاتك

والجلال الزاخر الفي ... اض من بعض صفاتك

والحنانِ المشرق الوض ... احِ من فيض حياتك

والكمال الأعظم الأع ... لى وأسمى سُبُحاتك

قد تعبدتك زلفى ... ذائداً عن حرماتك

فنيت نفسي وأفْ ... رغتُ بها في صلواتك

ثم ماذا جد من ... بعد خلوصي وصفائي

أظلمت روحيَ. . ما عد ... تُ أرى ما أنا راء

أيهذا العِثْيَرُ القا ... ئم في صحو سمائي

للمنايا السودِ آما ... لي وللموت رجائي

آه يا موتَ جفوني ... آه يا يوم قضائي

قفَ تزودْ أيها الجب ... ارُ من زادي ومائي

واقترب إن فؤادي ... مثقلٌ بالرجاء

يا نعيما مشرق الصف ... حة يسّاقط دوني

نضِرتْ في قربة نف ... سي وزايلتُ غضوني

فمشتْ غائلةُ (الش ... ك) إلى فجر يقيني

قضت اللذة فاستر ... جعها لمحُ ظنوني

واستردَّ النعمة الكب ... رى من الدهر حنيني

من ترى استأثر باللذ ... ذة واستبقى جنوني؟ إذني. . . لا ينفد اليو ... م بها غير العويلْ

نظري. . . يقصر عن كلْ ... لِ دقيق وجليل

غاب عن نفسي إشر ... اقك والفجر الجميل

واستحال الماءُ فاستح ... جر في كل مسيل

رجع اللحنُ إلى أو ... تاره بعد قليل

واختفى بين ظلام ال ... مزهر الكلّ القليل

أم درمان

التيجاني يوسف بشير