مجلة الرسالة/العدد 372/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 372/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 08 - 1940



قصيدة خمرة نهر الرين

قرأتُ الملاحظة الدقيقة المنشورة في بريد الرسالة الأدبي للأستاذ الأديب علي كمال. ويبدو أن الأستاذ محق فيما ذهب إليه، فليس في المراجع الأدبية الخاصة بحياة جون كيتس ولا في رسائله إلى شقيقه أو حبيبته (فاني براوني) ما يشير إلى مرور الشاعر بنهر الرين في خلال رحلته إلى إيطاليا، ولكن توجد في قصيدتين أو ثلاث له إشارات إلى نهر الرين، ومنها القصيدة الآتية: (تعاليْ بنا أيتها الحبيبة نحلق بأجنحة السعادة بعيداً، فإن السكون قد ضرب على الكون وما من سامع أو راء الآن، لقد صرعت القومَ خمرةُ نهر الرين واستبدت بهم نشوتها، فهي من رقادك، واطرحي الخوف وتعاليْ فإني قد أفردتُ لك منزلاً بين مروج الجنوب)

ولعل الشاعر علي محمود طه أراد الإشارة إلى ذلك في مقدمة قصيدته.

السيد رأفت

حول كتاب (المقنع) للداني

كتب الأستاذ ناجي الطنطاوي في العدد (367) من الرسالة الغراء يسأل الأستاذ المحقق الشيخ محمد دهمان أن يجلو عليه الشك الذي وقع فيه لاختلاف لقب مؤلف (المقنع) أبي عمرو الداني، ذاهباً إلى أن (البلوى) في (ألف بائه) قد سماه (المقري). والحقيقة أن (المقري) مخففة عن (المقرئ) وهو لقب كانوا يلقبون به من انتهت إليه رياسة الإقراء في عصره. وقد عثرت في مكتبة أبي - شيخ المقرئين في الشام - عليه الرحمة والبركات والرضوان، على نسخة خطيّة لكتاب (المقنع) المذكور وفيها يقول المؤلف:

(قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقري) وليس (المغربي) كما اثبت الأستاذ دهمان. وقرأت أيضاً في نسخة خطية لكتاب اسمه (مواقف القرآن) للداني نفسه، وجدتها في مكتبتنا، وقد كتبت سنة الخمسين بعد الألف، ما يلي:

(قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقري الداني)

فيكون المقري إذن لقباً للداني.

ووجدت في كتاب (غاية النهاية في طبقات القراء) للعالم العلامة محمد بن الجزري ما يلي:

أبو عمرو الداني: عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر، أبو عمرو الداني الأموي مولاهم، القرطبي، الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأستاذين وشيخ مشايخ المقرئين. . . قدم (دانيه) واستوطنها فنسب إليها، وله تآليف حسان. . . منها كتاب (المقنع في رسم المصحف) وكتاب (المحكم في النقط) وكتاب (المحتوى في القراآت الشواذ) و. . . (غيرها. . .) وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة - طبقات القراء ج1 ص2091، طبعة برجستراسر والخامجي. اهـ

على أن عمل الأستاذ دهمان يستحق كل شكر وثناء.

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

1 - كتب ضائعة للمرحوم إسماعيل أدهم

قرأت في الأهرام ما كتبه الأستاذ الصحافي العجوز عن شقيقي المرحوم إسماعيل أحمد أدهم، وطالعت كذلك ما كتبه في الأهرام أيضاً الدكتور عبد الغني مصباح تعليقاً على مقال الأستاذ الصحافي العجوز. وقد أشار الدكتور مصباح في معرض كلامه إلى أثر من آثار أخي الفكرية، ألا وهو كتاب تحليلي عن (ابن الهيثم) العالم الرياضي الكبير.

وأزيد على هذا أن أخي الفقيد كان عثر على ثلاثة مخطوطات لم يسبق نشرها، وهذه المخطوطات لابن الهيثم، وكان أخي يشتغل قبيل وفاته في إعداد هذه المخطوطات للنشر، ويعدها للطبع، ورأيته يكتب هوامش لهذه المخطوطات ويعلق عليها، وأذكر أن من بين المخطوطات مخطوطاً عنوانه (الأثر الظاهر في أوجه القمر) أو شيء من هذا القبيل.

وكان الأستاذ سامي الكيالي صاحب مجلة الحديث الحلبية يعتزم إصدار مخطوط أو أكثر في مجلته، كما أن أخي حدثني بأنه سيتفق مع بعض الهيئات أو لجان النشر في شأن هذه المخطوطات. ولأخي الفقيد مخطوطات لم يطبعها، وهي كتب علمية رياضية، ومباحث تاريخية، ودراسات أدبية؛ فمن كتبه العلمية الرياضية كتابه (نظرية النسبية الخصوصية)، وكان قد نشر جانباً من هذا الكتاب في مجلة (الرسالة) في أواخر سنة 1935 وأوائل سنة 1936.

كما أن له كتاباً آخر اسماه (مبادئ الطبيعيَّات النظرية الحديثة) ويقع هذا الكتاب في نحو 320 صفحة من القطع الكبير وهناك كتاب ثالث بعنوان (نظرية النسبية وقيمتها العلمية) ويقع في مجلدين. هذا عدا مقالات رياضية مبعثرة هنا وهناك في شتى المجلات العربية. ولشقيقي المرحوم إسماعيل دراسة للشاعر المجيد الأستاذ خليل شيبوب، ودراسة أخرى للفيلسوف المتصوف اللبناني الأستاذ ميخائيل نعيمة، رفيق جبران.

وله من المباحث التاريخية كتاب (حياة محمد ونشأة الإسلام) ويقع في ستة أجزاء كبار، وفي نحو ثلاثة آلاف صفحة من القطع الكبير. ومباحث أخرى كان ينشرها في الصحف منها سلسلة من المباحث كان يكتبها في جريدة (البصير) خلال شهري أغسطس وسبتمبر سنة 1937 عنوانها (الصلات بين الإسرائيليين والعرب منذ أقدم العصور حتى الآن) وقد نقلت هذا المبحث جريدة الشمس القاهرية. وكذلك له قصة ترجمها عن الكاتب التركي المشهور رفيق بك خالد عنوانها (ابنة يزيد) وقد نشر نحو ثلثي القصة في مجلة الحديث، والثلث الأخير كان ترجمه وأرسله لمحرر المجلة، ولكنه ضاع في البريد ما بين الإسكندرية وحلب، ولعلي أستطيع أن أقوم بترجمة ما بقي من القصة. أو يقوم الأستاذ سامي الكيالي بذلك، لأن القصة ستخرج في كتاب.

وله غير ما ذكرت كتب أخرى لم تعها الذاكرة التي وهنت إزاء هذه الفاجعة الأليمة، وبعض هذه الكتب في النشوء والارتقاء، وبعضها في الفلسفة، وبعضها في النقد وغير ذلك.

ومن المهم أن أقول إن هذه الكتب كلها ضائعة أو في حكم الضائعة، لأن أخي - رحمه الله وغفر له - نقل جميع آثاره وكل مكتبه بعد تصفيتها إلى مكان لا أزال أجهله حتى ألان، ولعله أودع هذه الكتب عند بعض أصحابه.

وأخيراً لي كلمة وهي أن بعض الناس وجدوا في وفاة أخي فرصة ليتحدثوا بألوان من القول، وأصناف من الكلام. وكثير منهم يهرفون بما لا يعرفون، وبعضهم يتحدث في أشياء إن تبد لهم تسؤهم، وهم في هذا لا يراعون حرمة الموت - الذي هو مصير كل حي - ولا يخشعون أمام جلاله.

2 - تصويب

قرأت المقال البليغ الذي دبجته براعة الكاتب الكبير الأستاذ الزيات عن أخي الفقيد تحت عنوان (نهاية أديب) وقد لاحظت أن الأستاذ وقع في بعض الأخطاء، وكم كنت أود ألا يكون مثل هذا المقال البليغ محتاجاً إلى تصويب.

ذكر الأستاذ أن والدي - رحمه الله - تزوج من روسية ثم من مصرية بعد ذلك، والصواب أن والدي لم يتزوج من روسية ولا من مصرية.

وقال بعد ذلك: (ونكبت الإسكندرية الجميلة بالغارات الجوية الإيطالية فجلا أكثر الساكنين عن الثغر المروع، فأقفرت المنازل حتى منزل أدهم) والحقيقة أن منزلنا لم يخل من سكانه، وهو اليوم آهل بقاطنيه إلا شقة واحدة.

وعلى الأستاذ مني أزكى التحيات

(الإسكندرية)

إبراهيم أحمد أدهم

حدثني المرحوم أدهم أن أباه تزوج في مصر، وكان بين أولاد الزوجين الأولى والأخرى نزاع على ميراث فغلب على ظني أن الزوجة الثانية مصرية. أما خلو المنزل من ساكنيه فهي رواية قادم من الإسكندرية يزعم أن بينه وبين الفقيد معرفة.

(الزيات)

مسابقة الأدب العربي لطلاب السنة التوجيهية

اقترح معالي وزير المعارف إقامة مسابقة بين طلاب السنة التوجيهية في الأدب العربي. وقد خوطبت الجامعة في صدد المساهمة بمنح الفائزين مجانية كاملة أو نصف مجانية بكلياتها. وننشر فيما يلي قرار الوزارة في موضوعات المسابقة.

يمتحن المشتركون في المسابقة في الكتب الآتية:

أولاً: يمتحن الطلبة تحريرياً في الكتابين الآتيين:

(1) ديوان إسماعيل صبري للمرحوم إسماعيل صبري باشا (2) تحرير المرأة للمرحوم قاسم بك أمين

ثانياً: يمتحن الطلبة شفوياً في ثلاثة كتب (على حسب اختيار الطالب) من الكتب الآتية:

(1) الإنجليز في بلادهم للدكتور حافظ عفيفي باشا

(2) رحلة أحمد حسنين لأحمد حسنين باشا

(3) الأيام (الجزء الأول) للدكتور طه حسين بك

(4) مطالعات في الكتب للأستاذ عباس العقاد

(5) فيض الخاطر للأستاذ أحمد أمين

(6) وحي الرسالة للأستاذ أحمد حسن الزيات

(7) أهل الكهف للأستاذ توفيق الحكيم

(8) مختارات للأستاذ عبد العزيز البشري

(9) المنتخبات الجزء الأول لسعادة أحمد لطفي السيد باشا

وسيكون الامتحان في موضوعات حول هذه الكتب وفق بيان ستذيعه الوزارة على المدارس. وتضم درجة الناجحين في الامتحانين التحريري والشفوي إلى درجة اللغة العربية في امتحان شهادة الدراسة الثانوية القسم الخاص سنة 1941، ويرتب الطلبة في الامتحان وفق مجموع هذه الدرجات الثلاث، ولا يدخل هذا الترتيب إلا الناجحون في امتحان القسم الخاص. وستكون الجوائز التي تعكي للناجحين في هذه المسابقة كما يأتي:

للثلاثة الأول - مجانية كاملة بجامعة فؤاد الأول، (وموضوع تقريرها معروض على مجلس الجامعة) و20 جنيهاً لكل منهم. للثلاثة الذين يلونهم - نصف مجانية فؤاد الأول (وموضوع تقريرها معروض على مجلس الجامعة) و15 جنيهاً لكل منهم. للأربعة عشر طالباً التالين - 10 جنيهات لكل منهم.

وستكون المجانية في الجامعة مقتصرة على الطلبة الذين يستوفون الشروط للدخول في إحدى الكليات.

ويباح الدخول في هذه المسابقة لجميع الطلبة المقيدين في السنة المدرسية 1940 - 1941 بفرقة السنة الخامسة التوجيهية بالمدارس الأميرية والمدارس الحرة الخاضعة لتفتيش وزارة المعارف، ويكلف الطلبة الراغبون في دخول هذه المسابقة بشراء الكتب على نفقتهم الخاصة وعليهم أن يقدموا طلباتهم إلى مراقبة الامتحانات بوزارة المعارف على الاستمارة الخاصة (ويمكن الحصول عليها من إحدى المدارس الثانوية الأميرية) في ميعاد غايته أول نوفمبر سنة 1940.