مجلة الرسالة/العدد 369/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 369/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 07 - 1940



الحزن على باريس

قرأت ما نشر في (الرسالة) بإمضاء (صديق) وما نشر بإمضاء الأستاذ علي الطنطاوي، وكذلك قرأت ما نشر في جريدة (الدستور) بإمضاء الأستاذ محمود محمد شاكر، والأستاذ محمود حسن إسماعيل، وما نشر في جريدة (منبر الشرق) بإمضاء الأستاذ أحمد جمعة الشرباصي، وسمعت الملام من بعض الأصدقاء، وذلك كله كان تعقيباً على المقال الذي نشرته في (الرسالة) بعد سقوط باريس تحت أيدي الألمان

ويظهر أن أولئك الأصدقاء تناسوا أني حددت فكرتي بأوضح بيان حين قلت: إني جزعت على مصير فرنسا الروحية لا فرنسا السياسية، فقد حاربت الاستعمار بقلمي أعواماً طويلة، وقمت بحملة قلمية ضد فرنسا وأنا في باريس بمناسبة الحوادث التي أريد بها تنصير البربر، وخطوت خطوات في أندية باريس لصد ذلك العدوان

فما الموجب للقول بأني أتوجع لأمة صنعت ما صنعت في الشرق، وقد وضحت غرضي تمام التوضيح؟ وما الموجب لأن يتفضل كاتب كبير مثل الأستاذ المازني فيغمز جميع من توجعوا لباريس بمقال لاذع من مقالاته القيمة في البلاغ؟

أيجوز أن يقع حادث مثل سقوط باريس ولا يتوجع له روح الأديب؟

وكيف جاز إذاً لكبار شعرائنا أن يتوجعوا للأمم التي آذتها الزلازل من أمثال الطليان واليابان؟

وما قيمة الأديب إن لم يتأثر بالحوادث الخطيرة في هذا الوجود

ما قيمة الأديب إن لم يتوجع لمصاب العدو كما يتوجع لمصاب الصديق؟

في تاريخنا الإسلامي نقطة بيضاء هي ما صنع صلاح الدين حين جزع لمرض عدوه وهو ملك نصراني قاد جيشاً لمحاربة المسلمين في فورة الحروب الصليبية، فقد سجل التاريخ أنه اهتم بمداواة ذلك الملك النصراني، وكانت مكرمة مأثورة من مكرمات صلاح الدين

فكيف يعاب علينا أن نجزع لنكبة الفرنسيين ولو صح أنهم في جميع أحوالهم أعداء؟

وأقول للمرة الأولى بعد الألف إنني لا أصدر فيما أكتب إلا عن وحي القلب والضمير، ومن الصعب أن ألتفت إلى النصائح الثمينة التي يوجهها الأصدقاء من حين إلى حين، والخطأ المبتكر هو عندي أفضل من الصواب المنقول

وهل كان من الكثير أن اكتب مقالاً في التوجع لما صارت إليه باريس؟

تلك والله إحدى الأعاجيب، ومن الخير أن تقع في دنيانا أعاجيب، فقد عرفت أن في الدنيا ناساً يرون الشماتة من كرم الأخلاق. . . عفا الله عنهم وهداني!

زكي مبارك

حول العتب والبيان

كتب الأستاذ علي الطنطاوي في العدد الصادر أول يولية سنة 1940 كلمة عن أدب دمشق، وأنها - أي دمشق - (ضائعة بين مصر ولبنان، فلا هي ترتضي مذهب لبنان في الأدب ولا مصر تلقي لها بالاً وتحفل بها) فعجبت من مساق هذا الرأي ورضا الكاتب عنه، فأنا أربأ بدمشق الخالدة، بلد العلم والثقافة، ومثابة الشعر والجمال، أن تكون متبعة في أدبها لا متبعة، مقلدة لا مبدعة، راجية في أدبها الاقتداء لا السيادة، وذلك على الرغم من سماتها السادرة، وطوابعها الحائرة، وما يعتور أدبها من قلق ووجوم وفتور. إن دمشق الشام لها كيان أدبي مرموق، وفيها أهل معرفة وثقافة، فينبغي أن تفرض أدبها فرضاً، وأن تسم آثاره بمياسم خاصة تميزها من غيرها، وتكون دليلاً عليها

قد تكون مصر الأدبية والعلمية بحكم أهلها الكرام وجيرانها الخلصاء، لا تعبأ بأدب الأقطار العربية التي تعتز بها وتؤمن بزعامتها، فقد سبق لكثير من أهل هذه الأمصار أن عتب على مصر العزيزة لتفريطها في الحديث عن ثقافة الإخوان والجيران، ورعاية الإعجاب الذي يحسه نحوها كل أديب ومتأدب في هذه الديار، على أن مما يسكن نأمة العتب أن قادة الأدب في مصر وكتابه الفضلاء كالدكتور عبد الوهاب عزام، والدكتور طه حسين، والأستاذ سعيد العريان، يعترفون بهذا التفريط في حق من يولونهم هذه المودة الصريحة والثقة الغالية اللتين تتجليان في أقوال العاتبين وأفعالهم، وإن المجال ليضيق الآن عن تعداد ما كتب أولئك المصريون الفضلاء، وترداد ما أعلنوا بصدد العتاب والاعتراف

والواقع أن على مصر الناهضة تبعات ثقالاً وأن لها رسالات أشتاتاً، فهي آخذة في توحيد الشعور والتفكير، جاهدة في سبيل الحرية والتعاون والمعاش، متلاقية بأمصار العرب والإسلام تحت راية القرآن وفي حمى الفصحى والجوار، ولسوف تقيض لها الأيام أن ترى ألوان الأدب في كل بلد من بلاد الشام وتلمس مبلغ قوته أو ضعفه فتتعاون والإخوان على ازدهار الحياة الأدبية عندنا إن كانت متينة مشرقة، أو على تغذيتها وتقويتها إن كانت كامدة موهونة.

أما العتب الذي وجهه الأستاذ الطنطاوي بشأن منشورات دمشق العلمية والأدبية وإهمال الكتاب المصريين واجب نقدها والإشارة إليها، فمن ذلك النوع المعاتب على نية خالصة بريئة ولوجه الأدب فحسب

ولو أنصفنا لقلنا إن أكثر تلك المؤلفات التي أومأ إليها الأديب الفاضل كتبت عنها (الرسالة) و (الثقافة) الكريمتان، وقد نشرنا من بعضها فصولاً طوالاً. ولعل قارئ المجلتين يتذكر ما سبق إذاعته عنها، وأما كتب أساتذة الجامعة السورية من طبية صحية وحقوقية قانونية، فليس من اختصاص أهل الأدب وكتاب النقد في مصر أن يلموا بها ويكشفوا عن محاسنها ومساويها، فإذا كان ثمة عتب من أجلها فينبغي أن يوجه إلى أنداد أولئك الأساتذة من علماء القانون والطب في مصر

ومن الحق أن نعترف أن مجلات مصر الكبريات كالمقتطف والهلال والرسالة والثقافة تشير في كثير من الأحيان إلى ما يرد عليها من آثار القلم في بلاد العرب وإن تكن إشارتها محدودة ضئيلة، على أنها لا تحجم أحيانا عن نشر دراسات مفصلة لتلك الآثار

على أن هنالك كتباً قيمة صدرت عن دمشق تجاوز عن ذكرها الأستاذ الطنطاوي سهواً ونسياناً، وكان يجدر بها ألا تحرم إعجابه وتنويهه بها، فقد اقتصر على ذكر طائفة معينة من المؤلفات الدمشقية طالما أشاد بها وأكبر أصحابها، فرأيت من العدل أن آتي على ذكر ما يحضرني من الكتب التي لم يشر إليها الكاتب العاتب، منها:

ديوان التقي: للأستاذ أديب التقي

الزراعة العلمية: للأمير مصطفى الشهابي

فن القصص عند الجاحظ: لمحمد المبارك

الحجاج: لإبراهيم الكيلاني

آرائي ومشاعري: لفلك طرازي أخطاؤنا في الصحف والدواوين: لصلاح سعدي

غزل البحتري: لياسين الحموي

صريع الغواني وجرير: لجميل سلطان. . . وغيرها. . .

وأما كتب الأستاذ محمد كرد علي فإنها في مصر تكاد تكون أشهر وأذيع منها في ديار الشام، ومؤلفاته الحديثة المطبوعة فيها من مآثر (لجنة التأليف والترجمة والنشر في مصر) مما ينطق ألسنة الشاميين بالشكر والإعجاب.

(دمشق)

وداد سكاكيني

من عجائب الاجتهاد

قرأت البحث القيم المنشور في عدد الرسالة الأخير تحت هذا العنوان عن مسرحية الدكتور بشر فارس واقتباسه موضوعها وفكرتها من قصيدة الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد (القمة الباردة) ومن أبيات للأستاذ علي محمود طه من قصيدة (قلبي) المنشورة في ديوانه (الملاح التائه) فوجدت في هذا البحث هدى للمطلعين. وقد لاحظت خطأ مطبعياً في صدر أول بيت من أبيات الشاعر علي محمود طه أرى تصحيحه كما هو مثبت في ديوانه بالنص الآتي:

وصرختَ حينَ أجنَّك الليلُ ... متمرداً تجتاحكَ النارُ

ولاشك أن هذا النقد القوي الدقيق هو من مقومات حياتنا الأدبية

سالم العطار

مدرس ثانوي

إلى علماء التاريخ

لما كنت في كركوك من مدن العراق وجدت البلد قسمين: المدينة الجديدة وهي في السهل وبحذائها (مدينة النفط) والمدينة القديمة ويدعونها القلعة لأنها قائمة على قلعة عالية منشأة على هضبة مصنوعة وحولها خندق ولها أبواب. أما سورها فلم أجد منه إلا بقية لا يكاد يتبينها الناظر، فلما خرجت منها متوجهاً إلى دمشق عن طريق الهلال الخصيب مررت بإربل (ويسمونها اليوم أربيل) فوجدت فيها قلعة مثل قلعة كركوك ولكنها أكبر وأظهر وأبقى أثراً وحولها خندق عميق وفيها بيوت سراة القوم والسوق المسجد الجامع. ثم بلغت الموصل فوجدت فيها قلعة مثلها ولم أستطع أن أراها، ثم دخلت حلب فوجدت قلعتها على مثال القلاع التي ذكرت غير أنها مبنية بالصخر وهي أكمل وأجمل، وحيال بابها جسر يجتاز عليه الخندق كجسور قلاع القرون الوسطى. ثم أتيت حماة فوجدت فيها وفي حمص قلعتين على هذا الشكل فاستوقفني هذا الخط من القلاع وأحببت أن أعرف تاريخه فرجعت إلى (ياقوت) وغيره وسألت من أعرف من المشتغلين بفن التاريخ فلم يشف لي أحد منهم غلة، فعرضت السؤال على قراء الرسالة راجياً ممن له معرفة بالجواب نشره فيها، لأستفيد منه أنا وغيري ممن لم ينقطع للتاريخ ومباحثه

(دمشق)

(سائل)

قصتان والفكرة واحدة

منذ أشهر قرأت للأستاذ محمد سعيد العريان قصة (من أدباء الجيل) بالرسالة العدد (345) ولقد أعجبت هذه القصة كل من قرأها لقوة فكرتها وروعة أسلوبها، ولكني بعد انتهائي من قراءتها أخذت أشعر باني قرأت مثل هذه القصة من قبل. ثم تذكرت أني قرأتها في العدد الخاص ب (أحسن القصص) من مجلة (كل شيء والدنيا)، ولقد أفضيت بما يجيش في نفسي لبعض الأصدقاء، ولكن كان جواب أحدهم: يجوز أن يكون الأستاذ العريان نشرها من قبل وعلى ذلك يكون المؤلف واحداً. فكان جوابي: نعم يجوز

واليوم بينما أنظم مكتبتي - المتواضعة - عثرت على مجلة (كل شيء والدنيا) العدد (498) الأربعاء 22 مايو 1935. ولقد تصفحت هذا العدد، فوجدت القصة التي هي بيت القصيد للأستاذ (محمد أبو طائلة) وعنوانها (الشهرة) ولقد قرأت هذه القصة مرة أخرى، فوجدت أن فكرة هذه القصة هي بلحمها ودمها فكرة قصة (من أدباء الجيل) وإن اختلف الأسلوب والعنوان وبعض الحوادث الثانوية هذا ولست أقصد من وراء قولي هذا أن أعتبر هذا الاتحاد في الفكرة من السرقات الأدبية. كلا. . . فإني أحترم أدب الأستاذ (العريان) وأنزهه عن ذلك. وإنما أعتبر اتحاد الفكرة في القصتين من توارد الخواطر. والذي دعاني إلى تسجيل هذه الكلمة هنا هو أني أريد بأن أضع الحق في نصابه، وحتى تكون للأدب (كما قال الدكتور زكي مبارك) رقابة أدبية، تراقب الإنتاج الأدبي الجديد وتزنه تميزان الحق والعدل. ومن العدل أن نقول إن الأستاذين (أبو طائلة والعريان) كتبا قصتيهما فأجادا. ولكن الفضل الأكبر للسابق لأن الفكرة واحدة.

(دمنهور)

حسين الحوني

ارتجال المصادر

ذكر الأديب السيد ميخائيل عواد العراقي في ثنايا حواشيه على مقالة (العروب في العراق) في العدد الستين بعد الثلاثمائة من الرسالة النيرة، أن للسيد حبيب الزيات مقالة نفيسة في مجلة (لغة العرب) (5 (1927) 461 - 465) بعنوان: (السفن والمراكب في بغداد في عهد العباسيين) وقد رجعنا إلى مجلة لغة العرب، وبحثنا عن هذه المقالة فلم نجدها، كما فتشنا في مجموعة المجلة المحفوظة في المجمع العلمي فلم نرها. فهل للأديب السيد عواد أن يزيدنا من الإيضاح، ويعلمنا مكان المقالة بالضبط؟

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

استفهام

وقع نظري في مقالة الأستاذ محمود شاكر في العدد 364 على قوله: (وجعل يقتطف منها حيث أراد) فكان من الحتم علي - وأنا من المعجبين بأسلوبه ولغته واطلاعه - أن أسأله هل يسوغ استعمال (اقتطف) ومعجمات اللغة كاللسان والأساس والقاموس والنهاية والمصباح لم تذكر غير (قطف)؛ على أنها نصت على استعمال (قبس واقتبس)

وإذا كان استعمال (اقتطف) من الخطأ الذي لا يجوزه القياس ولا السماع فقد قال العلامة ابن الأثير في المثل السائر: (ليس الفاضل من لا يغلط، بل الفاضل من يعد غلطه)

رشاد عبد المطلب

انتحار الدكتور إسماعيل أحمد أدهم

روت الصحف أن الدكتور إسماعيل أحمد أدهم الباحث المعروف قد انتحر غرقاً في البحر الأبيض في الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء الماضي يأساً من الحياة وزهداً فيها. وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين، ويطلب إحراقها وأن يشرح رأسه

والدكتور أدهم أعزب في الثامنة والعشرين من عمره ينتسب إلى أصل تركي، ولم يكن له عمل أو وظيفة، بل كان يعول في الحياة على إيراد منزل يمتلكه بالإسكندرية. وقد كان يميل في بحوثه إلى الفلسفة اللادينية

مصير المبادئ في فرنسا

تعجبني هذه الروح التي بدت في الشرق على أثر انهيار فرنسا ورددت صداها مجلة الرسالة الغراء في مقالات الأساتذة: الزيات، وزكي مبارك، وصديق، هذه الروح التي التفتت إلى الشرق لترى ماذا أصابه من فرنسا المنهزمة

صحيح أننا إذا أردنا أن نحكم على أمة عظيمة مثل فرنسا لا يمكننا ذلك إلا إذا عشنا في فرنسا نفسها وفي مستعمراتها لنرى كيف تتصرف في كل من البلادين. وعند ذلك نستطيع أن نحكم، وعند ذلك نستطيع أن نعلل هزيمتها تعليلاً منطقياً صحيحاً. ولو عاش الدكتور زكي مبارك في مستعمرات فرنسا كما عاش في باريس لعرف أن الحرية التي تحمل رايتها فرنسا، وأن الديمقراطية التي حاربت الألمان من أجلها هي أفكار قد سعدت بها فرنسا يوم كانت تؤمن بها أشد الإيمان وشقيت بها يوم أصبح إيمانها بها ضعيفاً وأصبحت عندها كتقاليد لا كمبادئ. . .

لقد علل المريشال بيتان هزيمة فرنسا بالضعف الخلقي الذي أصابها بعد الحرب العظمى والذي صحبه انحلال في المبادئ التي ورثها الفرنسيون عن الثورة الفرنسية الكبرى وآمنوا بها، فلا الحرية بقي لها المعنى السامي الذي عرفها به الذين أعلنوا (حقوق الإنسان) ولا الديمقراطية نفذت في فرنسا كمبادئ سامية يدين بها الشعب والزعماء والأحزاب. ولكن فرنسا - بعد الحرب العظمى - تسترت تحت هذه الكلمات: (الحرية، الديمقراطية، العدل) ولم تعمل بها كمبادئ ولكن كأفكار فقط

وهذا سر ما نرى من أنها ما كادت تسلم لأعدائها حتى محت من دستورها كلمات (الإخاء، الحرية، المساواة) وأخذت تعمل على تغيير دستورها ونظام الحكم فيها، وما كان للحرية والديمقراطية اللتين يؤمن بهما شعب عظيم من أن ينهار بهذه السرعة

وإذا كانت فرنسا تمثل ركناً عظيما من أركان الديمقراطية فكيف تفسر الاتفاق بين سياستها وسياسة إيطاليا الفاشستية مثلاً: إن الفكرة التي أوحت إلى إيطاليا الفاشستية أن تقذف بزعماء العرب في طرابلس من الطيارات هي التي أوحت إلى فرنسا الديمقراطية - وفي عهد الجبهة الشعبية - أن تجرد على قرية من قرى المغرب الأقصى سرباً من الطيارات ليهدمها على أهلها لأنهم طالبوا بحقوق حيوية لهم كعدم صرف مياههم التي يستغلونها في الشرب والسقي إلى المعمرين الفرنسيين

والفكرة التي أوحت إلى هتلر أن يسجن شوشنج زعيم النمسا في قصر عظيم من قصور فيينا لأنه عارض في استعمار بلاده، هي التي أوحت إلى فرنسا أن ترسل الزعيم علال الفاس إلى (ليبرفيل) - مقبرة الرجل الأبيض - ليستنشق من هوائها العذب الموت الزؤام، لأنه عارض في سياسة القمع والإرهاب التي يساس بها المغرب الأقصى

الحق أننا يجب أن ننتبه إلى ما جرى في الشرق فإنه قد يكشف لنا عن أسرار الحوادث الجسام التي تجري في الغرب

(ع ك)