مجلة الرسالة/العدد 360/رسالة الشعر
مجلة الرسالة/العدد 360/رسالة الشعر
لحن. . .
للأستاذ أمجد الطرابلسي
في فمي لحنٌ ولكنْ لا أغنَّي ... وإذا غَنَّيْتُ، من يفهمني؟
أنتَ لا تَسْطيعُ أن تسمعَ لحني ... وأخاف الكون أن يسمعني
يا حبيبي! كلماّ جئتُ الخميلة ... أتوارى في حناياها الظلّيلة
فرنتْ زَنبقةٌ ... نحوي جميلة
أو سمعتُ الطيرَ في الأغصان غنَّى ... طَرباً يَنْزِلها غصناً فغصنا
شاقني أن أسْمِعَ الأطيارَ لحنا
ثم أمضي والأسى يغمرني. . .
أنت لا تستطيع أن تسمعَ لحني ... فلمن - غيرك - قيثاري وفنَّي؟
كلماّ هِمْتُ على الشاطئ وحدي ... ورأيت الموجَ في جزرٍ ومدَّ
هاجتِ الوَحْدَةُ آلامي ووجدي
فذكرتُ اللَّيْلَ، والأنجمُ ترنو ... والهوى في الشَّطَّ والبحرُ يُرِنَّ
فهفا في قلبي ... النشوانِ لحنُ
ثم أمضى والدجى يشملني. . .
أنت لا تسمعني حين أُغَنَّي ... يا حبيبي! فَلِمَنْ أعزف لحني؟
يا حبيبي! كلماّ رُدْتُ الشَّعابا ... كَشَفَ العُلَّيْقُ عن أمْسِي حِجابا
فَأُحَيَّيهِ ذهاباً وإيابا
وأرَى أثمارَهُ ترنو إليَّا ... فإذا أدخلت في الشَّوكِ يَدَيّا
لاحت الذكرى فَغَشَّتْ مُقْلَتَيَّا
فتحاملتُ وآثرتُ الْمُضيَّا
كلُّ ما حولِيَ يَسْتَنْشِدُنِي
غَيْرَ أَنَّي إن تكنْ أُقصِيِتَ عنيّ ... يا حبيبي! فأنا لستُ أُغَنّي
في فمي لحنٌ ولكن لا أُغَنَّي ... وإذا غَنَّيْتُ، من يفهمني؟ أنتَ لا تستطيعُ أن تسمعَ لحني ... وأخاف الكون أن يسمعني!
(باريس)
أمجد الطرابلسي