مجلة الرسالة/العدد 357/القصص
مجلة الرسالة/العدد 357/القصص
الصدأ. . .
للقصصي الفرنسي جي دي موباسان
لم يكن له في حياته سوى (غِيِة) واحدة، غية نهمة، لا تعرف الشبع: (الصيد!)
كان يصطاد كل يوم من الصباح إلى المساء في لهفة وشوق، وكان يصطاد في الشتاء والخريف وفي الربيع والصيف، وكان يصطاد في الغدران حين كانت الأنظمة تحظر الصيد في الغابات والإحراج، وكان يصطاد بجميع أنواع الصيد: بالعدو، وبالكلب المتحفز والكلب الراكض، والكمين، والمرآة والفتاش. . .
ولم يكن يتحدث عن شئ غير الصيد، ولم يكن يحلم بشيء غير الصيد!. . . ولم يكن لينقطع عن التردد: يا لشقاء من لا يحب الصيد!. . .
ومع أنه تجاوز العقد الخامس من حياته، فإنه صحته لا تزال جيدة، بحيث لا يظن أنه تخطى عتبة الشباب، بالرغم من الصلع الذي فتك بشعر رأسه؛ وهو إلى ذلك شديد البأس قوي البنية ضخم الجسم
وكان يحلق ما تحت الشارب ليكشف جيداً عن شفتيه، ويجعل دائرة الفم حرة ليسهل عليه النفخ في البوق
ولم يكن أحد في المنطقة يدعوه بغير اسمه الخاص: (السيد هيكتور)، مع أن اسمه البارون هيكتور غونتران دي كورتلين
وكان يقطن في وسط الإحراج، في مزرعة صغيرة انتقلت إليه بالإرث؛ ومع أنه كان يعرف جميع الطبقة الأرستقراطية في المقاطعة، ويتقابل مع جميع أفرادها الذكور في أماكن الصيد، فإنه لم يكن يتردد بصورة فعلية على أكثر من أسرة واحدة هي أسرة (كورفيل) التي تقطن بجواره وتخلص له الود، والتي عقدت أواصر القرابة بين أسرته وبينها منذ أجيال عديدة
وكان حبيباً إلى هذه الأسرة عزيزاً لديها، مكرماً محترماً؛ وكان كثيراً ما يقول لأفرادها:
- لو لم أكن صياداً لما وددت الابتعاد عنكم قط! وكان السيد دي كورفيل صديقه ورفيقه منذ عهد الحداثة، وكان مزارعاً شريفاً يعيش عيشة هادئة مع زوجه وابنته وصهره السيد دي دانتو الذي لم يكن له عمل، بحجة أنه منقطع لأبحاث تاريخية خطيرة.
وكثيراً ما كان البارون دي كورتلين يتناول عشاءه على مائدة أصدقائه ليحدثهم عن الصيد خاصة، وكان يروي لهم قصصاً مطولة عن الكلاب والفتاش، وكان يتحدث عن هذه الأشياء كما لو كان يتحدث عن شخصيات بارزة له بها صلات وثيقة، فكان يكشف عن نياتها ومقاصدها، ويشرح حركاتها وإشاراتها:
عندما رأى فيدور - اسم كلبه - أن العصفور هو الذي يضطره إلى أن يعدو سريعاً هكذا، قال في نفسه: انتظر أيها اللعين، أنا لن نلبث أن نضحك وأن نضحك كثيراً. ثم أشار إلىَّ برأسه أن أذهب وأتوارى في حقل النَفَل، وأنطلق يبحث ويبحث ملتوياً تارة ومنحرفاً تارة أخرى في شئ غير يسير من الجلبة وهو يتسلل بين الأعشاب ليوصل العصفور المطارد إلى زاوية لا يستطيع الإفلات منها. وقد تم كل شئ كما توقعه، ولم يلبث العصفور أن سقط في أقصى الحقل، إذ لم يكن في إمكانه أن يذهب إلى أبعد من ذلك من غير أن يرى. فقال له فيدور: هاأنت وقعت بين يدي. . . ثم أكب على رجليه متخفياً والتفت ينظر إلى، فما كدت أشير إليه حتى سمعت (بررررر) فطار العصفور فرفعت البندقية إلى كتفي وأطلقت منها النار: (بان) وإذا بالعصفور يسقط، فحمله فيدور إلى وهو يحرك ذنبه كأنه يريد أن يقول: أرأيت كيف نجحت الحيلة يا سيد هيكتور؟
وكان كورفيل ودارنتو والسيدتان يضحكون ضحكاً شديداً من هذه القصص الغريبة التي يرويها البارون بكل ما أوتي من فن وبراعة، فكان يحرك كتفيه ويشير بجميع أعضاء جسمه، حتى إذا وصل إلى موت العصفور انفجر يضحك ضحكاً عريضاً وهو يسأل هذا السؤال الذي يتخذه خاتمة لقصته: إنها لجميلة هذه القصة. أليس كذلك؟.
ولا يكاد الحديث ينتقل إلى موضوع آخر حتى ينصرف عنه سمعه، ويشرع يدمدم بعض أغاني الصيد، كما كان يفعل حين يسود الصمت بين جملتين، فإن الهدوء لا يكاد يقطع ضجة الحديث حتى تنطلق منه على حين غرة: طن. . . طن. . . ويظل البارون يرددها وهو ينفخ خديه كأنه ينفخ في بوق
وهو لم يتعلق بالحياة إلا لأجل الصيد، وكان الهرم قد بدأ يدب إليه شيئاً فشيئاً. وذات يوم أصيب بداء المفاصل ولزم الفراش شهرين متواصلين، فكاد يقضي كآبة وضجراً. ولما لم يكن لديه خادم تتولى شئون بيته عهد إلى إحدى العجائز بأمر إعداد الطعام. . .
ولم يكن في استطاعته أن يحصل على كمادات حارة، ولا أن يظفر بما يفتقر المرضى إليه من عناية، فتخذ من قائد كلابه ممرضاً له، وصار هذا الأخير يضجر بقدر ما يضجر سيده على الأقل، فصار ينام ليلاً ونهاراً على الكراسي بينما البارون يشتم ويجدف محنقاً مغتاظاً في سريره
وكانت السيدة كورفيل وابنتها تعودانه أحياناً، فكانت الساعة التي تقضيانها بقربه أحي الساعات إليه، ينعم بالهدوء والراحة، إذ تغليان له ما يحتاج إليه من مشروبات حارة وتتعهدان الموقد وتقدمان له فطوره على حافة سريره؛ فكان يدمدم حين انصرافهما: كان عليكما أن تقطنا هنا؛ فتغرق السيدتان في الضحك وتوصدان الباب وراءهما
ولما تحسنت صحته وعاد يصطاد في الغدران ذهب ذات مساء لتناول العشاء على مائدة أصدقائه، ولكنه لم يكن كعادته مرحاً نشطاً، إذ كان يخشى الانتكاس وعودة الآلام قبل افتتاح موسم الصيد؛ فلما نهض يريد الانصراف هرعت السيدتان إليه تلفان حول عنقه وشاحاً حريرياً، فترك نفسه للمرة الأولى في حياته بين أيديهما؛ ثم أخذ يتمتم بلهجة يائسة:
- إذا عادت الآلام إلىَّ قضى علىّ لا محالة!
وعندما انصرف قالت السيدة دارنتو لأمها:
- يجب تزويج البارون!
فسرَّ الجميع لهذه الفكرة وعجبوا كيف أنهم لم يفكروا في ذلك إلى الآن، وطفقوا يبحثون طيلة السهرة بين الأرامل اللواتي يعرفوهن، وانتهى بهم الأمر إلى أن وقع اختيارهم على سيدة في الأربعين من عمرها ما تزال جميلة موسرة، حسنة الطباع جيدة الصحة تدعى (برت فيلرس)
فدعوها لتمضية شهر في القصر، ولما كانت تضجر وحدها في بيتها لبَّت دعوتهم، وكانت كثيرة الحركة والمرح، وراقها السيد كورتلين لأول نظرة، وأصبحت تسر بوجوده كما تسر بلعبة تنبض فيها الحياة، وصارت تقضي الساعات الطويلة تسأله في خبث عن عواطف الأرانب وحيل الثعالب. فكان يندفع برزانة في تمييز وجهات نظر مختلف الحيوانات ناسباً إليها خططاً دقيقة كما ينسب مثلها إلى معارفه من الرجال وقد استحسن الالتفات الذي كانت تعيره إياه، وأراد أن يبرهن على تقديره لها فدعاها لمرافقته إلى الصيد، وكانت هذه الدعوة أمراً لم يقدم عليه إلى الآن مع أية سيدة أخرى. وقد بدت لها هذه الدعوة مضحكة إلى درجة لم تر مانعاً من قبولها
وتعاون الجميع على إلباسها لباس الصيد. فصار كل واحد يقدم لها شيئاً، ثم ظهرت وقد ارتدت ثيابها على طريقة سكان (الأمازون) في رجليها حذاءان ضخمان، تنفرجان عن سروال من سراويل الرجال، فوق قميص قصير تغطيه سترة من القطيفة تضيق عند النحر، وعلى رأسها قبعة من قبعات الخدم الذين يقودون الكلاب
وكان يبدو على البارون أنه شديد التأثر كأنما هو سيطلق أول طلقة من بندقيته، وشرع يشرح لها بدقة اتجاه الهواء ومختلف أنواع وقفات الكلاب، وطرق اجتذاب الحيوانات والطيور لصيدها. ثم دفع بها إلى أحد الحقول وراح يسير في إثرها خطوة خطوة كأنه مرضع تسير وراء رضيعها عندما يبدأ يمشي لأول مرة
وصادف (فيدور) طائراً فأكب على رجليه ووقف.
ثم رفع إحدى رجليه، وكان البارون وراء تلميذته يرتجف كريشة في مهب الرياح يتمتم: انتهى. . . حجـ. . . لات. . .
ولم يكد يتم كلمته الأخيرة حتى دوى طلق شديد، وارتفع من الأرض بررررر. . . فارتفع على الأثر سرب من الطيور في الهواء وهي تضرب بأجنحتها ضرباً عنيفاً
ومن شديد التأثر أغمضت السيدة فيلرس عينيها وأطلقت طلقتين، وتقهقرت من أثر رجة البندقية، فلما استعادت رباطة جأشها أبصرت البارون يرقص حولها كالمجنون وفيدور يعود بحجلتين بين فكيه
منذ ذلك اليوم بدأ السيد كورتلين يعشقها!
وأنشأ يقول عنها وهو يرفع بصره: يالها من امرأة!. . .
ومنذ ذلك اليوم صار يأتي كل مساء ليتحدث عن الصيد. وذات مرة، بينما كان السيد دي كورفيل يودعه والبارون مندفع في امتداح صديقته الجديدة سأله:
لماذا لا تتزوجها؟
فجمد البارون كالمأخوذ وقال: - أنا؟. . . أنا؟. . . أتزوجها!. . . ولكن. . . فعلاً. . .
وصمت ثم هز يد صديقته بسرعة وتمتم:
- إلى اللقاء يا صديقي
واختفى في ظلام الليل وراح يبتعد بخطوات واسعة. . .
ولم يعد البارون طيلة أيام ثلاثة، ولما عاد كان الشحوب قد صبغ وجهه بصفرة داكنة لشدة ما عاناه من التفكير الممض. وكان هذه المرة أكثر رزانة من قبل، فتوجه إلى السيد كورفيل وأخذه على طرف ثم قال له:
- لقد خطر لك وجيه، فأرجوك أن تعمل على تهيئتها لقبولي زوجاً لها. . . يا لله. . . لكأن هذه المرأة خلقت من أجلي، إذ نستطيع أن نذهب للصيد معاً دائماً
ولما كان السيد دي كورفيل متأكداً من أنها لا ترفض، أجاب:
- أطلب يدها حالاً يا عزيزي. . . أتريد أن أقوم بهذه المهمة؟
ولكن البارون اضطرب فجأة وصار يتلعثم:
- كلا!. . . كلا!. . . . ينبغي قبل ذلك أن أقوم برحلة قصيرة. . . برحلة قصيرة إلى باريس، وسأجيبك حال رجوعي الجواب النهائي. . .
وامتنع عن بيان أسباب ذلك. وفي اليوم التالي سافر. . . . مضى أسبوع. . . أسبوعان. . . ثلاثة. . . والسيد كورتلين لم يعد، فاستغربت ذلك أسرة كورفيل وقلقت عليه، ولم يعد أفرادها يدرون ماذا يقولون للسيدة فيلرس التي أطلعوها على رغبة البارون، وصاروا يرسلون كل يوم إلى داره من يتسقط أخباره، ولكن لم يكن بين خدمه من تلقى شيئاً منه
وذات مساء، بينما كانت السيدة فيلرس تغني وهي تعزف على البيان اقتربت الخادم بحذر كبير من السيد كورفيل، وهمست في أذنه بصوت خافت جداً: إن بالباب رجلاً يريد مقابلته
وكان هذا الرجل البارون وهو ما يزال في لباس السفر، وقد بدا عليه كثير من الشحوب والهزال والهرم، وما كاد يقع بصره على صديقه حتى أسرع إليه وأمسك بيديه، وقال له بصوت ضعيف متعب:
- وصلت في هذه اللحظة يا عزيزي ومع ذلك فقد أسرعت إليك لأقول لك. . .
ثم صمت برهة، وفي شئ من الارتباك والتردد استأنف: - أريد أن أقول لك. . . حالاً. . . إن القضية. . . التي تعرفها لا يمكن. . . أن تتم. . .
فنظر إليه السيد كورفيل دهشاً:
- كيف. . .؟ ولماذا لا يمكن أن تتم؟
- أوه!. . . أرجوك ألا ترهقني بالأسئلة، إذ يشق على كثيراً أن تضطرني لبيان السبب، ولكن كن واثقاً كل الثقة أنني لا أفعل إلا ما يفعله كل رجل شريف. . . . إني لا أستطيع. . . بل ليس لي الحق في أن أتزوج هذه السيدة. . . أفهمت؟. . . وسأنتظر مغادرتها داركم لأعود إليكم. . . لأن مشاهدتها تمضني كثيراً. . . فإلى اللقاء. . . وانصرف هارباً
فاجتمعت الأسرة كلها وأخذت تتشاور وتتناقش وتفترض الافتراضات المختلفة، وانتهى بها الأمر إلى أنه لابد أن يكون في حياة البارون سر خطير، فقد يكون له أولاد طبيعيون، وقد تكون له علاقات غرامية قديمة. . . وأدركت أسرة كورفيل أن الحالة على جانب عظيم من الرصانة، ومنعاً لتعقيدات أخرى تسلحت بلباقة فائقة لإطلاع السيدة فيلرس على الواقع. . . فعادت هذه السيدة أرمل كما قدمت. . .
ومضى على ذلك ثلاثة أشهر. وفي ذات مساء أفرط السيد دي كورتليه في تناول العشاء، وصار يترنح وهو يدخن غليونه مع السيد دي كورفيل، كم كانت دهشة هذا الأخير عظيمة حينما فاجأه البارون قائلاً:
- آه لو كنت تعلم كم أفكر في صديقتك، إذن لأشفقت علي!
والسيد دى كورفيل الذي استاء من سلوك البارون في هذه القضية أجاب بصراحة:
- كان عليك يا عزيزي، ما دام في حياتك الماضية أسرار ألا تقدم على ما أقدمت عليه، إذ كان في إمكانك بكل تأكيد أن تفكر من قبل في السبب الذي سيضطرك للرجوع من عزمك
فبدت على البارون علامات الخجل، وقال بعد أن توقف عن التدخين:
- كان ذلك ممكناً وغير ممكن في وقت واحد. . . ولكني لم أكن أصدق إمكان حدوث ما حدث
فقاطعه لسيد دي كورفيل بفارغ الصبر:
- كان عليك أن تفكر في إمكان حدوث كل شئ!
فألقى السيد كورتلين نظرة على الظلام الذي يكتنفهما، وبعد أن تأكد من أنه ليس حولهما من يسمعهما قال بصوت منخفض:
- ألاحظ أنك مستاء من تصرفي، وسأفضي إليك بكل شئ لتمن عليّ بالعذر. . . منذ عشرين سنة وأنا لا أحيا يا صديقي إلا للصيد. . . والصيد وحده دون كل شئ آخر. . . أنا كما تعلم لا أحب شيئاً غير الصيد، ولا أهتم بشيء آخر سواه. . . ولذلك خطر لي قبل أن أوقع عقد الزواج مع هذه السيدة أن. . بل حصل في ضميري تردد. . . إذ منذ الزمن الذي انقطعت فيه عن. . . عن الحب. . . لم أعرف إذا كنت لا أزال أقوى على. . . على. . . أفهمت؟؟. . . تصور أنه مضى عليّ أكثر من ست عشر سنة لم. . . لم. . . أفهمت؟ وليس من السهل في هذه المقاطعة أن. . . أفاهم أنت؟. . . ثم إنه كان لدي شئ آخر أعمله. . . كنت أفضل على ذلك أن أطلق طلقة من بندقيتي. . وبكلمة مختصرة حين عزمت على أن أتعهد إزاء الكاهن وإزاء المأمور الرسمي على أن أقوم بواجب الزوجية خشيت أن أكون. . . والرجل الشريف لا ينقض عهوده ولا يخل بتعهداته. . . وكان علي أن أقطع لهذه المرأة عهداً مقدساً بأن. . . وأخيراً، ولكي أكون واثقاُ من نفسي قررت أن أسافر إلى باريس وأن أقضي فيها ثمانية أيام، ولكن الأيام الثمانية انقضت ولم أستطع أن أعرف شيئاً مطلقاً، ولم يكن ذلك ناشئاً عن قلة ما قمت به من تجارب، إذ ترددت على أحسن ما في باريس من جميع الأنواع وجميع الأجناس، وأؤكد لك أن أولئك عملهن كل ما باستطاعتهن. . . ولكن ماذا تريد. . . كن جميعاً ينسحبن مغمغمات. . . متمتمات. . . وإذ ذاك قررت أن أنتظر خمسة عشر يوماً. . . فثلاثة أسابيع رجاء أن. . . وقد أفرطت في تناول الأطعمة المفلفلة، الأمر الذي أجهد معدتي إجهاداً عظيماً. . .
ورغم كل ذلك لم أستطع شيئاً مطلقاً!. . . وفي هذه الحال وإزاء فشل جميع المحاولات لم يكن لي بد من الانسحاب. . . وهذا ما فعلته!. . .
وكان السيد دي كورفيل أثناء ذلك يدور على نفسه ويبذل جهداً عظيماً ليحول دون انفجاره بالضحك، فلما فرغ البارون من روايته هزَّ يديه برصانة قائلاً:
إني لأشفق عليك حقاً
ورافقه إلى منتصف طريق منزله. . .
ولما خلا السيد كورفيل بزوجه، أطلعها على كل شئ وهو يكاد يختنق من شدة الضحك، ولكن السيدة دي كورفيل لم تضحك قط وإنما كانت تنصت إلى زوجها بانتباه، حتى إذا فرغ من حديثه ابتدرته برزانة:
إن البارون أبله يا عزيزي. . . فإذا كان لم يستطيع شيئاً فلأنه كان خائفاً. . . وسأكتب حالاً إلى برت أن تعود
فأنشأ السيد دي كورفيل يحتج بفشل جميع المحاولات البارون ولكن زوجته أسكتته بقولها:
- يجب أن تعلم أن الرجل إذا كان يحب زوجته واتته القدرة دائماً!
فلم يحر السيد دي كورفيل جواباً إذ اعتراه هو نفسه شئ من الخجل. . .
ابزاك شموش