مجلة الرسالة/العدد 356/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 356/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 04 - 1940



الفرقة القومية تحتفل بمولد الأميرة فوزية

كانت ليلة الثلاثاء الماضي صفحة مجيدة في تاريخ الفرقة القومية، فقد احتفلت فيها بمولد صاحبة السمو الملكي الأميرة فوزية احتفالاً جديراً بمكانتها وكفايتها افتتحه مديرها الأستاذ خليل مطران بك بقصيدة عصماء أنشدها بين يدي المليك، ثم مثلت الفرقة رواية (عبيد الذهب) التي نقلها إلى العربية الأستاذ أحمد الصاوي محمد، فكانت الرواية ببراعة ترجمتها، وطرافة موضعها، ورشاقة أسلوبها، وقوة إخراجها، وحسن تمثيلها نظاماً متسقاً من الفن والجمال واللذة قلما شهدناه في ماضي الفرقة. والحقيقة التي أثبتها هذه الحفلة أن الفرقة إذا ساعدها الكتاب بالاختيار الموفق للموضوع، والترجمة الملائمة للرواية، ظهرت براعتها في الإخراج والتمثيل ظهوراً يجذب إليها هوى الجمهور، ويعقل عنها لسان النقد.

فقهاء ببزنطة

قرأت افتتاحية العدد ال 352 للسنة الثامنة من مجلة الرسالة الغراء بعنوان (فقهاء بيزنطة) لحضرة رئيس التحرير الأستاذ الكبير السيد أحمد حسن الزيات. وقد أعجبني نقده رجال الدين لتشاغلهم بصغار الأمور عن معاليها التي جاء الإسلام بها؛ ووصفه الأستاذ بأنه (هو الذي وضع الدساتير الخالدة لسعادة الفرد والأسرة والأمة والإنسانية في كل زمان وفي كل مكان)؛ ولانصراف أهله عن حقيقته ومقصده، وقد لبسوه كما يلبس الفرو مقلوباً. ونقل العلامة أحمد فتحي باشا زغلول في مقدمة كتاب: (الإسلام خواطر وسوانح): أن السيد رشيد منشئ المنار قال في أمثال من ينتقدهم الأستاذ الزيات: (إن الجبر صار عندهم توحيداً، وإنكار الأسباب إيماناً، وترك الأعمال المفيدة توكلا، ومعرفة الحقائق كفراً أو إلحاداً، وإيذاء المخالف في المذهب ديناً، والجهل بالفنون والتسليم بالخرافات صلاحاً، واختبال العقل وسفاهة الرأي ولاية وعرفاناً، والذلة والمهانة تواضعاً، والخضوع للذل والاستسلام للضيم رضى وتسليما، والتقليد الأعمى لكل متقدم علماً وإيقاناً)

أعجبني نقد الأستاذ كما أعجبتني شكواه من الضعف النشء في معرفتهم الدينية التي يتلقفونها عمن هم حجب على محاسن الدين ومزاياه الحميدة، وقد شعر السيد الإمام كما شعر حضرة الأستاذ الجليل، حينما اختبر أمثال هؤلاء، وألقيت عليه أسئلة كالتي ألقيت على الأستاذ صاحب (الرسالة) الغراء، وحل السيد رشيد المعضلة التي رجا الأستاذ حلها، وتمنى أن تشرح للناس عبقرية هذا الدين وفلسفة تشريعه ووجوه إصلاحه وأسباب خلوده على ضوء العلم الكاشف ونظام التأليف الحديث (بالوحي المحمدي) وقد طبع في سنتين ثلاث مرات، واتفق على الشهادة له كبار العلماء والأدباء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومختلف أقطارهم. ولو شئت أن أذكر أسماءهم وأنقل جملاً من رسائلهم، لاحتجت إلى صحائف من مجلة الرسالة. على أني أكتفي بأن أورد كلمة من خطاب الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي إلى السيد رشيد في وصف كتاب الوحي:

(إنكم وفقتم لفتح جديد في الدعوة إلى الدين الإسلامي القويم، فقد عرضتم خلاصته من ينابيعه الصافية، عرضاً قل أن يتيسر إلا لفرع من فروع الشجرة النبوية المباركة. وقد استطعتم أن توفقوا بين الدين والعلم توفيقاً لا يقوى عليه إلا العلماء المؤمنون. فجزاكم الله عن الإسلام أحسن ما يجازى به المجاهدون)

وكلمة للأستاذ محمد لطفي جمعة في كتاب الوحي المحمدي:

(وفي الحق أنه كتاب جليل يلفت النظر بما أورده الأستاذ مؤلفه من الأدلة العقلية والحجج النقلية، بوضوح وجلاء، على طريقة حديثة لم تسبق للمؤلفين في المسائل الدينية)

وكلمة للأمير شكيب أرسلان: (. . . وقد كتب السيد رشيد هذا الكتاب أيضاً لكل من نشأ نشأة أوربية أي خالية من التربية الإسلامية التي يكون الناشئ قد ارتضع فيها مبادئ الإسلام مع لبن أمه فيقال إنها رسخت فيه من الصغر، ولما كان جميع من يقرءون العلوم العصرية اليوم ويتعلمون بحسب برامج الحكومات الإسلامية الحاضرة هم في الحقيقة أشبه بناشئة الأوربيين ولو كانوا مسلمين نسباً. كان هذا الكتاب موجهاً أيضاً إليهم لأنهم في حكم الأوربيين من جهة فقد التربية الإسلامية أو على ما يقرب من ذلك)

وفي هذا القدر كفاية من شهادة هؤلاء العلماء الإجلاء بأن كتاب الوحي المحمدي هو الحل للمعضلة التي تسألون عن حلها وهو الضالة المنشودة التي تبحثون عنها لتجيبوا سائليكم عن وجود كتاب يبين أن (الإسلام بتوحيده بين الدين والدنيا علاج لأدواء المجتمع ونظام لفوضى الطبيعة وأنه يساير التطور ويطاول الزمن فلا يمكن أن تكون فيه مناقضة للمدينة الصحيحة ولا معارضة للتقدم الحق) وبالله التوفيق.

عبد الرحمن عاصم

معرفة طمي النيل باللاسلكي

يعرض الأستاذ الدكتور محمد محمود غالي أمام الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية التي هو عضو في مجلس إداراتها بحثاً جديداً يناقش فيه الأهمية العلمية في القطر المصري لتقدير كميات المواد المعلقة في مياه النيل أو الترع مدة الفيضان، ومعرفة الحالة التي تتغير بها في الحيز وفي الزمن. وتتصل هذه المعرفة بموضوع رسوب الطمي في ترع الري أو رسوبه أمام خزان أسوان

وسيتكلم عن طريقته الخاصة لمعرفة كمية الطمي وتحليلها من الناحيتين النوعية والكمية بتعيين سرعة ووزن جسيمات الطمي في الماء بطريقة ضوئية، كما سيتكلم عن طريقة أخرى استخدم فيها ظاهرة التبادل الضوئي الكهربائي لمعرفة سرعة جسيمات كروية في سائل أو غيوم كطمي النيل في الماء، وهي طريقة يتعين بها كمية الطمي المحمولة بالنيل ودراسة الحالة التي يتوزع بها

وسيبين بعد ذلك امتداداً للبحث الأخير توصل بواسطته إلى طريقة لمعرفة كمية الطمي المحمولة بالماء عن بعد دون الالتجاء إلى استخدام الأسلاك الكهربائية، بمعنى أنه يتسنى من القاهرة مثلاً تسجيل كمية الطمي المحمول بالنيل في أي وقت من اليوم وفي أي جزء من النيل مثل العطبرة أو النيل الأزرق أو أمام أسوان

وسيلقى هذا البحث في يوم الثلاثاء 30 أبريل الساعة 6 مساء أمام الجمعية في كلية العلوم بسراي الزعفران بالعباسية

إلى الأستاذ صديق شيبوب

تحية وإعجاباً. . . وبعد:

قرأت قصتكم الممتعة البارعة التي ترجمتموها عن الكاتبة القديرة (سلمى لاجيرلوف). فأخذتني روعتها فكرة وأسلوباً؛ ومن ثَمَّ جئت أتمنى عليك، مشكوراً مني ومن جمهرة القارئين، أن تدأب على ترجمة آثار هذه القصصية العالمية القادرة

ولكن حبي لآثارك الروائع، وحرصي عليها أن تبدو رائعة كاملة، دفعني أن أشير لك في رفق وهون إلى لفظة جاءت في آخر القصة أعتقد (أنا) أن الأوفق أن تبدل بأنسب منها. رعاية لسياق الكلام، وانسجام المعاني، وأمانة لفن القصة

فقد حكيت في ختام القصة عن شعور الزانية، وتطهر روحها من دنس رجسها (. . . لا تمحي عن بشاعة الخطيئة، وجمال العدل. . .) وكان الأنسب أن تقول: (وجمال الرحمة) لأن العدل لا يجعل في نفوس البشر. إذ كانوا أبداً خاطئين

ولست أدعي أنني رأيت الأصل الفرنسي، ولكني أرجح وفقاً لذوقي أن تكون الكلمة في هذا الأصل هي (الرحمة) بدلاً من (العدل)

على أني أسارع فأقرر أن الرأي لك، وللأصل الفرنسي، ولأصله السويدي. . . وإنما الأمر خلاف ذوقي فقط. . . لا يمس روعة القصة في قليل أو كثير

وتحياتي لك - أيها الأستاذ - مقرونة بتقديري وإعجابي

مراد الكرداني

عدد التلاميذ بالمدارس المصرية في السنة الماضية

يؤخذ من آخر إحصاء رسمي أصدرته وزارة المعارف أن عدد التلاميذ الذين كانوا يتلقون العلم في السنة الدراسية الماضية (1938 - 1939) بالمدارس الأميرية غير الأولية بلغ 77. 029 طالباً

من هذا العدد 64. 682 مسلماً و12219 قبطياً، ومنه أيضاً 76. 729 مصرياً و128 سودانياً، وواحد حبشي، و9 يمنيون، واثنان أردنيان، و18 سورياً، وواحد أرمني، واثنان من الإنجليز، وستة من العراقيين، و31 فلسطينياً، و35 من العرب، و4 من الهنود، وواحد من أهل سيام وخمسة من الأفغان. وستة من أهل جاوا، وواحد ألباني، واثنان أسبانيان، واثنان تركيان و3 من اليونان، و3 من طرابلس، وواحد إيطالي و7 من حضر موت، و16 مراكشياً، و3 من زنجبار، وواحد صيني، وواحد من الجزائر، وخمسة من إيران، و6 من الفرنسيين

ويؤخذ من الإحصاء المتقدم ذكره، أن عدد التلاميذ الذين يتلقون العلم بالمدارس الخاضعة لتفتيش وزارة المعارف 76. 736 طالباً وأن عدد التلاميذ المقيدين بالمدارس الأولية والمكاتب العامة مليون و119. 47 تلميذاً منهم 640. 790 بنين، 478. 681 بنات

الجندي المجهول

سيدي الأستاذ الزيات:

شغلتني شواغر جمة عن الاطلاع على مجلة الرسالة (العدد 354) الموعد المعتاد فلم أطلع عليها إلا اليوم، ولما وصلت إلى ما نقلتموه من مجلة العصبة البرازيلية وجدت به خطأ أردت أن أنبه إليه إذ قالت في حديثها عن الجندي المجهول إن فكرته نشأت في فرنسا. الحقيقة أنها نشأت في مخ قس إنجليزي سنة 1916. وفي أغسطس سنة 1920 تحدث بها إلى رئيسه الذي نقلها بدوره إلى رئيس الأساقفة، ونفذت الفكرة وأحضر الجندي واحتفل به في نوفمبر سنة 1920. أما طريقة إحضاره فلها قصة طريفة قد تقرأها يوماً في الرسالة إن شاء الله

هذا ما عن لي، وإني لشاكر لكم فضلكم لإفساح صدركم لكلمات القراء المتواضعة

محمد فخري مهنا

كياني أو لساني؟

سيدي الأستاذ الكبير مدير الرسالة

قرأت ما كتبه الأديب الفاضل عبد العليم عيسى عن (ليالي الملاح التائه) للأستاذ الشاعر علي محمود طه فأعجبني منه أنه كان بعيداً عن الغرض والهوى، صريحاً بارعاً في حكمه على شعر الشاعر ومنزلته بين شعرائنا المعاصرين. غير أني أخالفه في أن لفظة (كياني) أرق من لفظة (لساني) في البيت:

قلت والنشوة تسري في لساني ... هاجت الذكرى فأين الهرمان

فهي في موضعها أدق وأبرع بكثير من الأولى، فضلاً عن أنها لفظة شعرية خفيفة موسيقية. أما قوله: إنه لا يتصور تلك النشوة التي تسري في اللسان. فهو دليل على أنه ليس من أرباب الكاس والطاس. وقديماً قال الشاعر العربي حسان بن ثابت:

كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل

وفسر المعري المفصل باللسان، وهكذا ذكر اللسان والقاموس حامد القوصي

مدرس بالقاهرة