مجلة الرسالة/العدد 332/الحب الطاهر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 332/الحب الطاهر

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 11 - 1939



لمعالي الشيخ محمد رضا الشبيبي

أما لأسير في هواكَ سراحُ ... وهل لتباريحِ الفؤادِ براحُ

أجل، سّلمتْك العاشقون قلوبها ... وما فوْق تسليمِ القلوبِ سماح

إذا بدءوا يستعطفونك عاوَدوا ... وإن بكرَوا يستطلعونك راحوا

هوُوا فاتَّقوْا بثَّ الغرام فأضمروا ... فخانهمُ الصبرُ الجميل فباحوا

يحبون وخزَ النُّجلِ وهي صوارمٌ ... وطعنَ القدودِ الهيفِ وهيَ رِماح

خليليَِّ ما أحلى الغرامَ سجيّةً ... إذا كرَّمتْه عفةٌ وصلاح!

وما أخطر العشق الذي ليس دونه ... على عاشقٍ يأتي الهناة جُناح!

يقولون: إتيانُ الكبائرِ جائزُ ... وفعلُ الخطايا المنكرات مباح

أفي هذه الأخلاقِ للجنس نهضةٌ ... وللبشر الآتين منه فلاح؟

يريدون للدنيا ضِماداً وإنهم ... بجُثمانِ هذا الاجتماع جِراح

ويعتبرون الناسَ مرضى كأنهم ... - وهم كيَّفوا داَء النفوس - صِحاح

ألا هِممٌ يكبحْن من شهواتهمْ ... فينحطُّ مبْلٌ، أو يلين جِماحٌ

وهل فاضلٌ يرعى الفضيلة؟ إنها ... خيالٌ سَيفْنى أو حِمىً سيباح

فقد عصفت بالمَكْرمات زعازعٌ ... وعفَّت رُسومَ الأكرمين رياح

إذا أظلمتْ أخلاقنا وتجهَّمتْ ... فهل نافعٌ أنَّ الوُجوهَ صِباح؟

محمد رضا الشبيبي