مجلة الرسالة/العدد 331/الفرقة القومية تقدم رواية:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 331/الفرقة القومية تقدم رواية:

مجلة الرسالة - العدد 331
الفرقة القومية تقدم رواية:
ملاحظات: بتاريخ: 06 - 11 - 1939



امرأة تستجدي

أدار المؤلف موضوع الرواية حول شخصية بارزة في المجتمع لها حظها من الثقافة والعلم والمكان الرفيع. فالبطل رئيس تحرير صحيفة سياسية قد رشحه مجلس النواب، وهو رجل مثقف مستنير الذهن واسع المدارك يعيش أعزب حتى يلتقي بامرأة تقع من نفسه موقعاً حسناً فيخطبها سعيداً مغتبطاً. وإذ هو بسبيل استكمال سعادته يعرض له حادث يغير وجه الأمر

لقد كان من رأيه أن ليس من حق الإنسان أن ينتصف لنفسه. ليس له

أن يقتل مهما يكن من أمر، ليدع القضاء يأخذ له حقه، رعاية لنظام

المجتمع وخشية عليه من الانهيار. وقد هاجر برأيه هذا في مسألة

عرضت له إذ قتل رجل عشيق ابنته الذي وعدها وأخلف

بيد أنه لا يجد مناصاً من ارتكاب جريمة القتل لسبب لا يسيغ قتل ذبابة فضلاً عن رجل! أتدري من قتل؟ إنه قتل زوج أخته الذي طلقها لينقذه من حبائل امرأة مستهترة ولينقذ شرف الأسرة وثروتها التي لا تزيد على عشرين فداناً مثقلة بالديون!

وإنك لترى أنه أقدم على ارتكاب جريمة القتل وهو في حالة كان يرى فيها نفسه أسعد رجل في الوجود، خطب المرأة التي يحبها وسيتزوج منها بعد أيام، وهو يوشك أن يبلغ قمة المجد، وغداً ربما يكون وزيراً أو رجلاً خطيراً في الدولة. هذا الرجل يقدم بعزم وإصرار على قتل زوج أخته لأنهه طلقها! ومن العجيب أنه، وقد أراد أن ينقذ شرف الأسرة وثروة الأسرة، أنه سلم نفسه للعدالة حتى لا ينتصف لنفسه بنفسه، وبذلك وقعت الكارثة الكبرى، وانتهت حياته وانهارت آماله ونزلت بالأسرة الفضيحة مزدوجة وخسرت عائلها وسيدها!

بأي منطلق كتب المؤلف هذه الرواية؟ لسنا ندري، ومن العبث أن ندري فما يجيز العقل شيئاً كهذا إلا إذا كان البطل قد نزل يوماً بدار المجانين، وقد جعل هذا المنطق شخصيات الرواية شاذة مضطربة ليس في الحياة مثلها أو شبيهة بها. وبهذا خرجت الرواية س عرجاء رغم جهد المخرج النابه الذي أخرج غيرها من قبل بنجاح ملحوظ. وكيف يسيغ هذه الأكذوبة الجريئة على الحق والحياة، لو أنه بذل بعض هذا المجهود في إخراج رواية مستقيمة لأفاد منها كثيراً كما أفاد من (الحب والدسيسة) وغيرها مما أخرج

وقام الأستاذ أحمد علام بدور البطل، وإنك لترى موقفه وهو يحاول عبثاً أن يستر ضعف الشخصية التي يؤديها، على أنه وفق في كثير من مواقفها كممثل

وهكذا كانت السيدة دولت أبيض التي جعلها المؤلف، وهي امرأة، لا تهتز لذكرى أمها على حين كان أخوها، وهو رجل قد بلغ الغاية في رقة العاطفة وجلال التأثر لذكرى أعز شخصية في الوجود

أما الآنسة فردوس حسن فقد كانت شخصيتها بعيدة عن منطق الرواية الأعرج، وهي منها في الصميم، أحبت صاحبها ورضيت به زوجاً ودافعت عن سعادتها في حدود قدرة المرأة التي جربت الحرمان، وهكذا كان عملها سليما وشخصيتها سليمة

وكان منسي فهمي بارعاً في دور الرجل المستهتر السادر في غيه. وكان موقفه مع (شربات) الراقصة من أبدع المواقف

أما الآنسة أمينة نور الدين فقد قامت بدور (شربات) الراقصة، ولنا حديث عنها في العدد المقبل.

وكان الأستاذ عباس فارس في دوره الصغير آية من آيات الإبداع والقوة، حتى لقد جعلنا ننتصر لقضيته ونسخر بمنطق البطل.

وكان أنور وجدي في دور الشاب المرح غاية في الظرف. وكذلك كان حسن إسماعيل في دور (هاني) الذي يعتبر بداية حسنة لممثل شاب وبعد فإن الرواية ساقطة من وجهة التأليف ناجحة إلى حد ما من وجهة الإخراج

فرعون الصغير