مجلة الرسالة/العدد 315/في اللغة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 315/في اللغة

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 07 - 1939



إخوان الفوارس

لأستاذ جليل

إخوان الفوارس (أي هذا الجمع الشاذ) هم أكثر من السبعة اللذين ذكرهم الصحاح والتاج، وجئبهم في جزء سابق من (الرسالة الغراء) والسبعة هم: الفوارس، والهوالك، والنواكس والخوالف، والفوارط، والغوائب، والشواهد

فهناك ستة غيرهم أظهرهم موهوب بن أحمد الجواليقي في (شرح أدب الكتاب) وأودعهم البغدادي (خزانته) وهناك اثنان ذكرهم التبريزي في (شرح ديوان الحماسة) وهذه جريدة الثمانية:

1 - الحوارس جمع حارس

2 - الحواجب جمع الحاجب، من الحجابة

3 - الخواطئ جمع الخاطئ، من ذلك ما جاء في المثل: مع الخواطئ سهم صائب

قال التاج. يضرب لمن يكثر الخطأ ويصيب أحياناً، وقال أبو عبيدة: يضرب للبخيل يعطى أحياناً

4 - الروافد جمع الرافد

قال ضمرة بن ضمرة النهشلي:

وطارق ليل كنت حَم مبيته ... إذا قل في الحي الجميع الروافد

قال الأنباري شارح المفضليات: الروافد جمع الرافد كقولك فارس وفوارس، وهي أحرف (يعني كلمات) يسيرة. والرافد المعونة، وحم مبيته: قصد مبيته

5 - الحواج: جمع الحاج

6 - الدواج: جمع الداج

ومن أيمانهم - كما جاء في اللسان -: أما وحواج بيت الله ودواجه لأفعلن كذا وكذا.

والداج - كما يقول الأساس - هم الذين يمشون مع الحاج من أجير أو جمال أو نحوهم من دج دجيجاً بمعنى دب دبيباً، ومنه الدجاج، وفي التاج: الداج التباع والجمالون، والحاج أصحاب النيات وفي الفائق: رأى ابن عمر قوماً في الحج لهم هيئة أنكرها. فقال: (هؤلاء الداج وليسوا بالحاج). قالت النهاية: أي هؤلاء لا حج لهم إلا أنهم يسيرون ويدجون:

7 - الخوارج: جمع الخارج

8 - البواسل: جمع الباسل

قال التبريزي في شرح بيت الحماسي:

وكتيبة سفع الوجوه بواسل ... كالأسد حين تذب عن أشبالها

(بواسل رده إلى الكتيبة، وفواعل في صفة الرجال قليل. يقال: فارس وفوارس، وهالك وهوالك، وناكس ونواكس، وخارج وخوارج). . .

وممن لم يذكروهم (عواذل) دعبل و (لواحي) علي بن الخليل من شعراء الأغاني. يقول الأول في قصيدة زواها أبو علي في (أماليه):

قال العوازل: أودي المال. قلت لهم: ... (ما بين أجرٍ وفخرٍ لي ومحمدة)

أفسدت مالك. قلت: المال يفسدني: ... (إذا بخلت به والجود مصلحتي)

ويقول الثاني، وعنده العوازل واللواحي:

إذا ما كنت شاربها فسرا ... ودع قول العواذل واللواحي

وفي التاج: اللواحي: العذال، والعذال من جموع العاذل. وفي اللسان: اللواحي: العواذل

وقال الجوهري في (صحاحه): قول الراجز:

لقد علمتُ والأجلِّ الباقي ... أن لا تردُّ القدرَ الرواقي

كأنه جمع امرأة راقية أو رجلاً راقية بالهاء للمبالغة. أو رجلاً راقياً بغير هاء حتى ينضوي هذا الجمع إلى ذاك الجيش. . .

هذه جريدة ما وجدناه، وقد يكون هناك ما ذهب علينا، وهي العربية المتبحبحة في كلماتها ولغاتها. قال الإمام محمد ابن إدريس الشافعي في رسالته في أصول الفقه: (لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً. ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي)

(ق)