مجلة الرسالة/العدد 292/أسطورة. . .!
مجلة الرسالة/العدد 292/أسطورة. . .!
(تصوير فربان)
قالوا: وكيف كان ذلك؟
قال الراوي: زعموا أن الرئيس رزفلت سفير السلام بين السامية ولآرية، ورسول الوئام بين الديمقراطية والدكتاتورية، أولم لأقطاب الحكم في الدول الأربع ذوات الرأي في مصير العالم اليوم وليمة ليستخرج من بين الأفواه والكروش، علل الخلاف بين الأساطيل والجيوش. فلما فرغت الصحون، وامتلأت البطون، دارت الكؤوس، فدارت الرؤوس، ونم كل لسان بكمين سره قال الدتشي وقد نهض معتمداً على كتف الفوهرر:
إن تشمبرلين ودلادييه لا يزالان على الرياء القديم يتبجحان بالحرية والمدنية والسلام، وهما يخفيان وراء الحرية استبعاد الشرق، ووراء المدنية اهتضام الحق، ووراء السلام الحب والشطارة. أما أنا وهتلر فمبدأنا أننا عراة جياع، وسياستنا الصراع لا الخداع، ووسيلتنا الإخضاع لا الإقناع. فإذا جنح خصومنا للسلام، فليقاسمونا ما في أيديهم من الطعام وإلا فالحرب التي تجعلنا سواء في الضعف، إن لم تظهرنا عليهم بالقوة
فنظر السيد رزفلت إلى عميدي الديمقراطية فوجدوهما يتلاحظان ولا يتكلمان. فقال للرؤساء جميعاً:
- إن الذئاب تتهارش ولا تتفارس. وإن أراكم متفقين على الغاية، بعضكم بالطيش وبعضكم بالحذر، وموافقين على هذا الراي، بعضكم بالكلام وبعضكم بالنظر. وليس أمامكم ما يقبل القسمة إلا بلاد العروبة! فهي التي غزتها فرنسا بالتعليم والربا، وفرقتها أمريكا بالتبشير والهدى، ومزقتها إنجلترا بالتفريق والتجارة. وفي تقسيم القارتين العجوزين بينكم على السواء، نجاة المدينة والديمقراطية من الفناء
- قال الراوي: فانبسطت أسارير الرؤساء لهذا الرأي الصريح، وشربوا كما ترى نخب هذا الحل المريح!
ابن عبد الملك