مجلة الرسالة/العدد 268/أنا ما لي. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 268/أنا ما لي. . .

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 08 - 1938



للأستاذ صالح جودت

تركَتْني في اعتلالي ... وَرَمَتْني لليالي

بعدما أشهدْتُها القل ... بَ فقالت: (أنا ما لي!)

أنتِ يا مَنْ أُرسلُ الدم ... ع إليها. . . وهو غالِ

أنا ما آمنتُ قب ... لك يوماً بالجمالِ

وأنا بالسحر والفت_نة ما كنتُ أبالي

ذهب الحبُّ بنفسي ... ووقاري وجلالي

أيّ خَطْبٍ عندما تدْ ... مَعُ آماق الرجال!

أَنتِ يا مَنْ أسأل الأيَّ ... امِ عنها والليالي

ليتها تستشعر القس ... وَةَ في ذُلِّ السؤال!

تركتني في اعتلالي ... لم يَرُعْهاَ سوءُ حالي

فتضرعتُ إلى اللي ... ل بقلبٍ غيرِ سالِ

قلتُ يا ليلُ أما عن ... دكَ من طيفِ خيال؟

رَقَّ قلبُ الليل حتى ... بَعَثَ الطيفَ حيالي

فتمنيتُ عليه ... بشحوبي وهزالي

إن رَأَى رَيَّتَهُ قَ ... صَّ عليها ما جرى لي

فانثَنى عني ملالاً ... وَتَوَلَّى في دلال

بعد ما ردد ما يح ... فظ عنها: (أنا ما لي!)

قلتُ لله وقد قَ ... لَّ مع الدنيا احتيالي

أأنا يا رَبِّ عبدٌ ... لك لم يخطرْ ببال؟

وإذا ضَلَّ فؤادي ... أَفيعييكَ ضلالي؟

وإذا ضاقَتْ بيَ الأر ... ضُ فهل تأبى احتمالي؟

آه لو قلت كما قا ... ل حبيبي (أنا ما لي!)