مجلة الرسالة/العدد 267/المسرح والسينما
مجلة الرسالة/العدد 267/المسرح والسينما
التلفزيون في دور السينما
نشرت إحدى المجلات السينمائية الإنكليزية بحثاً عن التطورات السينمائية التي ينتظر أن يمتاز بها العهد السينمائي الجديد فقالت إن (التلفزيون) هو أهمها وأقربها إلى أن يكون حقيقة واقعة في العام القادم. والتلفزيون جهاز لالتقاط إذاعات لاسلكية صوتية وبصرية في وقت معاً. ولا شك أن احتواء البرامج السينمائية عليه هو خطوة كبيرة في سبيل إبلاغ السينما إلى المستوى (العلمي) المنشود. ولكن هل التلفزيون من الوجهة (الفنية) يعتبر تحسيناً للسينما؟ وهل يعده الجمهور ميزة فيزداد إقبالاً على الدور التي تحوي برامجها شيئاً منه! يقول الفنيون إن التلفزيون لا يمكن أن يعد تحسيناً، لأنه سيقتصر على بضعة مجموعات من الإذاعات المنقولة - صوتاً ونظراً - لتحل محل (الجريدة السينمائية) والطبعات الأخيرة من الجرائد السينمائية الناطقة، ليست في الواقع إلا إذاعات ناطقة مصورة، وفيها نرى (المشاهد) على الشاشة أهم الحوادث العالمية الجارية كما نسمع أشهر الخطب و (الإستهلالات الموسيقية) التي تصنع من أجل التمهيد لهذه الخطب وخلافها؟!
فإذا كان ما قرأناه صحيحاً، وهو أن البرامج اللاسلكية المصورة سوف تقتصر إذاعتها على دور السينما الكبيرة ولن يكون في مقدور من لديه جهاز للتلفزيون أن يتلقاها على الشاشة المنزلية فلماذا يعد احتواء البرامج السينمائية على بضعة إذاعات لاسلكية مصورة تطوراً جديداً في صناعة السينما، بعد ما ثبت أنه لا جديد فيه وأن محطة أو محطات معينة هي التي سوف تقدم لدور السينما فصوله اللاسلكية المصورة، سواء أكانت مصنوعة أو مأخوذة من الطبيعة مباشرة؟!
إن التلفزيون على النحو السابق إنما يعد تقدماً أو تحسيناً في (طرق العرض السينمائي) لا في (صناعة السينما) ذاتها. .!
في السينما المحلية
يكاد النقاد السينمائيون في مصر أن يتفقوا على أن شركاتنا السينمائية قد استطاعت أن تخطو بالفلم المحلي الخطوات الابتدائية التي جرت العادة بأن تكون متعبة يبذل فيها من الجهود أضعاف ما يبذل في الخطوات التي تليه وبدهي أن فيما أخرجت شركاتنا المحلية أخطاء كثيرة. ولا غرو فالأفلام تخرج - في مصر وغيرها - وفاقاً لأصول جملة فنون وصناعات عملية لا يملك الإنسان أعنّتها إلا بعد المران، ونحن لا نزال ناشئين في هذه الصناعة. لذا وجب على الناقد أن يساهم في توجيه الجهود الفنية الوجهة المنتجة
وأول ما نريد أن نلفت النظر إليه هو ضرورة التخصص. فالشركة الصغيرة ينبغي لها أن تتخصص في نوع معين من الأفلام والممثل السينمائي يحسن به أن ينصرف إلى تمثيل نوع معين من الأدوار أو الروايات، والمخرج الذي ينتظر له النجاح والإجادة هو الذي يقتصر على إخراج نوع معين من الروايات وبطريقة معينة
والواقع أن نظام التخصص قائم عندنا إلى حد ما، ولكن في الشركات التي تتولى إخراج أفلام خاصة، كشركة الأستاذ محمد عبد الوهاب التي تخرج الأفلام الغنائية التي يكون هو بطلاً لها، وكشركة يوسف وهبي التي تخرج أفلاماً درامية من النوع العنيف يكون هو بطلها، وكشركة لوتس فيلم التي تخرج أفلاماً من نوع الفودفيل الدرامي الضاحك يقتصر تمثيلها دائماً على الثلاثي الفني آسيا وجلال وماري كويني. . .
ولكننا نريد أن يعم هذا النظام شركاتنا الكبيرة ذات الأموال الكبيرة، كاستوديو مصر مثلاً، وكالشركة الكبيرة الجديدة التي أنشأها الأستاذ أحمد سالم
ونظرة واحدة إلى الأفلام الأمريكية تكفي لأن يسلم الجميع بأن التخصص هو العامل الأول والأهم في نجاح الشركات والنجوم كذلك
(سينمائي)